تقييم مشاركة منتخب كرة السلة في بطولة الملك عبد الله الثاني وتصفيات أسياد الدوحة
نشر بتاريخ: 02/12/2006 ( آخر تحديث: 02/12/2006 الساعة: 17:18 )
بيت لحم - معا - بقلم كريم عدلي شاهين - إن عدم تحقيق أي فوز و الهزائم الثقيلة التي مني بها منتخب كرة السلة في بطولة الملك عبد الله الثاني وتصفيات أسياد الدوحة إنما هي نتاج العشوائية وعدم التعلم من أخطاء الماضي سواء في التخطيط، التحضير والاستعداد الزمني والفني للمنتخب، طريقة اختيار اللاعبين وإقامة المعسكرات التدريبية والمباريات التجريبية لأي مشاركة خارجية. إن مشاركاتنا الخارجية السابقة على صعيد المنتخبات قد أظهرت مدى الحاجة إلى إعادة تقييم الأمور بطريقة علمية وموضوعية والعمل على التغيير من العمل الارتجالي إلى التخطيط العلمي المدروس، من حيث انتقاء اللاعبين (الناشئين والكبار) ، الاستعداد الطويل الأجل، والخطة المدروسة لأي مشاركة خارجية والتي يوضح من خلالها زمن الخطة بتقسيماتها المختلفة، إضافة إلى الأهداف الخاصة والعامة لهذه الخطة.
إن مشاركة منتخب كرة السلة في بطولة الملك عبد الله الثاني كان من اجل غايات وأهداف غير واضحة حيث تم دعوة المنتخب الفلسطيني للمشاركة لتكملة المجموعة الأولى بعد اعتذار منتخب الإمارات عن عدم المشاركة في بطولة الملك عبد الله الثاني، دون حساب نتائج وعواقب هذه المشاركة وتأثيرات السلبية على المنتخب واللاعبين.
ومن هنا لا بد من وقفة تحليلية على مستوى منتخب كرة السلة المشارك في بطولة الملك عبد الله الثاني وتصفيات أسياد الدوحة وذلك من خلال النقاط التالية:
1- إن قوة وفعالية أي منتخب هو انعكاس لقوة وفعالية واستمرارية الدوري المحلي لأي لعبة فالتجربة اللبنانية والأردنية والسورية خير أمثلة على ذلك.
2- الاختيار الخاطئ للمدرب السوري من أصل فلسطيني مع أربعة لاعبين من سوريا ليكون مدربا لمنتخب فلسطين المجمع من أنحاء مختلفة من فلسطين، حيث انه لم يقم باختيارهم وليس لديه معرفة بإمكانيات اللاعبين الفنية والتكتيكية، ولم يدربهم إلا تدريبا واحدا.
3- ضعف الإمكانيات الفنية لللاعبين الفلسطينيين من أصل سوري، باستثناء اللاعب محمد صنديد.
4- الضعف الواضح في أساسيات ومهارات كرة السلة لبعض اللاعبين، مما أدى إلى فقدان الكرة بنسبة عالية جدا، (أعلى نسبة فقدان كرة بين الفرق المشاركة) وذلك حسب إحصائيات لجنة الاستكشاف.
5- بالرغم من الأطوال والإمكانيات الجسمية الجيدة التي يتمتع بها أفراد المنتخب، إلا أن ضعف اللياقة البدنية والنفس الطويل لللاعبين ظهر واضحا خاصة في مباراتي سوريا وتونس حيث كانت النتيجة متقاربة لغاية الربع الثالث .
6- ضعف الإمكانيات التكتيكية الدفاعية والهجومية لللاعبين (البطء في الانتقال من الهجوم إلى الدفاع والعكس صحيح، التغطية والمساعدة الدفاعية، التحرك، القطع، الحجز، ..الخ) وكذلك ضعف تمركز بعض اللاعبين في مواقعهم.
7- انعدام الانسجام والتفاهم سواء على المستوى الدفاعي أو الهجومي بين اللاعبين وهذا ناتج عن قلة التدريبات وعن وجود لاعبين من أنحاء متفرقة من المحافظات الشمالية والجنوبية ومن الشتات.
إن إهمال وعدم متابعة أوضاع اللاعبين الفلسطينيين المحترفين في الدوري الأردني ، أدى إلى خسارة هؤلاء اللاعبين للمشاركة في المنتخب الفلسطيني، حيث يلعب معظمهم للمنتخب الأردني في البطولات العربية والآسيوية علماً بأن مشكلة هؤلاء اللاعبين أثيرت منذ أكثر من ثلاث سنوات ولكن لا حياة لمن تنادي.
إن منتخب كرة السلة لم يستفد من هذه التجربة بتاتا فالتخطيط والاستمرارية لهذا المنتخب في علم الغيب، فأي مشاركة خارجية يجب الاستفادة منها واكتساب الخبرة وأن تكون درسا لكل حريص على مصلحة وسمعة كرة السلة في فلسطين، ويجب علينا أن نفرض احترامنا على الجميع في أي مشاركة خارجية مستقبلية وإلا فعدم المشاركة أفضل.