مجموعات سياحة هولندية تزور جنين وتطلع على الوضع السياحي فيها

جنين- معا - استقبل محافظ جنين قدوره موسى اليوم في محافظة جنين وفدا ضم عددا من المجموعات السياحية في هولندا برئاسة إحدى الشركات السياحية الكبرى العاملة هناك ، بهدف الاطلاع على الوضع العام في محافظة جنين والتعرف من قرب على الأماكن السياحية، للترتيب لوفود سياحية من أنحاء هولندا إلى فلسطين ومن ضمنها محافظة جنين.

وبعد ترحيب بالوفد الضيف قدم المحافظ شرحا وافيا حول الوضع العام في محافظة جنين من حيث موقعها الجغرافي متضمنا الشرح الوضع التعليمي والصحة والحياة الاقتصادية ومشاريع المحافظة لتك الشؤون واستعرض المحافظ عدد من الممارسات الإسرائيلية بحق المواطنين وخاصة المناطق الواقعة داخل الجدار وما يشكله من انتهاك لأبسط حقوق الإنسان ، إضافة إلى تعريف بما تتميز به من عناصر قوة وجذب وخاصة السياحة التاريخية والدينية .

كما أشار في الوقت ذاته كلا من نفق بلعمة وبئر يوسف عليه السلام وتل تعنك كآثار واضحة على تاريخ جنين خلال آلاف من السنين ، وكذلك كنيسة برقين رابع أقدم كنيسة في العالم والتي تعد معلما مهما يلقى اهتماما من قبل المسيحيين في فلسطين والعالم.

وبين للمجموعات إن طريق الحج المسيحي المسلم حيث كانت جنين تعتبر معبرا للحجاج من مختلف مناطق العالم الذين كانوا يعبرون الناصرة إلى جنين ومنها إلى يرقين لزيارة الكنيسة فيما كان الحجاج المسلمين القادمين من الشمال يعبرونها للوصول إلى الحجاز وزيارة مكة للحج. وكيف أن الاحتلال الإسرائيلي للبلاد قد عطل ذالك،

وتمنى أن تكون الخطوات التي تقوم بها السلطة الوطنية الفلسطينية ومحافظة جنين قادرة على إرجاع الأمور إلى ما كانت عليه من حيث تمكين الحجاج من الوصول إلى الكنيسة والمسلمين من الوصول إلى القدس .

وأضاف، كذلك فإن البلدة القديمة في جنين تمثل الفترة العثمانية وان قصور عرابة وقلعة صانور تعتبر مناطق جذ للسياحة.

وحول ما تقوم به المحافظة لإعادة تأهيل الأماكن السياحية بين المحافظ أن هنالك عدة مشاريع قامت منذ قدوم السلطة وهناك أخرى تتم حالياً منها المشروع الاسباني وآخر ممول من CHF، وان القطاع الخاص قد نشط فعلا لإقامة مشاريع جذب للسياح وهناك أماكن للترفيه وأخرى للإقامة.

واعتبر المحافظ إن الطبيعة الجميلة على مدار العام في جنين قادرة على تشجيع السياح للمرور والإقامة بها.

وحول الوضع السياسي ذكر موسى إن السلطة مصرة على إقامة سلام عادل وتحقيق دولة فلسطينية على حدود 67 ، وحملهم كرسل سلام زاروا المنطقة رسائل من فلسطين للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في وجه السياسة الإسرائيلية القمعية و توفير الدعم المعنوي والمالي لدعمه اقتصاديا ، و مساندته لتحقيق دولته المستقلة كاملة السيادة ، وان محافظة جنين تنعم بالأمن الداخلي ويسط سيادة القانون .

هذا وقد دار نقاش بين المحافظ وممثلي المجموعات السياحية والشركة منظمة الجولة، والتي استفسرت عن أماكن إقامة السياح في حال قدومهم إلى جنين.

وكان رد المحافظ إن هنالك فندقين جاهزين لاستضافتهم، وان الأسعار مناسبة جدا والسوق المحلي غني بما يمكن التزود به من هدايا.

