الأحد: 17/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

خلال مؤتمر اعلامي حاشد نظمته مؤسسة فلسطينيات: رئيس هيئة الاذاعة والتلفزيون يدعو لاسقاط نقيب الصحافيين من رئاسة النقابة

نشر بتاريخ: 03/12/2006 ( آخر تحديث: 03/12/2006 الساعة: 18:47 )
رام الله -كتب حسام عزالدين مراسل صحيفة الايام - اجمع صحافيون ومختصون على أن تشكيل نقابة صحافيين فاعلة ومستقلة، سيسهم دون أدنى شك بتوفير الحماية للصحافيين خاصة في ظل حالة الفلتات الأمني التي يعيشها المجتمع الفلسطيني، وما نتج عن ذلك من اعتداءات على الصحافيين.

ورغم اتفاقه مع هذا الأمر، إلا أن نقيب الصحافيين نعيم الطوباسي تهرب من تحديد موعد لإجراء انتخابات ديمقراطية يشارك فيها الصحافيون العاملون في المهنة، خاصة وان الغالبية العظمى من الصحافيين يطالبون بهذه الانتخابات.

جاء ذلك، خلال مؤتمر نظمته مؤسسة فلسطينيات،وبدعم من مؤسسة فريدريش ناومان الالمانية، على مدار يوم كامل، وتناول قضية حرية الصحافة في ظل الوضع الفلسطيني الداخلي الحالي.

ووجه العديد من الصحافيين انتقادات لاذعة لنقيب الصحافيين، كان أشدها ما أعلنه رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون باسم أبو سمية ب" الدعوة الصريحة لإسقاط نعيم الطوباسي من رئاسة النقابة".

بدوره، كشف الطوباسي النقاب بان عدد الصحافيين المسجلين لدى النقابة "يصل ما بين 400 - 500 عضو....!" حسب تعبيره !!، مشيرا الى ان المشكلة التي تعاني منها النقابة ان هناك من قال عنهم " اصبحوا مدراء او وكلاء وزارات يصرون بان يبقوا اعضاء في النقابة".

وفي حين طالب صحافيون الطوباسي بتحديد موعد لانتخاب مجلس ادارة جديد، بعدما يتم فرز العضوية اكتفى الطوباسي بالقول " المؤتمر العام سينعقد، وكل من تنطبق عليه شروط العضوية، سيحق له الانتخاب".

وشارك عدد كبير من صحافيين ومسؤولين وحقوقين ومختصين في ورشة العمل التي امتدت لاكثر من ست ساعات تناولت العديد من مفاصل العمل الصحافي واجواء التحريض ضد الصحافة والتي بات الصحافي يدفع ثمنها في النهاية.

الاعلام يسهم في حشي البنادق

وفي الجلسة الاولى لاعمال المؤتمر لم يستطع متحدثون عن الرئاسة وعن الحكومة وعن الفصائل الفلسطينية الخروج من دائرة الاستقطاب السياسي والاتهامات اليومية المعتادة رغم انه كان من المفترض ان يتناولوا مواقفهم من التحريض السياسي ضد الاعلاميين ووسائل الاعلام .

وتحدث نبيل عمرو، مستشار الرئيس للشؤون الاعلامية والثقافية، مشيرا الى وجود ما وصفه " مناخ ثري" في الساحة الفلسطينية يعطي مجالا لحرية الصحافة والرأي والرأي الاخر.

وفي ذات السياق، قال عمرو ان الاعلام بات يلعب دورا في المفاوضات الداخلية، بل ويؤثر فيها، لدرجة ان ما يخصص للاخبار السياسية في الساحة الفلسطينية يشكل 90% من المادة الاعلامية في وسائل الاعلام لقاء 10% للقضايا الاخرى.
وقال عمرو " ان الاعلام انما هو اداة بيد السياسي صاحب القرار".

وتحدث عمرو عن اعلام " الانترنت" مشيرا الى ان الاعلام بهذه الطريقة انما يسهم بشكل اكيد " في حشو البنادق ضد بعضنا البعض".

واقترح عمرو تشكيل هيئة محلية لرصد الاعلام التحريضي ورصد الاتهامات التي يطلقها مسؤولون ضد مسؤولين اخرين.

