"العمل الزراعي" يبدأ بتنفيذ مشروع التدخل الطارئ
نشر بتاريخ: 12/02/2012 ( آخر تحديث: 12/02/2012 الساعة: 15:16 )
الخليل- معا- أشار رئيس مجلس قروي التوانة جنوب محافظة الخليل صابر الهريني في حديثة الى طاقم اتحاد لجان العمل الزراعي أثناء قيامهم بزيارات ميدانية للخرب المحاذية للتوانة ضمن مشروع التدخل الطارئ لتخفيف البرد والصقيع المفرط في السفوح الشرقية والجنوبية لمحافظة الخليل بتمويل من صندوق الاستجابه الانسانيه HRF الى أن منطقة جنوب الخليل منطقة عسكرية مغلقة، ممنوع فيها عمل أي بنية تحتية ولا يوجد بها طرق، حتى أعمدة الكهرباء التي تم تمديدها قبل أشهر قام الاحتلال ومستوطنيه بتدميرها في اليوم التالي، وما بعد خربة التوانه جنوب شرق محافظة الخليل تمتد خرب أخرى متناثرة تبلغ 17 خربة منتشرة على سفوح التلال تضم 1800 نسمة يعتمدون في حياتهم على الزراعة وتربية المواشي ويسكنون الكهوف والخيم ويصارعون برد الشتاء القارس وانعدام لوسائل التدفئة إلا من بعض "النتش" الذي لا يستمر اشتعاله إلا لدقائق.
بدوره قال المهندس الزراعي في اتحاد لجان العمل الزراعي إبراهيم الهريني إن المستوطنات تتمدد باتجاه الخرب والقرى الفلسطينية النائية المتناثرة على التلال، حيث تقابل كل خربة مستعمرة استيطانية تحيط بها، فمستوطنة "كرمئيل" بالقرب من خربة أم الخير، ومستوطنة "ماعون" مقابلها خربة توانه، مما يزيد من معاناة السكان وخاصة في تلبية احتياجاتهم الأساسية، فبالإضافة الى الاحتلال يواجه السكان البرد القارس حيث يبلغ طن الحطب 800 شيقل، وسيتم مطلع الأسبوع المقبل توزيع 400 طن من حطب التدفئة و2400 حرام و2400 فرشة ل800 أسرة مستفيدة في أربعة تجمعات وهي تجمع قرى مسافر يطا ،تجمع قرى التوانه ، تجمع قرى الرماضين وتجمع بدو يطا وهذة التجمعات تحوي 40 خربة محاذية لقرية التوانة، حيث تم اختيارهم بدقة مع التركيز على العائلات الكبيرة والتي تحوي إعاقات والأسر الذي فقدت المعيل الأساسي للعائلة، وذلك ضمن مشروع التدخل الطارئ لتخفيف البرد والصقيع المفرط في السفوح الشرقية والجنوبية لمحافظة الخليل بتمويل صندوق الاستجابه الانسانيه HRF .
وفي ذات السياق قالت أم باجس من خربة المقفرة المحاذية لقرية التوانه إن وضع العائلة صعب جدا وخاصة في ظل انعدام الكهرباء وحطب التدفئة، فالبرد القارس لعائلة مكونة من عشرة أشخاص يجعلنا نذوق الأمرين والأبناء لا يمكنهم متابعة دراستهم، كما أن حطب التدفئة معدوم، والمتوفر منه هو "النتش" الذي لا يستغرق اشتعاله إلا لدقائق مما يضطرنا الى استخدامه بعد تجفيفه، ومع ذلك لا يمكننا أن نترك المكان ونذهب، حتى لا يستولي عليه الاحتلال.
يشار الى أن الاحتلال قام قبل عدة سنوات بمداهمة خرب (بير العد، جنبا ، الركيز، التومين، المركز، الحلاوة، وصارورة)، ونقلت المواطنين ومواشيهم عبر شاحنات عسكرية بالقوة، وألقت بهم قرب قرية الكرمل في يطا، المقدر عددهم (83 عائلة)، ما أدى إلى نفوق العشرات من الأغنام وكانت بعض الخرب قد تعرضت لهجوم جيش الاحتلال في العامين 1952 و1958، وتم قتل عدد من مواطنيها، وتدمير بعض من منازلها، ما يعني أن المنطقة مستهدفة منذ زمن بعيد.
وتدعي سلطات الاحتلال أن سكان هذه القرى والخرب عبارة عن بدو رحل لا يملكون الأرض، وهي أملاك دولة كما تدعي دولة الاحتلال إلاسرائيلي التي تعمد على استخدامها كمناطق تدريب عسكرية. يضاف الى ذلك معاناة أهالي المنطقة من اعتداءات المستوطنين وإجراءات الاحتلال المقيدة لحرية رعاة الأغنام في استخدام أراضيهم لرعي مواشيهم، وكذلك استخدام الآبار لسقيها، فارضين عليهم السكن في الكهوف دون الخيام أو بيوت الصفيح بالإضافة الى العشرات من اخطارات الهدم.
ويأتي مشروع التدخل الطارئ لتخفيف البرد والصقيع المفرط في السفوح الشرقية والجنوبية لمحافظة الخليل الممويل من صندوق الاستجابه الانسانيه HRF ضمن أهداف اتحاد لجان العمل الزراعي الاستراتيجية في الاستجابة السريعة في حالات الإغاثة وفي حالات الطوارئ في صفوف المزارعين المتضررين، حيث جاء هذا المشروع بعد دراسة دقيقة للمنطقة وطبيعة الظروف المناخية التي تحيط بها.