الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

اختتام أعمال الوفد الفلسطيني بأعمال الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا

نشر بتاريخ: 01/02/2012 ( آخر تحديث: 01/02/2012 الساعة: 20:03 )
اختتام أعمال الوفد الفلسطيني بأعمال الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا
رام الله- معا- اختتم الوفد الفلسطيني المشارك في الاجتماع الأول للدورة العادية الأولى للجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا مشاركته بهذه الدورة التي انعقدت بتاريخ 23-27/1/2012.

وكانت هذه المشاركة هي الأولى من نوعها بصفة فلسطين ومن خلال المجلس الوطني الفلسطيني عضوا شريكا لهذه الجمعية منذ أن تقرر ذلك في شهر أكتوبر 2011 أثناء زيارة الرئيس للجمعية ورئيس المجلس الوطني حيث اخذ أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني (التشريعي) مكانهم بين النواب الممثلين للدول الأعضاء دائمي وكاملي العضوية في هذه الجمعية، وتسلموا المقر الدائم للوفد الفلسطيني في مقر الجمعية، وتمتعوا بحق المشاركة في التداول والنقاش والاجتماع أسوة بباقي الأعضاء.

وكان حضور الوفد ومشاركته في هذا الاجتماع الأول من نوعه مشاركة متميزة مثلت حضورا فلسطينيا، متميزا يعول أن يكون مقدمة لمكانة ومستوى ارفع في التمثيل الفلسطيني في هذه المؤسسة ولتكون فلسطين بمكانتها كدولة في جميع المؤسسات والمنظمات الدولية الأخرى. هذا وقد لقي هذا الحضور والمشاركة الفلسطينية ترحيبا وتشجيعا من رئاسة وأعضاء وممثلي القوى السياسية والدول في هذه المؤسسة.

وحرص الوفد الفلسطيني على المشاركة أيضا في اكبر عدد ممكن من اجتماعات اللجان التي تمت أثناء هذه الدورة، حيث شاركت في اجتماعات اللجان التالية: (لجنة الشؤون السياسية والديمقراطية، لجنة الشؤون القانونية وحقوق الإنسان، لجنة المساواة وعدم التمييز، لجنة الشؤون الاجتماعية والصحة والتنمية المستدامة) حيث هدف الوفد إلى المشاركة أولا والتعرف على طبيعة أعمال هذه اللجان ودورها وذلك ليتمكن الوفد من تحديد مشاركته الدائمة وتحديد عضويته في لجان هذه الجمعية وفقا لمهام وموضوعات هذه اللجان التي تمكن الوفد الفلسطيني لاحقا من المساهمة مع الشركاء الأوروبيين في القضايا والمواضيع ذات الاهتمام المشترك وذات العلاقة بالقضية الفلسطينية ومنطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية.

هذا بالإضافة إلى المواضيع الهامة التي تتناولها هذه اللجان والمتعلقة بقضايا إنسانية وسياسية واقتصادية وثقافية وقانونية وحقوقية وبيئية وديمقراطية مشتركة تهمنا كفلسطينيين كما تهم دول أوروبا الصديقة الأعضاء في هذه الجمعية على قاعدة ما يجمعنا وإياهم من قيم إنسانية تمتد طويلا في التاريخ والحضارة المشتركتين.

وكانت هذه المشاركة في اللجان ذات اثر هام وعلى النحو التالي: جلسات الجمعية البرلمانية على مدار الأيام الخمسة لأعمال هذه الجمعية انتظم الوفد في المشاركة في كل المواضيع المدرجة على جدول أعمال الجمعية سواء تلك التي تختص أو تتناول مواضيع ذات علاقة بأوروبا ودولها مثل (المراقبة على الانتخابات في روسيا، أداء المؤسسات الديمقراطية في البوسنة والهرسك، الوضع في بيلاروس) أو ذات علاقة بالديمقراطية وحقوق الإنسان والمرأة والطفل مثل (ترحيل السكان قسرا من أماكن سكناهم، تطوير حقوق النساء في العالم، حق الثقافة للجميع).

