السبت: 28/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

لحظات تاريخية للوفد الفلسطيني المشارك في الدوحة

نشر بتاريخ: 30/11/2006 ( آخر تحديث: 30/11/2006 الساعة: 18:04 )
بيت لحم - معا - وكالات - من المؤكد أن لحظة مرور الوفد الفلسطيني في حفل افتتاح دورة الألعاب الآسيوية الخامسة عشرة في إستاد خليفة الدولي في الدوحة، ستكون لحظة مؤثرة وتاريخية يتفاعل معها عشرات الآلاف في قلب الحدث، ومئات الملايين في كل أنحاء القارة الآسيوية بل وفي العالم بأسره.

وتكتسي المشاركة الفلسطينية في دورة الألعاب الآسيوية هذه المرة خصوصية، لأنها تأتي في ظروف صعبة يمر بها الشعب الفلسطيني بأسره وهي تُشكل تحدياً لسلسلة من الصعاب واجهت المنتخبات الفلسطينية في رحلة استعدادها لهذه التظاهرة الرياضية الضخمة.

فعشرات الحواجز التي قطعت أوصال الضفة الغربية وقطاع غزة واستمرار إغلاق المعابر والمنافذ لم تمنع تلك المنتخبات من مواصلة الاستعدادات، ولم تقف عائقاً أمام سفرها ووصولها إلى الدوحة مُرحباً بها وعلى نفقة قطر.

ومكنت هذه المبادرة الفلسطينيين من تحقيق مشاركة قياسية بأكثر من 100 رياضي ورياضية في 12 لعبة، في مقدمتها كرة القدم وكرة السلة وألعاب القوى والتايكوندو والكاراتيه والجودو والمصارعة والسباحة وكرة الطاولة والشطرنج ورفع الأثقال والكرة الطائرة الشاطئية.

بينما تعذرت مشاركة منتخب الكرة الطائرة للرجال الذي كان من المقرر أن يخوض غمار التصفيات التمهيدية في إطار المجموعة الرابعة إلى جانب الإمارات وهونغ كونغ وتركمانستان.



واستهل المنتخب الفلسطينيلكرة القدم مشاركته في "الدوحة 2006" بخسارة أمام تايلاند صفر-1 ضمن المجموعة الثالثة التي يلتقي في إطارها مع الكويت وقيرغيزستان.

ويتطلع المنتخب الفلسطيني إلى المنافسة على بطاقة مؤهلة إلى ربع النهائي في ثاني ظهور له عبر تاريخ دورات الألعاب الآسيوية بعدما مني بثلاث هزائم في الظهور الأول في دورة الألعاب الآسيوية في بوسان عام 2002 أمام اليابان وأوزبكستان بنتيجة واحدة صفر-2 وأمام البحرين صفر-5.

ولكن المنتخب الفلسطيني سيفتقد في الدوحة جهود هدافه فهد عتال، الذي تمسك به نادي الجزيرة الأردني، وأبقاه في عمان لمشاركته في مباريات الدوري الممتاز التي تتزامن مع ألعاب الدوحة.

مشاركة رمزية لإثبات الذات
ولعل أقل ما يمكن أن يقال عن المشاركة الفلسطينية في دورة الألعاب الآسيوية الخامسة عشرة إنها مشاركة رمزية، كما يؤكد الحاج أحمد القدوة رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية الذي خاطب كوكبة من الرياضيين الفلسطينيين قبل السفر إلى الدوحة.

قال القدوة "إنها مشاركة من أجل إثبات الذات وحجز المكانة التي تستحقها فلسطين، فالأمل يحذو الشعب الفلسطيني بأن تُشكل المشاركة في ألعاب الدوحة بسمة في وقت صعب بل وحرج".

الدعم القطري
وأكد رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية أنه لم يكن في الإمكان مشاركة فلسطين بهذا العدد الكبير من الرياضيين لولا ما لقيه من دعم لا محدود من الجانب القطري، ومن عدد من الدول العربية وغيرها التي رحبت باستضافة معسكرات المنتخبات الفلسطينية قبل الوصول إلى الدوحة.

