الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

بدء التحضيرات لاطلاق حملة وطنية لتعزيز المشاركة السياسية للمراة

نشر بتاريخ: 12/02/2012 ( آخر تحديث: 12/02/2012 الساعة: 17:02 )
رام الله- معا- بدات اللجنة الوطنية والمشكلة من مجموعة من المؤسسات النسوية تحضيراتها لاطلاق حملة وطنية لتعزيز المشاركة السياسية للمراة الفلسطينية، وتأتي هذه الحملة ضمن مشروع جسور: التواصل من اجل حقوق المراة والحريات في الشرق الاوسط وشمال افريقيا والذي ينفذه مركز ابداع المعلم في فلسطين.

وافادت انتصار حمدان مديرة برنامج المسؤولية الاجتماعية في مركز ابداع المعلم ان هذا المشروع هو مشروع اقليمي تشارك به فلسطين الى جانب 7 دول عربية اخرى في الشرق الاوسط وشمال افريقيا، ويهدف الى تعزيز دور المجتمع المدني في الدفاع عن حقوق الإنسان والإصلاح الديمقراطي، وفي العمل على تقوية تمثيل ومشاركة النساء في الحياة السياسية على المستوى الوطني والاقليمي.

ويسعى المشروع الى تلبية مجموعة من الحاجات على مستوى العالم العربي والتي من اهمها: تطوير القدرات والمهارات والأدوات لدى مؤسسات المجتمع المدني الناشطة في مجال ترويج عملية الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان، اضافة الى توفير المجال لتخطيط وتنظيم وتنفيذ جماعي لخطط وتحركات استراتيجية ضمن شبكة إقليمية دائمة تعمل على تحرر النساء في المنطقة العربية، كما ويسعى الى تعميق التشبيك الإقليمي والدولي لخلق شبكة من داعمي وداعمات حقوق المرأة خاصةً في ظل ظروف العزل التي تمر بها بعض النساء.

ومحاربة التهميش والتصوير النمطي لنضالات النساء والناتج عن الاحتلال وتقييد الرأي العام وما يتبعه من ضعف في مواجهة الاضطهاد والقمع مما يتطلب المزيد من حملات الضغط ذات الاستراتيجيات والتكتيكات التي تؤسس لدفاع مستمر عن حقوق المرأة الانسان.

واضافت حمدان ان مركز ابداع المعلم بدأ بتنفيذ هذا المشروع في منتصف العام المنصرم حيث قام بالتشاور مع مجموعة من المؤسسات الناشطة على صعيد حقوق المراة والتي نتج عنه تشكيل لجنة وطنية للمشروع تضم في عضويتها مؤسسات نسوية فاعلة على صعيد الاراضي الفلسطينية المحتلة.

وتضم اللجنة الوطنية في عضويتها الاتحاد العام للمراة الفلسطينية، وطاقم شؤون المراة، وجمعية المراة العاملة للتنمية، ومركز المراة للارشاد القانوني والاجتماعي، وجميعة المراة الريفية، و جمعية النجدة الى جانب مركز ابداع المعلم.

نشطت اللجنة الوطنية في عقد مجموعة من الاجتماعات التشاورية ووضعت خطط لتنفيذ فعاليات مشتركة ومن اهم المحطات التي انجزت، عقد دورة تدريبية اقليمية شاركت بها مندوبات عن كافة المؤسسات الاعضاء في اللجنة الوطنية وبمشاركت مؤسسات من الدول العربية الاخرى الاعضاء في شبكة جسور.

وعقدت الدورة التدريبية في الاردن في منتصف شهر كانون الاول، وذكرت السيدة امل خريشة المدير العام لجميعة المراة العاملة للتنمية والتي تولت مسؤولية التدريب في هذه الدورة ان الدورة هدفت الى التعريف بمفهوم الدفاع والتعبئة والتأثير، الى جانب تحديد قضايا وموضوعات الدفاع والتعبئة، وتحليل بيئة الدفاع والتعبئة وتركزت على اكساب المشاركات والمشاركين فيها معارف ومهارات في حملات كسب التأييد لتقوية تمثيل ومشاركة النساء في الحياة السياسية على المستوى الوطني والاقليمي.

