الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

قصف منزلها في الـ48 وبعد الـ2000 طلب السماح فقالت: لن أسامحك

نشر بتاريخ: 26/01/2012 ( آخر تحديث: 26/01/2012 الساعة: 15:37 )
غزة- معا- من آخر الناجين في قصف الاحتلال لمنازلهم عام 1948، وهي من أقدم جرحى القضية الفلسطينية، حكم عليها من قصف منزلها بأن تعيش أسيرة لذكريات من قضوا أسفل الأنقاض، وأسيرة لكرسيها المتحرك طيلة العمر، مات كل أبناء عشيرتها وأقربائها، نجت هي ولكنها أصيبت بشلل كامل لازمها طيلة العمر، حملت في قلبها الغل والرغبة في لقاء من تحب وتحرير المدن التي وقعت في فك المحتل ولكن المنية لم تمهلها الوقت الكثير لتغادر البشر في يوم ماطر كان أمس.

الحاجة فاطمة الهواري " 83 عاماً " من ترشيحا قضاء رام الله الملقبة برمز النكبة والتهجير وافتها المنية ظهر أمس الثلاثاء بعد أن أمضت حياتها مقعدة نتيجة إصابتها خلال قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلها في 28 تشرين أول من عام النكبة 1948.

3 طائرات إسرائيلية قصفت البيت مما أسفر عن استشهاد زوجة شقيقها وابنها وزوجة عمها، وجدتها، وأولاد عمها الأربعة، وزوجة خالها وابنتها، أما هي فقد تم إنقاذها من تحت الردم، ونقلت إلى لبنان حيث عولجت هناك وعادت واستردت عافيتها لكنها بقيت مشلولة حتى وفاتها صباح أمس.

بعد سبعة وأربعين عاماً من سقوط ترشيحا بيد العصابات الصهيونية تُفاجأ فاطمة الهواري بشخصٍ اسمه أبي ناتان يأتي إلى بيته ويطالب بان تسامحه ولكنها رفضت قائله فقالت له "لو سامحتك أنا، فماذا أقول للموتى والمطرودين من ترشيحا، أسامحك عندما يعودوا اهالي ترشيحه جميعا الى الوطن من الشتات والموت ".

وايبي نتان من مواليد ايران العام 1927. امضى القسم الاكبر من حياته محاولا نشر السلام بين اسرائيل والعرب، بعد أن اعتزل العمل بالجيش الإسرائيلي وأسس مؤسسة للسلام.

وردا على قوله إنه لا يعرف ماذا يقول، قالت "أنا اعرف، لن أسامحك قبل ان يعود الحق لأصحابه".

مؤسسة رعاية اسر الشهداء والجرحى في فلسطين نعت الشهيدة الهواري كأقدم جريحة فلسطينية.

فيما تقدمت انتصار الوزير "أم جهاد" رئيس المؤسسة ومحمد النحال مسؤول المؤسسة في قطاع غزة بخالص التعازي والمواساة من عائلة المرحومة خاصة ومن أهالي ترشيحا عامة، متمنين للفقيدة الرحمة ولأسرتها الصبر والسلوان وحسن العزاء.