الأحد: 13/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل تعيد زيارة مشعل "غدا" المياه إلى مجاريها بين الأردن وحماس؟

نشر بتاريخ: 28/01/2012 ( آخر تحديث: 29/01/2012 الساعة: 11:56 )
غزة- بيت لحم- معا- أنهى القيادي في حركة حماس محمد نزال الترتيبات مع المسؤولين الأردنيين المتعلقة بزيارة رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل ووفد قيادي معه العاصمة عمّان يوم غد الأحد، حيث سيلتقي مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.

وأكدت مصادر في حركة حماس أن عضو المكتب السياسي للحركة محمد نزال قد غادر العاصمة الأردنية، الجمعة، متوجها إلى العاصمة القطرية الدوحة للالتحاق بوفد حركة حماس الذي سيصل عمّان على متن طائرة قطرية صباح الأحد برفقة ولي العهد القطري تميم بن حمد آل ثاني.

وأكد مصدر مطلع أن نزال غادر بعد أن نسّق ترتيبات زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل مع الجهات الأردنية المعنية.

وأشار إلى أن العاهل الأردني يهتم شخصيا بالزيارة، حيث أوكل مهمة مراسم الزيارة للديوان الملكي الأردني.

وأوضح المصدر أن مشعل وولي العهد القطري تميم بن حمد آل ثاني سيصلان إلى عمان بحدود الساعة الحادية عشرة صباحا على متن طائرة خاصة قادمة من الدوحة، بينما يصل باقي وفد حماس قادما من دمشق.

وأضاف المصدر إنه سيكون هناك استقبال رسمي لِولي العهد القطري وخالد مشعل، ومن المفترض أن يلتقي مشعل خلال الزيارة بالعاهل الأردني ورئيس الحكومة ومدير المخابرات، وعدد من المسؤولين إضافة إلى فعاليات حزبية وشعبية أردنية.

من جانب آخر نقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر أردني مسؤول قوله إن "زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" خالد مشعل إلى المملكة غداً الأحد، الأولى منذ استبعاده من المملكة في 1999، هي بروتوكولية".

وقال المصدر إن "زيارة مشعل إلى الأردن التي تأتي بوساطة قطرية، هي زيارة برتوكولية دون مناقشات متعمقة وتستمر عدة ساعات".

وأضاف إن "الملك عبد الله الثاني سيستقبل منتصف نهار يوم غد الأحد، ولي عهد قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ومشعل، على أن ينضم إليهم وفد من المكتب السياسي لحماس"، مشيراً إلى أنّه "لن تكون هناك أية مباحثات منفصلة مع مسؤولين حكوميين".

وأوضح المسؤول أن "ولي العهد القطري سيحل ضيفاً على طاولة غداء الملك، في حين سيستقبل رئيس الديوان الملكي رياض أبو كركي، مشعل والوفد المرافق له على طاولة غداء".

وتابع إن "ولي عهد قطر ومشعل سيغادران بعدها المملكة". وبحسب المصدر فإن "هذه الزيارة هي مقدمة لعقد اجتماعات في المستقبل" من دون مزيد من التفاصيل.

وفي تصريح لوزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية راكان المجالي، في وقت سابق، فإن "جلالة الملك سيستقبل الشيخ تميم ولي العهد القطري ومشعل الاحد".

وأكد ان الزيارة تعتبر صفحة جديدة للعلاقة بين الاردن وحماس ، مشيرا الى انها لن تكون على حساب السلطة الوطنية الفلسطينية التي يعتبرها الاردن كممثل للشعب الفلسطيني.

وقال ان الاردن يتعامل مع كل المكونات السياسية الفلسطينية من منطلق خصوصية العلاقة بين الاردن والفلسطينيين وحماس احدى هذه المكونات.
وحول اعادة فتح مكاتب حماس في الاردن، أكد المجالي ان هذا الموضوع ليس مطروحا "وهم لم يطلبوا ذلك".

وفي الصدد ذاته، أوضح المجالي أن اللقاء الذي سيجمع الحكومة بحركة حماس جاء متزامنا مع المصالحة الفلسطينية، ما يؤكد دور الأردن في تدعيم جهود المصالحة.

