الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

في عيد مولد سيدي عليه السلام ...يا سيّد الكوْنَين / المتوكل طه

نشر بتاريخ: 04/02/2012 ( آخر تحديث: 04/04/2012 الساعة: 09:26 )
يا سيّد الكوْنَين

وحيٌ يعودُ ففي السماءِ جناحُ
وعلى البسيطةِ غبطةٌ وسَماحُ
ويكونُ أنْ عادَ الربيعُ لمكَّةٍ
أمّا البيوتُ فجنّةٌ ورواحُ
ولِيَِثْربَ العصماءَ دُرّةُ تاجها
تعلو، فيشرق في المدى الإصباحُ
***
هو لم يَغِبْ ! ما ماتَ! باقٍ كلّما
نادى الصهيلُ وَجاءه الجرّاحُ
هو في السنابل تبْرُها وشموخُها
أو للفتوحِ فَنُورُها الوضّاحُ
ولطائرِ الآفاقِ سرُّ فضائهِ
وعلى السُّروجِ فوارسٌ وجماحُ
وهو المصاحفُ إذ ترنّم قاريءٌ
والقوْل موجٌ دافقٌ نضّاحُ
هو واحةٌ للعابرين ببيْدهم
وهو السّحابُ وَبَرْقُهُ القَدّاحُ
وهو القوافلُ إذْ تفيض بخيرها
وعلى الهوادجِ كوكبٌ لوّاحُ
وهو الحقولُ على آتّساع ظلالها
والعشبُ من أندائه أقداحُ
وهو السلامُ إلى الخيام بأهلها
والدارُ سِتْرٌ باذخٌ ووشاحُ
فإذا تبسّم فالجبالُ مباهجٌ
وإذا مشى فالوردُ والتفّاحُ
وإذا تهلّلَ فالبحارُ تزوره
فهي العذوبةُ، والأُجاجُ قِراحُ
والرَّكْبُ يحدو خَطْوَهُ في روضةٍ
وعلى الجهاتِ مشاعلٌ ومِلاحُ
وهو الأمانةُ والأمانُ، وأُمّةٌ
تحمي الحياضَ، إذا اٌسْتَعرَّ نُبَاحُ
فاهنأ بعمركَ، مَنْ جعلتَ سِنينَهُ
غيثاً لتهميَ بالشموس بطاحُ
***
لم تبرح الأرضَ التي نَزَلَتْ بها
آياتُ ربّكَ، والحروفُ صِحاحُ
فحفظتَ للدّين القويم وضوحَه
إنْ أعجَمتْ في القائلين سُجاحُ
والناسُ خلفكَ مؤمن وموحَّدٌ
وَهُمُ النجومُ على الأُلى إنْ لاحوا
والبدرُ وجهُك ساطعٌ أو أبيضٌ
أو بالبشارةِ مُشْرقٌ فوّاحُ
***
يا ابنَ الفواطم، كلُّ أمرٍ زَانَهُ
فعلٌ لجدًّ حازمٌ فتَّاحُ
مِن حولهِ كبرَ النبيُّ على الرّضى
وله بكلَّ مُغلَّق ٍ مِفتاحُ
بذلَ النفيسَ وما ترجّل ساعةً
وله بكلَّ منارةِ طَمّاحُ
وله سراجٌ جامعٌ لا ينطفي
وله على مدّ الزمان ضِباحُ
وعلى الفضاءِ مآذنٌ أو غابةٌ
ونداؤها؛ الموصولُ والصدّاحُ
وهي المرايا إذْ تُعيد كرومَها
ولكل عودٍ طيّبٍ مدّاحُ
أصْحَابُه ثابوا إليه ونافحوا
بالحقَّ إنْ هبّت عليه رماحُ
***
يا سيّد الكونين، وانْظُرْ أرضَنا
فالقدسُ جُرحٌ، والهلالُ مُباحُ
نادتْ عليكَ وأنتَ مَنْ أسرى إلى
أرضِ الشهادةِ، والبلادُ كفاحُ
واللهُ ينصر مَنْ يَهبّ لقدْسنا
وعليك نادى مسجدٌ ورباحُ
فمنْ الذي سيكون؟ قد كانا لها
عُمَرٌ، ومَنْ بَعَثَ القبابَ، صلاحُ
وسمعتُ مَنْ كتبوا إليكَ بدمعهم
وإليكَ ينظرُ شاطيءٌ وبراحُ
قد هدّموا المحرابَ في عليائه
وتغوّلت في ليلنا الأشباحُ
وتحرّق الزيتونُ وانقطع الرجا
وترنَّقت بين الجراحِ جراحُ
واغْتَمَّ قلبُ الدارِ وانهدم الحِمى
واسوَدَّ مِن ذَبْح اليمامِ صباحُ
والعاشقون توسّدوا عِطْرَ الثرى
وانفضَّ مَنْ غَزلوا النجوم وَباحوا..
وتفرّقوا عنّا وخلّوا دوننا
والناسُ عنك تبدّلوا وأشاحوا
لكننّا في حمأةِ النار التي
آتَّقَدتْ سنبقى، والرباطُ سلاحُ
ولسوفَ ننتظر الصلاةَ بوقتها
أنتَ الإمامُ وما تقولُ فَلاحُ
فاٌنْشُرْ عباءتَكَ الكريمةَ سيّدي
لتضمَّ مَنْ نادوا عليكَ وراحوا



