الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

تحسن التشخيص وتغير انماط الحياة وراء زيادة نسبة السرطان في فلسطين

نشر بتاريخ: 04/02/2012 ( آخر تحديث: 05/02/2012 الساعة: 10:42 )
بيت لحم- خاص معا- اكد وزير الصحة د. فتحي ابو مغلي ان الصحة الفلسطينية قامت بصياغة استراتيجية وطنية لمكافحة مرض السرطان تمثلت بالتقليل من عوامل الاخطار وزيادة الوعي لدى المواطنين وتدريب كوادر وتأهيل مراكز خاصة في هذا المجال.

جاءت تصريحات أبو مغلي في حديث لغرفة تحرير "معا"، اليوم السبت، والذي يصادف اليوم العالمي للسرطان.

واكد أبو مغلي ان نسبة السرطان في فلسطين متساوية بالمقارنة بدول الجوار، وهي نسبة تقريبا ثابتة مقارنة بالاعوام الاخيرة، والتي تصل تقريبا الى اصابة 50 من كل 100 الف، لكنه أكد ان الزيادة الظاهرة في فلسطين لمرضى السرطان ناتجة عن تحسن التشخيص بفعل تطور الاجهزة والمعدات لاكتشاف هذه الامراض، بالاضافة الى تغير انماط الحياة للمواطنين وزيادة العوامل التي قد تؤدي الى الاصابة بهذا المرض.

ولفت أبو مغلي الى ان السرطان يعد من اخطر الامراض التي يعاني منها المجتمع الفلسطيني ويعد المسبب الثالث للوفيات بعد امراض القلب والاوعية الدموية وأمراض الدماغ الوعائية.

واكد ان اكثر حالات السرطان تقع بين النساء وخاصة في الثدي، فيما ترتفع اصابة السرطان للرجال في الرئة، والقولون.

وارجع وزير الصحة ارتفاع نسبة سرطان الرئة لدى الرجال الى ارتفاع نسبة المدخنين، فيما اكد ان احد اهم اسباب اصابة النساء بسرطان الثدي نتيجة عدم ارضاعهن لاطفالهن.

كما واكد ابو مغلي ان زيادة اعتماد المجتمع الفلسطيني على الاغذية المعلبة والملونة الكيماوية واعتمادهم على انماط الحياة العصرية والتدخين وعدم ممارسة الرياضة والعزوف عن الرضاعة وارتفاع دهون الدم زادت من نسبة الامراض المزمنة في فلسطين، مطالبا الجميع بممارسة الرياضة والعودة الى الاغذية الطبيعية من خضار وفواكه.

واشار ابو مغلي الى ان وزارة الصحة تتكفل مجانا بمعالجة مرضى السرطان، والوزارة تولي اهتماما كبيرا لهذا المرض والمرضى وتخصص مبالغ طائلة من ميزانيتها لتطوير سبل علاجه، لكنه في الوقت ذاته اكد ان الوزارة تواجه عبئا كبيرا في الموازنة وخاصة خلال الاشهر الاخيرة نتيجة عزوف العديد من المانحين للحكومة الفلسطينية عن تقديم الدعم.

وقال ابو مغلي ان رسالة وزارة الصحة لكافة المواطنين "الوقاية خيرا من قنطار علاج، حيث طالبهم باتباع سبل الوقاية للتخفيف من العوامل التي لا يعرف سببها المباشر والحقيقي للاصابة بالمرض، حيث طالبهم بالوقاية من خلال تناول الاغذية الصحية واجراء الفحوصات الدورية وخاصة للنساء من خلال المراكز التي توفرها وزارة الصحة لذلك.

بدوره اكد اخصائي الأورام والامراض السرطانية د. محمود عليان في حديث لـ"معا"، ان زيادة الوعي لدى المواطنين بالسرطان واسباب حدوثه وتوفر وسائل اكتشافه السباب الرئيسي في اكتشاف السرطان مبكرا للعديد من المرضى في فلسطين.

وقال عليان هناك سببين رئيسيين لارتفاع نسبة الاصابة في سرطان الثدي بالنسبة للنساء، الاول يعود لعوامل وراثية من الامهات، والعامل الاخر هو عامل بيئي نتيجة العزوف على الرضاعة والالتهابات.

وحول اسباب ظهور سرطان القولون في فلسطين فاكد انه ايضا يعود لعامل بيئي ووراثي بالاضافة الى طبيعة الاغذية التي يتناولها المواطنون.

واكد عليان ان الضفة الغربية لديها مركزين ضخمين لعلاج السرطان الاول في مستشفى بيت جالا والذي تأسس عام 1980 والثاني في المستشفى الوطني في نابلس وتأسس عام 1982.

وهما قسمان مؤهلان لعلاج السرطان بالجراحة والعلاج الكيماوي، لافتا انه ينقصنا اقسام للعلاج الاشعاعي والذي يدفع وزارة الصحة لتحويل معظم المرضى الى الاردن والقدس.

واوضح ان العلاج الكيماوي يكون عن طريق الوريد حيث ينتشر في كافة ارجاء الجسم فيما يكون العلاج الاشعاعي مكملا للعلاج الجراحي والكيماوي ويتركز في منطقة معينة.

وختم عليان حديثة بمطالبة جميع الفتيات باجراء فحوصات دورية للثدي وعنق الرحم والصدر للرجال كاجراءات للحد من الاصابة من المرض او اكتشابه مبكرا.

يذكر ان مرض السرطان من أكبر المشكلات الصحية التي تواجه العالم، كما يعتبر من أهم أسباب الوفاة على الصعيد العالمي، وتقدر منظمة الصحة العالمية أن أمراض السرطان ستودي بحياة حوالي 84 مليون شخص في العالم خلال عشر سنوات إذا لم تتخذ إجراءات فاعلة للحيلولة دون ذلك، وأودى السرطان بحياة ستة ملايين وسبعمائة ألف شخص في العالم خلال عام واحد هو العام 2005 وذلك حسب تقديرات منظمة الصحة العالمية.