وأضاف إن زيارة وفد "حماس" المرتقبة، ما هي الا تأكيد على أن الأردن يقف مع "الاعتدال"، مشدداً على أن المملكة تتعامل ضمن العلاقة الرسمية مع منظمة التحرير الفلسطينية، كونها المثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني.

من جانبه رأى النائب والقيادي في حركة حماس الدكتور محمود الزهار، أن اللقاء المرتقب الذي سيجمع وفد الحركة مع الجانب الأردني، يعد "أمرا إيجابيا ومهما ويحظى بتقدير حماس، لا سيما من جهة إعادة النظر في شكل العلاقة مع الحركة، بعد مرور عشر سنوات تقريباً على غياب الاتصال بين الجانبين".

وأوضح الزهار في حديث لجريدة "الغد"، أن سياسة "حماس" تقضي بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان العربية.

وقال الزهار إنه حين تم إبعاد بعض قيادات حماس من الأردن، جهد البعض من الحركة لإبقاء اتصال دائم مع الجانب الأردني، ولو ضمن إطار "الحد الأدنى من العلاقات الطيبة".

وفيما يتعلق بموضوع إقامة كوادر الحركة في دمشق، أوضح الزهار أن الموضوع ينطوي على شقين، الأول يخص بعض الكوادر التي غادرت دمشق بقرار فردي، وهي بالأصل كانت غادرت إلى دمشق، "حين كانت سورية مفتوحة للاجئ الفلسطيني الحمساوي"، إما من قطاع غزة أو لبنان أو مصر، ما جعل الخيار لهم مفتوحا في العودة الى أماكن إقامتهم الأصلية في هذه البلدان.

وأضاف إن الشق الثاني، يتعلق بقيادات الحركة المقيمة في دمشق، أصلا، حيث "تمتع هؤلاء بإقامة مريحة، من حيث الأجواء السياسية، ولم يغادروا سورية حتى الآن، لكن اذا طرأ أي تغيير في موقف الجانب السوري، كالإفصاح عن رغبتهم بمغادرة كوادر حماس، فسيترتب على تلك القيادات الخروج، في ظل الظروف الراهنة".

وحول تحديد مكان إقامة كوادر المكتب السياسي لحركة حماس مستقبلاً، والخيارات المطروحة أمامهم، أكد الزهار أن كلا من قطر وتونس ومصر تظل خيارات مفتوحة لكل كادر حسب اختياره، مستبعداً أن يكون هنالك مقر للحركة في إحدى الدول العربية، ما لم يتضح شكل العلاقة بين الأردن والحركة.

وأردف الزهار أنه، في حال رفض الأردن السماح لحركة حماس بممارسة أنشطتها ودورها السياسي تجاه القضية الفلسطينية من أراضيه، فإن العلاقات ستأخذ "الشكل البروتوكولي بين الجانبين".

وحول شكل العمل السياسي لكوادر حركة حماس، أكد الزهار أن "لا عوائق تقف أمام تواجد القيادات في بلدان مختلفة من الأقطار العربية"، موضحا أن البلدان العربية مفتوحة، ويمكن لحماس أن تعقد لقاءات داخلية في أي مكان، بما فيها غزة.

وفي رده على سؤال حول تصريحات أدلى بها بعض قيادات حركة فتح حول إعادة علاقات حماس مع الأردن، واعتبارهم ذلك بمثابة "رسالة هدفها إضعاف حركة فتح"، علق الزهار بالقول إن ذلك يعكس حالة من "القصور في الفهم"، مشيرا إلى أن ذلك يمثل آراء فردية، من قبل بعض "المتخوفين" من حركة فتح.
وأشار إلى أن القضية الفلسطينية لا ترتبط بفتح أو حماس، بل تنطلق من مكنونات الشعب الفلسطيني على الأرض الفلسطينية، مشدداً على ضرورة أن يكون هناك موقف موحد وجماعي تجاه القضية الفلسطينية.

وأكد الزهار أن سياسة فتح في "التعاون مع العدو الإسرائيلي هو ما يضعفها أمام الجماهير الفلسطينية، وليس علاقة القوى الفلسطينية مع الدول العربية".