الرئيس: جولتنا الأخيرة بحثت ما يمكن فعله في حال فشل اللقاءات الاستكشاف
نشر بتاريخ: 22/01/2012 ( آخر تحديث: 22/01/2012 الساعة: 19:44 )
موسكو-معا- قال الرئيس محمود عباس في لقاء مع برنامج "أصحاب القرار" بقناة روسيا اليوم، إن زيارته إلى بريطانيا وألمانيا وروسيا، تهدف إلى بحث ما يمكن فعله في حال فشلت اللقاءات الاستكشافية التي تجري في عمان بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وأضاف الرئيس: "من حقنا القيام بحملة دبلوماسية، لكن أنا لا أقوم بالحملة من أجل أن أحاصر إسرائيل، أو من أجل أن أنزع شرعية إسرائيل، لا، أنا أريد أن أعيش مع إسرائيل، هناك فرق بين أن أنزع شرعيتها أو أحاصرها وبين أنني أريد أن أتعايش معها، أنا فعلا أريد أن أتعايش معها ولكن أريد أن أحاصر سياسة إسرائيل والاستيطان الإسرائيلي".
وحول الـ21 بندا التي قدمها نتنياهو، أوضح الرئيس، هذه الواحدة والعشرون نقطة هي عناوين، 21 عنوانا، 21 قضية... نحن نتفاوض حول عنوانين، الحدود والأمن، فلماذا يضع هذه... وأنا ليس من حقي أن أكشف لأن المفروض أنها سر، أما وأنه كشفها فأنا أقول نعم هذه عبثية ولا قيمة لها، ولا يجوز لرئيس وزراء أن يقدم هكذا عناوين، الحدود، الأمن، الدولة اليهودية... بمعنى أنه كلام لا يمكن للإنسان أن يفهم ما معناه، ماذا يعني بهذه الطلاسم، 21 طلسما، وتقول ها قد قدمت لك شيئا، ما الذي قدمته؟.
وفيما يتعلق بمناقشة عملية الاستيطان في مجلس الأمن في 24 من الشهر الجاري، قال الرئيس عباس: "آمل هذه المرة بألا تستعمل أميركا الفيتو. لأن أميركا هي الدولة العظمى في العالم، لا يجوز ـ بصراحة ـ أن تكون بهذا الانحياز لإسرائيل. نحن نحترمها، علاقتنا معها طيبة جدا، يساعدوننا جدا، لنا تمثيل رسمي مكتب المنظمة في واشنطن، وزيارات متبادلة رسمية من رؤساء أمريكان. ولكن أحيانا نشعر أنه فيما يتعلق بهذه القضية ينحازون لإسرائيل. لماذا؟ لا أعرف".
وفي تعقيبه على قيام إسرائيل باعتقال النائب عزيز الدويك، أشار إلى أن "إسرائيل اعتقلته أكثر من مرة، ولا أدري ما هو السبب. فهو اعتقل وخرج، ثم اعتقل وخرج أو أخرج، ولا يوجد أي سبب ما بين الاعتقالين ليقال إنه ارتكب... وليس قبل ذلك فأنا غير مقتنع بأن العزيز الدويك ارتكب جرما يعاقب عليه القانون إطلاقا، وأقول بصراحة هذا اعتقال تعسفي ولا أساس قانوني له إطلاقا".
وفيما يلي النص الكامل للحديث:
س- سيادة الرئيس وصلتم إلى موسكو في ختام جولتكم الأوروبية، والوضع من ورائكم في العالم العربي منقلب رأسا على عقب، وفلسطين ما زالت تترنح بانتظار عدالة قضيتها. ما الذي تتوخونه من القيادة الروسية في هذه المرحلة الحرجة على صعيد إحقاق الحقوق الفلسطينية المشروعة على أسس الشرعية الدولية، وما الموقف الروسي المطلوب في الفترة الآنية؟
- روسيا الاتحادية وقبلها الاتحاد السوفييتي كانت من أهم الركائز الأساسية التي وقفت إلى جانب الشعب الفلسطيني وأذكر أن الأخ الشهيد ياسر عرفات زار موسكو قبل السبعينيات، ومنذ ذاك الوقت ونحن على علاقة طيبة معهم. وبطبيعة الحال ليست فقط العلاقة هي التي تميز دور روسيا وإنما أهميتها في العالم كدولة عظمى ودولة عضو في مجلس الأمن ودولة عضو في الرباعية الدولية.
