محطات من دورينا
نشر بتاريخ: 28/01/2012 ( آخر تحديث: 28/01/2012 الساعة: 16:50 )
بقلم: صادق الخضور
بالأمس .. حقق المركز الكرمي فوزه الأول، فهل سيكون الفوز بداية لعودة الفريق إلى أجواء الدوري؟ أم سيكون محطة عابرة؟ هذا ما سيجيب عنه أبناء المركز في الأسابيع القادمة.
ديربي نار يبدد برودة الأمطار
اليوم .. ديربي المحبة كما أسمته الجماهير.. هناك في الخليل ، العميد المنتشي بطيب الأداء يواجه الغزلان الرشيق السريع، وهي مباراة قمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
هي قمة جماهيرية، وجماهيريتها ليست موضع شك، ففي الخليل كما في الظاهرية آلاف مؤلفة استهواها عشق فريقها، فظلت ترسل الانتماء والوفاء لحنا يطرب أسماع اللاعبين. وهي قمة فنية يقودها مدربان كبيران القاسم المشترك بينهما الهدوء والاتزان، والحديث عن الأوراق الفنية لا بد أن يشمل اللاعبين الأفذاذ هنا وهناك ويكفي أن يكون في المباراة ما يقارب 9 من لاعبي المنتخب للدلالة على مدى أهميتها فنيا.
هو ديربي ناديين جسّدا في الأسبوع الأخير أطيب معاني الوفاء، العميد لعريسه إياد بالتفاف جماهيري كبير، وحفل غير مسبوق أبرم فيه مشجعو العميد عقد محبة مع نجمهم الموهوب، في الوقت الذي عبّرت فيه جماهير الغزلان عن أروع معاني الوفاء لنجمها الغائب محمد المصري متمنية له عودة ميمونة.
هنا وهناك لاعبون مهاريون، هدافون مبدعون، لاعبو وسط متقوقون، خطوط دفاع متماسكة.
المطلوب: تشجيع حضاري أنيق، وانضباط على المدرجات وداخل الملعب، وعلى اللاعبين تقع مسئولية ضبط الإيقاع وترك أثر طيب على السلوك الجماهيري.
اليوم.. تزهو الخليل بلقاء العمالقة، وتتوشح جنبات استاد الحسين بالرايات والشعارات المؤكدة عمق العلاقة بين الناديين الأكثر جماهيرية في الوطن، اليوم ستصدح الجماهير ليسمع صوتها كل من به صمم، وستكون الخليل على موعد مع لقاء كروي ناري ملتهب في عزّ كانون.
اليوم .. اليوم ..وليس غدا..أجراس الديربي تقرع، لجماهير كثيرا كل من فيها أبدع، للاعبين لطالما كل واحد منهم أبدع وأمتع، ففي الفريقين أوراق فنيّة قادرة على تقديم لوحة مهارية بطابع جنوبي لافت يتناغم والعشق الجنوني للمستديرة في جنوبي الديرة.
وأيّا كانت الأحوال الجويّة ساعة اللقاء فثقوا أن المدرجات عن بكرة أبيها ستكون ممتلئة وشاهدة على وفاء الجماهير، لتنقل رسالة بأن الخليل باتت بحاجة إلى ملعب يتسع لعشرات الألاف، فما يتناقله المطلعون يشير إلى أن تذاكر المباراة نفذت منذ الخميس وهو ما يعبر عن مدى حالة الحراك التي أحدثها الديربي في ناديين عودانّا دوما على الحرك.
نتمنى خروج الديربي بحلّة قشيبة، ليعبر فعلا عن روح الجماهير الرهيبة، فالظاهرية والخليل صنوان، وكل واحدة تقول للأخرى: ظلي قريبة حبيبة، وبالتوفيق للديربي.
خطوة في الاتجاه الصحيح
استدعاء الجهاز الفني للمنتخب مجموعة من اللاعبين الجدد ومن مختلف الدرجات خطوة تحسب للجهاز الفني بقيادة المدرب القدير جمال محمود العازم على التجديد التدريجي في العناصر والتشكيلة أو على الأقل توفير بدائل في كل الخطوط، وكم كان تأكيد المدير الفني على وقوفه مسافة وسطا بين جميع الأندية فرصة للتأكيد على مواقف لطالما تبناها هذا المدرب الألمعي.
جمال محمود يبادر لما لم يبادر إليه غيره، ويحرص على مواكبة أكبر عدد ممكن من المباريات، ومع التوجه لبدء الاستعدادات لبطولة التحدي فإننا نأمل أن تكون المشاركة فيها استكمالا للمنحى التصاعدي الذي شهده مستوى المنتخب في الدورة العربية، فقد غدت للمنتخب شخصية وبات المردود التهديفي ونجاعة الخط الأمامي سمة ميزّت أداء المنتخب، بانتظار أن يلامس التوفيق خط الدفاع الذي نتمنى عودة المصري لقيادته بعد أن كانت الدورة العربية مناسبة لتقديم أوراق اعتماده رسميا وزيرا لدفاع المنتخب كما ظل دوما في دفاع الغزلان.
لتطور المنتخب مقومات أهمها الاستقرار الفني، وهذا يستوجب عدم الاستعجال، فالنتائج الطيبة لن تتحق بمجرد كبسة زر، والتفغيير يتطلب وقتا، ومع وجود صعوبات في ضم اللاعبين المحتلرفين لبطولة التحدي في ظل وجود ارتباطات للأندية التي يلعبون فيها، فإن الاستعانة باللاعبين المحليين خطوة في الاتجاه الصحيح.
