الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

سجن بئر السبع: المسلخ/ بقلم: الاسير ياسر ابوبكر

نشر بتاريخ: 23/01/2012 ( آخر تحديث: 23/01/2012 الساعة: 22:08 )
هدوء تام اليوم في المسلخ «سجن بئر السبع». هذا والهدوء لا يعود لخروج المعتقلين إلى الفسحة اليومية, بل لأنهم مضربون عن الطعام حيث يختصرون من حركة أجسادهم الضعيفة ومن كل جهد حتى الكلام. ليتمكنوا من احتمال مواصلة الجوع.

إن إدارة السجن تعتمد ممارسة كل أشكال القهر والامتهان ضدهم في محاولة منها لكسر عزيمتهم وإرادتهم فقد قال مدير السجن المدعو (شاشا) ذات يوم مخاطباً إياهم: أنتم العرب لا تستحقون العيش, وقد أحضرناكم إلى هنا كي تموتوا ببطء, وليس دفعة واحدة. وهذه التصريحات التي تكشف عن الوجه الحقيقي للسجون الإسرائيلية وجدت من يواجهها وهو معتقل يحمل هوية القدس التي تؤهله كمواطن في «إسرائيل» أن يتوجه للمحكمة العليا لمقاضاة مدير السجن على أقواله.

أما لماذا يطلق المعتقلون على سجنهم هذا اسم المسلخ فيوضحه أحد المعتقلين في الوصف المستفيض لما يجري فيه. يقول:

إن السجانين يحرموننا من أبسط مقومات الحياة الإنسانية, فهم يمنعوا عنا الزيارات, يحرموننا من كل احتياجاتنا التي طالما اعتبر دخولها للمعتقل شيئاً مسلماً فيه, وقد صادروا مراوح التهوية وتوقفوا عن تزويدنا بمواد التنظيف, ويقومون بغارات يومية للتفتيش عن أجهزة الهاتف الخلوي, ويسوقوننا على زنازين العزل, ما يحدث هنا يتجاوز كل الحدود. قال المعتقل.

ويصف على وجه التحديد ما يتعرض له المعتقلون الذين يساقون للعزل بأن مدير السجن شاشا وضابط الأمن كايد سلبي ونائبه غداش ومعهم فرقة الموت في السجن. ويذكر من أعضاء الفرقة الجنود: حمامه وسين وليفي وآخرون يقومون بسحب المعتقل إلى زنازين العقاب, وهناك يصبون عليه أقذر الكلمات, ثم يجرد من ملابسه, ويدس أحدهم يده في مؤخرته, بعد أن يضعها في كيس بلاستيكي, وعندما يغمى عليه وهو ما يحدث عادة, ينهالون عليه بالضرب, ثم يرشونه بالغاز, ويضيف:

يترك المعتقل أسبوعاً في الزنزانة أو أكثر, حسبما يقرره شاشا, وهناك يقدم له طعام حقير بارد على الأرض, مع قليل من الماء, ويسرد المعتقل ما تعرض له وزملاء له في زنازين العقاب منهم إياد الزين ومراد عبيد وغيرهم, فها هو إياد يساق إلى هناك ويضرب بعنف ويجبره الجندي حمامه على التبرز أمام رفاقه المعتقلين في الساحة, وعندما رفض يواصلون ضربه حتى يرضخ تحت الضرب والتعذيب, أما مراد فيتعرض لتعذيب مماثل لا لشيء سوى لأنه رفض مشاهدة زميله وهو يهان على هذه الطريقة الفظيعة المقتبسة من السجون النازية.
من كتاب الاسير ياسر ابوبكر – أسفار العتمة – سلسلة ادب السجون
الحكم 3مؤبدات و 40 عاما