الأربعاء: 02/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

الإغاثة الزراعية تزور خربة الطويّل

نشر بتاريخ: 05/02/2012 ( آخر تحديث: 05/02/2012 الساعة: 16:15 )
نابلس -معا- زار وفد الإغاثة الزراعية خربة "الطويِل"، التي تأسرُ هذه القرية الصغيرة، الوادعة، الواقعة جنوب شرق مدينة نابلس، ألباب الناظرين الذين يرغبون بالتمتع بمباهج الطبيعة. فمن يزورها لأول مرة، ينجذب من اللحظة الأولى لهدوئها وبهائها وطغيان الأخضر على تلالها وسهولها الخصبة، الممتدة. بعد مرور وقت قصير على بدء الزيارة، يتضح للناظر أن الانطباع الأول كان خادعا، فيتبدد شعور البهجة ليحل محله شعور الغضب.

فأراضي القرية باتت عرضة للنهب والقضم التدريجي من سلطات الإحتلال الإسرائيلي منذ العام 1967. وتتعرض مصادر عيش أهلها، الذين لا يزيد عددهم عن 500 شخص، لضغوط متواصلة من جانب الجيش الإسرائيلي وجماعات المستوطنين المسلحين المقيمين في أربع مستوطنات تحيد بالمنطقة هي جيتيت ومحولا وايتمار ومعاليه أفرايم.

ويعيش أهلها حياة أقل من بسيطة، حيث لا تتوفر الخدمات المعتادة، رغم أنها لا تبعد أكثر من 40 كيلو مترا عن مدينة نابلس. فشارع القرية الوحيد، بدون إنارة وغير معبد، وفيه انحدارات وإلتواءات ُترغم الزائر على التخلي عن السفر بمركبته، فيعمد للمشي على الأقدام. كما لا تتوفر في القرية عيادة طبية. وعندما يصدف وأن يضطر الأهالي لنقل مريض أو مريضة، خلال ساعات الليل،لأقرب عيادة، تقع في بلدة عقربا المجاورة ،لا بد من استعمال كشافات إضاءة يدوية لتبديد عتمة الليل.

ويقول مختار القرية باسم بني جابر إنهم يناشدون المسؤولين الفلسطينيين والمؤسسات الإنسانية والحقوقية بضرورة الالتفات لمعاناتهم، وبذل جهد أكبر للتضامن معهم للتصدي لأعمال الاحتلال الممنهجة ضدهم.

وكان عدد سكان القرية في الماضي أضعاف سكان الخربة حاليا، فيما يسكنها الان بضع عشرات من العائلات.

وللإطلاع على أوضاع القرية عن كثب وللتعرف على إحتياجاتها، قام فريق الإغاثة بتفقد عدة مواقع مصادرة ومهددة بالمصادرة، كما التقى عدد من المسؤولين المحليين والنشطاء بمقاومة الاستيطان وأصحاب أراضي مصادرة ومهددة.

وأعرب باسم بني جابر مختار القرية أمام فريق عمل الإغاثة الزراعية عن بالغ قلقه مما تتعرض له قريته وأهلها وقال، " الإحتلال بإجراءاته اللاشرعية يريد الأرض بدون ناس، لهذا لا يكتفي بما يصادره من أراضي، بل يشدد ضغوطه على مصادر حياتنا اليومية. ببساطة يريد من الناس أن تهجر القرية وتنتقل للقرى المجاورة. ورسالتنا لأهلنا هي بالبقاء والصمود على الأرض.وضرورة توفر خطة للاستفادة من خصوبة تربتها !

وطالب الإغاثة الزراعية بتوفير طرق زراعية، كي يتمكن المزارعون من الوصول إليها واستصلاحها في الحال. وأوضح "أن التربة خصبة وغنية وواسعة وترابها أحمر، لكن لا يتوفر لنا آليات لزراعتها. وتقع معظم أراضي القرية على حوض مائي كبير جدا. والمشكلة أن الإحتلال وخبرائه يدركون ذلك كما يدركون أهمية التربة زراعيا، ويعملون ما بوسعهم للاستيلاء عليها!"

