لاول مرة- البنك الدولي: التظاهرات العربية ستؤثر سلبا على اقتصاد 2012
نشر بتاريخ: 09/02/2012 ( آخر تحديث: 09/02/2012 الساعة: 14:07 )
بيت لحم- cnbc - معا- يتوقع البنك الدولي ان تظل الاضطرابات السياسية تؤثر سلبا على اقتصادات الشرق الاوسط وشمال افريقيا هذا العام، وان تكون المرحلة الانتقالية فيها أصعب بكثير مما جرى في أميركا اللاتينية وآسيا في العقود الماضية.
وقالت العضو المنتدب للبنك الدولي سري مولياني اندراواتي ان المستثمرين يحجمون عن الاستثمار في دول مثل تونس ومصر وليبيا التي لا تزال تتعافى بعد الإطاحة بزعمائها. وأضافت أن ضعف الاقتصاد العالمي سيجعل المنطقة تواجه فترة انتقالية أكثر "تعقيدا وتحديا" مما شهدته اقتصادات نامية أخرى استفادت من ظروف خارجية أفضل في السبعينات والثمانينات والتسعينات.
وأصدر البنك الدولي الشهر الماضي تقريرا خفض فيه توقعاته للنمو الاقتصادي العالمي بشكل كبير، وقال ان التوترات السياسية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا قد تعطل امدادات النفط وتسبب مزيدا من الضغط على التوقعات العالمية.
وقدر البنك الدولي نمو الناتج المحلي الاجمالي في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في 2011 بنحو 1.7 في المائة انخفاضا من 3.6 في لمئة في 2010 وتوقع استمرار الفتور ليسجل النمو حوالي 2.3 في المئة هذا العام.
وذكر تقرير البنك الدولي أيضا أن الاضطرابات السياسية عطلت النمو في المنطقة بشدة وبشكل انتقائي، وأن التوترات قد تتفاقم اذا تصاعدت الاضطرابات واذا أدت أزمة ديون أوروبا الى ارتفاع فاتورة واردات المنطقة من السلع الأولية وأضرت بايرادات السياحة والصادرات.
وتمثل الاضطرابات في سوريا -وهي اقتصاد رئيسي- مثالا للمخاطر التي قد تمتد عبر الحدود الى دول مجاورة مثل العراق ولبنان والاردن.
وقالت اندراواتي ان ارتفاع أسعار الغذاء والوقود في المنطقة التي تستورد دولها - مثل الاردن والمغرب ومصر- الحبوب وتدعم السلع الاساسية للفقراء سيزيد الضغط على الاقتصادات التي تعاني انخفاضا في ايرادات السياحة وتحويلات العاملين في الخارج.
وقالت اندراواتي ان دول الخليج ستحاول الحد من الآثار عن طريق استثمار الكثير في الانفاق المحلي باستخدام أموال النفط. وأظهرت بيانات البنك الدولي أن اجمالي ايرادات المنطقة من النفط والغاز بلغ 785 مليار دولار العام الماضي بفضل ارتفاع أسعار النفط.
وقالت اندراواتي ان صناع القرار العرب يتعين أن يستنبطوا الدروس من فترة الطفرة التي شهدت نموا مرتفعا في العقد الماضي لكنها خذلت شبانها المتعلمين وهم أغلبية سكان المنطقة الذين لم يشعروا بفوائد ذلك النمو.
وأضافت انه يجب أن يعاد النظر في نموذج النمو والتخطيط الاقتصادي ليكون أكثر شمولا حتى تضيف كل نقطة مئوية من النمو مزيدا من فرص العمل بدلا من أن تخفض فرص العمل.
وقالت انه اذا لم يتحقق ذلك فسيكون هناك ليس فقط عدم مساواة بل ايضا لن تكون هناك قدرة على الاستمرارية اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا. ومضت تقول انه يتعين على الحكومات أن تتصدى لقلة فرص العمل وانعدام التكافؤ ومطالب الحياة الكريمة التي فجرت الربيع العربي في 2011.