ومن جانبه، قال رئيس الاتحاد المركزي الفلسطيني لكرة القدم اللواء أحمد العفيفي إن المشاركة الفلسطينية تأتي هذه المرة كرد عملي على كل المحاولات التي تهدف للقضاء على البنية التحتية للرياضة الفلسطينية، مُشيراً إلى أن الظروف التي يعاني منها اتحاده لم تمكنه من توفير استعداد مثالي لفريقه.

ومن جهة أخرى، رُفع علم فلسطين في القرية الرياضية في الدوحة بحضور رئيس بعثة فلسطين أكرم ظاهر الذي قال "هذه اللحظات تعني أن فلسطين راسخة في صلب المجتمع الدولي وأن الشعب الفلسطيني عصي على كل المحاولات التي تستهدف إبادته وتغييبه."

أول ظهور للسلة الفلسطينية
وتشهد ألعاب الدوحة 2006 أول ظهور لكرة السلة الفلسطينية في دورة الألعاب الآسيوية، بيد أن هذه المشاركة توقفت عند حدود الأدوار التمهيدية بخسارتين أمام منغوليا 70-78 وأوزبكستان 60-87 ليحزم المنتخب الفلسطيني حقائب العودة إلى أراضيه حتى قبل أن تُتاح أمامه فرصة المشاركة في حفل الافتتاح.

وكان المنتخب الفلسطيني لكرة السلة قد تجمع لأول مرة قبل أسبوعين فقط من ألعاب الدوحة 2006، حيث شارك في النسخة الخامسة من بطولة كأس الملك عبد الله الثاني الدولية خاسراً جميع مبارياته أمام الأردن وكوسوفو وسوريا في الدور الأول وأمام تونس في إطار تحديد المراكز من الخامس إلى الثامن.

وفي سياق آخر، تفتقد السباحة الفلسطينية جهود المخضرمة ماريا عصفور التي خضعت لعملية جراحية في بريطانيا، لكن الآمال معقودة على السباحين أحمد دميري، عصام الحلواني، وسيم سري، وفادي عويسات وزكية نصار لسباقات 50 م و100 م و200 م حرة، و50 م و100 م فراشة و100 م صدر، في حين يبرز رباعي الجودو ماهر أبو رميلة وسامر عميرة وإياد الحلبي وباسل جابر.

إصرار واضح
وفي كل الأحوال فإن إصرار الرياضيين الفلسطينيين في الألعاب الفردية وكذلك في مسابقة كرة القدم يبدو واضحاً لتحقيق أفضل مشاركة مُمكنة، بل والمنافسة ولو على ميدالية واحدة.

وبالإضافة لذلك، فإن الرياضيين الفلسطينيين يحملون في الدوحة رسالة للعالم، مفادها أن الرياضة الفلسطينية قادرة برغم كل المصاعب على أن تجد لنفسها مساحة في الإنجاز.

تاريخ المُشاركات
وتعود مشاركة فلسطين لأول مرة في دورة الألعاب الآسيوية إلى عام 1990 في بكين وبلاعبين فقط قبل الظهور في هيروشيما 1994 بلاعب واحد لكرة الطاولة، ثم المشاركة الخجولة في الكاراتيه والجودو والتايكوندو والملاكمة وألعاب القوى في بانكوك 1998.

ولكن المشاركة الفلسطينية في بوسان 2002 حملت بسمة حقيقية للرياضة الفلسطينية من خلال ميدالية تاريخية نالها الملاكم منير أبو كشك وهي برونزية وزن 81 كلغ، وهي الميدالية الوحيدة لفلسطين في 4 مشاركات في دورات الألعاب الآسيوية منذ العام 1990.

هنية في الافتتاح
في سياق آخر، ترددت أنباء عن حضور رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية لحفل الافتتاح الجمعة 1 كانون أول/ ديسمبر 2006، وذلك تلبية لدعوة رسمية كان قد تلقاها من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.