بقيمة 10 مليون يورو- فياض يوقع اتفاقية لتحسين المياه بالضفة
نشر بتاريخ: 23/01/2012 ( آخر تحديث: 23/01/2012 الساعة: 19:58 )
الخليل- معا- وقع رئيس الوزراء سلام فياض مع وزير التعاون الفرنسي هنري رينكار،اتفاقية تزويد المياه لسكان الضفة الغربية، بقيمة 10 ملايين يورو، وسيتم بموجبها تحسين خدمات المياه لأكثر من 150 ألف مواطن في الضفة.
جاء ذلك على هامش مؤتمر البلديات الفرنسية الفلسطينية الثالث في الخليل اليوم الاثنين، بحضور وزير الحكم المحلي خالد القواسمي.
ووضع فياض الوزير الفرنسي بصورة تطورات الأوضاع في فلسطين، والمهام والتحديات الماثلة أمام السلطة الوطنية لتعميق الجاهزية الوطنية لإقامة دولة فلسطين المستقلة، والارتقاء بقدرة مؤسساتها على تقديم أفضل الخدمات للمواطنين ورعاية مصالحهم.
|162412|ودعا فياض المجتمعين في مؤتمرالتعاون اللامركزي الفرنسي الفلسطيني الدولي الثالث المنعقد في المركز الكوري الفلسطيني التابع لبلدية الخليل، لاتخاذ مبادرات عملية و ملموسة للمساهمة في الجهود المبذولة لاعمار البلدة القديمة من الخليل و لمواجهة كل الاعمال التعسفية والعدوانية التي تتعرض لها البلدة من قبل جيش الاحتلال والمستوطنون، والى تبني المؤتمر الى مبادرة من اجل اعادة فتح شارع الشهداء في مدينة الخليل المغلق منذ عام 1994، كما طالب الاتحاد الأوربي الاعتراف بالدول الفلسطينية، واتخاذ خطوات على الأرض لوقف التصعيد الإسرائيلي الميداني مؤخراً.
ووثمن رئيس الوزراء، الدعم الذي تقدمه فرنسا للشعب الفلسطيني وسلطته الوطنية، وبما يمكنها من الوفاء بالتزاماتها تجاه احتياجات أبناء شعبنا وتعزيز صموده، ومواصلة العمل لتعميق جاهزيته لإقامة دولة فلسطين المستقلة. كما ثمن دور فرنسا في تعزيز علاقات التوأمة والتعاون بين البلديات الفرنسية والفلسطينية، ودعم المشاريع التنموية، وأشاد بتضامن الشعب الفرنسي ومواقفه الثابتة في مساندة حقوق شعبنا، وفي مقدمتها حقه في إنهاء الاحتلال ونيل حريته واستقلاله، وإقامة دولته المستقلة على أرضنا الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
|162411|إلى ذلك رحب رئيس الوزراء في كلمته في مؤتمر البلديات الفرنسية الفلسطينية الثالث، بموقف الاتحاد الأوروبي إزاء ما تتعرض له القدس المحتلة، من قبل سلطات الاحتلال، وأهمية اتخاذ خطوات عملية لترجمة هذا الموقف إلى سياسة فاعلة.
وشدد فياض على أهمية أن تُركز أعمال المؤتمر، حول الآليات العملية والمباشرة لمساندة المواطنين الفلسطينيين في مدينة القدس المحتلة، وتعزيز قدرتهم على الصمود في مواجهة ممارسات الاحتلال التعسفية، والمساهمة الملموسة في حماية مدينة القدس الشرقية ومكانتها، ليس فقط كعاصمة لدولة فلسطين، بل، وباعتبارها مركزاً لتعايش الحضارات والثقافات، وما يستدعيه ذلك من تكثيف الجهد لإلزام إسرائيل بوقف سياساتها وممارساتها الرامية إلى تهميش مكانة المدينة المقدسة وإقصاء الوجود الفلسطيني منها.
ودعا فياض المؤتمر إلى اتخاذ مبادرات عملية وملموسة للإسهام في الجهد الذي يقوم به شعبنا وسلطته الوطنية لإعمار البلدة القديمة في الخليل، ولمواجهة كل الأعمال التعسفية والعدوانية التي تتعرض لها البلدة من قبل جيش الاحتلال ومستوطنيه، كما دعا إلى أوسع حملة دولية يبادر إليها المؤتمر من أجل إعادة فتح شارع الشهداء.
|162410|وأوضح فياض أن ما يجري على أرضنا المحتلة، وخاصة ما تتعرض له مدينة القدس، وباقي مناطق الضفة الغربية، وخاصة المناطق المسماه (ج)، وكذلك البلدة القديمة في الخليل، وغيرها من المناطق، بات يُبرز للعالم أجمع طبيعة الصراع، ويظهر المشهد على حقيقته كصراع بين إرادة البناء والحرية والحياة التي ينشدها شعبنا، في مواجهة الهدم والتدمير والاقتلاع والتهجير من قبل قوات الاحتلال ومستوطنيه.
