الأربعاء: 20/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

منح 300 قرض للأسرى المحررين بقيمة مليوني دولار

نشر بتاريخ: 23/01/2012 ( آخر تحديث: 23/01/2012 الساعة: 13:24 )
رام الله- معا- في تقرير أصدرته وزارة شؤون الأسرى والمحررين حول نشاطات برنامج تأهيل الأسرى المحررين الذي تشرف عليه وزارة شؤون الأسرى، استعرضت فيه مجمل الخدمات التي قدمها البرنامج خلال العام 2011 في مجالات التعليم والتدريب المهني والقروض والتأمين الصحي.

وجاء في التقرير أن برنامج التأهيل يعتبر من أقوى وأهم البرامج المتخصصة في تأهيل ودمج الأسرى والأسيرات المحررين في المجتمع الفلسطيني وتمكينهم من إيجاد فرص عمل للعيش في حياة كريمة بعد تحررهم من الأسر وقضاء سنوات مختلفة في سجون الاحتلال.

برنامج تأهيل الأسرى المحررين انطلق منذ إنشاء وزارة الأسرى منذ العام 1995 على أساس أهمية العناية بأفواج الأسرى والأسيرات المحررين وتقديم الخدمات لهم وتنمية قدراتهم وإمكانياتهم للإنطلاق في حياة مجتمعية بمشاركة أبناء شعبهم في عملية البناء الوطني والاجتماعي.

أهمية البرنامج تكمن في تحدّي واقع الاحتلال الذي اعتقل الآلاف من أبناء شعبنا الفلسطيني، ووجود الآلاف من الأسرى المحررين العاطلين عن العمل والذين لم تستطع مؤسسات السلطة المدنية والأمنية من استيعابهم على الرغم من أن السلطة الوطنية تعتبر من أكبر المشغلين للأسرى المحررين.

إن واقع الاحتلال وإمكانيات السلطة المحدودة والمحاصرة تجعل من ظاهرة الأسرى المحررين العاطلين عن العمل ظاهرة تحتاج إلى معالجة ووقفة جديّة ومسئولة وتدخّل من جميع المؤسسات الحكومية والأهلية والقطاع الخاص من أجل مساعدتهم واستيعابهم في إيجاد فرص عمل مختلفة من منطلق مواجهة آثار الاعتقال ونتائجه على المجتمع الفلسطيني وحتى لا يتحوّل الأسرى المحررين إلى عبء على أنفسهم وعلى مجتمعهم، ومن أجل ترسيخ ثقافة وقيمة الاحترام والتقدير لتضحيات ونضالات الأسرى ومعاناتهم داخل السجون كواجب وطني وأخلاقي يفرض نفسه على جميع مكونات المجتمع الفلسطيني.

وزارة الأسرى وبالتعاون مع مؤسسات أهلية ومراكز تدريب وجامعات وبنوك ووزارات مختلفة تبذل جهداً كبيراً في عملية تأهيل الأسرى المحررين على الرغم من أن الحكومة الفلسطينية هي مصدر الدعم الوحيد لبرامجها بعد توقف الدعم الأوروبي لهذا البرنامج منذ العام 2008.

قروض المشاريع الصغيرة:
تعتبر خدمة منح قروض للأسرى المحررين لإنشاء مشاريع صغيرة من الخدمات الأساسية في برنامج التأهيل وإحدى أدوات التغلب على البطالة، حيث تم منح 108 قروض للأسرى المحررين خلال العام 2011 وليصبح مجموع القروض المقدمة منذ العام 2009 حوالي 300 قرضاً بقيمة 2 مليون دولار. وتجدر الإشارة إلى أن جميع مشاريع القروض تمت بالاتفاق والتعاون مع بنك الرفاه وبفوائد قليلة جداً.

إن المشاريع الصغيرة التي أنشأها الأسرى المحررون هي مشاريع ناجحة وفي مجالات مختلفة منها المجال الزراعي والصناعي والتجاري والخدماتي وهناك رضى من الأسرى المحررين على هذه الخدمة على الرغم من مطالباتهم بزيادة نسبة القرض إلى أكثر من 10 آلاف دولار.

التدريب المهني:
خدمة التدريب المهني تعتبر أيضاً من أوسع الخدمات التي يقدمها برنامج التأهيل في وزارة الأسرى حيث يستطيع الأسرى الالتحاق في برامج ودورات تدريب مهنية مختلفة بحسب رغباتهم وميولهم وبما يتلاءم مع حاجة السوق المحلي. وقد التحق في العام 2011 حوالي 530 أسيراً محرراً في دورات مهنية مختلفة منها أمن المؤسسات، سياقة الشحن التجاري، التخليص الجمركي، صحافة وإعلام، تبريد وتكييف، كهرباء عامة، تمديدات صحية، وتسويق ومبيعات، وغيرها من المهن.

وتتعاون الوزارة في هذا المجال مع مراكز التدريب والكليات المهنية في الجامعات المختلفة، حيث يحصل الأسرى الخريجون على شهادات علمية مصدّقة، إضافةً إلى مساعدتهم من خلال المؤسسات على إيجاد فرص عمل لهم.

التعليم الجامعي:
تقدم خدمة برنامج التعليم الجامعي للأسرى المحررين وفقاً لنظامين الأول منها خاص بتأهيل الأسرى المحررين وإلتحاقهم بالجامعات الفلسطينية المختلفة، والنظام الثاني خاص بتعليم أبناء وزوجات الأسرى القابعين في سجون الاحتلال. وقد بلغ مجموع الأسرى المحررين الذين التحقوا بالجامعات الفلسطينية خلال العام 2011 حوالي 200 طالب وطالبة، في حين بلغ مجموع الملتحقين من زوجات وأبناء الأسرى إلى 64 منتفعاً.

إن وزارة الأسرى تغطي نسبة من الأقساط الجامعية عن الأسرى الطلبة الملتحقين بالجامعات تتراوح ما بين 50 إلى 75% من قيمة القسط. وقد وصل عدد الأسرى الطلبة الذين التحقوا بالجامعات الفلسطينية منذ العام 2009 حوالي 2800 طالباً وطالبة.

برنامج التحدّي:
وزير شؤون الأسرى عيسى قراقع أعلن عن عدة برامج جديدة للتغلب على أزمة البطالة في أوساط الأسرى المحررين في المجتمع الفلسطيني. البرنامج الأول "دعم الأجور" ويستند إلى قيام برنامج التأهيل بدفع نصف أجرة الأسير المحرر لصاحب العمل وفق اتفاقية لمدة عامين مقابل أن يقوم صاحب العمل بدفع النصف الثاني من الأجرة، ويلتزم صاحب العمل بتثبيت الأسير في عمله.

البرنامج الآخر أطلق عليه "برنامج التحدّي" والذي سينطلق خلال هذا العام ويستند إلى خلق شبكة من التعاون والتنسيق مع أكبر عدد من المؤسسات الخاصة والأهلية من أجل تشغيل الأسرى المحررين، وسيتم وفق ذلك عقد لقاءات في كافة المحافظات في سبيل خلق شراكة في المسؤولية حول إيجاد فرص عمل للأسرى المحررين وتعاون جميع القطاعات في ذلك.