المنطقة تنذر باندلاع حرب وصراعات طائفية بشكل خطير وكبير
نشر بتاريخ: 12/02/2012 ( آخر تحديث: 12/02/2012 الساعة: 15:56 )
بيت لحم-معا- قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إن شبح الحرب الذي يخيم على أجواء الشرق الأوسط من شأنه تبديد آمال المنطقة بالسلام، خاصة وأن أهالي المنطقة لا يزالون يحتفلون بسقوط الأنظمة الطاغية ويحلمون ببدء حقبة جديدة من الديمقراطية.
وأوضحت أن التهديدات الإيرانية بتلغيم وإغلاق مضيق هرمز أدت إلى تأجيج الصراع بين الولايات المتحدة وإيران في الخليج العربي، وأن التهديدات الإسرائيلية بقصف المنشآت النووية الإيرانية من شأنها زيادة احتمالات تفاقم الأزمة على المستوى الأوسع في المنطقة.
وأضافت أن أكثر ما يثير القلق هو المشهد الدموي السوري الذي يزيد من قتامة الأوضاع في المنطقة، خاصة في ظل مواصلة قوات الرئيس السوري بشار الأسد قصف المدن والبلدات السورية بالمدافع الثقيلة وراجمات الصواريخ.
وقالت إن الأوضاع في سوريا تنذر بانزلاق البلاد إلى أتون الحرب الأهلية، والتي قد يتطاير شررها إلى خارج الحدود السورية.
وفي حين حذرت الصحيفة من مستنقع الحرب الأهلية في سوريا، أضافت أن حربا على المستوى الأوسع ربما لا يمكن تجنبها في عام 2012، والتي من شأنها تبديد فرحة الناس بالديمقراطية في أعقاب سقوط العديد من الأنظمة الدكتاتورية في المنطقة.
ونسبت الصحيفة إلى مدير مركز كارنيغي للشرق الأوسط بول سالم قوله إن المنطقة متجهة عبر مسارين مختلفين، موضحا أن دول شمال أفريقا تتجه نحو مزيد من الديمقراطية.
وأضاف مدير مركز كارنيغي للسلام أن دول منطقة المشرق العربي بما فيها إسرائيل ولبنان وسوريا والعراق متجهة نحو المواجهة والصراعات الطائفية بشكل خطير وكبير.
وقالت واشنطن بوست إنه برغم مظاهر الفوضى في القاهرة والحيرة والاضطراب في طرابلس، فإن تونس ومصر وليبيا ماضية نحو بناء ديمقراطيات تتبلور على أرض الواقع في الدول الأفريقية الثلاث بعد عام على الأكثر.
وحذرت الصحيفة بالقول إنه على عكس الحال في تونس ومصر وليبيا، والتي بقيت آثار الثورات الشعبية داخلها، فإن الحال في سوريا مختلفة تماما، في ظل ما تمثله سوريا من شبكة للمصالح الإستراتيجية وللتعقيدات العرقية والطائفية، والتي سرعان ما تنفجر إثر سقوط النظام.
وأشارت واشنطن بوست إلى تزويد روسيا للنظام السوري بالسلاح، وإلى تلقي الأسد الدعم التقني والفني والمشورة العسكرية من إيران، مما ينذر بحرب بالوكالة مع الولايات المتحدة والغرب في سوريا، حرب قد يتطاير شررها إلى لبنان والعراق وربما إلى أماكن أخرى في المنطقة.
ونسبت الصحيفة إلى محللين قولهم إن إيران تبقى اللاعب الأكبر في منطقة الشرق الأوسط، وإن سوريا تشكل ميدان المعركة ضد النفوذ الإيراني في المنطقة العربية، والذي تمدد بشكل مثير في سوريا والعراق ولبنان.