الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

وحدة النوع الاجتماعي في وزارة الإعلام ترصد معاناة عائلة الأسير عدنان

نشر بتاريخ: 02/02/2012 ( آخر تحديث: 02/02/2012 الساعة: 13:05 )
رام الله- معا- رصدت وحدة النوع الاجتماعي في وزارة الإعلام معاناة عائلة الأسير خضر عدنان.

الطفلة معالي خضر ابنة الأسير خضر عدنان من بلدة عرابة ، في ربيعها الرابع لم تكن تدرك مدى تأثير غياب والدها إلا بعد أن مكثت أيام طويلة بعيدة عن حضنه الدافئ ، أصبحت الآن تعي أن جنود الاحتلال الإسرائيلي يسلبونها حنان وعطف والدها ، بكت بحرقة دون السماح لها بوداعه أو تقبيله أو حتى رؤيته داخل القضبان الحديدية .

تراقبها والدتها وهي تتنقل بين محطة وأخرى لتبحث عن صورته في قنوات الأخبار المحلية والفضائية ، تقول والدتها ( ام عبد الرحمن ) التي تنتظر مولودها بعد أربعة شهور ، أحاول قدر الإمكان أن اخفف عن طفلتاي " معالي " وشقيقتها الصغرى التي لم تبلغ بعد عامها الثاني، وجدتهم والدة الأسير عدنان التي لم تعد قادرة على تحمل آلامها وأوجاعها التي ضاعفها اعتقال فلذة كبدها ، فارتفاع ضغط الدم والسكر وأوجاع القلب ما خلى منها جسدها رغم أنها في الثالث والأربعين من عمرها .

وكان الأسير خضر عدنان قد اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلية من بلدة عرابة بمحافظة جنين بتهمة انتمائه لحركة الجهاد الإسلامي بتاريخ 7/12/2011، ومنذ اليوم الثاني لاعتقاله أعلن الأسير إضرابه عن الطعام احتجاجا على اعتقاله غير المبرر ، وفي اليوم الخامس والأربعين لاعتقاله أعلن الأسير إضرابه عن تناول السوائل ، احتجاجا على عدم السماح له بلقاء محاميه واحتجاجا على الاهانات والإذلال الذي تمارسه قوات الاحتلال في أقبية التحقيق ، وكان الأطباء قد حذروا من عدم قدرة الأسير خضر على التحمل وانه قد ينهار بعد ثلاثة أيام من عدم تناوله السوائل .

زوجة الأسير خضر قالت إن التحقيق استمر مع زوجها 20 يوما متواصلا ولم يتمكنوا من الاتصال به او معرفة أي شيء عنه إلا من خلال المحاميين والمؤسسات الحقوقية والقانونية ، حتى يوم محاكمته لم نعرف شيئا عنها ولم نحضرها ، وبالمرة الثانية عندما علمنا بوجود محاكمة له ذهبت مع ابنته ووالدته ولم يسمحوا لنا بالدخول الى المحكمة أو رؤيته ، وكانوا قد احضروه بسيارة إسعاف ومحمولا على كرسي متنقلا نظرا لسوء حالته الصحية ، ولم تجرى المحاكمة لأنه رفض التحدث إليهم فتم تأجيل المحكمة مرة أخرى .

ومشاعر الأمومة والخوف تتلاعب بالأَُمّين : أم خضر وأم عبد الرحمن ، فكلتاهما تحاول التخفيف عن الأخرى وتثبيت العزائم والصبر على الشدائد بغياب الابن والزوج.

فأم عبد الرحمن تحاول ان تخفي عن والدة خضر ما تتناقله الأخبار ووسائل الإعلام ، التي تدفع بأم خضر إلى السؤال بأوقات قصيرة ومتقاربة "طمنيني على خضر "، وهل حدث شيء جديد مع خضر؟ " ،"هل استشهد أبا عبد الرحمن؟ " بينما تكون الإجابة إنشاء الله سيفرج عنه والله يفك أسره ويصبره .
أما معالي فهي طفلة ليست كباقي الأطفال فهي لا تكاد تبرح عيناها جهاز التلفاز ليس لمشاهدة برامج الكرتون و إنما لعلها ترى صورة والدها التي غابت عنها قصرا ،فتصرخ كلما رأتها : ها هو أبي على التلفاز ، حبيبي بابا .

"اسأل الله ان يحفظ ابني خضر من كل مكروه " اختلطت هذه الكلمات بدموع الوالد الحاج عدنان والد الأسير خضر عدنان وهو يدعوا المولى عز وجل ان يحفظ ابنه في معركة الثبات والعزيمة .

مع ذلك تصر أم عبد الرحمن على قدرة زوجها على الصمود والثبات في وجه السجان قائلة: ان زوجها أجريت له فحوصات طبية أثبتت جميعها ان حالته مستقرة وجيدة وما يحدثه الاحتلال من بلبلة هو محاولة للتأثير عليه والنيل من عزيمته وقوته وإصراره حتى يتخلى عن إضرابه ويرضخ لهم ولممارساتهم ، مع انه لم يعد مضربا عن الطعام فقط بل صعد إضرابه بالامتناع عن تناول السوائل ، مما دفع سلطات الاحتلال إلى القول بأنها ستدخل السوائل إلزاما إلى جسمه في حال تراجعت حالته الصحية .

رغم محاولتها إظهار قوة وصبر ورباطة جأش إلا أن خلف هذا كله يمكث نصفها الأخر بين الحياة والموت بين الكرامة أو الذل .وتنتصر الارادة والكرامة رغم سطوة السجان .