وإشتكى المختار بني جابر، "من إستغلال الجيش الاسرائيلي لأراضي بمساحات كبيرة لإجراء تدريبات وأعمال رماية لقواته الذين ترافقهم أحيانا مدرعات بدعوى أن تصنيف المنطقة وفق إتفاقية أوسلو هو ج ويطبق عليها "منطقة عسكرية مغلقة"!

الضغوط على القرية ليس فقط من جانب الإحتلال والمستوطنين فقد أشار مختار عزبة طويل، إلى "إن الضرائب المتزايدة على سعر الأعلاف و المواد الأساسية غير مقبولة".

وتتداخل أراضي "الطويل" مع أراضي بلدة عقربا. وكانت مساحة أراضيهما تبلغ 140 ألف دونم.

وأشار يوسف دارية الناشط في الحملة ضد الجدار والاستيطان للوفد" إلى مصادرة 20 ألف دونم خصصت للمستوطنات المجاورة. كما صادر الإحتلال 40 ألف دونم أخرى زعم أنه حولها إلى محميات طبيعية. لكن في هذه المناطق توجد سوائب خنازير برية وضباع. كيف يحدث ذلك؟" أحد الضباع هاجم نجل عضو المجلس القروي.

لكن السيد دارية يعتبر أن سلطات الإحتلال تتذرع بأسباب غير حقيقية تسوقها للتغطية على نهب الأرض بوسائل غير مشروعة." وتساءل، بأي حق يفرض الإحتلال عليّ استخدام تصريح عبور خاص لأرضي وأرض أجدادي منذ مئات السنين؟"

وأضاف قائلا، "لدى عقربا قرابة 20 ألف راس ماشية ،4000 منها لدى 19 عائلة في خربة طويل، يعانون في ملاحقات من المستوطنين وعدم توفر مراعي كافية ولغاية الآن المواطن سمير أبو حية قَتل له الاحتلال 20 رأس ماشية ولم يتم تعويضه للان!"

وأشار إلى انه لا ينسى حادثة تلويث المياه، إضافة إلى سرقة وأحيانا خطف الرعاة وأغنامهم ويجبروهم على دفع غرامات بحجة أنهم يتواجدون في منطقة عسكرية مغلقة.

وذكرت مصادر محلية "أن الجيش يرش مواد ضارة تلحق ضرر بالغ في المزروعات. فيصبح رأس الفجل الكبيرة بمقدار حجم حبة الزيتون بلا طعم ". وأشارت المصادر إلى أن مستوطنين سرقوا من أحد الرعيان، ويدعى علي زغل، ثمانية رؤوس من البقر بعد تخديرها بأدوات خاصة أثناء وجودها بأحد المراعي.

من جانبه إعتبر رئيس مجلس قروي عقربا أبو القعقاع، أن من أولويات البلدة : شق طرق زراعية تساعد على الوصول إلى الكثير من الاراضي النائية كون المنطقة وعرة. وهذا يسهم باستصلاح الاراضي. ومن أولوياتنا كذلك انشاء آبار لجمع مياه الأمطار. ولا يجب أن نتجاهل أهمية تزويد المزارعين بآليات مثل الجرارات لفلاحة التربة بسهولة وللعناية بالثروة الحيوانية.

بدوره، أعرب مدير الإغاثة الزراعية بنابلس، منجد أبو جيش عن تضامن المؤسسة وكادرها مع أهالي عزبة الطويل وبلدة عقربا وثمن عاليا صبرهم وصمودهم وكفاحهم اليومي لحماية أراضيهم ولقمة عيشهم. مؤكدا، "

وأكد أبو جيش، أن الإغاثة الزراعية عملت في هذه المنطقة على مدار السنوات الماضية من خلال دعم مشاريع الاستصلاح والطرق الزراعية ولديها الاستعداد أن تضع هذه المنطقة في سلم أولوياتها في عام 2012، وأضاف أن دور الإغاثة يمكن بتعزيز ثبات المواطن بأرضه أمام الهجمات الاستيطانية التوسعية.

وافق مدير الإغاثة الزراعية على المساعدة في تأهيل وشق الطريق الزراعي الواصلة إلى خربة الطويل بالإضافة إلى ترميم عين الماء .

ومن الجدير بالذكر أن وفد الإغاثة ضم المهندس صالح العيسة ، أسد الكردي ، جمال سعد ، منجد أبو جيش