***



ضوء السواد

في الصحوِ أيقظَني وهزَ مَنامي
فَسَرتْ على دربِ الهوى أَقدامي
وتقدمتْ غُزلانُه في سَعْيها
عَطَشاً إلى مائي، فَفَاضَ مَقامي
وبحثتُ عن مِسْكِ المُضيئةِ في دَم ٍ
يَحْلو، إذا سَطعتْ على أحلامي
وكشفتُ بالإحْسَانِ صُورةََ وَجهِها
فَأَنارَ مِن ضوءِ السوادِ ظَلامي
وصَحوتُ لا ألوي على شيءٍ سوى
بَرَدٍ أُغَسِلهُ حريقَ غمامي
ولهجتُ بالأسماءِ سامقةِ الذُرى
وسَجدتُ حتى غبتُ عن آلآمي
وسَموت ُ في قُطن ِ الخَيال ِ مُجنحا ً
لا شيء يَحملني سوى إلهامي
لا وزنَ أو شهواتِ في هذا المدى
فالروحُ سابحة ٌ بلا أوهام ِ
وأعودُ للدُنيا شَفيفا ً عابِقا ً
بِقُرنفُل ِ الأَنوار ِ والأنْسام ِ
لأحطَ ثانية ً على شوق ٍ إلى
ما كان مِن كَشْفٍ على إِبْهام ِ
وأظل في أعذاقِها مُتعلقا ً
ويَدف في ثلج ِ اليَمام ِ سَلامي

* * *

هذا أنا في الأرضِ لحمٌ جارحٌ
وجَوارِحٌ تَصبو إلى إِسْقامي
تنسى بأنَ لها مقاما ً ثانيا ً
مِن بَعد أن تُرْمَى على الأثْلام ِ
لتقومَ ثانية ً إلى ميزانِها
عَدلا ً وعفوا ً كاملَ الإحْكامِ
ننسى بأنَ غدا ً سؤالٌ صارمٌ
فَنَروحُ للنزواتِ والإظْلامِ
وإذا ذَكَرْنا ما اجْتَرَحنا لم نَزَلْ
نبكي على ما اسوَدَ في الآثامِ
ونعودُ للدَعَواتِ ثانية ً إلى
أنْ يقبلَ الدَعواتِ ذو الإكْرام ِ
هو مَنْ تَجاوز عن عَبيدٍ أسْرَفوا
والصَفْحُ ما نرْجو مِن العَلاّم ِ
هو واسعٌ، ولنا القُبولُ، وقد عَفَا
عن خَلْقهِ في البِدْءِ والإخْتام

