الجمعة: 20/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

الفلسطيني وسيم تنقل بين العديد من فرق لبنان ولم يحقق كل أحلامه بعد

نشر بتاريخ: 29/01/2012 ( آخر تحديث: 29/01/2012 الساعة: 13:51 )
غزة- معا- متابعة كامل غريب- الفلسطيني وسيم عبد الهادي واحدا من الاسماء التي برزت بشدة في الدوري اللبناني على مدار السنوات الاخيرة فعندما ترك الأنصار اللبناني من دون أن يجد فرصته الكاملة فيه، وهو الذي كان يعشق أن يتسلق سلم الشهرة فيه، وشاء القدر له أن يتنقّل بين عدد من فرق الدرجتين الأولى والثانية، حتى استقر به المقام أخيراً في "القلعة البيضاء" الراسينغ، ويطمح حالياً الى إيصاله للقب يعيد للنادي العريق بريقه السابق.

والواقع أن رحلة عبد الهادي مع كرة القدم كانت شاقة، وهو الذي يحمل على عاتقيه مسؤوليات جسام، لكونه يلعب في مركز رأس الحربة، ويكلّفه المدرب مهمة هزّ شباك الفرق المنافسة بأكبر عدد ممكن من الإصابات، ويهزّ بالتالي أبدان اللاعبين المنافسين بإلحاق الهزيمة بهم، لكن رسم الخطط على الأوراق يختلف كثيراً عن ترجمتها على أرض الملعب، ومع ذلك فإنه لا يقصّر في كل مباراة وببذل الجهد المطلوب، وأمله هذا الموسم أن يكون الراسينغ بين فرق المقدمة، على رغم ما يكابده من الحكام من إلغاء إصابات صحيحة له ولزملائه، ولا يفقد الأمل بأن يكون فريقه الراسينغ الأفضل في الإياب، مؤكداً أن الراسينغ يضم مجموعة جيدة من اللاعبين في تشكيلته، والتي لا تحتاج إلا إلى الحظ وعدل الحكام.

وقال: "ألغى لي الحكم رضوان غندور هذا الموسم هدفين صحيحين سجلتهما في مرمى السلام صور".

وحرت صحيفة المستقبل اللبنانية على الحديث مطولا مع النجم الفلسطيني عبد الهادي حيث تحدث عن واقع الكرة اللبنانية التي خرجت هذا الموسم من عنق الزجاجة، واستطاعت أن تفرض حضورها بين الكبار، بعد مواسم عدة رافقها الإحباط لأمور عدة، أولها غياب الجمهور عن الملاعب، وتدنّي مداخيل الاندية التي ما زالت تئن من تواضع إمكاناتها المادية التي لا تتيح لها معالجة مشاكلها الفنية والإدارية، فضلاً عن تراجع مستوى التحكيم الذي يُعتبر من القوائم الأساسية للعبة الشعبية.

وكان عبد الهادي وقّع على كشوف الراسينغ قبل أربع سنوات، قبل أن يعود أدراجه الى الإصلاح البرج الشمالي، فلعب له موسماً، وعاد الى "الفريق الأبيض" الموسم الماضي، وبقي فيه مدافعاً عن ألوانه هذا الموسم ومسجلاً أربع إصابات حتى آخر مرحلة الذهاب، وتوقّع أن يسجّل إصابات أكثر، لأنه كان يعاني إصابة، وقد أبلّ منها حالياً.

وقال: "أتوقع للراسينغ دخول كأس النخبة آخر الموسم، وأن يحتل مركزاً بين الكبار، وأرى أن مستوى الدوري قد تقدّم كثيراً عما كان عليه في المواسم الأخيرة، وذلك بفضل تقدم أداء المنتخب اللبناني الذي يملك حظوظا كبيرة بالوصول الى نهائيات كأس العالم، ولا سيما بعد انتصاراته الكبيرة التي حققها بالفوز على الإمارات والكويت وكوريا الجنوبية في التصفيات، ثم فوزه الأخير ودياً على منتخب العراق القوي الذي يعتبر من نخبة المنتخبات العربية والآسيوية. ونتائج المنتخب الأخيرة رفعته كثيراً في عيون المراقبين في كل مكان".

ويؤيد عبد الهادي استمرار الاندية بالتعاقد مع لاعبين أجانب، شرط أن يكونوا بمستوى فني جيد يساعد اللاعبين المحليين على الاستفادة من خبراتهم عبر الاحتكاك بهم، وأردف قائلاً: "نرى لاعبين أجانب عدة في الاندية المحلية لا يصل مستواهم الى مستوى زملائهم في الفريق، ولعلهم كانوا يلعبون لفرق دون الدرجة الأولى في بلادهم، ولا يمكن لهؤلاء أن يحققوا رغبة الاندية المحلية في التقدم وشق الطريق للوصول الى الألقاب، بل ان هؤلاء يؤثرون سلباً باللعب مكان لاعبين شباب صاعدين يتوقون لأخذ مواقعهم في التشكيلة".

يرتاح عبد الهادي للعب الى جانب زميليه في الراسينغ سيرج سعيد والظهير المتقدم محمد مطر الذي يغذيه بالتمريرات الأمامية الطويلة التي يمكنه الاستفادة منها، وهو لم يتلق طوال مسيرته الكروية أي بطاقة حمراء لأنه يفضل عدم مناقشة الحكام على رغم القرارات الخاطئة التي يقعون في مطبّها. وتعرّض عبد الهادي للإصابة في الكاحل حين كان في الصفاء واضطر للابتعاد عن الملاعب ثلاثة أشهر كانت قاسية عليه.

