الخميس: 23/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

وصل إلى الإمارات- هنية ينفي نيّة حماس نقل مكاتبها من سوريا

نشر بتاريخ: 13/02/2012 ( آخر تحديث: 13/02/2012 الساعة: 14:41 )
غزة- معا- وصل رئيس الوزراء بالحكومة المقالة إسماعيل هنية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة بعد اختتام زيارة له لطهران في إطار جولته الثانية لبعض للدول العربية والإسلامية.

وكان هنية قد بدأ جولته الثانية في الثلاثين من كانون ثاني/ يناير الماضي بدأها بالعاصمة القطرية الدوحة، ثم البحرين فالكويت متجهاً منها لإيران.

وفي إيران أجرى هنية عدة لقاءات رسمية على مستوى عال كان من أهمها لقاؤه مع الخامنئي والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد وهناك أكد على أن حماس وحكومته لن تعترفان بإسرائيل.

وفي سياق مواز أكد محمد رضى رحيمي نائب الرئيس الإيراني على أن إيران ستبقى تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني وتدعمه حتى تحرر فلسطين، داعياً الدول العربية والإسلامية لاتخاذ إجراءات لنصرة الشعب الفلسطيني ومقاومته، قائلا :"نحن وانتم بانتظار النصر وتحرير فلسطين".

واعتبر نائب الرئيس الإيراني خلال مؤتمر صحفي عقده مع رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية ان مقاومة الشعب الفلسطيني ومقاومته تأخذ يوماً بعد يوم أبعاد أوسع، موضحاً وقوف إيران إلى جانب المقاومة في فلسطين التي تنطلق من منطلق عقدي بالاتكال على الله والإيمان بالنصر، على حد قوله.

من جهته عبر هنية عن سعادته بزيارة جمهورية إيران الإسلامية "والتي تأتي بالتزامن مع ذكرى مولد رسول الله صل الله عليه وسلم، وذكرى انتصار الثورة الإسلامية بإيران".

وكان هنية قد التقى قبل المؤتمر بكل من قائد الثورة الإسلامية بإيران آية الله علي أكبر خامنئي، والرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد، ورئيس مجلس الشورى علي لارجاني.

وقال هنية خلال المؤتمر: "أتيح لنا اللقاء بسماحة القائد مرشد الثورة وفخامة رئيس الجمهورية وسعادة رئيس مجلس الشورى ووزير الخارجية وعدد من الفعاليات على الساحة الإيرانية، وخلال تلك اللقاءات قدمنا التهنئة بذكرى الانتصارات والشكر من الشعب الفلسطيني والحكومة والمقاومة لما تقدمه الجمهورية الإسلامية من دعم متواصل للشعب والمقاومة".

وأوضح رئيس الوزراء المقال أنه قدم شرحاً مفصلاً حول الأوضاع في فلسطين مركزاً على عدد من العناوين كان من بينها القدس وما تتعرض له من تهويد واستيطان وغيرها، وغزة وما تتعرض له من حصار وعدوان، وملف الأسرى، مشيراً إلى معاناتهم واعتقال رئيس المجلس التشريعي د. عزيز دويك، والأسير خضر عدنان المضرب عن الطعام منذ فترة احتجاجاً على ظروف الاعتقال القاسية.

وأشار إلى أنه تم استعراض التطورات الجارية في المنطقة، والربيع الإسلامي، والتحولات الكبيرة، موضحاً انه تم بحث كيفية استثمار ذلك لصالح القضية الفلسطينية والقدس والأقصى.

وقال: "كما أكدنا على استراتيجيتنا التي لا تتغير هي التمسك بأرض فلسطين كلها، والمقاومة كخيار استراتيجي للتحرير، والأمة العمق الاستراتيجي وحاضنة المشروع ، مشيراً إلى أنه وخلال اللقاءات تم التأكيد على الموقف الثابت لإيران باستمرار الدعم الشامل وبكل الأشكال للشعب الفلسطيني لعزيز صموده ومقاومة الاحتلال".

وأضاف "تم التأكيد لنا على أن قضية فلسطين هي قضية محورية ومركزية وعقائدية لايران، كما تم التأكيد على الالتزام التام والمستمر باستمرار الاحتلال وأنه لا يمكن أن يتأثر ذلك بأي تطورات تتعرض لها إيران"، مشيراً إلى أن الجولة ككل تحقق الدعم للشعب الفلسطيني.
|164485|
وفي لقاء خاص مع قناة "العالم" الاخبارية نفى هنية ما تناقله وسائل الاعلام من وجود فتور في العلاقة بين حركة حماس وإيران، وقال إن "ما حظي به هو والوفد المرافق له في طهران لم يحظ به رئيس أو زعيم من قبل"، معتبراً أن ذلك "يدل على مكانة القضية الفلسطينية لدى ايران حكومة وشعباً، ويؤكد متانة العلاقة بين قوى المقاومة وبين أبعادها الإسلامية والتي تعتبر إيران من أهمها في المنطقة".

