معا تنشر تفاصيل عملية "تنظيف" الخليل من الخارجين على القانون

الخليل-تقرير معا- بات من شبه المؤكد بأن قوى الأمن الفلسطيني تسيطر على كافة أرجاء مدينة الخليل، ولم يبق أمام الخارجين على القانون مكان يلجأون اليه سوى تسليم أنفسهم لأقرب مركز أمن فلسطيني، فما كان يعرف "بالمحرم" بات مباحاً، ولم تعد هناك اية منطقة لا تستطيع قوى الأمن من الوصول اليها.

وأثبت رجال الأمن الفلسطيني، خلال اغارتهم على المنطقة الجنوبية من مدينة الخليل، فجر الجمعة، مدى المهنية والتنسيق العالي بين كافة الأجهزة، في التعامل مع الأحداث على الأرض وكل كان يعمل وفق تخصصه والمهمة الموكلة اليه.

وبدأت قوى الأمن تستعد الاغارة على المنطقة الجنوبية من الخليل والتي تخضع للسيطرة الأمنية الاسرائيلية بالكامل، منذ لحطة حصولهم على إذن من الحكومة الاسرائيلية والتي وافقت على ذلك بعد ضغوط أمريكية وأوروبية، وبدأت عمليات التخطيط وتحديد الأهداف من قبل أجهزة قوى الأمن الفلسطيني.

مراسل "معا" في الخليل يروي تفاصيل العملية "كانت الساعة قد تجاوزت الحادية عشرة ليلاً عندما دخلت المربع الأمني في منطقة المقاطعة وكانت القوات تعد عدتها للانطلاق الى أهدافها، سمح لي بالدخول الى إحدى غرف العمليات فكان من بالغرفة من رجال أمن منهمكون في تحديد أهدافهم على خريطة جوية لمدينة الخليل، وكان أحد الضباط يقوم بارشادهم الى تلك الأهداف على الخريطة.
|164308*مصور معا خلال العملية|

وفي الخارج كان الضباط يهيؤن الرجال ويتأكدون من جهوزيتهم التامة، الضابط "ناصر" كان يتحدث لمجموعة من الجنود، وقال لهم: إياكم وإساءة المعاملة لأي مواطن مهما كانت الظروف، هدفنا واضح اعتقال الخارجين على القانون والمطلوبين للعدالة، لدينا أهداف محددة وعلينا انجازها بدقة، ودون اللجوء للعنف، وتذكروا، بأنهم مدنيين ولا يجب إساءة معاملتهم".

وانطلق المئات من عناصر قوى الأمن الفلسطيني، عند الثانية فجراً من مقر المقاطعة، باتجاه المنطقة الجنوبية، وتوجهت كل قوة الى أهدافهما المحددة، فيما توجهت القوة الأكبر الى منطقة شارع طارق بن زياد، وهناك كان مركز إدارة العمليات.

كان من الواضح بأن عددا من الخارجين على القانون قد وصلتهم معلومات حول الغارة، فقاموا بسد الشارع المفضي الى جيل جوهر بواسطة حاويات للنفايات وسيارة، وقامت قوى الامن بإزالة الحاويات فيما تعاملت هندسة المتفجرات مع السيارة حيث قاموا بفحصها بواسطة كلب بوليسي، ثم قام خبراء المتفجرات بفحصها، وعندما تم التأكد أنها "نظيفة" قاموا بابعادها عن الشارع، وفي هذه الأثناء وعلى الجهة الأخرى من جبل جوهر، كانت قوى الأمن الفلسطيني قد اتخذت عدة مواقع لها.
|164311|

ويروي مراسلنا "لم استطع حصر البيوت التي دخلتها قوى الأمن الفلسطيني، بسبب كثرتها وانتشارها على مساحة واسعة من المنطقة الجنوبية، لكنني رافقتها في مداهمة عدة بيوت، وكان رجال الأمن حينما يصلون لأي هدف "بيت" مطلوب لديهم، كانوا يقرعون باب البيت ويطلبون من صاحب المنزل أن يخرج، وقبل أن يدخل أي رجل أمن للبيت، كانت الشرطة النسائية تدخل وتطمئن على وضع النساء والأطفال داخل البيت، ومن ثم يقوم الرجال بالدخول والتفتيش تحت اشراف صاحب البيت وبمراقبة الشرطة النسائية.

خرج ابو زيد الرجبي وبرفقة أولاده، حاملاً بين يديه "دلة" قهوة وأخذ يسأل عن قائد المنطقة العقيد أمين فوالحة، والذي كان قريباً، فتقدم منه، وتصافحا وعلت كل منهما ابتسامة، فدعا قائد المنطقة قادة الأجهزة الأمنية لشرب القهوة مع ابو زيد، فجلس الجميع يشربون القهوة، ويتجاذبون أطراف الحديث.
|164268|
وأبدى ابو زيد اعجابه بطريقة عمل قوى الأمن، داعياً قادة الأجهزة للقبض على كافة الخارجين على القانون والمطلوبين للعدالة، واحترام حرمة البيوت التي يدخلوها. فأكد له قائد المنطقة بأنهم يحترمون تلك البيوت، وعملهم هذا الذي يقومون به هو لبسط النظام واشاعة الأمن في هذه المنطقة التي يغيب عنها القانون والنظام منذ احتلال اسرائيل لمدينة الخليل في العام 1967.

ومع بزوغ الفجر، كانت قوى الأمن الفلسطيني تنسحب من المنطقة الجنوبية، بعد قيامهم باعتقال (53) مطلوباً لديها، ومرت الغارة بهدوء.

ما أن وصلت قوى الأمن الى مقر المقاطعة، حتى كانت لدى جهاز المخابرات العامة، مهمة أخرى في حي الشيخ، وكانت مهمتها اعتقال اثنين من الخارجين على القانون، فتوجهت القوة الى حي الشيخ عند الخامسة فجراً، وأغارت على منزلين، واعتقلت ثلاثة مطلوبين لديها.

مدير المخابرات العامة في محافظة الخليل، أكد بأن كافة الأجهزة الأمنية ماضية في تطبيق القانون وبسط النظام وملاحقة الخارجين على القانون والمطلوبين للعدالة، ولن يقف أي عائق أمام تحقيق ذلك، فمهتمهم حماية المواطن والوطن.

وستتبعون الليلة وعلى نشرة اخبار فضائية مكس معا تقريرا مصورا حول الغارة على المنطقة الجنوبية .|164267|

|164310|
|164309|
|164312|
|164313|