من هنا اهتمامنا بالعلاقة وإدامة هذه العلاقة وانتظارنا لدور ما يمكن أن تلعبه روسيا الاتحادية. في هذه الأيام بطبيعة الحال عندنا بيانات الرباعية التي صدرت مؤخرا والتي تدعو إلى المفاوضات. بلا شك لا بد من أن ننسق المواقف مع روسيا ومع غيرها من أجل أن يفهموا بالضبط ما هو الموقف الفلسطيني، وما هو ممكن لنا وما هو غير ممكن. من هنا كانت زيارتنا لبريطانيا ثم لألمانيا وثم لروسيا خاصة وأن لدينا الآن مباحثات تجري في الأردن بيننا وبين الإسرائيليين ونأمل بأن تثمر عن نتائج إيجابية، ولكن إذا لم يحصل فنريد أن نعرف أو نتفاهم مع هذه الدول وبالذات روسيا الاتحادية ما يمكن أن نعمله فيما بعد.
س- سيادة الرئيس بالنسبة للمحادثات. عدتم لتعولوا على اللجنة الرباعية بعد أن كنتم اتهمتموها بالانحياز لإسرائيل وعدتم لإجراء محادثات في عمان مع الإسرائيليين بعد قطيعة دامت 16 شهرا. ما الذي دفعكم للقاء الطرف الإسرائيلي في هذه المحادثات التي سميتموها لقاءات استكشافية وهو ما عرضكم لانتقادات من أطراف عديدة، والأهم أنها لم تأت بالنتائج المرجوة حتى الآن؟
- هو بدون شك تعرضنا لانتقادات كثيرة لأن الناس ملت من الحديث من أجل الحديث وهذا ما يحصل الآن مع الأسف الشديد لكن نحن لا نريد أيضا أن نضيع الفرص، نحن لم نرفض اللقاء مع الإسرائيليين إطلاقا، حتى عندما كان الوسيط الأميركي جورج ميتشل كنا نلتقي وكنا نتبادل الآراء والأفكار من خلال المفاوضات تقريبيا من خلال مفاوضات غير مباشرة بمعنى لم نكن بعيدين عن بعض. وبصراحة اتصالاتنا مع الإسرائيليين لم تنقطع إطلاقا.
س- ولكن ألم يكن هناك قطيعة لمدة 16 شهرا واشترطتم وقف الاستيطان من أجل إعادة...
- الإسرائيليون لا يريدون أن يصلوا معنا إلى أرضية للمفاوضات، أرضية المفاوضات هي أن نقول حدود 67 وإذا أمكن تعديلات متبادلة بالقيمة والمثل وليس لدينا مانع وهذا موقف دولي، وليس موقفنا نحن. وكذلك بالنسبة للأمن وهي مشكلة بالنسبة لنا، مشكلة كبيرة لأن المفهوم الأمني لدى الإسرائيليين مفهوم لا يمكن أن نقبل به، وهو أن يستمر الاحتلال 40 سنة أخرى، هذا لا يمكن أن نسميه استقلالا ولا يمكن أن نسميه أمنا، وإنما يمكن أن نسميه استمرار الاحتلال. إذا بهذه الصورة نحن نحاول، وأما المفاوضات الاستكشافية ففعلا استكشافية، وليست مفاوضات حول قضايا، بمعنى أننا نريد استكشاف موقف الإسرائيليين كما يستكشفون موقفنا لنعرف ما هي الأرضية لنتفاوض عليها فيما يتعلق بالحدود والأمن، عندما نصل إلى هذا نعود إلى المفاوضات.
س- هناك من يتهمكم بأنكم رضختم للضغوطات الإسرائيلية والأميركية بهذا الخصوص، وأنكم عدتم لمزاولة عملية المفاوضات التي لم تجد نفعا خلال العشرين سنة الماضية. ما ردكم سيادة الرئيس على هذا الاتهام، وهل لك أن توضح لنا سر تمسككم بالمفاوضات التي أكدتم مرارا أن لا بديل عنها في أكثر من مناسبة رغم فشلها في انتزاع ولو أحد الثوابت التي تسعون إليها؟
- أولا لا بديل عن المفاوضات، أما بالنسبة للعودة إلى المفاوضات... أنا كما قلت نحن نستكشف، وهذا بناء على طلب اللجنة الرباعية. بمعنى أننا لم نأت بشيء جديد أو لم نطلب شيئا جديدا أو لم نعد لشيء جديد، وإنما هذا هو الموقف الدولي وعلى أساس هذا الموقف نحن نتفاوض. والحقيقة الكثيرون بمن فيهم الشعب الفلسطيني يوجهون انتقادات، اليوم كانت هناك مظاهرات إلى جانب المقاطعة، تقول لا حاجة لهذه المفاوضات...