واضافت خريشة ان هذه الدورة تعتبر ملتقى نسوي عربي حيث مثلت فرصة قوية للتواصل والتشبيك مع مؤسسات وناشطات عربيات في الدفاع عن حقوق المراة في ظل حملات الهجوم على حقوق المراة المدنية اثر وصول جماعات الاسلام السياسي للحكم في بعض الدول العربية، كما وتم من خلالها تبادل خبرات بين المشاركات في النضال من اجل حقوق المرأة.

من جانبها اكدت ريما نزال عضو الامانة العامة للاتحاد العام للمراة الفلسطينية وممثلة الاتحاد في اللجنة ان مشروع جسور التواصل مشروع هام جدا لكونه يخلق فرصة التشبيك بين نساء في دول عربية ثمانية ويؤسس لتشابك وتبادل خبرات بين الشبكات المحلية النسوية في الدول المشاركة بالمشروع، خاصة وان النساء في المنطقة العربية يعشن ظروف متشابهة نتيجة الثقافة الاجتماعية العربية،وتاتي اهمية المشروع ايضا في ظل المستقبل الغامض لمشاركة النساء في الحياة السياسية في الوطن العربي وهذا الغموض ناتج عن ما تشهده المنطقة العربية من تحولات وتغييرات جذرية، حيث ان الدول التي ساتكملت ثوراتها نحو التغيير الديمقراطي لم تستكمل بعد التحولات الديمقراطية وبالتالي فان المشاركة السياسية للمراة العربية في هذه الدول بقيت غامضا.

واضافت نزال بان مشاركة الاتحاد العام للمراة الفلسطينية في المشروع له دلالات غاية بالأهمية كون الاتحاد هو ائتلاف من الوان الطيف السياسي النسوي الفلسطيني وتأسس منذ بدايات العمل النقابي في فلسطين كاحد مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، حيث ان للإتحاد دورا بارزا ورياديا في طرح قضايا المراة الفلسطينية على السطح في المجتمع الفلسطيني، كما وان مساهمات وانجازات الاتحاد اختصرت مسافات على المراة الفلسطينية لمشاركتها السياسية من خلال ما حققه الاتحاد من تثبيت لحقوق المراة الفلسطينية في المشاركة السياسية.

بدورها قالت حنان ابو غوش ممثلة مركز المراة للارشاد القانوني والاجتماعي في اللجنة الوطنية ان الدورة المنعقدة في عمان هي احدى الخطوات لتبادل التجارب والتشبيك مع مؤسسات نسوية في العالم العربي على طريق تقوية التشبيك وتجميع وتنسيق الجهود والطاقات للعمل ضمن شبكة واحدة لتعزيز مشاركة المراة السياسية خاصة وان النساء في العالم العربي يعشن ظروفا متشابهة مع التأكيد على خصوصية كل بلد.

واضافت ابو غوش ان مشروع جسور له اهمية عالية في هذه الفترة بالتحديد والتي تشهد فيها المنطقة العربية تحولات وتغييرات كبيرة كل هذه التغييرات تطال اول ما تطال المراة العربية وحقوقها، ورات حنان ابو غوش ان هناك انتقاص وتهميش للمرا ة العربية وحقوقها لا يقابل ما قدمته المراة العربية من تضحيات على مدار تاريخها وخلال هذه الفترة بالتحديد، كما واشارت الى ان المراة العربية كان لها مشاركة فاعلة في الثورات العربية ولكنها تنحى جانبا ويهمش دورها في صنع القرار وفي التمثيل السياسي في بلدانها.

وقالت ابو غوش انه على الصعيد الفلسطيني ايضا تاتي اهمية مشروع جسور للعمل على تقوية تمثيل النساء في العمل السياسي في الوقت الذي يتم استثناء النساء في مواقع صنع القرارات ورسم السياسات.

