السبت: 16/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

خبراء يطالبون بإلزام إسرائيل الانضمام لمعاهدة منع الانتشار النووي

نشر بتاريخ: 30/01/2012 ( آخر تحديث: 30/01/2012 الساعة: 21:50 )
القاهرة- معا- اتفق متحدثون وخبراء دوليون وعرب، بضرورة إلزام إسرائيل بالانضمام لمعاهدة منع الانتشار النووي.

جاء ذلك خلال الندوة المتخصصة التي نظمها المجلس المصري للشؤون الخارجية اليوم الاثنين بأحد فنادق القاهرة تحت عنوان "نحو إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وجميع أسلحة الدمار الشامل في الأوسط ومؤتمر 2012".

وشارك في هذه الفعالية نخبة من الخبراء الدوليين في هذه الندوة التي تعقد بالتعاون مع المجلس البريطاني الأمريكي للإعلام الأمني (بيزيك)، بحضور السفير محمد شاكر رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية.

وتناولت الندوة عدة موضوعات متعلقة بالانتشار النووي في المنطقة، لاسيما فيما يخص البرنامج النووي الإيراني والأسلحة النووية في إسرائيل، واستعراض للجهود العربية والدولية لجعل المنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل.

وقال السفير محمد شاكر: من غير المقبول بأن يقال إسرائيل تفعل ما تشاء لأنها غير طرف بمعاهدة منع الانتشار النووي، وفي المقابل يتم ملاحقة دول أخرى طرف بهذه الاتفاقية.

وشدد على أن موضوع ملف إيران النووي يحل فقط بالطرق الدبلوماسية، لأن الدراسات العلمية أثبتت عدم نجاعة العقوبات الاقتصادية، مطالبا بالبحث عن بدائل لإقناع إيران بتوفير البيانات المطلوبة للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

واعتبر السفير شاكر أن المؤتمر الدولي المقرر نهاية العام الجاري لبحث موضوع منع الانتشار النووي سيكون بمثابة فرصة ذهبية لإحداث اختراق على صعيد جعل المنطقة نظيفة من أسلحة الدمار الشامل، نظرا لمشاركة إسرائيل وإيران، منبها من مخاطر سياسة الكيل بمكيالين والنتائج العكسية التي تأتي بها.

وتحدث بالتفصيل عن الجهود الدولية على الصعيدين السياسي والدبلوماسي التي تقوم بها مصر منذ أكثر من 35 عاما لجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل.

وأوضح أنه حتى تنجح الجهود الدولية بإخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل يجب أن تقدم الدول الأخرى الموجودة خارج المنطقة وتملك الأسلحة غير التقليدية ضمانات بعدم استخدام هذه الأسلحة ضد أقطار ودول المنطقة.

وبدوره أكد الصحفي الفلسطيني د.محمود خلوف، مدير مكتب وكالة الأنباء الفلسطينية"وفا" بالقاهرة استحالة الحديث عن منع إيران من امتلاك السلاح النووي، وفي المقابل تترك إسرائيل تفعل ما تريد في هذا الموضوع.

وتابع خلوف: حتى نضمن إلا تدخل منطقة الشرق الأوسط بصراع ومحاولات للوصول إلى توازن نووي مطلوب أن تتضافر الجهود الدولية لإلزام إسرائيل بتفكيك وتدمير ترسانة أسلحة الدمار الشامل التي تمتلكها.

من جهته أكد الباحث الايطالي المختص بالانتشار النووي بول انجرام أن الدول الأوروبية أبلغت إسرائيل بشكل فردي(كل دولة على حدة، وليس ككتلة واحدة ضمن الاتحاد الأوروبي) بعدم رضاها عن نشاط إسرائيل النووي.

وقال: مطلوب بأن تبذل كل الدول جهودا حقيقية لإقناع إسرائيل وإيران بالوسائل السياسية والدبلوماسية بضرورة جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل.

وحذر من مخاطر الدخول في حرب مع إيران بسبب برنامجها النووي؛ لأن النتائج والانعكاسات ستكون وخيمة ليس فقط على صعيد الخسائر بالأرواح، بل نتيجة ما سيخسره الاقتصاد الأوروبي نتيجة ذلك.

وأضاف الباحث إنجرام: إيطاليا بلدي متضررة جدا من العقوبات المفروضة على طهران، ومن الصعب أن نجد إيطاليا تحصل على أسعار تفضيلية كالتي تحصل عليها من إيران، وبلا شك بأن ما يحصل في إيطاليا له انعكاس على الاتحاد الأوروبي، ما يستدعي العمل بطرق سلمية لحل الأزمة.

وانتقد الباحث الفلسطيني المختص بالانتشار النووي بشدة التركيز الإعلامي أكرم حسونة على دولة مثل إيران تمتلك قدرات نووية سلمية ولربما يحمل برنامجها في ثناياه بعض الجوانب العسكرية, وغض الطرف عن دولة مثل إسرائيل التي بات من المؤكد عسكرية برنامجها النووي، مطالبا بوضع حد لازدواجية المعايير الغربية والأميركية في التعامل مع قضايا الانتشار النووي والتركيز على الشك في من يمتلك السلاح بدلا من التركيز على الشك في نويا الدول.