دافع عبد الهادي عن ألوان منتخب فلسطين في تصفيات آسيا لموسم 2003 2004، وتعذّر عليه البقاء في المنتخب الذي أصبح جميع عناصره من سكان الأرض المحتلة عام 2009.

وسجل عبد الهادي أجمل إصاباته وهو مع الأنصار عام 2003 في مرمى الريان حين كان في الدرجة الأولى، من دوبل كيك داخل المنطقة وعجز الحارس عن الوصول الى الكرة، وكانت هذه من أجمل إصابات ذاك الدوري، وكان عبد الهادي تلقى عرضاً للعب لأحد الفرق القطرية عام 2002 لكنه لم يكترث للعرض مفضلاً البقاء واللعب في لبنان.

بدأت مسيرة عبد الهادي الكروية في مدينة صور، وكان يلعب مع نادي النهضة البرج الشمالي القريب من بيته، بعيداً عن أنظار أفراد عائلته الذين كانوا يحضّونه على الدراسة، وشارك عبد الهادي فريقه النهضة في مبارياته الودية خارج مخيم البرج الشمالي، وشاهده أشرف صقر وعرض عليه اللعب الى جانبه في فريق الإصلاح البرج الشمالي، فتدرّب مع الفريق وأعجب به المدرب ناصيف الزين الذي لم يتردد في ضمه لتشكيلته وهو في السابعة عشرة، فلعب له ثلاثة مواسم وشارك في دوري الدرجة الثانية ونجح في تصدّر قائمة الهدافين بـ28 إصابة، ولعب مع الإصلاح البرج الشمالي ضد العهد في الكأس عام 2002 وسجل هدفين لفتا نظر إداريي العهد الذين سعوا لضمه الى ناديهم في الدرجة الأولى، لكن إدارة الأنصار كانت السبّاقة في التفاوض مع إدارة البرج الشمالي فتمت صفقة انتقال اللاعب الذي لم يدم سوى موسم واحد من دون أن يجد فرصته الكاملة باللعب "للأخضر". وتخلّت الإدارة الأنصارية عنه للصفاء، وبقي قلب عبد الهادي معلقاً في الأنصار الذي كان يحبه منذ صغره، ولعب للصفاء ثلاث مباريات، إذ وقع بعدها أسير الإصابة وهو في بداية الموسم، ولم يتعاف إلا في آخره، وأضاف له هدفين آخرين.

وانتقل عبد الهادي للدفاع عن ألوان التضامن صور، وحظي وهو في صفوفه بشهرة أكبر بعدما سجل له 7 إصابات موسم 2006 2007. ولعب بعدها للإرشاد الذي كان ينافس في الدرجة الأولى، وتركه بعد انتهاء مرحلة الذهاب لخلافات تفجّرت بينه وبين إدارته، ولا سيما أنه كان يجد مرارة في الانتقال من صور الى بيروت وكانت الطريق الساحلية لم تستصلح بعد تخريب إسرائيل لها صيف عام 2006. ووقّع على كشوف الراسينغ ولعب له موسماً عاد بعده الى نادي الإصلاح البرج الشمالي، ثم قرر العودة للراسينغ، وسجل له الموسم الماضي 9 إصابات، ويأمل أن يسجل أكثر منها هذا الموسم.

وشكر عبد الهادي رئيس الراسينغ جورج فرح لمعاملته الجيدة له، مما يحثّه على مضاعفة جهده لإفادة "القلعة البيضاء" من خبرته واهدافه، لافتاً الى أنه لم يحقق كل أحلامه بعد، إذ يطمح الى الفوز بلقب البطولة مع الراسينغ.

البطاقة
_ وسيم محمد عبد الهادي.
_ من مواليد: 22/12/1982.
_ القامة: 1,85م.
_الوزن: 87 كلغ.
_ اللعبة: كرة القدم.
_ النادي: الراسينغ.
_ أنديته السابقة: النهضة البرج الشمالي والإصلاح البرج الشمالي والأنصار والصفاء والتضامن صور والإرشاد، فضلاً عن منتخب فلسطين لكرة القدم.
_ المركز: قلب هجوم.
_ لاعبه المفضل: لاعب الراسينغ محمد مطر محلياً، واللبناني المحترف في الصين رضا عنتر عربياً، والبرتغالي كريستيانو رونالدو عالمياً.
_ مدربه المفضل: الترينيدادي دايفيد ناكيد (مدرب الراسينغ).
_ فريقه المفضل بعد الراسينغ: الأنصار.
_ مكتشفه: محمد عواضة (أبو فراس) في الإصلاح البرج الشمالي.
_صاحب الفضل عليه: وسام داود.
_ أفضل لاعب مرّ بتاريخ الكرة اللبنانية برأيه: وائل نزهة.
_ هوايته الثانوية: كرة الطاولة.
_ الوضع الاجتماعي: متأهل وأب لطفلة (دانا خمس سنوات) وطفل (محمد أربع سنوات).
_ التحصيل العلمي: ليسانس في إدارة الأعمال من جامعة هاواي جدرا.