الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف
خبر عاجل
غارات إسرائيلية تستهدف الضاحية الجنوبية

الاسير هزاع السعدي ... رسالة مقيدة بالسلاسل الى العام الجديد

نشر بتاريخ: 26/01/2012 ( آخر تحديث: 26/01/2012 الساعة: 12:40 )
جنين- معا- تنشر وزارة شؤون الأسرى والمحررين نص الرسالة التي وجهها الأسير الفلسطيني هزاع محمد هزاع السعدي سكان مخيم جنين 45 عاما والمحكوم بالسجن المؤبد منذ تاريخ اعتقاله في 28/7/1985 موجهة الى العام الجديد حسب رسالته وباسم كافة الأسرى القدامى المعتقلين أكثر من 20 عاما والرازحين في سجون الاحتلال الاسرائيلي.

وجاء في الرسالة : أيها العام الجديد ، الداخل علينا ثقيلا ثقيلا كثقل القيود والسلاسل في معاصمنا وأرواحنا، نتطلع إليك بعد أن وصل الزمن الإنساني الى نهاياته لتكون عاما آخر، وأن تتوقف ولا تسير الى الأمام محاولا أن تتلفت الى كائنات بشرية يسحقها الوقت والظلام في سجون ومعسكرات دولة لا تؤمن بحق الحياة لمن ناضل في سبيل الحياة، ولا تعترف أن للعدالة الإنسانية في هذا الكون مكانة يحملها الانسان ويقاتل في سبيلها من اجل الجميع.

وقال هزاع السعدي في رسالته: السجن ليس جدران وعزل عن المحيط البشري فقط، بل السجن هو تدمير للنفس والروح وتطويع الانسان لكي لا يكون إنسانا، انه القضاء على كل أمل ورجاء ، وحرب على الأحرار والمفاهيم الإنسانية والقانونية الدولية، وهذا هو السجن في المفهوم الاسرائيلي، أن ترى قبرك محفورا لك ويتسع كل يوم وينتظرك أن تدفن فيه وتكون جزءا من النسيان.

أيها العام الجديد، نحن أسرى الحرية في سجون الاحتلال الاسرائيلي ، القابعون في الساحة الخلفية لهذا العدوان المتواصل على حق شعبنا في تقرير المصير والحياة، فهل تكون ربيعا جديدا لنا بكل ما فيك من مكونات القناعة والإيمان بأن هناك ظلم تاريخي يقع على هذا الجزء الخفي من الدنيا، نتطلع أن تستخدم مؤسساتك الحقوقية وعهودك واتفاقياتك لتكون قوة عالمية لوقف هذا العدوان على البشر والحقوق والمستقبل.

نحن الأسرى الذين نعيش بين الجدر الصمّاء، لا نعرف الليل من النهار، لا نرى الربيع ولا الصيف ولا نسمع طيرا ولا مطرا ولا صوت صلاة، المظلومين والمذبوحين تحت إجراءات قمعية وتعسفية لا مثيل لها، ولا أحد يتطلع أو يسألنا أو يسمعنا أو ينصفنا، لا السياسة ولا الحرب ولا الصفقات ولا مفاهيم العدالة في الكون، فهل نستسلم للموت البطيء، ونقتنع أن الأرض ملك للمحتلين والمستوطنين، هل نتخلى عن أحلامنا ومشاعرنا وذكرياتنا كأننا خطيئة أو فائض بشري ولد بالخطأ على هذه الأرض.

أيها العالم الجديد، لم ارتكب جريمة سوى أنني ناضلت من اجل حريتي وحرية شعبي، من اجل أن أعود الى قريتي المزار التي دمرت على يد الاحتلال في عام النكبة، لا أريد أن أبقى لاجئا لا هوية لي ولا مكان، لا أرى جنودا يقتلون شعبي ولا مستوطنات تسرق أرضي، لا أريد أن أرى أطفال شعبي سوى سعداء ككل أطفال العالم، هذه هي تهمتي في الزمن الاسرائيلي الذي لا يريد أن أكون موجودا لا لغة ولا تاريخا ولا طموحا.

أيها العالم الجديد، نحن أسرى فلسطين، المشحونون بما رأينا لأكثر من ربع قرن من تعذيب وتنكيل وموت صامت بين القضبان، الفائضون بالوجع والدم، فإن كنت عاما للسلام العادل والحقيقي فليكن سلام الحرية وإنهاء عصر الاحتلال والقيود، وإن كنت عاما لإنصاف الحياة على هذه الأرض فلتكن عاما لشعب لا يريد سوى الحياة الطبيعية فوق أرضه وسيدا على حياته وأحلامه.

ويقول هزاع السعدي: لا نريد من العالم الجديد سوى أن يتحرك أصحاب الضمائر في كل مكان وينتصروا لثقافتهم ومبادئهم ويضعوا حدا لاستهتار اسرائيل بهم ويتخذوا قرارا بان سلام الشعوب هو من سلام شعب فلسطين، وأن عذابات شعبنا ستبقى لعنة على كل فرد ومؤسسة وعهد وميثاق ما دام هذا الليل يجري في دمنا وهذا العذاب يسري في أجسامنا وهذا السجان يتربص بأحلامنا المشروعة.