الطفلة نور الهدى تصارع الغيبوبة في بيتها منذ مليوني دقيقة
نشر بتاريخ: 21/01/2012 ( آخر تحديث: 21/01/2012 الساعة: 18:54 )
اريحا- معا- "لا نيأس من رحمة الله ولا حول ولا قوة الله بالله "، بهذه الكلمات بدأ حامد عبد القادر احمد ابو زينه حديثه وهو يروي المعاناة التي تعيشها طفلته نور الهدى وهي تصارع من اجل الحياة منذ اربع سنوات حيث تعيش في غيبوبة واسيرة للاجهزة الطبية.
وقال حامد الذي يعيش في وسط مخيم عقبة جبر للاجئين ويعيل اسرة مؤلفه من 14 نفر وهو اسير محرر يعمل بالمياومه في أي مجال يتاح له " اننا كأسرة نموت كل لحظه ونتألم ونحن نشاهد فلذة كبدنا وهي تصارع المرض في غيبوبتها منذ اكثر من مليوني دقيقة وهي السنوات الاربع التي مرت علينا وقلبت حياتنا الى جحيم ، على امل شفائها باذن الله وعودتها الى متابعة حياتها مثل سائر اطفال العالم.
في كل لحظة نستذكر كيف كانت بيننا تلعب وتغني وتحضر حقيبتها لروضة مدرستها، في كل ارجاء البيت لها حكاية مع اخوانها وامها مع جيرانها ومع اطفال روضتها ، كانت تتطلع الى مستقبل مشرق مثل باقي الاطفال ، لم تكن تعرف ماذا كان يخبيء لها القدر، انها ارادت الله التي لا اعتراض عليها، فنور الهدى الطفلة البريئة هي اليوم جسد بلا حواس بعد ان تعرضت لحادث مأساوي منذ اربع سنوات.
|162126*حامد ابو زينه يحتضن طفلته نور الهدى الاسيرة للاجهزة الطبية |
ويضيف الاب وهو يستعيد شريط ذكرياته بحزن وألم الى تلك الحادثة قائلاً " في ذلك اليوم الاسود كنت اسيراً في سجن النقب حيث كنت اقضي حكماً بالسجن لمدة ثلاثة سنوات ، وقبل اسبوع من الحادث زارتني زوجتى ونور الهدى التي كانت في الخامسه من عمرها ، في تلك الفترة لم يكن مسموح للاطفال بالدخول الى حجرة الاسرى الا الزيارة من وراء الزجاج واذكر كيف بكت نور وصرخت مرات " يابا ، بحبك يابا ، بدي ابوسك يابا " مما دفع الشرطي الاسرائيلي للتدخل وكسر التعليمات وحمل طفلتي نور وادخالها الى حجرة الاسرى لتعانقني بشدة في مشهد مؤثر دفع زملائي واخوتي الاسرى لاحتضانها وكأنها تنتظر المكتوب".
وتابع وهو لا يستطيع ان يحبس دموعه التي انسابت على وجنتيه ، بعد اسبوع فقط من هذه الزيارة وقع القدر، فقد سقطت نور الهدى من فوق الطابق الثالث لبيت العائلة في المخيم على الارض ونقلت الى مستشفى اريحا ثم الى مستشفى الاهلى في الخليل حيث كانت فاقده للوعي منذ الحادثه ولغاية الآن.