وتمكن الوفد وفق آليات وإجراءات عمل هذه الجمعية والوقت المتاح للوفود بالمشاركة من المشاركة بما لا يقل عن خمسة مشاركات في المواضيع التالية:

أ- جلسة النقاش العام بتاريخ 23/1/2012:

قدم رئيس الوفد د. برنارد سابيلا مداخلة مكتوبة اعتبر فيها أن هذه المشاركة تشكل تطورا ملحوظا في طريق تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني باتجاه الحرية وتحقيق الدولة. وقال أن عملية التسوية السلمية وصلت إلى نفق مظلم نتيجة الهجمة الاستيطانية على الأراضي الفلسطينية وتحديدا في مدينة القدس التي تتعرض لعملية تهويد شرسة، واستشهد بالتقرير الصادر في تشرين الثاني الماضي عن القناصل والممثلين الأوروبيين لدى السلطة الوطنية والذي يعتبر الوضع في القدس مأساويا نتيجة الممارسات الإسرائيلية.

واستعرض د. سابيلا في مداخلته الإجراءات التي تمارسها سلطات الاحتلال بحق النواب الفلسطينيين سواء بالاعتقال أو الإبعاد أو المنع من السفر. وأكد على تطلع الشعب الفلسطيني إلى مجلس أوروبا لتفعيل الشراكة والتعاون مع الشعب الفلسطيني للمساهمة في تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني بتحقيق الدولة والحرية.

ب – خطاب المدير العام لليونسكو حول حق الجميع في المشاركة في الحياة الثقافية بتاريخ 24/1/2012:

استمعت الجمعية إلى خطاب ايرينا بوكوفا المدير العام لليونسكو حول حق الجميع في المشاركة في الحياة الثقافية، وقدم النائب وليد عساف مداخلة قدم شكره فيها لكل من صوت لصالح قبول عضوية فلسطين في اليونسكو، معربا عن أمله في أن تشكل هذه العضوية عاملا مساعدا للشعب الفلسطيني لتحقيق السلام والحرية والاستقلال وبناء مستقبل أفضل، وان تساهم في حماية ثقافتنا التي تشكل هوية الشعب الفلسطيني، مؤكداً على أن الشعب الفلسطيني يحرص عبر التاريخ على تعزيز الثقافة والتعليم كونه يشكل نافذة للفلسطينيين نحو المعرفة والتفاعل مع العالم.

ج- جلسة حول موضوع ضمان فاعلية الميثاق الأوروبي لحقوق الإنسان بتاريخ 24/1/2012:

استمعت الجمعية إلى تقرير مقدم من مقرر لجنة الشؤون القانونية وحقوق الإنسان ماري بيديك حول موضوع ضمان فاعلية الميثاق الأوروبي لحقوق الإنسان، وتعقيبا على التقرير قدم د. برنارد سابيلا مداخلة أكد فيها على الرابط الوثيق بين هذا الموضوع وموضوع حق المشاركة في الحياة الثقافية، حيث اعتبر أن الانفتاح الثقافي يقلل من فرص انتهاكات حقوق الإنسان، مؤكدا في الوقت ذاته على تطلع الشعب الفلسطيني إلى الحرية والاستقلال وإنهاء الاحتلال وانتهاكاته لحقوق الإنسان.

د. جلسة حول موضوع ترحيل السكان بالقوة من مناطق سكناهم بتاريخ 27/1/2012

ناقشت الجلسة الأخيرة للجمعية تقريرا قدمته مقررة لجنة الشؤون القانونية وحقوق الإنسان ايجيديوس فاريكوس حول موضوع ترحيل السكان بالقوة من مناطق سكناهم، حيث قدم د. برنارد سابيلا مداخلة انتقد فيها خلو التقرير من الإشارة إلى الشعب الفلسطيني كونه يمثل اكبر مجموعة من اللاجئين في العالم، وخاصة وان ثلاثة أرباع الشعب الفلسطيني يعانون من التشرد منذ ما يزيد على ستة عقود.

واستعرض الممارسات الإسرائيلية بحق السكان الفلسطينيين بوجه عام والمقدسيين بشكل خاص والرامية إلى ترحيلهم عن مدينتهم من خلال التضييق عليهم والمعاملة العنصرية ضدهم.

هـ- خطاب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمام الجمعية بتاريخ 25/1/2012:

استمعت الجمعية إلى خطاب من رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، الذي حضر للجمعية بناء على دعوتها وقدم خطابا تناول فيه الجهود المشتركة لإصلاح محكمة حقوق الإنسان الأوروبية وعقب انتهاء الخطاب تم تخصيص وقت لنقاش رئيس الوزراء مع النواب والأعضاء، وقد تم توجيه أسئلة له من قبل 19 نائب، وقد حظي الوفد الفلسطيني بواحدة منها علما أن الوقت المتاح هو 30 ثانية فقط.