س- ولكن مسؤولين إسرائيليين كثيرين عبروا بصراحة عن تقييمهم للمفاوضات كما صرح موشي عالون بقوله إن المناورة بالمفاوضات تخلق الوهم أن هناك حلا أو اتفاقا والوقت يعمل لصالح من يعرف أن يستغل هذا الوقت، وقال إن الصهيونية عرفت كيف تستغل هذا الوقت، ونحن في الحكومة ـ قال ـ نعرف كيف نستغل الوقت؟
- بمعنى انه استغلال للوقت من أجل فرض أمر واقع، وهذا ما يفعلونه الآن ونحن نرفضه رفضا قاطعا، ويعرفون أن ما يفعلونه الآن في الأرض الفلسطينية غير شرعي وغير قانوني وأنه في النهاية يجب أن تزول هذه المستوطنات لأنها غير شرعية. هم يتصورون هذا، ولكن بالنتيجة... فيما مضى كان هذا هو رأيهم وكان هذا هو موقفهم عندما انسحبوا من سيناء، كانوا يرفضون الانسحاب من شرم الشيخ ومن غيرها من المستوطنات التي بنوها في سيناء، والنتيجة أنهم عادوا إلى الحدود الدولية. كذلك في لبنان سينسحبون من الباقي من مزارع شبعا، ولكن هم يضعون الناس في وهم أن هذا الأمر لا يمكن، لا يمكن أن يتراجعوا عنه ليوهمونا ويصوروا لنا أن الأمر مستحيل وبالتالي نقبل بالأمر الواقع ونحن لن نقبل بالأمر الواقع.
س- نتنياهو قال إنه سلمكم وثيقة من 21 بندا، وسماها من الجدار إلى الجدار، وقال إن عليها إجماعا إسرائيليا واتهمكم بأنكم ترفضون لقاءه في رام الله رغم أنه على استعداد لذلك. ما هي هذه الوثيقة وهل فيها من جديد؟
- أولا أنا التقيت به ثلاث مرات في سبتمبر 2010، التقيت به عندما دعانا الرئيس أوباما في واشنطن ثم بعد ذلك التقينا في شرم الشيخ ثم مرة ثالثة في بيته في القدس لمدة 4 ساعات في 15 من سبتمبر 2010، وكنا نتحدث في كل شيء، ولم أخرج معه بأية نتيجة، لا يريد وقف الاستيطان ومفهومه الأمني يريده حسبما يفهمه، وهو أن يبقى بنهر الأردن على التلال المقابلة 40 سنة، هذا منطق استعماري، وهو ليس منطق من يريد أن يتفاوض، أو من يريد العيش بسلام مع جيرانه... إذا أنا لا أرفض اللقاء ولكن أعطني أساسا، فجاء بواحدة وعشرين نقطة، وهذه الواحدة والعشرين نقطة هي عناوين، 21 عنوانا، 21 قضية... نحن نتفاوض حول عنوانين، الحدود والأمن، فلماذا يضع هذه... وأنا ليس من حقي أن أكشف لأن المفروض أنها سر، أما وأنه كشفها فأنا أقول نعم هذه عبثية ولا قيمة لها، ولا يجوز لرئيس وزراء أن يقدم هكذا عناوين، الحدود، الأمن، الدولة اليهودية... بمعنى أنه كلام لا يمكن للإنسان أن يفهم ما معناه، ماذا تعني بهذه الطلاسم، 21 طلسما، وتقول ها قد قدمت لك شيئا، ما الذي قدمته؟
س- سيادة الرئيس كيف تنوون استثمار ما يجري من تحولات في العالم العربي خاصة أن هناك تقديرات بكسبكم رصيدا أقوى الآن في الشارع العربي، كيف لكم أن تستثمروا التغييرات الحاصلة لتحسين شروط التفاوض من جانب، وفرض حل القضية الفلسطينية على المجتمع الدولي من جانب آخر؟
- ما زال الوضع العربي للآن غير واضح، بمعنى يحتاج إلى وقت. هناك إرهاصات هنا وهناك وهناك ثورات بالتأكيد، ولكن حتى الآن الدول نفسها التي نتعامل معها أو التي نتمنى أن نستفيد من التغييرات فيها، لم تنهض بعد، ما زالت تعاني. إنما من حيث المبدأ نحن نعتقد تماما أن الشعوب العربية التي وقفت مع القضية الفلسطينية هي نفس الشعوب العربية الموجودة حاليا والتي لم تتغير، تغيرت وجهة نظرها بالنسبة لحكامها، وهذه مسألة داخلية نحن لا نتدخل بها، إنما بالنسبة للقضية الفلسطينية أعتقد أن الشعوب لم تتغير وبالتالي سيبقى موقفها كما هو.
