هنية خلال مشاركته في احتفال يوم التضامن بالقاهرة: اسرائيل اخفقت في انتزاع مواقف من الحكومة رغم الحصار
نشر بتاريخ: 29/11/2006 ( آخر تحديث: 30/11/2006 الساعة: 00:10 )
القاهرة -معا- أكد رئيس الوزراء إسماعيل هنية أن المحاولات الإسرائيلية لانتزاع مواقف وتنازلات من الحكومة الفلسطينية قد اخفقت رغم الحصار المالي والاقتصادي والسياسي والعدوان الإسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني.
وقال هنية في كلمته خلال الاحتفال باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي تنظمه الجمعية المصرية للأمم المتحدة بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية :" إن الحصار على الشعب الفلسطيني بدأ يتفكك إذ بدأت كثير من دول العالم البحث عن قنوات اتصال مع الشعب الفلسطينى وذلك بفضل صمود الشعب الفلسطينى ووقوف الدول العربية معه".
وأوضح رئيس الوزراء أن إقامة هذا الاحتفال على أرض مصر وفي مقر الأمانة العامة يعد دليلا أكيدا على أن القضية الفلسطينية في قلب ووجدان وعقل كل مصري وعربي، مضيفاً أنه على الرغم من التدمير والعدوان الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني ورغم قسوة الجرح الفلسطيني فإن كرامة الشعب لم تسقط.
ووجه هنية تحية خاصة لشهداء مصر الذين سقطوا على أرض فلسطين، مشدداً على أن المستقبل للشعب الفلسطينى ولهذه الأمة ما دامت تتحلى بالإرادة.
وأعرب هنية عن دهشته من أنه لا يوجد محفل في العالم إلا وتثار فيه مسألة الجندي الإسرائيلي الأسير حتى بات اسمه معروفا في هذه المحافل، في حين أن هناك أكثر 10 آلاف أسير فلسطيني منهم من قضى أكثر من 25 عاما فى السجن بعضهم من الشيوخ والنساء ومنهم أكثر من 400 أسير تحت سن 17 عاما ومع ذلك لا يذكر العالم سوى اسم اثنين أو ثلاثة منهم ولا يذكر أسماؤهم سوى الشعبين الفلسطينى والعربي، مشددا فى هذا الصدد على أهمية قضية الأسرى.
وقال :" إن اسرائيل شنت ثلاثة مستويات من الحملات ضد الشعب الفلسطيني بعد انتخاب الحكومة الفلسطينية"، موضحا أن المستوى الأول تمثل في الحصار الاقتصادى والمالي، فيما تمثل المستوى الثاني في محاولات العزل السياسي من خلال عزل الحكومة الفلسطينية عن محيطها الاقليمي وبعدها الدولي حيث فرضت عليها حصارا سياسيا وإعلاميا بشكل لافت، وحرمت الحكومة الفلسطينية من المشاركة فى المؤتمرات الإقليمية والدولية.
وأضاف أن المستوى الثالث يتمثل في المعركة العسكرية حيث شن الاحتلال حملات عسكرية وأعمال بطش متواصلة ضد الشعب الفلسطينى فقتلت عائلات بأكملها، كما واصل الاحتلال عمليات الاغتيال لكوادر المقاومة ..
غير أن رئيس الوزراء هنية عاد ليؤكد من جديد أن هذه المعركة فشلت في انتزاع المواقف والتنازلات بشأن حقوق الشعب الفلسطينى.
وتابع هنية:" إن الشعب الفلسطيني أبدع في طرق المقاومة. مشيرا إلى قيام جماهير الشعب الفلسطيني بالتوجه، نساء وأطفالا وشيوخا، إلى أسطح أى منزل بالأراضى الفلسطينية المحتلة تهدد إسرائيل بقصفه، ليشكلون بصدورهم العارية درعا لهذه المنازل.
وطمأن هنية الحضور بأنه لن يكون هناك قصف لبيت لأن الشعب الفلسطينى بات يشكل درعا حاميا لهذه المنازل المهددة بعد أن أصبحت هذه ثقافة سائدة فى المجتمع.
وأضاف ان هناك نموذجا آخر للابداع في المقاومة هو "خنساوات فلسطين" حيث خرجت نساء فلسطينيات لفك الحصار عن المجاهدين في بيت حانون الذين كانت الدبابات تطوقهم بعد أن كانت إسرائيل تعتزم ارتكاب مذبحة بحق هؤلاء المجاهدين أو اعتقالهم جميعا، موضحا أن النساء الفلسطينيات قدمن نموذجا للصمود والبطولة لدرجة أن هناك سيدة تبلغ من 67 عاما شاركت فى هذه العملية.
