الأربعاء: 02/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

التعزيز

نشر بتاريخ: 07/02/2012 ( آخر تحديث: 07/02/2012 الساعة: 16:46 )
بقلم : احمد أبو الرب

يقول الكوميدي البريطاني إيريك موريكامبل :"ستكون كرة القدم أجمل لو اخترعنا كرة تركل اللاعبين الذين لا حاجة لهم في الملعب". بهذه العبارة افتتح مقالتي هذه لاستعرض حالة من حالات الحركة الرياضية الكروية الفلسطينية وهي التعزيز بلاعبين جدد تقوم به الأندية من اجل الاستعداد والتحضير لخوض المباريات الرسمية في كافة الدوريات، وهذا التعزيز بالرغم من انه يستنزف ميزينات الأندية الشحيحة أصلا والمثقلة بالديون ، إلا أن كثير من صفقاته تكون صفقات خاسرة، وتكون خسارتها مزدوجة بتعطيل النتائج من جهة وفقدان المال في غير منفعة، من هنا كان لابد من الأندية وإداراتها أن تسلك المسالك التي تضمن الحصول على لاعب جيد يسد الثغرات، ويملأ المركز ويعطي بقدر ما يُعطى،وهذه المسالك حسب رأيي لاتكون عبر الهاتف النقال، ولا في الفحص الأولى في ميدان الملعب، ولا في مباراة تجريبية واحدة، بل في سلسلة من القواعد والترتيبات التي يمكن أن تنتهج بطريقة فنية وعلمية ، لتخرج لنا اختيار أكثر دقة واقل خطأ ً، ومن هذه القواعد مايلي:-

القاعدة الأولى : الدراسة والبحث
قيام اللجنة الفنية المتخصصة في أي نادي بدراسة متعمقة لأعضاء الفريق ، ومركز كل لاعب، وأهليته قياسا مع حاجته وحاجة الدوري الذي سيخوضه والفرق المشاركة به، ومن ثم وضع علامات ونسب لقدرات كل لاعب،وتحديد مستوى معين للرضا بمركز اللاعب وحجم إشغاله للموقع المكلف به.

القاعدة الثانية : الاكتفاء الذاتي
الأصل في أندية والفرق أن يكون لديها ذخيرة من اللاعبين من الفرق العمرية، ومنها يستطيع النادي تعزيز حاجته من اللاعبين، لكن في حال تعذر ذلك لا بد من البحث عن مصادر أخرى.

القاعدة الثالثة : الثقافة المعرفية
توفر الثقافة والمعرفة لدى الجهاز الفني بخريطة اللاعبين في الوطن والجوار من خلال المتابعة والاطلاع ومراقبة المباريات ورصد اللاعبين ومهاراتهم.

القاعدة الرابعة : المصادر
عند اكتشاف أن هناك نواقص وضعف ما في مراكز اللعب، لا بد من دراسة الواقع المتاح من اجل تعزيز ذلك الموقع واحتساب حجم اللاعب المطلوب، والبحث بدقة عن المصادر الأوفر لجلب اللاعب المطلوب في المركز المطلوب.والتوجه إليه ، ومفاوضته بطريقة حرفية وسرية، وعدم الكشف هذا التوجه إلا بعد نضوج الفكرة والاتفاق الرسمي.

القاعدة الخامسة : مهلة الفحص
يتوجب على النادي الذي استقدم لاعبا للتعزيزـــــ إن لم يكن هذا اللاعب معروف القدرة والإمكانيات ـــــ أن يوقع على برتوكول ينص على مدة فحص تكون نتيجتها ملزمة للعقد ، وتتكون هذه المهلة من تدريبات ومشاركة في مبارايات ودية، وحتى المباريات الرسمية الأولى يمكن إخضاعها لهذا البرتوكول، حتى تستقر أوضاع اللاعب الوافد أو يعفى وبأقل الخسائر.

القاعدة السادسة : الإمكانيات
توقيع العقود يجب أن يأخذ بالحسبان إمكانيات النادي المتعاقد، لأنه في حال نجحت الصفقة، وتعذر على النادي دفع المستحقات، فإن اللاعب وحسب قوانين الاتحاد يستطيع اخذ حقوقه من ميزانيات النادي المقرره، وليس هذا فحسب، بل سيترك اثر في سمعة النادي الذي عجز عن ايفاءه حقه أو جزء من حقه، وبالتالي قد يتردد غيره في القبول في طلب الانضمام في المراحل القادمة.

القاعدة السابعة : التعامل
التسريح الحسن، سواء إن لم يتم العقد لمهلته، أو تم، فلا يجب على إدارة النادي التشهير باللاعب أو التشكيك بقدراته ، وترك ذلك لحكم الجمهور، لان مهمة الإدارة واللجان المتخصصة تختلف طبعا عن مهمة الجمهور، وإذا ما فشل لاعب في صفقة ، فالمسؤولية الأولى تقع على إدارة النادي ولجنته الفنية.

القاعدة الثامنة : التقييم
لهذه الخطوات وغيرها، لا بد من إعادة تقييم العمل كل فترة ، لان الخطأ لا يكون في الطرق المتبعة أحيانا، بل يكون بالاداه التي مهما كانت جيدة ومناسبة، فإنها بفعل الزمن والتطور والتقدم قد تتراجع دقتها وصلاحياتها، ولابد من البحث عن ترميم أو استبدال لهذه الأداة، من منطلق مصلحة النادي أولا .

هذه الفكرة أنتجها شعور الامتعاض الذي نلمسه أحيانا من الجماهير وغيرهم عندما لا يوفق ناد أو فريق في صفقة يتم خلالها ضم لاعب تعزيز أو أكثر،فينطبق على هذا اللاعب مقولة الكوميدي البريطاني إيريك موريكامبل المذكور أعلاه.

وفي الختام أقول هي فكرة اجتهدت لأضعها بين يديكم، لعلني افلح في جذب جزئية من جزئيات حالتنا الرياضة إلى حالة الصح والتصويب الذي لا ادعيه لنفسي، لكني اجتهد لأصيب حسنتين، وان لم أوفق اكتفي بواحده.