السبت: 23/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل استشهدت حنين بالفسفور بعد 3 سنوات أم بالإهمال الطبي؟

نشر بتاريخ: 23/01/2012 ( آخر تحديث: 23/01/2012 الساعة: 16:00 )
غزة- معا- شيعت جماهير غفيرة من مخيم البريج جثمان الفتاة حنين أبو جلالة "17عاما " والتي توفيت أمس الأحد في مشفى "هداسا "الإسرائيلي حيت كانت تعالج على إثر إصابتها بجروح وحروق بالقنابل الفسفورية التي ألقتها قوات الاحتلال على منازل المواطنين خلال الأخيرة على قطاع غزة.

وتعالت بين الجماهير أصوات الصيحات والغضب مطالبين بمحاسبة قوات الاحتلال على ممارساتها بحق المدنيين العزل، واستخدام الفسفور الأبيض خلال الحرب، وتفلت مجرمي الحرب الإسرائيليين من العقاب، معبرين عن تضامنهم مع عائلة الفتاة الشهيدة وشعورهم بالحزن والألم لمصابهم.

وكانت أسرة الفتاة قد استقبلت جثمانها على معبر إيرز شمال القطاع وبعد ذلك انطلق موكب التشيع من منزل الشهيدة إلى المسجد حيت تمت الصلاة عليها ومن تم واصل الموكب الجنائزي المهيب حتى مقبرة امخيم حيت ووريت الثرى.

واتهمت أسرة الفتاة إدارة المشفى بوفاة ابنتها نتيجة الإهمال والتقصير الطبي تجاهها، وإخضاعها إلى ما يشبه "حقل التجارب" لأطباء متدربين، حيث قال شقيقها أحمد والذي تلقى الخبر من والده الذي يرافق ابنته في رحلة العلاج:" لقد فقدت أختا عزيزة وعطوفة و صابرة عانت كثيرا من المرض الذي لازمها عدة سنوات".

وأضاف:" لقد كانت أختي دائمة الاتصال بي حتى وهي على فراش المرض في المستشفى قبل دخولها في غيبوبة كنت أتواصل معها وأحاول أن أخفف عنه" وأكد أن الاحتلال يتحمل مسئولية مقتل شقيقته مطالبا منظمات حقوق الأنسان بتبني قضية أخته حنين وفضح ممارسات الأحتلال.

وابتدأت رحلة معاناة الفتاة اللاجئة حنين مع الغازات السامة منذ الانتفاضة الثانية عام 2000 ولكنها اشتدت في الحرب الأخيرة على غزة مع إلقاء قوات الاحتلال القنابل الفسفورية على منازل المواطنين مما جعلها تتنفس طوال وقتها على الأكسجين بسبب المشاكل في الجهاز التنفسي.

وقال الاطباء حسب والدة الفتاة إن ما كانت تواجهه حنين من ضيق في التنفس ناتج عن استنشاق الغازات السامة قبل وبعد حرب غزة وقد ازداد الوضع سوءاً بعد حرب غزة الاخيرة فقد اصبحت تواجه صعوبات جمة في الانتظام الدراسي حتى انتهى بادارة المدرسة ان طلبت وقف ابنته عن الدراسة نظراً لمعاناتها من ضيق التنفس.

وتنقلت الفتاة حنين طوال هذه السنوات في مستشفيات قطاع غزة وجمهورية مصر وأنفق عليها ذووها مبالغ باهضة في شراء الأدوية ومصاريف العلاج وأخيرا إلى مشفى هداسا حيث دخلت في غيبوبة منذ 12 يوماً بعد إجراء عملية جراحية لها في المشفى ومن ثم توفيت، واتهم والد الفتاة حنين إدارة المشفى ووزارة الحرب الإسرائيلية بالتسبب بوفاة ابنته.

وقال إنه أحضر ابنته التي أصيبت بشظايا قنابل فسفورية سامة خلال العدوان على غزة تسببت بحروقها وإتلاف رئتيها إلى مشفى المقاصد الخيرية الإسلامية في القدس ورقدت على سرير العلاج نحو 35 يوماً، إلا أنه بسبب عدم وجود إمكانيات كافية تم التباحث مع إدارة مشفى "هداسا" التي أكدت إمكانية إنقاذ حنين.

وأضاف أن الحديث كان يدور عن نقلها لمشفى هداسا بعين كارم، لكن سيارة الإسعاف الإسرائيلية نقلت الطفلة حنين إلى مشفى هداسا في العيسوية، وبعد إجراء فحوصات شاملة أصيبت بغيبوبة كاملة لمدة أسبوعين.

ويقول والدها:" أحضرت ابنتي لمشفى هداسا تمشي على رجليها وتأكل وتشرب، وها أنا أتسلمها جثة هامدة".

وأوضح أن الأطباء في هداسا قالوا بأنهم سيجرون لابنته عملية تستغرق عشرة دقائق إلا أن العملية استغرقت نحو ثلاث ساعات ونصف الساعة الأمر الذي زاد من الشكوك بوجود أخطاء ومشاكل خلال العملية وهو ما أكده مصدر من داخل المشفى.

وقال:" طلبت من إدارة المشفى تصوير الملف إلا أنهم طلبوا مني مبالغ مرتفعة جداً في خطوة لمنعي من أخذه ما زاد من شكوكي".