وقال "لقد جاء تقرير ممثلي الاتحاد الأوروبي ليؤكد ما كنا قد صممنا على نقله للعالم، بل وتكريسه في الوعي المحلي والدولي، على حد سواء، إزاء متطلبات شعبنا واحتياجاته في هذه المناطق، حيث أدان التقرير بشدة السياسة الإسرائيلية التي تهدف إلى تقويض الوجود الفلسطيني في المناطق (ج)، بل، وأعتبره يقوض حل الدولتين".
وأضاف، "إن هذا الموقف الذي نُرحب به ونُحييه إنما يُشكل خطوةً متقدمة لتسليط الضوء على ممارسات الاحتلال ضد أبناء شعبنا".
وتابع "نأمل بأن يمُهد هذا الموقف الطريق لاتخاذ خطواتٍ عملية ذات مغزى تضع حدا للسياسة الإسرائيلية الهادفة إلى السيطرة على أرضنا ومواردنا".
|162409|وشدد فياض على أنه وفي مواجهة ذلك كله، وللتغلب على الاستعصاءات والانسدادات التي تواجهها العملية السياسية بسبب التعنت الإسرائيلي وعدم جدية إسرائيل، نرى بأنه قد آن الأوان للاتحاد الأوروبي أن يتخذ خطوات ملموسة لإلزام إسرائيل بأن تعيد حساباتها في سياستها المغامرة إزاء مستقبل السلام في المنطقة، وذلك من خلال اتخاذ خطوات ذات مغزى وإعلان الاعتراف بدولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967.
وقال "نعم، من على هذا المنبر، ومن منطلق ما حملته مبادئ الجمهورية الفرنسية منذ تأسيسها، آن الأوان لان تتقدم أوروبا بخطوات ملموسة من خلال الاعتراف بدولة فلسطين، وبما يجعل من دور الاتحاد الأوروبي دوراً فاعلاً ومحورياً، لوضع حد للممارسات والسياسيات الإسرائيلية بحق شعبنا، وبما ينقل العملية السياسية بصورة جادة نحو هدفها المركزي المتمثل في إنهاء الاحتلال وتمكين شعبنا من تقرير مصيره، وتوفير الأمن والسلام لجميع شعوب ودول المنطقة".
وأكد رئيس الوزراء خلال كلمته، على أن هيئات الحكم المحلي تعتبر أحد أهم أدوات التماس والعمل المباشر لتلبية احتياجات المواطنين وتقديم الخدمات لهم، والمساهمة في بلورة أولوياتهم، وأكد حرص السلطة الوطنية على تطوير هيئات الحكم المحلي لما تقوم به من دور حيوي في تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين، والاستمرار في تعزيز وتعميق اللامركزية في دور هيئات الحكم المحلي، وبما يساهم في توسيع صلاحية هذه الهيئات بصورة مستمرة، على الرغم من التحديات التي تواجهها الهيئات المحلية، سيما تلك الناجمة عن ممارسات الاحتلال الإسرائيلي والمتمثلة في مصادرة الأراضي واستمرار الحصار خاصة على أبناء شعبنا في قطاع غزة.
|162408|وفي ختام كلمته أكد رئيس الوزراء استمرار السلطة الوطنية في تحمل مسؤولياتها الكاملة للنهوض بأوضاع شعبنا الاقتصادية والاجتماعية، واستنهاض كامل الطاقات لتحقيق كامل أهداف مشروعه الوطني، وفي مقدمتها إنهاء الاحتلال، وتمكين شعبنا من العيش بحرية وكرامة في كنف دولة فلسطين المستقلة على كامل أرضه المحتلة منذ عام 1967، في قطاع غزة، والضفة الغربية، وفي القلب منها القدس العاصمة الأبدية لهذه الدولة.
ثم تحدث الوزير "هنري دي رينكور" مسؤول التعاون في وزارة الشؤون الخاريجة والأوروبية الفرنسية، مؤكدا على اجماع داخل المجتمع الدولي مفاده ان فلسطين جاهزة لتصبح دولة وهذه الدولة يستحقها الفلسطينيون كما ان تطلعاتهم في هذا الوقت الذي يشهد فيه العالم العربي تحولات كبيرة ليست اقل شرعية من تطلعات اخوانهم التونسيين والمصريين الليبيين والسوريين.