|162127*صورة التقطت للطفلة نور الهدى قبل اسبوع من الحادث|
واضاف "حاولنا بكل امكاناتنا وجهودنا ان نفعل شيء لانقاذ طفلتنا وطيلة فترة السبعة اشهر التي امضتها في مستشفى الاهلي كنا نطرق كل الابواب من اجل مساعدتها وما اصعب تلك اللحظات عندما تكون اسيراًً وراء القضبان ولا تستطيع ان تفعل شيء لاغلى ما تملك في هذه الحياة الا وهو طفلتك وفلذة كبدك ، كانت زوجتي في هذه المعركة لوحدها تركض في كل الاتجاهات لا تعرف نهار او ليل تراجع الجهات المسؤولة لتأمين احتياجات ومتطلبات ابنتنا على سرير العلاج وتحرص على رعاية ابنتنا الطفله كأم وممرضه وتتحمل مسؤولية العائلة اليومية ويزيد من هذه الاعباء والمعاناة متابعة زوجها الاسير في السجون الاسرائيلية والظروف الصعبة التي تحيط بموضوع المعتقلين ، كلها ظروف استثنائية عصفت في العائلة وقلبت حياتنا الى جحيم لا يعرف تفاصيله الا الله سبحانه وتعالى ، كان ولا يزال همنا وأملنا بالله تعالى اولاً وآخراً هو شفاء ابنتنا نور الهدى فهذا ما نتمناه ولكن هناك التزامات لنور الاسيرة لمرضها وللعائلة لا نستطيع ان نغفلها ، فالوضع الاقتصادي متواضع واحتياجات نور المرضية كبيرة ، مشيراً الى ان وزارة الصحة الفلسطينية مشكورة تبنت عملية علاج نور الهدى على نفقتها طفله ولكن ليس 100% فقد واجهنا صعوبات لتوفير مبلغ سبعة آلاف شيكل وهي نسبة 5% لفاتورة مستشفى الاهلي بالخليل عدى عن مصاريف الرعاية والتنقل التي دفعتنا للاستدانه والغرق في ديون للآخرين ، تحملنا من اجل طفلتنا وسنتحمل في سبيل ذلك حتى وان قدمنا اعز ما نملك املنا بالله كبير وبالجهات المختصة وبأهل الخير في بلدنا ووطنا العربي الكبير ، حتى اننا كلما نشاهد البرنامج الانساني لتلفزيون mbc في اسبوع الذي يتناول الحالات المرضية للاطفال العرب نتمنى ان تحظى نور الهدى بفرصة من خادم الحرمين الشريفين لعلاجها في الخارج حتى تستعيد طفولتها وتعود الى حياتها كالفراشه ، انه الوضع المالي الذي يكبلنا ولا حيلة لنا ولا قوة الا بالله ".
ويتابع ان قصة وحكاية نور الهدى لم تقف عند الشهور السبع الاولى بل انها حكاية ألم ومعاناة لا زالت تتواصل حلقاتها في كل يوم وساعة ودقيقه لا بل في كل ثانية فنحن نتنفس مع جهازها الذي يخترق جسدها البريء والنحيل ليمدها بالاكسجين على امل ان تصحو وتعود الينا ، فهي تعيش في احد غرف البيت منذ ثلاث سنوات بعد ان عجزت المستشفيات عن علاجها وحولتها الى البيت لنشرف عليها .
ويقول بحسرة " ما اقسى المشهد وما اصعب الانتظار ، كل تركيزنا في نور ، لا نعرف السعادة ولا الفرح ولا طعم للحياة ، كلنا في ورشه دائمه من اجل رعايتها ، هي كل شيء ولا نقدر ان نفعل شيء الا تقديم المسانده والرعاية والأدوية والطعام الخاص وحتى هذا بات عبئاً كبيراً على العائلة العاجزة عن توفير هذه الموازنات لتكاليفها الباهضه ، مشيراً الى ان وزارة الصحة تصرف جزء بسيط من الادوية المطلوبة فيما هناك ادوية للاعصاب والطعام الخاص واللوازم لحالتها نضطر الى شرائها على حسابنا وهذه تصل الى حوالي ثلاثة آلاف شيكل شهرياً في الحدن الادنى .
وقال بألم " نسمع عن صناديق وجمعيات لمساعدة الاطفال والحالات الانسانية ولم نجد أي تحرك من أي جهة للوقوف الى جانب الطفلة نور الهدى التي طوت عامها التاسع وهي تصارع في معركة من اجل الحياة ، ونحن هنا باسم الطفلة نور الهدى نناشد الرئيس محمود عباس " ابو مازن " ورئيس الوزراء الدكتور سلام فياض والمسؤولين في الجهات المعنية انقاذها والوقوف الى جانبها ، فهي بحاجه ماسه الى وقفه جاده ، نحن لا نطالب بكمايات وثانويات في الحياة بل اننا نناشد من اجل انقاذ حياة طفله بريئة من اطفال فلسطين .