الأربعاء: 06/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

بورسعيد وركلات الترجيح الفئوية والقبلية

نشر بتاريخ: 04/02/2012 ( آخر تحديث: 04/02/2012 الساعة: 14:18 )
بقلم: مأمون شحادة

ليس من الغريب ان نجد المستطيل الاخضر مصبوغاً باللون الاحمر! وليس الغريب كذلك ان نجد اطاره الكروي موشحاً بالاسود وغبار داحس والغبراء! في الوقت الذي اصبحت فيه البوصلة الرياضية تتجه نحو ركلات الترجيح الفئوية والقبلية.

كم هي الحالة صعبة، هتافات مسرعة يرددها “جمهور متهور” يضرب بعرض الحائط كل الأخلاق الرياضية، ولا يرى في الملعب او على المدرج الا نفسه، الامر الذي ادى الى ارتكاب ابشع جريمة بحق المشروع الرياضي العربي، وفق مجموعة “من الانحناءات”، فالعامل الزمني المتخم بالإجراءات لاذ بالفرار تاركاً هذا الجمهور يعبث بالحق العام، حتى استقر به الامر الى احداث حالة خطرة وحرجة، تُسكِنُ المجتمع الرياضي غرفة الانعاش السياسي ما بين رحمة الله والخطابات .

امثال وعبارات كثيرة نقولها ونتداولها هنا وهناك، ما بين قول الحقيقة وغيرها “في التأني السلامة وفي العجلة الندامة”، فهل تكفي تلك العبارات لرأب الصدع الذي اصاب الحالة الرياضية، لردع الذين يضربون بعرض الحائط قاعدة العمل الرياضي؟ ام ان تلك العبارات يلزمها تنشئة اجتماعية لولادة ثقافة رياضية!
ان هؤلاء المتهورين يمثلون سرطاناً ينخر جسم المجتمع الرياضي، ما يعني انه يجب استئصالهم كما يستأصل السرطان من الجسد، لكي يكون رادعاً لغيرهم من اجل سلامة واطمئنان المسيرة الرياضية، فاليوم هو، وغدا انت، وبعد غد انا. فما الذي يتبقى بعد ذلك؟ الاجابة واضحة:“متهورون” يتقوقعون في انانيتهم، ويهدرون الحق الرياضي، ويفاجئون المجتمع بخسائر متتالية، فالانانية اصبحت قاعدة للعمل الشخصاني، والجمهور قبيلة تتحكم بعناصر الفريق، كل ذلك يحمل عنوانا بالخط العريض، “سقوط الروح المعنوية واصطدامها بجدار الانانية، والشخصانية، والقبلية”، ما يعني ان السقوط يحمل ذلك العنوان وليس تشجيع الفريق، وما حرب داحس والغبراء، التي وقعت بين الجمهور المصري والجزائري قبل سنوات الا صورة كربونية تَرسِم علامات ذلك الجدار وقاعدته الثلاثية، وها هي الفاجعة الكروية تعود الينا مرة اخرى بصورة دموية وقبيحة بين جمهور فريق المصري البورسعيدي والأهلي.

ان “الثقافة الرياضة” تمثل قضية يهتم بها الجميع، فهي نحن، وهم، وانتم، سيما وان عصب المستطيل الاخضر يفتقد اليها. اذن.. فالنتيجة واضحة: خسارة الحلم والهدف والمستقبل.

اسئلة تطرح نفسها: الى متى سيبقى هؤلاء يعبثون بالتنشئة الرياضية؟ وهل هناك اجراءات تحد من تلك الاعمال الشخصانية؟ والى متى سيبقى عراب القبلية الخجولة ورقة رابحة في يد المارقين والعابثين بتلك التنشئة؟

من هنا نناشد التنشئة قبل ان نناشد المسؤول للقضاء على الانانية، والتهور، والشخصانية من اجل كتابة اجمل عنوان رياضي “الرياضة اخلاق”، وكما قال غسان كنفاني “إن الإنسان هو في نهاية الأمر قضية”، أفلا تستدعي تلك المقولة الى صياغة جملة مشابهة لها تحمل عنواناً “ان التنشئة المتراكمة هي في نهاية الامر ثقافة مكتسبة”، ام ان عراب القبلية الخجولة خجول ولا يقوى على قول الحقيقة الا من خلال التملق والانزواء؟