جمال محمود في المنتخب كما في الهلال.. ينتصر للحكمة والتخطيط بهدوء والبعد عن الأجواء الانفعالية، ويعطي اللاعبين جميع اللاعبين فرصة لإثبات قدراتهم، ونحن وإذ نثق بمهنية الرجل لنتمنى له ولصحبه في الجهاز الفني التوفيق.
جمال محمود، خطوة في الاتجاه الصحيح، فواصل خطواتك وثق أن النجاح حليف للمثابرين الواثقين، وأنت واحد منهم إن لم تكن أبرزهم، فواصل عملك المدروس واصنع لنا مع المنتخب قصة نجاح توازي نجاحاتك التي لمّا تزل متواصلة مع الهلال المقدسي.
هيثم ذيب .. لاعب متميز
هذا أبرز ما تقتضيه الموضوعية، فاللاعب كان نجما فوق العادة في مباراتي فريقه أمام الترجي ثم أمام الثقافي، حتى أنه وعلاوة على دوره في تأمين الخطوط الخلفية لفريقه نجح في تحقيق الأسبقية بتسجيله هدفا غاليا في مرمى الثقافي.
تحركات هيثم في الملعب، واندفاعه الرجولي، وسرعة التحرك، وحسن التمركز سمات تجعل من هذا اللاعب موضعا للتقدير، ولعلها كلها اجتمعت في هدفه الذي سجله في مرمى الثقافي، فهو تحرك ليكون على مقربة من الهدف، واندفع في توقيت ليعبر عن وجود روح لديه لجلب الفوز لفريقه، وتمركز صح ليسجل في لمح البصر.
هيثم ذيب يواصل تقديم مستوى طيب مع الهلال، وينجح في صنع الفارق، ومن هذا المنطلق كان من حقّه علينا الإشادة بثبات مستواه بل وبتطوّره أيضا في رحلة الإياب .
تحية للجماهير
للجماهير..لكل الجماهير تحية، فهي تواصل تشجيعها تحت الأمطار، وترديد الأهازيج، في الفوز كما في الهزيمة .. عهد دائب مع العزيمة.
تحية للجماهير التي حضرت وبقوة وحتى تحت الأمطار.. لثلّة ساندت السمران ليحققوا أول انتصار.. لكوكبة زحفت خلف المكبر طيلة المشوار، لجماهير الثقافي التي تمازجت غيرتها على الفريق مع حرقتها عليه ليكون التشجيع بحرارة، للمد الهلالي الذي تواصل تحت زخات المطر ليكون أفضل وقود للعازمين على التحليق في أجواء الصدارة.
تحيّة للطوفان العميدي الذي ظل دوما هادرا، بصرخات جميل وبهاء وحضور أبو أيوب ترتسم معالم الانتماء، للغليان الغزلاني الذي صنع الحرّ في لحظات الجليد وأكد دوما أن حب فريقها في الوريد، للشبابة النيصاوية التي عزفت دوما لحنا شجيّا شاهدا على روعة الانتماء في أروع تجلياته، تحية للصرخات البيراوية التي انطلقت في فيصل فتردد صداها في جبل الطويل.
تحية للجماهير الجدعانية التي هزّت دوما جنبات جبل النار وظلت تهتف للانتصار، لجماهير الأمعري الوفيّة التي ظلت واثقة من أن البطل قادر على استعادة الألق بهمّة وعفوية.
لكل الجماهير تحية، تحية نطلقها والحضور الجماهيري المقبول يتواصل حتى في أيام الشتاء الباردة، وهذه الهبّات الجماهيرية أشعلت المدرجات، وأكدّت أن خلف الفرق جماهير وفية تستحق التحية.
مبارك للزميل علي عبيدات
بعفوية أطلق علي كلمات مقالته عن مشاركة منتخبنا في الدورة العربية، فانقادت له التعابير، وكان أن كانت المقالة مثار الإعجاب، وها هي تحظى بتكريم غير مسبوق لكاتب استلهم التعابير من واقع مواكبته للحدث في كل الملاعب.
مبارك للزميل علي، فالجائزة تكريم لكل العازمين على أن يكون لهم تواجد في المحفل الإعلامي الرياضي، وهي فرصة للمطالبة بإيلاء المزيد من الاهتمام للأقلام العازمة على أن يكون لها في دائرة الفعل الإعلامي حضور.
مبارك للزميل علي، وكل الأمل بأن يكون المنتخب في قادم الأيام على عهد مع النجاح، بتركيبة عبّر عنها في مقالته، لنكون من جديد على موعد مع كل المضامين الإبداعية التي تضمنها المقال.
أجمل ما في المقال أن الاهتمام باللفظ لم يأت على حساب المعنى، لتكون اللفظة المنتقاة بعناية سببا في تفجير المستوى الدلالي، وليتكامل المبنى والمعنى، ولتغدو جمالية اللفظ سببا في إضفاء مزيد من الإبداع المضموني عليها- إن جاز التعبير-، هذا من الزاوية النقدية.
أما من الزاوية الرياضية، فالمقال كان على وقع إنجاز تحقق في حينه، فتخيلوا مدى الإبداع الذي سيتواصل في حال تواصل الإنجاز الرياضي.
نعم، هي مقالة الموضوع الكبير، ونتمنى أن تظل كل موضوعاتنا كذلك، ومبارك للزميل علي عبيدات وكل تمنيات التوفيق له في قادم الأيام.|162897|