من جانبها اكدت سريدا حسين مدير عام طاقم شؤون المراة وممثلة الطاقم في اللجنة الوطنية ان مشروع جسور هو عبارة عن جسر تواصل بين النساء العربيات، وتتجلى اهميته من اهمية تفعيل وبقاء التشبيك والتواصل بين النساء في العالم العربي، واضافت انه لم يعد هنام مجال لمؤسسة واحدة كي تعمل منفردة ولا شبكة وطنية ايضا كي تعمل منفردة ومنفصلة عن البعد الاقليمي، ويجب على المؤسسات النسوية ان تعمل معا على مستوى وطني وان تتحد وتتشابك ايضا مع شبكات اقليمية عربية، ولا تشبيك وتواصل النساء الفلسطينيان مع نساء عربيات في دول الجوار بل يجب الامتداد الى دول اخرى مثل دول الخليج واليمن وغيرها.

كما واشارت سريدا ان التشبيك وتبادل الخبرات لم يعد شعار نظري جميل نتغنى به بل اصبح ضرورة ملحة وحاجة ماسة للنساء، حيث قالت باننا كنساء خسرنا الكثير لاننا عملنا بشكل منفرد وقد ان الاوان لتجميع طاقاتنا وجهودنا معا، واضافت ان المراة العربية في العالم العربي الذي يشهد تحولات وتغييرات على الصعيد السياسي والاجتماعي كان للمراة العربية دورا بارزا في الثورات التي اسست لهذا التغيير حيث وصفت سريدا المراة العربية بانها قلب التغييرات العربية التي تحدث.

واعترت بانه من المؤلم جدا ان نرى المراة العربية تلعب دورا رياديا في الثورات والنضال في حين يتم استبعادها وقت رسم السياسات والتشكيل السياسي وصنع القرار للبلد ككل. واضافت سريدا حسين انه علينا كنساء عربيات الاستثمار في التكنولوجيا لكي نقترب اكثر من بعضنا ونوحد طاقاتنا لكي لا نسمح لحكوماتنا بتهميشنا واستبعادنا من المشاركة السياسية والمشاركة في رسم السياسات، واسقاط مقولة اننا بعيدات عن بعضنا البعض بحكم الجغرافيا.

بدورها اعتبرت الهام سامي ممثلة مؤسسة النجدة في اللجنة الوطنية ان المشروع يمثل نقطة ضوء جديدة للنساء العربيات بوصفه محطة اقليمية ستسهم في تدارس وتعزيز مشاركة النساء السياسية، واضافت ان تشكيل اللجان على المستوى الوطني من جانب وعلى المستوى الاقليمي من جانب اخر يقوي التشبيك والتواصل بين المؤسسات الناشطة في الدفاع عن حقوق المراة، واضافت الا اننا نطمح بالتواصل والتشبيك مع مؤسسات وشبكات نسوية عالمية لتوحيد جهود المراة على المستوى العالمي مما سيساعد في تطوير اليات واستراتيجيات العمل في الدفاع عن حقوق المراة.

واشارت الهام سامي الى اهمية الشبكة على الصعيد الفلسطيني حيث قالت انها ستساهم في تطوير مفهوم المشاركة السياسية لاخراجها من العمل الموسمي واقتصارها على الانتخابات التشريعية والمحلية ليشمل مشاركة النساء في الحياة العامة والسياسية وتفعيل دورها اكثر.

كما وان الشبكة حسب الهام سامي تساعد ليس فقط في رسم السياسات البعيدة وانما ايضا في التطبيق على الارض لخلق توجهات ومفاهيم موحدة ومشتركة مما يحد من الفئوية والمفهوم الضيق لمشاركة المرأة السياسية التي بقيت مقتصرة على العضوية في الاحزاب السياسية وكانت تتمحور اولويات مشاركة المراة في الدفاع عن الحزب اكثر من الدفاع عن قضايا المراة الاجتماعية، في الوقت الذي قصرت الاحزاب السياسية وخاصة التقدمية منها في التغيير الاجتماعي لصالح قضايا حقوق المراة.