وأضاف: سنشهد خلال نهاية العام الحالي 2012 مؤتمرا دوليا لإقامة منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الأوسط المنبثق عن مؤتمر مراجعة معاهدة منع الانتشار النووي(NPT ), فوفق أديبات من الانتشار النووي, ومن خلال الخبرة العملية لإقامة المناطق الخالية من السلاح النووي يجب أن تقوم المنطقة الخالية على مبدأ نزع سلاح " إزالة " وليس وفق معايير ضبط أو تخفيض كميات السلاح النووي.

وشدد حسونة على أنه "يجب على إسرائيل التخلي عن سلاحها النووي والانضمام لمعاهدة منع الانتشار النووي على أنها " دولة لا نووية " وفق مقررات مؤتمر المراجعة 2010, وبما يكفل حق الاستخدامات السلمية للطاقة النووية في المنطقة.

وتابع: كما يجب التفرقة بين من يمتلك القدرات النووية السلمية وموقع على معاهدة منع الانتشار النووي"إيران ", وبين من يتملك القوة النووية أي السلاح النووي وغير موقعة على معاهدة منع الانتشار النووي كما هو حال إسرائيل.

وأضاف الباحث حسونة: المؤشرات الأولية تظهر أن إسرائيل ستتبع سياسة المماطلة والتسويف، ما يعني موت المبادرة قبل ولادتها, وفي حال فشل المؤتمر سنكون أمام حالة مؤكدة من الانتشار النووي لربما نشهد حالة من السباق النووي في منطقة الشرق الأوسط ما بين دول غير عربيه ولربما نشهد حالة من انتشار قدرات نووية عربيه ذات أبعاد خاصة مما يزد المسالة تعقد وصعوبة.

كما انتقد الصحفي المصري محمد الهواري من صحيفة "المصري اليوم" التركيز على إيران وإغفال إسرائيل عند مناقشة خطورة انتشار أسلحة الدمار الشامل في المنطقة.

وبدوره اعتبر الباحث الإعلامي الفلسطيني محمد هاشم خضر أن التركيز على ملف إيران النووي في هذه الفترة بالذات أمر مقصود ومدروس ويراد منه لفت أنظار العالم إلى عدم التزام إسرائيل بوقف الاستيطان واستمرارها بالقتل والتصعيد وإشغاله بملف آخر.

واستبعد الباحث والإعلامي المصري الخبير في الشؤون الإيرانية محمد أبو النور حدوث حرب قريبة مع إيران بسبب برنامجها النووي، مبرزا القوة التي تتمتع بها إيران بما يخص البترول وقدرتها على التأثير بالاقتصاد العالمي.

وانتقد المعلومات التي تروجها وسائل الإعلام الأميركية والإسرائيلية بالنسبة للوقت الذي ستكون فيه إيران قادرة على تصنيع القنبلة النووية، مؤكدا بأن هذا الكلام لا يبنى على معلومات دقيقة، بقدر ما أن الأمر متعلق بدعاية مضادة تستفيد منها بالأساس إسرائيل.

وقدم الصحفي الضليع في متابعة الملف النووي بيتر ريتشوود نصائح تهم المشاركين، وبخاصة الإعلاميين حول تعاملهم مع موضوع الانتشار النووي في ظل صعوبة الحصول على المعلومات وتضاربها.

وتحدث عن الإشكاليات التي تعلقت بتغطية الإدعاء بوجود أسلحة دمار شامل عام 2003 قبل الهجوم الأميركي على هذا البلد، موضحا أهمية أن يتسم الصحفي بالحيادية عند تناول أي قضية.

وتحدث الباحث السياسي الفلسطيني محمد رصرص عن أهمية العمل على إنجاح مؤتمر 2012 الخاص ببحث الانتشار النووي في المنطقة؛ والعمل بتواز مع ذلك على عدم نشوء قوى جديدة تمتلك السلاح النووي شريطة التزام إسرائيل بالانضمام لمعاهدة منع الانتشار النووي.

ورجح رصرص بأن تخضع إسرائيل في النهاية وتذهب إلى طاولة الحوار لبحث موضوع الانتشار النووي في المنطقة؛ لقناعتها التامة بعدم مقدرتها على استخدام الترسانة غير التقليدية التي تمتلكها ضد دول المنطقة.

وفي نهاية الندوة قدمت مسؤولة ملف أسلحة الدمار الشامل في منظمة (CTBTO) الدولية المتخصصة بموضوع الملف النووي شرحا حول المعاهدات الدولية لمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل.

كما قدمت شرحا مصورا حول مناطق انتشار محطات رصد التجارب النووية في مختلف قارات العالم، كما أبرزت الأسلوب الذي تتبعه المنظمة في تقديم المعلومات المتخصصة للجمهور بما يضمن الموضوعية والدقة، والكيفية التي تم التعامل بها مع كارثة مفاعل "فوكيشيما" في اليابان.