الأربعاء: 02/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

مالك قبها يبكي جماهير المركز

نشر بتاريخ: 28/01/2012 ( آخر تحديث: 28/01/2012 الساعة: 09:47 )
بقلم: ماجد ابوعرب

انحبست الأنفاس، وارتفعت حرارة الأجساد، وتوترت الأعصاب,وانتصرت الارادة,هذه عناوين مختلفة لموقعة السمران والجبل المقدسي التي جرت رحاها على استاد نابلس امس الجمعة والتي اسفرت في محصلتها النهائية عن تحقيق المركز لأول فوز له بعد مسلسل من الخسائر المتتالية طيلة مرحلتي الذهاب والاياب.

وقد نجح مالك قبها الفارس الكرمي في تحقيق النصر الأول للمركز الكرمي اثر هدفه اليتيم في المباراة ليتسلق جبل المكبر ويهزمه في مباراة جميلة ابطالها افراد الفريقان ويعتبر هذا النصر بوابة للخروج من النفق الكروي المظلم الذي عاشه لاعبوا القلعة السوداء وجماهيره الغفيرة التي كحلت عيونها بأول نصر في دوري المحترفين ,فالدموع انهمرت كالمطر الذي تساقط بغزارة طيلة شوطي اللقاء ,حيث أحرز المركز هدفه الوحيد في نصف شوط المباراة الأول اثر تمريرة من مايسترو المركز وعازف الاوركسترا فادي سليم ,الذي كان نجما للقاء ,ومن حق فادي ان يتوج ملكا على عرش الرياضيين ,حيث عزف عشرات السمفونيات الكروية ومون الهجوم الكرمي بعشرات الكرات التي ضاعت هباءا منثورا امام مرمى المكبر ,ولولا براعة حارس مرمى الجبل لكانت نتيجة المباراة مغايرة تماما لهذه النتيجة ,فالحق يقال ان حارس المكبر كان رائعا ونال العلامة الكاملة وصد العشرات من الهجمات الكرمية وبات واضحا منذ بداية اللقاء ان الحظ لم يحالف المكبر وخاصة بعد ان اضاع هجومه ضربة جزاء نجح الحارس الكرمي في صدها ببراعة ,كما أنه لايمكننا الا ان نقول ان المكبر بلاعبيه الجدد قد قدموا سمفونية رائعة من اللمحات الكروية ,لكنهم لم يتمكنوا من هز الشباك الكرمية وخاصة في دقائق اللقاء العشرة الأخيرة ,حيث حاصر ابناء سمير عيسى الكرميين حصارا أشد من حصار بيروت ,لكن ابناء قلعة الشقيف الكرمية استماتو ا في الذود عن مرماهم الذي يعني الكرامة والعزة لهذا المركز الذي يصارع بكل ما أوتي من قوة ليبقى في صفوف المحترفين الفلسطينيين ,وهاهو المركز يحصد اليوم أغلى ثلاث نقاط في مسيرته المتعثره لعل وعسى ان تسعفه المباريات القادمة بنصر آخر يعيد له الحياة ,بعد صراع طويل في العناية المكثفة.
|162893|
ففي العام الماضي حقق المعجزة ونجح في البقاء ,ونأمل ان يبقى على درب الكبار لأن المركز كبيرا بتاريخه الرياضي وكبيرا في مسيرته منذ النكبة وحتى الأن تحية الى جمهور المركز الذي اكتوى بنار البرد ,لكنه لم يحترق ,وتحية لأبناء الجبل الذين ابدعونا بفنهم الكروي ولكن الدوري اهداف ونقاط والشاطر يكسب ,الشيء الذي يثلج الصدور حقا اننا تابعنا وجبة دسمه من المهرات الفردية والجماعية ,ولاحظنا حتى الأطفال قد حضروا من خلف معدات التدفئة وتسمروا فوق مدرجات استاد نابلس الذي يحتاج الى مزيد من العمل ,فمدرجاته الجميلة بحاجة الى غطاء للرأس من مظلات وغيرها ,حيث تسببت الأمطار في اصابة العشرات بنزلات بردية ,كما يلاحظ المراقب ان الاداريين والاعلاميين لم يجدوا مكانا ملائما لأن التشطيبات الداخلية لم تكتمل وتسير ببطء السلحفاة ,وكان الله في حول المقاول الذي يواصل عمله رغم شح الدفعات ,وآن الأوان ان تتداعى مؤسسات الوطن لعقد اجتماع سريع لدراسة احتياجات هذا الاستاد الرائع ,الجماهير في الملعب تمنت ان يتم حل قضية ضعف الانارة وعدم صلاحياتها لاقامة لقاءات دولية ,حيث تطمح هذه الجماهير الى بث بعض اللقاءات الساخنة من استاد نابلس في القريب العاجل أسوة برفيقي دربه استادا فيصل و دورا الدولي .