س- سيدي التزمتم أمام الرباعية بوقف خطواتكم على المستوى الدولي حتى السادس والعشرين من الشهر الحالي، فيما إذا فشلت الرباعية في إحداث تغيير أجندتكم، الكثير من المخططات أولها كما قال الدكتور نبيل شعث إن هذا العام سيشهد تحولا، أو حملة دبلوماسية غير مسبوقة ضد إسرائيل، وسيكون عملا ضاغطا على إسرائيل بحيث يضعها تحت حصار عالمي حقيقي، وستكون هذه الحملة شبيهة بتلك التي وجهت ضد الأبرتهايد في جنوب إفريقيا. هل هذا صحيح، وكيف ستفعلون ذلك؟ هذا ما قاله الدكتور شعث.
- أنا أعرف، ولا نريد أن نصل إلى هذا التوصيف، ولكن بصراحة نحن قمنا بحملة دبلوماسية، أنا عندما آتي إلى موسكو وكنت قبلها في برلين وقبلها في لندن، وقبلها في أمريكا اللاتينية وقبلها جنوب أفريقيا. هذه حملة دبلوماسية من حقنا، من حقنا أن نقوم بها. لكن أنا لا أقوم بالحملة من اجل أن أحاصر إسرائيل، أو من أجل أن أنزع شرعية إسرائيل، لا. أنا أريد أن أعيش مع إسرائيل، هناك فرق بين أن أنزع شرعيتها أو أحاصرها وبين أنني أريد أن أتعايش معها، أنا فعلاً أريد أن أتعايش معها ولكن أريد أن أحاصر سياسة إسرائيل والاستيطان الإسرائيلي...
س- أنت لا تريد أن تحاصر إسرائيل، ولكن إسرائيل حاصرت الشعب الفلسطيني في غزة، لماذا لا نتعامل بالندية؟
- أنا أتعامل معها بأن أحاصر سياستها، بمعنى أنني عندما أخاطب العالم وأقول له إن الاستيطان غير شرعي تصرفات المستوطنين غير شرعية وهذه التصرفات التي تقوم بها إسرائيل غير شرعية، ولكن لا أقول إسرائيل غير شرعية. وبالتالي فمسألة الحملة الدبلوماسية موجودة وستستمر. فقد وصل الاعتراف بدولة فلسطين إلى 130 دولة، وأنا متأكد أنه مع استمرار مساعينا فسنصل إلى 150 وإلى 160 دولة، هذا واجبنا. إنما ماذا سيحصل بعد 26 هذا أمر للجنة المتابعة العربية التي ستنعقد أول الشهر القادم وسنقدم لها مطالعة كاملة عما جرى، ورؤيتنا عما يمكن أن يجري، ثم على ضوء ذلك نعلن ما هو موقفنا.
س- لم تقرروا بعد، أم أنكم لا تريدون الإعلان عن ذلك؟
- لا لا لا، من الممكن أننا لم نقرر بعد ومن الممكن أننا لا نريد الإعلان عن ذلك، كلا الأمرين ممكن.