وحول تفاؤل المحافظ بالمستقبل ونظرة المحافظ له ، قال نحن دوما متفائلين ونستمد من صمود وإصرار شعبنا القوة والأمل بما هو قادم، ونحن كشعب حي نعيش وسط عالم تسود فيه شريعة الغاب، ولا يجد الفلسطيني القوة الدولية الكافية لدعمه في إقامة دولته وتحقيق حريته بعد سنوات من الظلم والتشريد.

وفي سؤال حول الشباب والربيع العربي والأجواء العالمية ، ذكر موسى إن الشباب يشكلون أكثر من 65% من الشعب الفلسطيني وانه رغم ارتفاع نسبة البطالة والاحتلال القمعي يتجه الشباب نحو التعليم كسلاح لمواجه ظروفه، والتعليم العالي الذي هو اليوم ملجأهم ولا يمكن سرقته منهم أو مصادرته، ألان ذلك يتطلب تقديم المساعدة للشعب الفلسطيني لإقامة مشاريع استثمار تشغل إعدادا كبيرة من الشباب المتعلم.

وفي هذا السياق أشار إلى الوقت الذي كان فيه الفلسطيني يعمل في العديد من الدول وقام ببنائها وتطويرها، وخص بالذكر الخليج العربي والسعودية وانه برز في عدد من الدول الأجنبية بخبرته وعلمه وقدرته على الإبداع، وانه اليوم قادر على التحدي. أما الربيع العربي فقال كيف يتحرك العالم لمقتل البعض في سوريا مثلا ، ويقف متفرجا على شعب يثور لتغيير أوضاعه وتحقيق حريته منذ أكثر من 60 عاماً،

وأضاف نحن اليوم نفكر بما يمكن أن نقوم به من اجل شبابنا ونحاول وضع خطط إستراتيجية لتمنية الأوضاع وبسط الأمن لكنها جميعا يجب أن تدعم بتحقيق دولة كاملة السيادة لهم وهو الأهم.

وحول العلاقة بين الأديان ، قال موسى إن المسيحي والمسلم هما أبناء هذه الأرض ونعيش معا ونناضل معا ولنا علاقات طيبة مع مسيحي الداخل وكذلك في دول العالم لان الإسلام دين عدل وسلام وتسامح وفي جنين عدد من المسيحيين المنتشرين في القرى والبلدات ولا نشعر او يشعروا بفرق ما لهم ما على الجميع ولديهم علاقات اجتماعية مشهود لها وهناك عدد من الأديرة القديمة والحديثة. حتى ان مدرسة دير اللاتين في جنين اغلب معلماتها من المسلمات وعدد من الطلبة المسلمين بدرسون في المدرسة التابعة لدير اللاتين في الزبابدة.

وحول الهلكوست قال نحن ضد أي جرائم بحق البشر مهما كانت ديانتهم، لكننا لا نقبل إن يبقى العالم خاضعا لاعتقاد إسرائيل التي لا زالت تعيش بعقلية عام 48 ، وإنها الوحيدة التي يجب إن تصدق، وان الإعلام مسيطر عليه من قبلها، اليوم الفضاء الإعلامي واسع وحر ويمكن للجميع معرفة الحقيقة وليست حكرا على احد. ونحن منفتحين على العالم ولا نقبل الاحتلال ومستوطنيه بيننا .

وفي سؤال حول التصالح بين فتح و حماس وضرورة التحدث إلى العالم بلغة واحدة وتمثيل الفلسطينيين بصوت واحد، أجاب المحافظ إن المصالحة قد تمت وان الأيام المقبلة ستشهد توحيدا للجهود ، وبين إن المحيط العربي والدولي متوتر لغاية ويؤثر سلبا على الحياة السياسية العربية والعالمية. ولكنه تساءل لماذا يضج العالم من الوضع الفلسطيني، لكنه لا يحرك ساكنا عندما يهدد ليبرمان بسحق الشعب الفلسطيني وفناءه؟

هذا وقامت المجموعات بجولة إلى كنيسة برقين وقرية حداد السياحية لمشاهدة معالمها عن قرب.