ودافع وزير العمل محمد البرغوثي عن الحكومة مشيرا الى انها تقف مع حرية الصحافة والاعلام الذي يعمل بشكل موضوعي.

ووجه وكيل وزارة الخارجية احمد صبح انتقادا لرئيس الوزراء اسماعيل هنية، خاصة في استخدامه لمنبر المسجد في الخطبة السياسية امام وسائل الاعلام، على اعتبار ان المسجد هو مكان ديني وليست للخطبة السياسية.

الا ان البرغوثي دافع عن هنية بالقول ان هذا الانتقاد انما يجب ان يوجه الى وسائل الاعلام التي تلاحق هنية داخل المسجد، على اعتبار ان هنية اعتاد الخطبة في المسجد حتى قبل ان يصبح رئيس وزراء.

وتحدث البرغوثي عن عدم قدرة الحكومة على التحكم بوسائل الاعلام الرسمية " كونها لا تمتلكها" مشيرا في هذا السياق الى ان الاعلام الرسمي انما هو تابع للرئاسة وليست للحكومة.

من جهته، تحدث محمد الحوراني، عضو المجلس الثوري لحركة فتح عن تحول التحريض في الاعلام الى ثقافة بدلا عن الحوار بين الاطراف.

واشار في هذا السياق، الى امثلة جاءت في الاعلام عن تحريض لمسؤولين من حماس ضد مسؤولين من فتح، وهو ما نفاه البرغوثي.

من جانبها، تحدثت النائبة خالدة جرار عن موقف القوى السياسية الاخرى من التحريض الاعلامي، خاصة في ظل التجاذب ما بين فتح وحماس في الاعلام، مشيرة الى ضرورة اعتماد المهنية والموضوعية في العمل الصحافي .

وقالت " يجب ان يتحول الاعلام الى اداة في يد المواطن كي يقرر بعدما ان يعرف حقيقة ما جرى".

تضخيم للصغير وتصغير للكبير ام فشل مسؤولين ؟!!

وشهدت الجلسة الثانية من اعمال المؤتمر جدلا لافتا ما بين مدير قناة الجزيرة الفضائية وليد العمري، الذي كان احد المتحدثين الرئيسييين فيها، والناطق باسم حركة فتح في الضفة الغربية فهمي الزعارير، حيث وجه الزعارير اتهامات لادارة الجزيرة في الدوحة بارتكابها اخطاء مقصودة ضد حركة فتح.

ومن هذه الاخطاء، كما اشار الزعارير " في احدى النشرات سمي الرئيس محمود عباس ب" محمود هنية" ".

واتهم الزعارير الجزيرة بانهم تعمل على " استقدام اشخاص عن قصد الى منابرها، وانها تعمل على تضخيم الصغير وتصغير الكبير كما تريد".

بدوره، نفى العمري ما تحدث به الزعارير، مشيرا الى ان الجزيرة احدثت ثورة اعلامية على صعيد الوطن العربي، وان ما يجري ان " بعض المسؤولين يبررون فشلهم الاعلامي بتحميل المسؤولية لوسائل الاعلام ،وهذه مشكلتهم وليست مشكلة الجزيرة".

وفي حين استند العمري الى دراسات واستطلاعات للرأي تؤكد اقبال نسبة عالية من الفلسطينيين على الجزيرة، الا انه اشار الى معارضته لما وصفه ب" احتكار وسيلة اعلام لراي الشارع".

وقال " نسبة اقبال الناس على الجزيرة كبيرة جدا، لكن السؤال المهم .. لماذا ؟".
وتحدث خلال الجلسة الثانية، كذلك رئيس هيئة الاذاعة والتلفزيون باسم ابو سمية، الذي اكد على ان الاذاعة والتلفزيون تقف موقف الحيادية والموضوعية من الصراع السياسي، الا انه اشار الى صعوبة في الوصول للمسؤولين عند متابعة أي قضية.

واشار ابوسمية، وكذلك اخرون، الا وجود اشكالية في العمل الصحافي المحلي، تتمثل في سعي المسؤولين في الحكومة والرئاسة الى وسائل الاعلام العربية والعالمية اكثر مما يسعون الى وسائل الاعلام المحلية.