س- سيادة الرئيس خطابكم في الأمم المتحدة كان تاريخياً ومؤثراً جداً ولكن أعضاء مجلس الأمن الثمانية على ما يبدو أنهم لم يتاثروا به بما فيه الكفاية وقرروا التصويت ضد مطلبكم بالعضوية الدائمة. وأعلن أن المجلس سيواصل التشاور بانتظار موقفكم فيما إذا كنتم ستوافقون على دولة غير كاملة العضوية، هل هذا السيناريو وارد؟
- أولاً نحن حصلنا على 8 أصوات، وليس على 9، والمطلوب 9 وليس 8، للأسف لم نستطع. ولا ننكر أن الدول كلها تعرضت إلى ضغوط لعدم التصويت لنا...
س- القبول بدولة غير عضو، غير وارد؟
- إلى الآن لم نفكر فيه، حتى أقول أنه وارد أم غير وارد...
س- هذا يعني أنكم قد تفكروا بهذا الطرح؟
- طبعاً يمكن أن نفكر بأي شيء...
س- هل يمكن أن يحدث تراجع في المطلب الفلسطيني، من دولة عضو إلى دولة غير عضو؟
- كل هذا وارد، وأنا لا أسميه تراجعاً، وإنما أقول أن كل شيء وارد. إنما نحن الآن في الوقت الحاضر لو سألتيني ما هو موقفنا الرسمي هو أن نستمر في دعم طلبنا في مجلس الأمن حتى لو فشل مرة واثنان وثلاثاُ، سنستمر في هذا السعي.
س- سيادة الرئيس ألا تعتقد أن الوقت قد حان أيضاً لإستراتيجية نضالية جديدة تشمل خطوات موجعة للطرف الآخر، كوقف التعاون الأمني مثلاً كما يدعو البعض، أو حل السلطة والتعامل مع إسرائيل كدولة ابرتهايد. ما رأيكم؟
- لا نريد أن نستبق الأحداث، نحن قلنا أنه بناء على طلب الرباعية التي قالت خلال 3 أشهر لا بد من أن نكمل ونجمل قضيتي الأمن والحدود وبعد ذلك خلال سنة يتم الوصول إلى حل كامل. الآن 3 أشهر ستنتهي في 26 يناير، ونحن بعد 26 يناير سنفكر ماذا نفعل. ما هو البديل؟ هل نستمر؟ أم لا نستمر؟ وكيف نستمر وما هي الخطوات القادمة التي نقوم بها. خطوة واحدة أنا لا أفكر فيها إطلاقاً، وما عدا ذلك منفتح لأي شيء، وهي الكفاح المسلح، أنا لا أقبل الكفاح المسلح.
س- كل شيء وارد إلا الكفاح المسلح؟
- كل شيء وارد إلا الكفاح المسلح، وهذا له قصة طويلة لا نريد أن ندخل بها معكم هنا في روسيا اليوم لأن الحديث طويل...
س- وربما يحتاج إلى برنامج آخر؟
- يحتاج إلى برنامج آخر.
س- في 24 من الشهر الحالي تجري في مجلس الأمن مناقشة عامة للاستمرار في تسليط الأضواء على عملية الاستيطان، هل أنتم متفائلون بإمكانية استصدار قرار من مجلس الأمن يدين الاستيطان في النهاية؟
- مع الأسف نحن وصلنا إلى شبه قرار في شباط الماضي وقدمنا بهذا الموضوع، حول الاستيطان، ولكن مع الأسف أمريكا استعملت الفيتو، حصلنا على 14 صوتاً، كل دول العالم صوتت معنا، وأمريكا استعملت الفيتو. آمل هذه المرة أن لا تستعمل أمريكا الفيتو. لأن أمريكا هي الدولة العظمى في العالم، لا يجوز ـ بصراحة ـ أن تكون بهذا الانحياز لإسرائيل. نحن نحترمها، علاقتنا معها طيبة جداً، يساعدوننا جداً، لنا تمثيل رسمي مكتب المنظمة في واشنطن، وزيارات متبادلة رسمية من رؤساء أمريكان. ولكن أحياناً نشعر أنه فيما يتعلق بهذه القضية ينحازون لإسرائيل. لماذا؟ لا أعرف.
س- هل يعني ذلك أنكم مازلتم تثقون بالأمريكيين؟
- لا شك في ذلك. ولنا علاقة طيبة معهم، وعلاقة طيبة مع الرئيس أوباما ومع السيدة هيلاري كلينتون.