* * *

يا مَنْ غَفرتَ عظيمَ ما اقْتَرَفَتْ يَدي
إجعلْ رِضاكَ، إذا اتجَهتُ، إِمامي
واكتبْ لَنا العِتْقَ الأكيدَ، وكُنْ لنا
عَوْنا ً، وأَجْمِلْ خطوَتي وَقَوامي
وادفَعْ بنا فوقَ الصِراط ِ إذا هَوى
قَدمٌ، وَثبِتْ وَطْأة َ الأَقْدام ِ
واسْبغْ عَليْنا مِن نَعيمكَ فائضا ً
يَهْمي ويُمرعُ في فَضا الإِنعام
ونظل نشكرُ فَضلَ عَفوكَ طالما
بَقِيَ الوجيب ُ بِخافِقي وعِظامي

* * *

هذا انا طينٌ مُطيعٌ نادِمٌ
في قِبْلةِ التوحيدِ والإِحْرام ِ
فإذا أُخِذْتُ إلى البريق ِ، فَرُدني
بالسِتْر ِ، للإيمان ِ والإسلام ِ
وارحَمْ نوازِعَ ما اشتَهيتُ مِن الهوى
وَأَلِنْ على شَفَتي حِبالَ لِجامي
واشعِلْ نُجومَ هِدايَتي.. يا قادرا ً
واكْسِرْ غوايةَ كأسِها ومُدامي
واحفَظْ جُموحَ مواقِدي حتى إذا
اتّقَدَتْ تَكونُ الشمسَ في الأَجْرام ِ
لتضوّعَ العَبقَ الدَفوقَ وتنثني
رُمْحَا ً يُهَدِّمُ صَوْلة َ الأَزْلام ِ
ويتمَّ في الأرض ِ البهاءُ، وصَفحتي
بيْضاءُ تحْضُن نَفْحة َ الأقلام ِ

* * *
يا ربُ، مهما كان، فاغفِرْ، كُلنا
طَمعٌ، لِتمحو غِيلَة َ الأورام ِ
وتكف عنا مَنْ سيسألُ في الثرى،
وتُري عِبادَك َ بَهجة َ الرنّام ِ
في جَنَةٍٍ لا حدَّ فيها للذي
لم يَخْلط التَسليمَ بالأصنام ِ
يا رب واجْعَلْ كلَ عُمْر ٍ باقيا ً
دهرا ً على هَدْي النَبيِ السَامي
لِنكونَ معه على الضفافِ، وحَوْضُه
الريانُ يَزخرُ بالسَنا البَسّام ِ
هذا حبيبُك َ يا حبيبي، وهو لي
ما شئتََ ؛ أوَلُ صَرختي وخِتامي
وهو المُفدّى، إنْ أردتَ، وخيرُ مَنْ
خَطّ المَحبة َ في مَدى الأيام ِ
وهو الأبُ الأعلى وأجمل ُ مَنْ إذا
وُلِدَتْ، وأكبرُ مِنْ نَدى الأعمام ِ
وهو المُصفى والشفيعُ وفوقَ مَنْ
ظَهروا، وكانوا شُعلة َ الأعلام ِ
يا ربّ إنّي لا أُحبُ سوى الذي
أحببت َ، والباقي مَحطّ خِصامي
يا ربّ إنِّي في يديكَ، وغايتي
إرْضاءُ وَجْهِكَ.. هاجسي ومرامي
ولقد تركتُ جميعَ أمري كُلّه
بيدِ الكَريمِ، وخاطري وَزِمامي
يا ربّ واقبَلْ دَعوتي ومَحبتي
وارْحَمْ، وألْبِسني جَميلَ وِسامي
يا ربّ واجعَلْ نهرَ حَرْفِكَ في دَمي
وأتمّ بالتسليمِ كلََ كَلامي