وقدم الوفد الفلسطيني سؤالا، قدمه عن الوفد النائب وليد عساف حول موقف بريطانيا من مبدأ حل الدولتين خاصة في أعقاب لقاء كاميرون مع الرئيس محمود عباس والتي جعلت الشعب الفلسطيني ينظر بنوع من الأمل إلى موقف بريطانيا واستفسر عن الخطوات التي ستقوم بها بريطانيا لتحقيق هذا المبدأ، كما سأل عن موقف بريطانيا من الاعتراف بالدولة الفلسطينية كاستجابة لطلب الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا في أكتوبر الماضي والداعي إلى اعتراف الدول الأعضاء في الجمعية وفي مجلس الأمن للتصويت لصالح قبول عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة.

وفي إجابته على سؤال الوفد الفلسطيني، أكد ديفيد كاميرون على موقف بريطانيا الواضح والداعم بقوة لحل الدولتين، وأعرب عن رغبة بريطانيا بضرورة وجود دولة إسرائيلية ديمقراطية تحظى بالأمن والأمان في حدودها، وضرورة وجود دولة فلسطينية ناشئة تكون وطنا للشعب الفلسطيني، وتعهد ببذل كل الجهود الممكنة لتحقيق ذلك.

واعتبر أن المفاوضات هي الطريق الوحيد لتحقيق هذه الرؤية معربا عن أمله باستمرار المفاوضات التي انطلقت في عمان مطلع كانون ثاني 2012 وأشار إلى التوازن الذي تراعيه الجمعية البرلمانية بتمثيل الفلسطينيين والإسرائيليين.

هذا وقد استمعت الجمعية إلى خطاب من تارجا هانولين رئيسة دولة فنلندا الصديقة خطابا تحدثت فيه حول أهمية الجمعية البرلمانية وتناولت أهم التحديات التي تواجه المجتمعات الأوروبية وأهمها قضية التعليم، وجرى نقاشها من قبل عدد من النواب.

مشاركة الوفد في أعمال اللجان:

أولا: أعمال لجنة الشؤون السياسية ولجنة الشؤون القانونية وحقوق الإنسان

عرض الوفد قضية المعتقلين الفلسطينيين بشكل عام والنواب بشكل خاص، وقدم الوفد مذكرات مكتوبة بذلك، وقد لقيت هذه القضايا اهتماما من هذه اللجان وأعضاءها حيث اتخذت هذه اللجان إجراءات بضرورة متابعة هذه القضايا ودراسة الإجراءات التي يمكن أن تساهم في معالجة الموضوع، وطالبت الوفد الإسرائيلي المشارك في أعمال هذه الجمعية بتوضيحات بهذا الخصوص كخطوة أولى لمتابعة هذه القضية.

في ذات السياق يذكر أن الوفد قدم مذكرتين تتناول النواب المعتقلين وقضية المعتقلين، والمعتقلين قبل توقيع اتفاق أوسلو بشكل خاص، ومذكرة أخرى بخصوص منع النائب قيس عبد الكريم (أبو ليلى) من السفر رغم كونه عضوا في الوفد الفلسطيني المسمى لهذه الجمعية. وقدمت هذه المذكرات لرئيس الجمعية واللجان ذات العلاقة والأمانة العامة للجمعية.

ويذكر أيضا أن الجمعية انتخبت رئاسة جديدة لها بعد انتهاء دورة شاويش اوغلو الذي ترأس الجمعية لعامين متتاليين، وتسلم رئاسة الجمعية بالانتخاب بالتزكية جان كلود مينون من البرلمان الفرنسي. وبالعودة لمشاركة الوفد في أعمال اللجان، يذكر أن اللجان وعددها 11 لجنة وعملا بأحكام نظام الجمعية قامت بإحداث التغييرات الدورية بالانتخاب وغيرت تشكيلة اللجان من حيث الأعضاء ورئاسة اللجان الأساسية والفرعية.

وفي اجتماع لجنة الشؤون السياسية والديمقراطية، جرى إعادة انتخاب تيتوس كورليتان سيناتور من رومانيا رئيسا للجنة الشرق الأوسط الفرعية، وقررت أن يتم عقد اجتماع اللجنة الفرعية القادم في بوخارست في رومانيا لمناقشة موضوع المياه في فلسطين أي مشاريع المياه التي تهم الجانب الفلسطيني والتي تتصل أيضا بالسياسات الإسرائيلية تجاه حقوقنا المائية وهذه المشاريع. كما قررت اللجنة السياسية إيفاد مقرر هو قسطنطينوس فريتوس من البرلمان اليوناني إلى المنطقة لتقديم تقرير حول الوضع في الشرق الأوسط، حيث يتوقع أن يقوم فريتوس بزيارته خلال الثلث الأخير من شهر شباط الجاري.