س- رغم أنهم منحازون للإسرائيليين في كافة القضايا؟
- اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية، أزمة لا أقف عندها لكي أقول هذا الموقف الأمريكي موقف معاد ولا بد من أن نقطع العلاقات...
س- إذاً ما زلتم على علاقة طيبة وقوية مع الأمريكيين وهم الراعي الأساسي للعملية السلمية، لازلتم تثقون في هذا الموضوع؟
- بالضبط، لا بد أن نتعامل معهم وإن كنا نختلف.
س- سيادة الرئيس هل صحيح أنكم تنوون التوجه للمحكمة العليا في لاهاي بالنسبة للعملية الإسرائيلية ضد غزة 'الرصاص المصبوب' والتي راح ضحيتها 1400 شهيد و 5 آلاف جريح. هل تنوون مقاضاة إسرائيل بهذا الشأن؟
- هذا الموضوع للآن لم نبحثه.
س- سيادة الرئيس رفعت الشعوب في بعض الأقطار العربية شعار إسقاط النظام، في حين رفع الفلسطينيون شعار إسقاط الانقسام. المصالحة ـ سيادة الرئيس ـ قطعتم فيها شوطاً هاماً مؤخراً. أين تقف ولماذا فشلتم إلى الآن بتشكيل حكومة وحدة وطنية مع العلم أنكم أعلنتم أنه لن تكون هناك انتخابات في ظل حكومتين؟
- أولا نحن لم نفشل. إلى الآن لم نفشل، بل بالعكس حققنا خطوات. ثم نحن لا نريد أن نشكل حكومة وحدة وطنية. لكي تكون الأمور واضحة... نحن اتفقنا ـ وأنا هذا ما اقترحته ـ أن نشكل حكومة حيادية انتقالية من التكنوقراط. حكومة حيادية من المستقلين، وانتقالية لأشهر إلى أن تجري الانتخابات، ومن الفنيين تكنوقراط، إذا هذه ليست حكومة وحدة وطنية، هذا أولاً...
س- سيتم تشكيلها قريبا؟
- طبعاً فنحن نسير في الخطوات. الشيء الآخر نحن اتفقنا على أشياء كثيرة، ولاحظتم في القاهرة أن هناك تقدماً ملموساً سياسياً. ما هو؟ أن حماس وافقت على أن تكون الهدنة ليس في غزة وإنما في الضفة الغربية، ووافقت أيضاً على أن المقاومة مقاومة سلمية شعبية، وليس عسكرية. وافقت على حدود 67، ووافقت على انتخابات في الشهر الخامس القادم. إذا هناك تقدم، الشيء الآخر أن اللجان تعمل بسرعة من اجل إنضاج هذه المصالحة، فالمصالحة لم تفشل والحكومة حكومة انتقالية.
س- سيادة الرئيس كيف تعقبون على عملية اعتقال الدكتور عزيز الدويك؟
- إسرائيل اعتقلته أكثر من مرة، ولا أدري ما هو السبب. فهو اعتقل وخرج، ثم اعتقل وخرج أو أخرج، ولا يوجد أي سبب ما بين الاعتقالين ليقال أنه ارتكب... وليس قبل ذلك فأنا غير مقتنع بان العزيز الدويك ارتكب جرماً يعاقب عليه القانون إطلاقاً.
س- هل أتت العملية لتعطيل المصالحة كما يقول البعض؟
- يمكن للانتقام من حماس، وممكن لتعطيل أي شيء، ولكن أنا أقول بصراحة هذا اعتقال تعسفي ولا أساس قانوني له إطلاقاً.
س- سيادة الرئيس، وفقاً للمصالحة الانتخابات ستجري في مايو القادم، وسيادتكم أعلنتم أكثر من مرة أنكم لن تخوضوا الانتخابات، أنكم لن تكونوا مرشحين للرئاسة. ولكن وردنا أن قيادات فتح تؤكد مؤخراً أنها لن تسمح لشخص غيرك بالترشح للرئاسة وأنها متمسكة بشخصكم. هل من شأن تفعيل الضغوطات عليك أن تدفعك لتغيير رأيك ربما؟
- إذا كانت قيادات فتح لن تسمح لشخص غيري بترشيح نفسه، فلربما شخص آخر من غير فتح أن يرشح نفسه، أنا لن أرشح نفسي.