وأكد أن "الدعم الذي تقدمه الجمهورية الاسلامية للفلسطينيين غير مشروط، ومرحب به، كما لو كان من أي جهة أخرى وبنفس الظروف"، موضحاً أنه "لا تغيير في الموقف الإيراني الداعم للقضية الفلسطينية". ورفض أن تكون المقاومة الفلسطينية "ورقة سياسية بيد الجمهورية الاسلامية"، واعتبر أن "الواقع هو أن الشعب الفلسطيني يقع تحت الاحتلال، وقد لبت الجمهورية الاسلامية نداءه، وكانت وفية له، ولم تطلب يوماً شيئاً مقابل ذلك، معتبرة ذلك التزاماً اسلامياً تجاه شعب مسلم والقدس والاقصى".

ونفى هنية المعلومات التي تتحدث عن أن حماس تبحث عن بدائل لنقل مكاتبها من سوريا بسبب الازمة الجارية هناك، وقال: "إن هذا ليس دقيقاً"، معرباً عن أمله في أن يتم حل الازمة في سوريا. وأوضح أن "سفر قيادات الحركة في سوريا، يتم بصورة طبيعية لمتابعة شؤونهم ومهماتهم في حركة المقاومة ومتابعة شؤون الشعب الفلسطيني".

وأكد هنية ضرورة "تسخير طاقات الامة وحشدها لحسم الصراع مع العدو وتحرير القدس والاقصى"، معتبراً أن "الخلافات المذهبية يجب حلها بالحوار وليس بالتجاذبات والتناقضات على المستوى السياسي أو الاعلامي"، ومحذراً من أن "المتضرر الأكبر من ذلك هو القدس وفلسطين".

وحول محاولات إظهار إيران على أنها هي العدو الرئيس للعرب في المنطقة بدل إسرائيل، قال: "إن الكيان الصهيوني سيبقى هي العدو الرئيس للامة والتناقض الرئيس مع هذا المشروع السرطاني الذي يمكن أن يتمدد إلى أي مدى كان"، داعياً إلى "تكاتف الجهود وتوحيدها والبقاء في خندق واحد على قاعدة الاحترام المتبادل وانهاء حالات الاحتقان من خلال الحوار فقط".

وأشار هنية إلى أن لقاءاته في إيران "ركزت بشكل كبير جداً على الوضع الفلسطيني، والقدس والاقصى، ومعالجة آثار الحرب في غزة، وإعادة الاعمار والبنية التحتية والفوقية، وما تتعرض له القدس من هجمة شرسة، وقضية الاسرى، بالإضافة إلى التطرق بشكل بسيط إلى اوضاع المنطقة".

وحول اتفاق تشكيل الحكومة الأخير بين "حماس" و"فتح" في الدوحة، قال هنية "إن استعادة وحدة الشعب الفلسطيني، واستعادة الشعب زمام الامور داخل الارض الفلسطينية المحتلة وإنهاء الانقسام مطلب وطني ومحبب للجميع"، مؤكداً أن "فصائل المقاومة تريد المصالحة من أجل حماية الحقوق والثوابت الفلسطينية وحماية خيار المقاومة، وأن يكون الشعب الفلسطيني موحداً خلف مقاومته وثوابته".

ولفت إلى أن "هناك برامج مختلفة داخل الساحة الفلسطينة، وأن لـ"حماس" برنامج ولـ"فتح" برنامج آخر"، مشيراً إلى أن "الطرفين يبحثان عن القاسم المشترك وصيغ التعايش بين هذه البرامج"، ومؤكداً أنه "لا يمكن لشعب مقسّم أن ينجز مشروع التحرير ويحافظ على الثوابت".

وشدد هنية على أن الاتفاق الذي تم توقيعه في الدوحة "لن ينطلق من أي قاعدة متصلة باللجنة الرباعية الدولية أو اتفاقات اوسلو أو أي شيء من هذا القبيل"، موضحاً أنه "ينطلق من ورقة التفاهمات المصرية التي وقعت عليها كل الفصائل الفلسطينية والتي تتشكل من خمس ملفات هي: تشكيل الحكومة، وإعادة بناء الأجهزة الامنية الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية، والمصالحة المجتمعية، واجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وانتخابات المجلس الوطني الفلسطيني.