فلسطينية من 48 تسعى لاجتياز القطب الجنوبي على مدى 100 يوم
نشر بتاريخ: 25/01/2012 ( آخر تحديث: 27/01/2012 الساعة: 16:06 )
بيت لحم- معا- اختيرت "ملكة الجليد" كما اسمتها الصحف الاسرائيلية او الفلسطينية ابنة مدينة حيفا، اولفت حيدر البالغة من العمر "41 عاما"، واحدة من بين ستة نساء يمثلن قارات العالم لتشارك في مسيرة الـ 100 يوم الهادفة الى اجتياز القطب الجنوبي او قارة "إنتاركتيكا" سيرا على الاقدام في تحدي كبير للظروف الطبيعية والجليد القاسي والثلج الممتد الاف الكيلومترات بما يشبه صحراء جليدية لا تعرف النهاية.
الغريب ان السيدة الفلسطينية اولفت حيدر، لم يتم اختيارها عن قارة اسيا او اسرائيل كما يبدو من الخبر الذي نشرته اليوم الاربعاء صحيفة "يديعوت احرونوت" الناطقة بالعبرية بل اختيرت ممثلة عن قارة اوروبا.
ونقلت الصحيفة عن اولفت حيدر قولها "استلمت رسالة الكترونية- ايميل تتعلق بهذه المسيرة فقدمت طلبا للانضمام وبكل بساطة تم قبولي" .
واضافت اولفت والابتسامة تعلو شفتيها "بحث المنظمون عن نساء يمتلكن القدرة على العمل ضمن مجموعة نساء عايشن النزاعات والخلافات ويهتممن بالبيئة ولسروري الشديد تحليت بكل هذه الصفات والشروط وكانت رغبتي شديدة بالفوز والانضمام لهذه المسيرة".
|162673|وتقف سيدتان وراء هذه المسيرة امريكية ونرويجية من متسلقات الجبال وكنَ من اول السيدات اللواتي نجحن عام 2001 في عبور واجتياز القطب الجنوبي وقالت احداهن موضحة الامر "الهدف هو احياء الذكرى المئوية لاول انسان نجح في اجتياز القطب الجنوبي وهو النرويجي "روالد اموندرسون"، اضافة الى زيادة الوعي العالمي باهمية مياه الشرب".
ووصفت اولفت بعض ما ينتظرها قائلة "نذهب الى مكان لا يوجد فيه اي شيئ فقط الجليد انها صحراء بكل معنى الكلمة سنجر خلفنا زحافات نحمل عليها اغراضنا تزن 80كلغ تماما كما تشاهدون في الافلام وسنير يوميا من 10-14 ساعة ومن ثم سننصب خياممنا في الثلج حيث سننام".
ولدت اولفت حيدر وترعرعت في مدينة حيفا وتعمل اليوم مديرة في المركز العربي اليهودي في المدينة ضمن مشروع "بيت هغيفن" وتحضر لشهادة الماجستير في مجال العلاقات بين الانواع والعلاقات الاجتماعية والثقافية والتكنولوجية في جامعة "بار ايلان" لكن الرياضة بشكل عام والرياضات التي تحمل طابعة التحدي على وجه الخصوص تجري في دمها حسب قولها.
وصرحت: قدمت من عائلة رياضية وفي سن الثالثة عشر بدأت لعب كرة الطائرة في كيبوتس "كفار مسريك" وفي البداية اعتقد بان التحدي يكمن في نجاحي بالدراسة والتدريب اليومي لكنني مع الوقت اكتشفت ان التحدي يتمثل في المجتمع الذي لم يتقبلني كرياضية ورغم ذلك واصلت طريقي حتى وصلت الى منتخب اسرائيل في كرة الطائرة لاكتشف التحدي الاخر وهو النظر الي والتعامل معي كعربية، مثلا في كل بعثة او سفريه الى اوروبا للمشاركة في البطولات دائما خضعت لاجراءات امنية مختلفة في المطارات وواصلت طريقي وبدأت بتعليم السباحة، وكان احد طلابي طفلا يهوديا في السادسة من عمره وقد سمعني في الحصة العاشرة وبشكل مفاجئ اتكلم بالعربية فنظر الي الطفل وسألني "أي لغة تلك التي تكلمتي بها؟ فقلت له "العربية" سألناي "لماذا ؟" قلت له " لانني عربية" فشرع الطفل بالصراخ وفر من بين يدي "ويبدو ان فراره مني هو ما علمه السباحة!" وهنا هرع الي والد الطفل ومدير مدرسة السباحة يصرخون " ماذا فعلت بالطفل؟ فقلت لهم "فقط الان اكتشف بأنني عربية".
واضافت اولفت ملخصة مسيرتها " التجربتان المذكورتان عضويتي في منتخب الطائرة والتمييز الذي شعرته خلال الفحص الامني وتجربتي مع الطفل اليهودي الذي هلع حين عرف بانني عربية علمتني درسا مفاده بانني ملزمة بان اقوم بشيء ما.
وهنا بدأت اولفت في البحث عن مشاريع مشتركة يهودية عربية والعمل على تقريب القلوب وفقا لتوصيف "يديعوت احرونوت" حيث اشتركت عام 2002في مسيرة لمحبي البيئة انطلقت من نهاريا حتى ايلات وفي عام 2003 بحث متسلق الجبال دورون هرئيل عن مشتركين محتملين في بعثة السلام للقطب الجنوبي.
وشاركت في هذه البعثة التي استمرت 40 يوما ومع نهاية البعثة اعرضت عليها منظمة امريكية تهتم بتنمية القيادات والشخصيات ان تعمل بوظيفة مرشدة ولهذا انتقلت للعيش في الولايات المتحدة مدة 4 سنوات.
واخيرا قالت اولفت بعد ان نجحت في الاثبات للمجتمع العربي بأنني قادرة على تحقيق الانجازات واثبت للمجتمع الاسرائيلي الذي لم يتقبلني والان سأثبت للعالم بان امرأة تعيش هنا في اسرائيل يمكنها النجاح وتحقيق الانجازات وانوي ان احدث النسوة المشاركات في المسيرة عن الدولة والصراع الذي اعيش فيه وان احدثهم عن هويتي المنقسمة "المزدوجة" وانا اسعى لتغيير ذلك ولتقريب القلوب وهذه بالنسبة لي رسالة من المهم ان انقلها.
واختتم بالقول "المسيرة بالنسبة لي فرصة لنقل رسالتي كناشطة بيئية ورياضية وعربية مسلمة تسكن في اسرائيل".