وفي هذا السياق قال ابو سمية " قد ينتظر احد المسؤولين ساعة او ساعتين في ستوديو تلفزيون عربي ليتحدث ثلاثة دقائق، لكن هذا المسؤول غير مستعد للانتظار ثلاثة دقائق للحديث امام وسيلة اعلام محلية كالتلفزيون المحلي".

من جانبه، قال رئيس تحرير وكالة معا ناصر اللحام ان الحل في التخفيف ا ويقف التحريض المتبادل في وسائل الاعلام يتمثل في توسيع المشاركة للجميع في كافة وسائل الاعلام المحلية، وفتح المجال للجميع لابداء الراي والرأي الاخر.

واشار اللحام الى اشكالية تتمثل في ما يقوم به مسؤولون عدة بنفي ما يقولونه بعد ساعات.

وقال " هناك بعض المسؤولين يدلون بتصريح معين، ثم يتصلون بعد ذلك لنفيه، بعدما يتم الاتصال بهم من قبل من هو اعلى منهم، لذلك لا بد من تسجيل أي تضريح يدلي به أي مسؤول".

واستمع المشاركون في المؤتمر، الى شهادات حية من صحافيين كانوا تعرضوا لاعتداءات سابقة، وقيدت ضد مجهولين.

وتلا المصور الصحافي جمال العاروري رسالة المصور الصحافي اسامة السلوادي الذي اصيب مؤخرا برصاصة طائشة افقدته القدرة على المشي، جاء فيها " تقبلت ما اصابني، لكن عزائي بان تسهم اصابتي بوضع حد لحالة الفلتان الامني السائدة والكشف عن الجناة، وما يؤلمني انني لم اصب برصاص الاحتلال وانما برصاصة طائشة من ابناء جلدتي، واتمنى على الصحافيين ان يعملوا شيئا لوقف حالة الفلتان الامني لانها ستصيبنا جميعا".

وروى العاروري تفاصيل الاعتداء الذي تعرض له قبل ثلاثة سنوات، حينما هاجمه ملثمون امام منزله وانهالوا عليه بالضرب الشديد الذي كان يسبب في مقتله.

واستمع الحضور ايضا الى مدير قناة العربية نضال حسن الذي روى تفاصيل الهجوم الذي نفذه مجهولون ضد مكتب العربية في البيرة وقاموا بتحطيم محتويات المكتب دون ان يوضحوا سبب ذلك.

وقال نضال " المشكلة ان دور الصحافي يتمثل في الكشف عن الملفات ،لكن ما يجري ان قضية الصحافي تتحول الى ملف منسي".

نقابة الصحافيين تبحث عن حام !!!

وكان من المفترض ان يتحدث نقيب الصحافيين نعيم الطوباسي عن موقف النقابة من حماية الصحافيين، اوضح الطوباسي ان نقابة الصحافيين تتعرض لحرب تستهدفها، دون ان يتحدث بتفاصيل هذه الحرب او من يقف وراءها. الا انه اشار الى من وصفهم ب" ذوو القربى" اضافة الى الاحتلال الاسرائيلي، موضحا انهم من يقف ضد النقابة في هذه الحرب.

واعترف الطوباسي بتقصير النقابة، الا انه اشار الى انها حققت انجازات على الصعيد العربي والدولي، من خلال زياراته المتكرره هناك !!!.

ودعت الصحافية نيبال ثوابتة، رئيسة تحرير صحيفة الحال الى تشكيل ميثاق شرف ما بين الصحافيين والمؤسسات الاعلامية بهدف وقف الاعتداءات ضد الصحافيين الفلسطينيين.

بدوره، قال الصحافي وليد البطراوي ان تدريب الصحافيين اضافة الى تشكيل جسم مهني يمثلهم، قد يكون كفيلا بتوفير حماية معقولة للصحافيين.

واعلنت، وفاء عبد الرحمن مديرة مؤسسة فلسطينيات بان المؤتمر الذي عقد امس، انما يأتي في سياق سلسلة من المؤتمرات المماثلة ستنظمها المؤسسة بشكل سنوي.