دراسة: المخ يميز بين القيم الذاتية
نشر بتاريخ: 23/01/2012 ( آخر تحديث: 23/01/2012 الساعة: 19:48 )
بيت لحم-معا- سواء كان المرء خبيرا سياسيا أو موسيقيا محترفا أو مشجعا كرويا متطرفا فإن خيانة المبادئ تعتبر من أخس الأعمال. لكن قرار مقايضة المبادئ بالربح يبدو أنه أخذ مستوى أعمق مما ندرك.
فقد كشفت دراسة جديدة لفريق باحثين أميركيين في العلوم العصبية أن المخ يستخدم عمليات مختلفة للتفريق بين القيم الذاتية التي نقدسها -سواء كانت معتقدا دينا أو هوية قومية أو قانونا أخلاقيا- وتلك التي نحن مستعدون للتنصل منها من أجل ثمن بخس.
وقال غريغوري بيرنز، مدير مركز السياسة العصبية بجامعة إيموري بمدينة أتلنتا المؤلف الرئيسي للدراسة، إن "ما نشاهده في المخ هو أن هناك أنظمة عصبية متميزة لمعالجة الأشياء التي نفكر فيها باعتبارها مقدسة في مقابل تلك التي نفكر فيها على أنها أكثر دنيوية".
ويشار إلى أن الباحثين استخدموا طريقة التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي لتسجيل استجابات المخ لدى 32 شخصا بالغا طوال التجربة. وقد قدم للمشاركين 62 إفادة تتراوح بين الدنيوية (كأن تكون من شاربي الشاي) والأكثر جدلية (كأن تؤيد زواج الشواذ أو أن تكون مؤيدا للحياة)، ثم طلب منهم الإشارة إلى كون هذه الإفادة تنطبق عليهم هي أو نقيضها.
ثم أُعطي المشاركون خيار المزايدة على إفاداتهم الشخصية بالتخلي عن خياراتهم السابقة من أجل المال، وأنهم يمكن أن يكسبوا أكثر من مائة دولار لكل إفادة بالموافقة على التوقيع على وثيقة تقول عكس ما يعتقدونه أو اختيار الخروج من المزاد من أجل الإفادات التي قدروا أنها ذات قيمة عالية لديهم.
ووجدت الدراسة أن القيم "المقدسة" -وهي تلك التي لا يتخل عنها المشاركون من أجل المال- استحثت نشاطا أكبر لجزء المخ المرتبط بتقييم القواعد وعمليات الفكر الصحيح أو الخطأ وهي نفس الأنظمة العصبية المستخدمة في معالجة قواعد النحو أو بناء الجملة أو إشارات الشوارع. ووجدت أن الإفادات التي تم التنصل منها استحثت نشاطا أكبر في أجزاء الدماغ المرتبطة بأنظمة المكافأة.
واقترحت نتائج الدراسة أن السياسة العامة التي تسعى لاستخدام الحوافز لتغيير مواقف الناس حول القضايا "المقدسة" من المرجح أن تكون غير ناجحة.
وقال بيرنز إن معظم السياسة -الاقتصادية أو الخارجية أو العسكرية- مبنيّ بكامله على الحافز أو المثبط. وهذا يكون ملائما في كثير من الظروف، إلا عندما يتعلق الأمر بعالم المقدسات، لأن البيولوجيا توحي بأن هذه أنواع مختلفة تماما من عمليات صنع القرار. وربما لا يتسنى للناس تطبيق نظام صنع القرار المفيد على أشياء مثل الدين أو العرقية أو الهوية القومية.