الخميس: 14/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

صيدم: القرصنة على شبكات الانترنت الفلسطينية لم تخترق أي خادم

نشر بتاريخ: 12/02/2012 ( آخر تحديث: 13/02/2012 الساعة: 12:43 )
رام الله- معا- أكد مستشار الرئيس لشؤون المعلوماتية د. صبري صيدم، اليوم الأحد، إن القرصنة التي تتعرض لها شبكات الانترنت في فلسطين لم تنجح في اختراق لأي خادم "سيرفر" فلسطيني يغطي أي مؤسسة فلسطينية.

جاء ذلك خلال اللقاء الشبابي المفتوح الذي نظمه منتدى شارك الشبابي اليوم حول "الاعلام الاجتماعي في فلسطين - الاستخدام والاطار القانوني" وذلك في مقره برام الله.

وأكد د. صيدم أن القرصنة التي تتم تتكون من نوعين: الأول يقوم على ضخ كم كبير من الرسائل غير المرغوب فيها على الشبكات الفلسطينية، حتى لا تستطيع هذه الشبكات احتمال الكم الهائل من الرسائل، مما يسبب بطء الانترنت، أما النوع الثاني فيقوم على الطلب الكبير على المواقع ما يوحي بأن الموقع تم اختراقه.

وعرف د. صيدم اختراق الموقع بأنه يتمثل في التمكن من الوصول إلى الموقع، وتغيير محتواه ومعالمه بصور أو بشعارات أو غيرها، وهذا لم يحدث حتى اللحظة.

وأكد د. صيدم أن الشباب يهتمون بشبكات التواصل الاجتماعي، ووفقاً لمنتدى شارك، يوجد أكثر من 700 ألف مستخدم لشبكات التواصل الاجتماعي، ولكنه بين أنه ليس كل مستخدم فلسطيني يمر عبر الشبكة الفلسطينية، في ظل وجود الكثير من المنازل المرتبطة بمزودين إسرائيليين، ليؤكد أن عدد الوصول لشبكات التواصل الاجتماعي يفوق مليون شخص، وبالتالي هذا الوصول غير مسبوق.

وأضاف د. صيدم: من المحزن أن يكون هناك مليونية للفيس بوك وصفرية للقوانين، ولا يجوز القول أننا نريد سن قانون للجرائم الالكترونية، وأن لا يكون هناك قانون للانترنت يحدد حدود ومسؤوليات عمل الناس قبل التجريم وفرض قيود على النفاذ وفرض اجراءات المحاصرة.

وتابع د. صيدم: إذا كنا نريد أن يكون هناك مردود للخزينة الفلسطينية، فيجب تحويل شبكات التواصل الاجتماعي إلى البعد التنموي، لأن الكل يربط شبكات التواصل الاجتماعي إما بالترفيه أو بالسياسة، ولكن لا يوجد عدد كافي لقيادة حملة كبيرة ومتجانسة عبر شبكات التواصل الاجتماعي لتشجيع القراءة في فلسطين أو لتشجيع فتح البلدة القديمة في الخليل أو لتشجيع التجارة الالكترونية.

وطالب شبكات التواصل الاجتماعي بالبعد التنموي، وإقرار قانون الانترنت وقانون التجارة الالكترونية، وبوصولنا للشبكات أقرب للانتصار من أي وقت مضى، فنحن اخترقنا الحصار ونستطيع أن نجد الآن آليات لتعود على الخزينة بمال لا يعتمد على المانحين ولا وفق أي أجندات أجنبية.

وأكد د. صيدم أن محاولة سن قانون هيئة تنظيم قطاع الاتصالات في العام 2005، قد وأدت ولم تنفذ، واعتبر أنه لو نفذ هذا القانون لعاد على خزينة السلطة بأموال طائلة.

بدوره، انتقد رئيس مجلس إدارة منتدى شارك الشبابي سائد كرزون الاستخدام السلبي للفيس بوك او شبكات التواصل الاجتماعي، والابتعاد عن الابداع أو تقديم المبادرات التي قد يستفيد منها المدون نفسه أو المجتمع ككل، وهو ما أدى إلى عدم وجود مضمون وانتاجية عند المستخدمين، وبالنتيجة فإن المستخدمين أو بعضهم صبحون عقول استهلاكية.

وأكد كرزون على العمل والإنتاجية ومنها تصقل الذات وتكتسب المهارات وتغنى الثقافة والتعلم، والكف عن النقد السلبي الهدام، فالانتاجية والشغل والمبادرة تخلق الاستخدام الصحيح لاي ادوات والتي لا يمكن فصلها عن صاحبها الذي هو وحده يقدر على طريقة وآلية وكيفية استخدامها.

من جهتها،ها قالت الكاتبة والصحفية مايا أبو الحيات، أن البحث عن طرق وسبل لتييسير الحياة وتأكيد الوجود، وفكرة التواصل الاجتماعي تأتي في صلب هذه العملية، وما نخشاه تكوين صورة متخيلة عن المرء عن نفسه أثناء استخدامه مواقع التواصل الاجتماعي غير صورته الحقيقية في الواقع، ما يفرض التفكير الجدي في هذه الفجوة فيما بين الشخصية الوهمية والشخصية الواقعية.

وأعربت أبو الحيات عن خشيتها من استسهال الوصول للمعلومة عبر الانترنت، والتي بدورها قد تقتل الإبداع الكتابي وتنمي ظاهرة القص واللصق ودون الإشارة إلى مصدر المعلومة، خصوصاً أن كل شيء بات مباحاً، ويمكن الوصول له بسهولة، مشددة على ضرورة تنمية الوعي تجاه هذه القضايا أثناء استخدام شبكات التواصل الاجتماعي.

من جهته، شدد المحامي طارق طوقان على ضرورة إيجاد تشريعات ناظمة للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وبين أن الاعلام الاجتماعي هو مجموعة من الأدوات وليس اعلاماً في حقيقته، كما أنه وسيلة اتصال وتواصل بالمعلومات وليس وسيلة اعلام.

وأكد طوقان أن جوهر التنظيم يتغير من المؤسسات إلى العملية بحد ذاتها والتغيير والتأثير في هذا النوع هو بالمساحات الالكترونية، وليس بالأماكن الفعلية وبالتالي ينبغي التركيز على المحتوى وليس الاشخاص بحد ذاتهم.

بدوره، أكد المدير التنفيذي لمنتدى شارك الشبابي بدر زماعرة أن المحتوى العربي على شبكة الانترنت يعاني مشكلة حقيقية وفلسطينياً، داعياً إلى نقاشه وادخاله في حوار اجتماعي على قاعدة كيفية أن يكون الشباب مساهمين لتطوير المحتوى العربي، وكيف يمكن استخدام كافة هذه الوسائل للقضايا الفلسطينية الهامة والمجتمعية.

وأشار زماعرة إلى أن الاعلام الاجتماعي في فلسطين، قضية في غاية الأهمية وملف يحتاج للبحث والتمحيص والنقاش، منوهاً إلى أنه السنوات الماضية حملت في طياتها الكثير فيما يتعلق بموضوع الاعلام الاجتماعي والتطور الهائل في موضوع تكنولوجيا المعلومات، والازدياد الهائل في استخدام شبكات التواصل الاجتماعي في فلسطين، واستخدام التكنولوجيا بشكل كبير.

وخلص زماعرة: بمجرد دخول هذا الكم الهائل من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لم نعد محاصرين على الأقل فكرياً في الوصول للعالم وفي قدرتنا على إيصال رسالتنا، ولكن هل الشباب الفلسطيني يقومون بالدور الذي ينبغي عليهم القيام به؟