س- أنت مصمم على رأيك؟
- إذا لم تسمح لأي شخص أن يرشح نفسه بدلاً منين من المركزية لفتح، فمن الممكن أن يرشح أي كان نفسه.
س- أي مازلت متمسكاً بموقفك من عملية الترشح، ألا تتخوف من أن ذلك قد يحدث انشقاقات أو انقسامات داخل حركة فتح؟
- لماذا. القضية لا تعتمد على شخص.
س- ربما وجودك يحمي الحركة ؟
- القضية لا تعتمد على شخص، ولا يوجد شخص لا يمكن الاستغناء عنه في الكون. من سيدنا آدم إلى هذه الأيام، الكون عامر، والناس تأتي وتذهب، الأنبياء وغير الأنبياء، والزعماء والملوك والرؤساء، كلهم ذاهبون هل ستخرب البلد؟ لا لن تخرب. هل ستتعطل الحياة؟ لا لن تتعطل. إذاً لا يوجد شخص لا يمكن الاستغناء عنه، كل واحد يمكن الاستغناء عنه، سيأتي غيره.
س- سيادة الرئيس في طريقك إلى واشنطن للتوقيع على الاعتراف المتبادل في التسعينات قلت أن هذا الاتفاق سيقود إلى دولة فلسطينية مستقلة إذا أحسنا الأداء، ولكنه سيعزز الاحتلال إذا أسأنا الأداء. وفي كتابك طريق أوسلو تحدثت عن رحلتك من تونس إلى المغرب إلى الولايات المتحدة وتساءلت ـ والكتاب صدر عام 94 ـ إن كان ما ستقوم به سيفتح الباب أمام المستقبل أم أنه سيقفل الطريق إليه. تساءلت هل فرطنا في حقوق شعبنا أم حافظنا عليها. نحن نريد منك سيادة الرئيس أن تجيبنا أنت على أسئلتك التي طرحتها بنفسك وأعتقد أن مرور هذا الوقت كفيل بمساعدتك على تقديم الإجابة؟
- هذه الخطوة التي قمنا بها، فعلاً قلت إذا أحسنا التصرف ممكن أن نصل إلى دولة فلسطينية، وإذا أسأنا يمكن أن نعزز الاحتلال وهذا طبيعي ومنطقي، فقد فتحت الفرصة أمامك لكي تبني دولة، أحسن التصرف تصل إلى الدولة، تسيء التصرف لن تصل إلى شيء، وإنما تكرس الاحتلال. ولكن ظروف أخرى تغيرت وتبدلت وهي أن رابين مات، أو قتل. لماذا قتل رابين؟ لأنه كان يحقق السلام، وجاء بعده مباشرة من لا يؤمن بالسلام، واستمر وضعنا إلى اليوم مع أناس لا يؤمنون بالسلام. إذاً كل المسيرة تعطلت.
أنا عندما أقول هل خنت شعبي أم قدمت شيئاً لشعبي؟ أنا أعتقد وللآن أنا اعتقد أنني قدمت شيئاً وهو أننا ثبتنا الأرض الفلسطينية، عدنا إلى الوطن، عاد نصف مليون فلسطيني بعد أوسلو إلى ألفين عاد نصف مليون فلسطيني إلى الضفة الغربية وغزة، وهذا رقم مفرح يخفف عدد اللجوء. إنما لم يحل مشكلة اللاجئين وإنما حل مشكلة الناس المنتشرين في المطارات وغيرها، صنع أشياء كثيرة، أوجدنا سلطتنا على الأرض، أخذنا 42% كخطوة أولى من الضفة الغربية وقطاع غزة، وكل غزة طبعاً، وأصبحنا مسؤولين عنها مسؤولية كاملة، أصبح لدينا مطار وكان بالإمكان أن يصبح لدينا ميناء، بمعنى أن الأمور كلها كانت تتطور باتجاه الدولة المستقلة... قتل الرجل، رجل السلام المدعو رابين، ولم يأت رابين آخر. جاءهم من يقول لهم يجب أن نبقى في نهر الأردن خوفا من إيران وخوفا من باكستان، وهذا من الوهم الذي يعيشونه والذي يريد للشعب الإسرائيلي أن يعيش في وهم الخوف الدائم لكي يجعله دائم الرفض ومتعنتاً لا يمكن أن يقبل بالسلام.