كما تقرر في نفس الاجتماع تعيين مقرر وموفد لتقييم الشراكة الفلسطينية مع هذه الجمعية حيث تم انتخاب تيني كوكس سيناتور هولندي من قائمة اليسار الموحد، ذات المقرر الذي اعد التقرير بخصوص طلب فلسطين للشراكة في الفترة الماضية والذي سيعمل على انجاز هذا التقرير لتقييم الشراكة من حيث التزام الطرفين فلسطين والجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، حيث سيقوم بزيارة فلسطين في وقت لاحق.

وكان الوفد قد ناقش قضية المعتقلين جميعا والنواب بشكل خاص بالإضافة للأعمال الأخرى ذات المواضيع السياسية التي تتعلق بأوروبا والعلاقة بالتطورات والثورات والمستجدات الجارية في المنطقة العربية، كما انه تم عرض موضوع الأسرى في اللجنة القانونية، كما ذكرنا سابقا.

وقام الوفد بنشاطات واجتماعات أخرى هامة على هامش هذه الدورة أهمها الاجتماع بالرئيس الجديد للجمعية جان كلود مينون بناء على طلب من الوفد الفلسطيني لتقديم التهاني له، وجرى عرض ما يمكن تقديمه من عنايته للقضية الفلسطينية بشكل عام وبخصوص المشاركة الفلسطينية في الجمعية بشكل خاص. وتحدث الوفد معه حول قضية النواب المعتقلين والوضع السياسي الراهن في المنطقة وممارسات الاحتلال في الوطن عامة والقدس خاصة.

كما التقى الوفد الفلسطيني بالوفد الممثل لدولة المغرب الشقيق وذلك بهدف تنسيق المواقف والجهود مع الإخوة المغاربة بخصوص المشاركة في أعمال الجمعية، كون فلسطين والمغرب أول دولتين عربيتين في العالم يحظيان بهذه الشراكة. وقد كان اجتماعا بناء وايجابيا، وكعادتهم كان الإخوة المغربيون على استعداد للتعاون الايجابي والأخوي المعهود منهم.

و اجتمع الوفد بعدد من الفعاليات الصديقة لشكرهم على دورهم ومواقفهم التي أسهمت في تحقيق العضوية لفلسطين كشريك في هذه المؤسسة. كما اجتمع الوفد بشكل خاص بـ شاويش اوغلو الرئيس السابق للجمعية الذي أنهى أعماله بتاريخ 23/1/2012 وقدم له الشكر والتقدير باسم الرئاسة والمجلس الوطني والشعب الفلسطيني كرئيس للجمعية وصديق وممثل لتركيا الصديقة، وقدم الوفد له دعوة رسمية لزيارة فلسطين في أي وقت يراه مناسبا. كما اجتمع الوفد بالأمين العام للجمعية ووتشي سافيسكي وتقدم له بالشكر على دوره وبحث معه بعض التفاصيل المتعلقة بالمشاركة وقدم له دعوة مفتوحة لزيارة فلسطين. بالإضافة إلى لقاءات ونشاطات اجتماعية وثقافية قام بها الوفد على هامش أعمال الدورة مثل حفل استقبال أقامه محافظ ستراسبورغ لأعضاء الجمعية البرلمانية.

كما اجتمع الأمين العام للمجلس التشريعي الأخ إبراهيم خريشه بنائب محافظ ستراسبورغ نوال المريني وبحث معها مجالات وآفاق التعاون الممكنة مع محافظة ستراسبورغ واستمع إلى موجز حول اهتمام المحافظ بتطوير العلاقة مع فلسطين من خلال الوفد الفلسطيني ورغبة المحافظ في إقامة علاقة توأمة مع احد المدن الفلسطينية لتطوير هذه العلاقة.

هذا ويذكر أن وفد المجلس الوطني لهذا الاجتماع من هذه الدورة تشكل من أعضاء وطاقم المجلس التشريعي وبتكليف من رئيس المجلس الوطني الأخ سليم الزعنون "أبو الأديب" وتشكل من النواب برنارد سابيلا رئيسا للوفد ونجاة الاسطل ووليد عساف، وأمين عام المجلس التشريعي إبراهيم خريشه والإداريين كمال دعيبس وبشار الديك.