جمال محمود بين إستحقاق وإستحقاق
نشر بتاريخ: 23/01/2012 ( آخر تحديث: 23/01/2012 الساعة: 11:42 )
بقلم: عبد الرحيم أبو حديد
بعد انتهاء مرحلة الذهاب من دوري جوال للمحترفين، وبعد انفراد نادي هلال القدس بالصدارة بفارق مريح عن مطارده شباب الخليل، وبعد حالة الجمود التي ألمت بمنتخبنا الوطني نتيجة لانتهاء الاستحقاقات الدولية بنتائج مخيبة للآمال.
في كل هذه الأجواء تم تعيين جمال محمود مدربا للمنتخب الوطني، ولمن لا يعرف جمال محمود فهو الذي تميز في مسيرته الكروية بنجاحه مع نادي الوحدات هو وهشام وجهاد عبد المنعم وناصر الغندور ومنير أبو هنطش وعلي جمعة وعبد الله أبو زمع وفيصل إبراهيم وكوكبة أخرى من نجوم الوحدات الذين قادوا القلعة الخضراء إلى منصات التتويج وحصد البطولات .
واستمر نجاح محمود وهذه المرة على صعيد التدريب بعد أن كان في الجهاز الفني لنادي الوحدات فقادهم أيضا إلى منصات التتويج، وبعد أن بعثت الكرة الفلسطينية من جديد جاء محمود ليقود نادي هلال القدس إلى التميز والذي وفر له كل شيء فها هو يقودهم إلى صدارة الدوري وحقق وصافة الدوري السابق وكأس فلسطين، وتوج جهوده في الموسم السابق بكأس السوبر .
جمال محمود الذي يعرف بذكائه وهدوءه ودبلوماسيته ها هو الآن يعقد وضعه في نادي هلال القدس ، فبعد أن ظن الجميع أن الدوري محسوم للهلال ، جاء شباب الخليل من بعيد ليعيد الفارق إلى أربع نقاط .
ومن هنا ظهر لنا جليا أن جمال محمود أخطا بحق نفسه في توليه تدريب المنتخب الوطني في هذا الوقت بالذات، لان ذلك له تداعيات سلبية عليه شخصيا، فانجازه في الدوري سيتعرض للخطر في ظل تعطش لا محدود لمطارده شباب الخليل في الظفر باللقب، و ها هي حالة عدم الاستقرار بدأت تطرق باب النادي المقدسي وبوادره واضحة بتعادلين في بداية مرحلة الإياب أمام المتعثر جبل المكبر والطموح واد النيص، وكما يعرف جمال محمود أن عملية بناء فريق صعبة جدا تحتاج إلى موارد مالية وبشرية، أما عملية الهدم فهي غاية في السهولة إذا حدث خلل أساسي في ركن من أركان النادي سواء كان الخلل ماليا أو إداريا فما بالك لو كان الخلل في الركن الأساسي للنادي وهو المدرب، وكلنا نتابع حالة عدم الاستقرار الذي عاشه حامل اللقب الامعري في مرحلة الذهاب، حاله حال حامل اللقب السابق جبل المكبر لدوري السابق، وأشبه وضع جمال محمود كقبطان يقود سفينة وهو في عرض البحر يشاهد باخرة تغرق فيذهب لقيادتها فربما ينقذها وربما لا وينسى سفينته التي يقودها .
وحقيقة أن قيادة جمال محمود للمنتخب لا تشكل أهمية قصوى، لان السفينة غرقت في المياه الدولية فلا يوجد لنا أي استحقاق دولي في هذه المرحلة ومن يقول إن الدورة العربية كانت استحقاق فهو مخطئ تماما لان الدورة العربية هي بطولة ودية غير معترف بها من قبل الاتحاد الدولي، وحتى أن بعض المنتخبات لم تشارك مثل مصر والمغرب وتونس في حين ان منتخبات أخرى شاركت برديفها أو مزيج لها مثل السودان والأردن وقطر والعراق ، كما أن بعض المنتخبات جاءت إلى الدورة العربية من اجل خوض مباريات استعداديه لبطولة إفريقيا مثل ليبيا ولو حللنا نتائج المنتخب في الدورة العربية في الأرقام فخسرنا ثلاث مباريات أمام الأردن والبحرين والكويت وتعادلنا مع ليبيا وهزمنا السودان، وحققنا المركز الرابع وحقيقة المنتخب لديه قدرات لكن لا تلبي الطموحات .
ورغم ذلك فان الاتحاد الفلسطيني وضع جمال محمود في حالة عدم التركيز في بداية توليه المهمة فذهب جمال محمود مع المنتخب الاولمبي أو الأول لا ندري ليلعب مباراة أمام نظيره الايطالي الاولمبي أم رديف الاولمبي لا ندري، وتم تشتيت المنتخب بين الرام وروما .
ولكن هناك تساؤلات أخرى هل جمال محمود ذهب إلى المنتخب لدواعي مالية ؟ ام هل هو الطموح لقيادة المنتخب ؟ وفي ظل ذلك هل الهلال سمح له بالذهاب ؟ في حال انه سمح له بالذهاب فإذا العلاقة بين الهلال والاتحاد ( سمن على عسل )، أما إذا كان الأمر متعلق بإرادة جمال محمود فهنا مصيبة مفادها : أن الأندية تضع مصيرها بأيدي المدربين كما حصل مع الامعري في لقاء شباب الخليل.
وجميعنا يتذكر ريال مدريد عندما منع مورينيو من قيادة البرتغال لمبارتين غاية في الأهمية رغم انه لا استحقاقات للريال في تلك الفترة، ونذكر أيضا أن سمير زاهر وأعضاء الاتحاد المصري منعوا حسن شحاتة من قيادة منتخب نيجيريا في كاس العالم رغم أن المنتخب المصري لم يكن له أي استحقاق على الإطلاق .
حقيقة ومن باب احترامي لهذا المدرب أتمنى أن لا يندم على قراره، وأتمنى أن تكون قراراته مدروسة أكثر وله نظرة ابعد للمستقبل، وأتمنى أن لا يكون كبش الفداء عند كل كبوة.
كما أتمنى على الاتحاد أن يخلق حالة من الاستقرار وربما يخالفني الكثير إذا قلت أن الاتحاد تهور في إقالة بزاز من قيادة المنتخب الأول .
كل هذا يثير تساؤلات هل تولي جمال محمود لقيادة منتخبنا الوطني يصب في مصلحة جمال محمود أم في مصلحة منتخبنا الوطني أم الاثنين معا أم لا احد منهما ؟
إذن جمال محمود على المحك وأتمنى له التوفيق والنجاح رغم انه أوقع نفسه في مستنقع التشتت، وعلى رأي المثل الياباني لا تستطيع أن تطارد وراء أرنبين.