واضاف "رينكور" ان عودة الثقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين يجب ان تمر بوضع حد للاجراءت أحادية الجانب التي لا تقوض بحسب مصداقية المفاوضات بل وتهدد ايضا على المدى القصير حل إقامة الدولتين وأقولها امامكم بدون لبس لا بد من وضع حد للاستعمار وتدمير المنازل وعمليات الترحيل فمستقبل مسلسل السلام متوقف على ذلك.
وكان خالد العسيلي رئيس بلدية الخليل ورئيس المؤتمر قد رحب في بداية المراسم بالضيوف شاكرا المشاركة الفرنسية والأوروبية الكبيرة في فعاليات المؤتمر على ارض مدينة الخليل. قائلا: إنه لشرف كبير لنا أن تشاركونا اليوم اعمال المؤتمر الثالث للتعاون الفرنسي الفلسطيني اللامركزي الذي يعقد برعاية كريمة من فخامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس وبمشاركة مباركة ومشكورة من دولة رئيس الوزراء د. سلام فياض، الامر الذي يعبر عن حرص القيادة الفلسطينية على دعم وتطوير العلاقات الفرنسية الفلسطينية".
|162407|وقال العسيلي في كلمته: يأتي مؤتمرنا اليوم تحت عنوان: فرنسا- فلسطين: شراكة وتضامن نرى فيه عنوانا مناسبا لمؤتمر من هذا النوع وبهذا الحضور الكبير والمميز، من أصدقائنا الفرنسيين والاوروبيين والعالم. اننا نرى فى هذا المؤتمر حدث تاريخي سياسي كبير لبحث أسس وأطر تعزيز الشراكة والتضامن مع أصدقائنا في العالم وخاصة الفرنسيين الذين يعملوا معنا بشكل مستمر وبشكل مهني على مدار السنوات العديدة الماضية، ويقدمون لنا العون المادي والدعم السياسي".
و اضاف العسيلي، اود ان اشير هنا الى الدعم السخي المقدم من خلال وكالة التنمية الفرنسية AFD وايضا الموقف الاخير لفرنسا فى التصويت لصالح عضوية دولة فلسطين لدى اليونسكو، وهو اكبر دليل على عمق الصداقة التى تربط الشعبين الفرنسي والفلسطيني فشكرا لكم على هذا الدعم ايها الاصدقاء فى فرنسا حكومة وشعبا.
وقال العسيلي: إن مؤتمرنا هذا يشكل رافعة هامة للتعاون بين البلديات من كلا الطرفين، ويشكل نقلة نوعية في تطوير التعاون اللامركزي ليصبح شراكة فرنسية فلسطينية لامركزية توازي الشراكة الفرنسية الفلسطينية المركزية التي تم الاتفاق عليها في باريس بين فخامة الرئيس ساركوزي وفخامة الرئيس محمود عباس. إنه لفخر كبير لنا أن نشهد ميلاد هذه الشراكة في مدينة خليل الرحمن، التي تطورت على مر العصور وما زالت لتواكب النهضة والتطور والازدهار، حيث قمنا في الفترة القريبة الماضية بإنشاء وإفتتاح عدد كبير من المشاريع الهامة للمواطنين. وهنا نتقدم بالشكر الجزيل والتقدير لدولة رئيس الوزراء على متابعته الشخصية للمشاريع التنموية فى كافة أرجاء الوطن".
كما شارك في الحديث وإلقاء الكلمات اعضاء منصة الشرف "ميشيل ديلبييار رئيس اتحاد مدن فرنسا وعضو مجلس الشيوخ و "كلود نيكوليه" رئيس شبكة التعاون اللامركزية لفلسطين والدكتور ماجد ابو رمضان رئيس اتحاد الهيئات المحالية الفلسطينية ورئيس بلدية غزة ونائب رئيس منظمة المدن المتحدة العالمية.
الجدير بالذكر ان أعمال المؤتمر تستمر ليومين متواصلين و تتضمن جلسلت متعددة تبحث الوضع في الاراضي الفلسطينية والتراث الحضاري ودعم المؤسسات الفلسطينية من خلال التنمية الاقتصادية و حول التعاون اللامركزي و المجتمع المحلي و مياه الشرب والمياه العادمة والتعاون اللامركزي بين اوروبا وفلسطين وموضوع النفايات الصلبة والتنمية الحضرية و مجالات التعاون الأخرى.
كما عقد العسيلي لقاء منفردا مع نائب رئيس بلدية باريس "بير شبيرا " ناقشا خلاله سبل التعاون المشترك وآليات رفع مستوى الشراكة بين البلديتين.