وأكد هنية في ختام كلمته أن الاحتلال إلى الزوال لأن الاحتلال باطل بينما الشعب الفلسطينى لديه الحق الاصيل.
من جهته وجه أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري- فى كلمة له ألقتها نيابة عنه السفيرة نائلة جبر مساعد الوزير لشئون الهيئات والمنظمات الدولية - الشكر للجمعية المصرية للأمم المتحدة لدعوتها للمشاركة فى احتفالها السنوى بالتضامن مع الشعب الفلسطينى .
وحيا كل من حضر هذه الاحتفالية ليشارك فى اظهار التضامن مع الشعب الفلسطينى والوقوف اجلالا لكفاحه المستمر من أجل حقوقه المشروعة .
واشار الى أن الامم المتحدة قد حددت هذا اليوم منذ 19 عاما ليكون تعبيرا عن التضامن والمساندة للشعب الفلسطيني واستمرارا لجهود المجتمع الدولى للتوصل إلى حل للقضية الفلسطينيه من كافة جوانبها .
وقال "الا ان هذا الامر يظل بعيد المنال رغم المحاولات الدولية بسبب التعنت الأسرائيلى وانتهاكها كافة مبادىء القانون الدولى وحقوق الانسان."
وأوضح الوزير أن الجمعية العامة قامت بجهود مكثفة لحماية حقوق الشعب الفلسطينى باصدار العديد من القرارات فى هذا الشان، والتي كان أخرها القرار العربي في الدورة المستأنفة العاشرة والذي حصل على أكثر من 150 صوتا مؤيدا.
وأعرب عن تقديره للدول التي ساندت هذا القرار العربى بعد فشل مجلس الآمن الدولى فى اعتماد قراره فى هذا الشأن .
ودعا المجتمع الدولي بصفة عامة لمساندة وتأييد مشروع القرار الذى تعتزم الدول العربية التقدم به للجمعية العامة الاسبوع القادم لانشاء آلية لتسجيل المخالفات والاضرار التى لحقت بالشعب الفلسطينى نتيجة لبناء الجدار العازل فى الاراضى الفلسطينية المحتلة وتعويض الشعب الفلسطينى عن تلك الاضرار .
وأشاد بالقرار الصادر عن الاجتماع الطارىء لوزراء الخارجية العرب الذى حدد عددا من الاجراءات العملية التى ستقوم بها جامعة الدول العربية لمواجهة استمرار سياسات اسرائيل العدوانية فى الاراضى المحتلة، وهو ذات الموقف الذى اتخذه وزراء خارجية دول منظمة المؤتمر الاسلامى فى البيان الختامى لاجتماعهم الطارئ الاخير بجدة .
وأعرب احمد أبو الغيط وزير الخارجية في كلمته عن أسفه لتدهور الآوضاع فى الاراضى الفلسطينية ..مشيرا الى انها أصبحت مثالا وتجسيدا حيا لانتهاكات القانون الدولى والقانون الانسانى .
وقال ان العام الحالي شهد ازديادا فى الازمات السياسية وتصاعدا في الصراع المسلح بالتزامن مع العقوبات المفروضة على أرض الواقع ضد الفلسطنيين المقيمين في الاراضى المحتلة، مما أدى إلى تدهور سريع لظروف المعيشة، وتزايد حدة التوتر أثر أختطاف أحد الجنود الاسرائيلين فى شهر يونيو الماضى، حيث استشهد أكثر من 400 فلسطينى من بينهم الاطفال والنساء واصابة المئات من المواطنين .
واشار الى إنه في الوقت الذي تدين فيه مصر تلك الممارسات ،فإنها تأسف للتجاهل والتخاذل الدولى أمام هذه الانتهاكات الصارخة.
واضاف "أما بالنسبة للازمة الاقتصادية والظروف الصعبة المعيشية أصبح الشعب الفلسطينى يعانى من قيود على التنقل من وإلى قطاع غزة، وأغلاق المعابر التى تدخل منها السلع التجارية والمواد الضرورية، واستمرار سياسة مصادرة الاراضى وهدم المنازل من قبل القوات الاسرائيلية وتوسيع المستوطنات الاسرائيلية .