وختمت الهام سامي حديثها بان الشبكة تشكل ارضية لتوحيد جهود العمل النسوي لدعم القضايا النسوية المجتمعية السياسية، وهذا يوحد جهود النساء ويساعد على تمترسهن خلف قضاياهن المشتركة، مما يخلق تغيير في نظرة المجتمع ككل لهن حين يكن متكاتفات وموحدات خلف هدف المساواة للمراة الفلسطينية في المجتمع.

من جانبها اعتبرت سلوى حامد ممثلة جمعية المراة الريفية في اللجنة الوطنية ان مشروع جسور مشروع هام ليؤسس لعمل موحد للدفاع عن حقوق المراة العربية والتي تعيش ظروف اجتماعية متشابهة، وهو فرصة لطرح قاضايا المراة على المستوى الاقليمي والعالمي. ورات ان اللقاء الذي جمع العديد من المؤسسات النسوية العربية كان فرصة للتعرف على تجارب نضالات المراة العربية لتحصيل حقوقها، رغم قصر مدة الدورة.

وحول التحضيرات للحملة الوطنية لتعزيز المشاركة السياسية للمراة قالت انتصار حمدان ان هذه الحملة جزء من حملات عربية سيتم العمل عليها في الدول الثمانية المشاركة بالمشروع، وان اللجنة الوطنية لمشروع جسور في فلسطين بدات بمرحلة الاعداد لمجموعة من التدريبات التي ستنفذ في الضفة الغربية وقطاع غزة وتستهدف مجموعة من الشباب والصبايا الناشطين وتهدف الدورات لاكساب الشباب مهارات لتنظيم حملات كسب التاييد ومعارف حول مفهوم المشاركة السياسية للنساء الى جانب معارف اخرى حول حقوق المراة والنوع الاجتماعي.

واضافت حمدان ان للحملة الوطنية اهمية بالغة على الصعيد الفلسطيني لانها استكمال لمشوار طويل شقته النساء الفلسطينيات في النضال من اجل تثبيت حقوقهن بالمشاركة السياسية الحقيقية، وقالت ان المراة الفلسطنينة كانت وما زالت شريكة بشكل فاعل في مسيرة النضال الوطني التحرري، وانه لا يعقل ارجاعها للخلف وعدم اشراكها في صنع السياسات والقرارات، كما واشارت الى انه يجب توضيح معنى مشاركة المراة السياسية اذ يسود الاعتقاد انه يكفي ان نرى بعض النساء ممثلات في المجلس التشريعي او في المجالس المحلية في حين ان مشاركة النساء تتعدى هذا المفهوم الضيق الى تمثيل عادل ومشاركة حقيقة للنساء على كافة المستويات.

حيث يجرى تهميش النساء من المشاركة في ساحات صنع القرار ورسم السياسات والرؤى المستقبلية للوطن والمجتمع واقرب مثال على ذلك ما رأيناه من تهميش لمشاركة النساء في الحوارات الدائرة لانجاز المصالحة الوطنية الفلسطينية. ففي الوقت الذي نرى ان اكثر القطاعات التي ذاقت مرارة الانقسام هي المراة الفلسطينية نجد انها تغيب عن اجتماعات وحوارات المصالحةن رغم ان للمراة الفلسطينية دورا كبيرا في جسر هوة الانقسام على كافة الاصعدة سواء السياسية او الاجتماعية وغيرها.

تجدر الاشارة ان مشروع جسور : التواصل من اجل حقوق المراة والديمقراطية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا يتم تنفيذه باشراف من مؤسسة بدائل العالمية وهي مؤسسة غير حكومي كندية مقرها في مونتريال، وبتمويل من الاتحاد الاوروبي. ويستمر لمدة عامين، حيث نفذت العديد من اللقاءت الاقليمي ضمن العمل على هذا المشروع وتم تشكيل لجان وطنية في كل بلد مشارك في المشروع. وترى اللجنة الوطنية الفلسطينية ان تشكيل اللجنة بدأ من المشروع ولكنه لن ينتهي مع انتهائه حيث تدور النقاشات وتوضع الخطط لتأسيس منتدى اجتماعي تربوي نسوي يسهم في خلق رؤية وطنية جديدة نساء من اجل النساء.