الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

تخفيض أسعار المعسّل- "الذهب الأحمر" فتح شهية المهربين والمزوّرين

نشر بتاريخ: 14/02/2012 ( آخر تحديث: 14/02/2012 الساعة: 16:06 )
بيت لحم- خاص معا- أكدت دائرة المكوس والتبغ في وزارة المالية الفلسطينية، الثلاثاء، ادخال تعديل على التعرفة الجمركية المفروضة على استيراد "المعسّل" بعد شهرين على رفعها بنسبة كبيرة مما تسبب بوقف استيراد هذا المنتج وتذمر واسع في أوساط المدخنين.

وأوضح بندي دحدح مدير دائرة المكوس والتبغ في حديث لغرفة التحرير بوكالة "معا" أن التعرفة الجمركية المفروضة على الكيلو غرام الواحد من المعسل انخفضت من 286 شيكلا إلى 115 شيكلا ليباع الكيلو في الأسواق بحوالي 180 إلى 200 شيقل بعد أن بلغ سعره 380 شيكلا خلال الشهرين الماضيين.

وكشف دحدح بأن ضغوطا مصرية مورست على إسرائيل لتخفيض التعرفة الجمركية على المعسل والتي ارتفعت بنسبة عالية جدا في 13 كانون الأول الماضي، مما تسبب بتوقف المستوردين عن استيراد هذا المنتج نظرا للارتفاع الباهظ لاثمانه في السوق.

وتعتبر مصر المصدر الأساسي للمعسل المستورد فلسطينيا بينما تأتي الأردن ثانيا، وفي حين ارتفعت أسعار المعسل بصورة كبيرة في الضفة الغربية إلا أن سعره بقي يراوح مكانه في الدول المجاورة.

وبموجب الاتفاقيات الاقتصادية الموقعة مع إسرائيل فإن السلطة الفلسطينية تلتزم مع إسرائيل بغلاف جمركي خارجي واحد، وخلال العامين الأخيرين رفعت إسرائيل اسعار التبغ والمعسل بشكل كبير بحيث اصبح الحد الأدنى لعلبة السجائر 14 شيقلا، الأمر الذي اضاف اعباء كبيرة على كاهل المواطن الفلسطيني الذي يقل مستوى دخله كثيرا عن نظيره الإسرائيلي.

"الذهب الأحمر" يفتح شهية المهربين والمزورين

وأدى ارتفاع أسعار المعسل بهذه النسبة الكبيرة في الضفة الغربية إلى تشجيع المهربين والمزورين على تهريب كميات من "الذهب الأحمر" كما اصطلح البعض على تسميته من الدول المجاورة وإسرائيل، بينما أخذ البعض يزور المعسل غير مكترث للضرر الصحي الذي سيلحق بالمدخنين.

وفي هذا الإطار أكد بندي دحدح ان الجمارك تمكنت من ضبط بعض عمليات تهريب المعسل والتبغ مع مسافرين عائدين من الخارج وكذلك تم احباط بعض عمليات التهريب من اسرائيل خاصة منطقة بئر السبع في الجنوب.

وبشأن التزوير أشار إلى أن البعض استغل زراعة التبغ في جنين ويعبد لإعداد المعسل بطرق غير صحية من خلال استخدام النكهات "الاصنص" والقطر ومادة الجلسرين التي تسبب الضرر للمدخنين اذا لم تستخدم بنسب معينة ووفق طرق تصنيعية سليمة.

وحذر من استخدام هذا النوع من المعسل غير الصحي لا سيما وأن المواد التي تدخل في تصنيع المعسل هي مواد غذائية ولها تاريخ صلاحية محدد، مضيفا أن المعسل "المقلّد" يبلع باسعار قريبة جدا من أسعار المعسل الأصلي كي لا يكتشف المدخنون الأمر.
|164579*بندي دحدح مدير دائرة المكوس والتبغ|
حملة قادمة والغرامات باهظة

وبشأن الجهود المبذولة للحد من تهريب وتزوير المسعل والتبغ، أوضح مدير دائرة المكوس والتبغ أن الجهات المختصة تمكنت من ضبط العديد من التجار والمروجين للمعسل المهرب أو المقلد غير أن الكميات المطروحة الآن في الأسواق ليست كبيرة، وللحد من ازديادها قررت الجهات المختصة القيام بحملة تشمل المتاجر والمقاهي والأماكن التي يتعاملون فيها بالمعسل، مشيرا إلى أن غرامات باهظة ستفرض على كل من يتورط في التهريب او التزوير.

دخان محلي بسعر مناسب

ومؤخرا طرح في الأسواق صنفان جديدان من الدخان تنتجهما شركتان محليتان تباع العلبة منهما بعشرة شواكل، وذلك للتخفيف من أعباء المدخنين الذين لا يستطيعون شراء الدخان المرتفع الثمن.

ويشير دحدح إلى أن "فيكتوري" و"لاندو" صنفان جديدان من الدخان تم انتاجهما من خلال ايجاد علاقة بين مزارعي التبغ في جنين ويعبد والشركات المنتجة للتبغ، بموجب قانون تنظيم زراعة التبغ وبجهد من اللجنة الفنية التي شكلها مجلس الوزراء لتنظيم زراعة التبغ والتي من مهامها ايجاد اسواق للمنتج.

وحول السعر الذي تم تحديده أكد أنه جاء بعد دراسة مستفيضة، إذ تبين أن العشرة شواقل مبلغ مناسب كي لا يتم تشجيع الاطفال على التدخين، فمصروف طالب المدرسة لا يمكن أن يسمه له بشراء علبة السجائر بعشرة شواكل مما يسهم في الحد من التدخين، وفي ذات الوقت يتوفر الدخان بسعر مناسب للمدخنين البالغين.

وقال: في السابق كانت بعض انواع السجائر المحلية تبلع باسعار زهيدة ولكن عندما بحثنا عن مصدرها وجدنا أطفالا ونساء يقومون بتصنيعها في البيوت و"طبّاخ السم لا بد أن يذوقه"، لذلك قررنا حصر الانتاج في الشركات المؤهلة لانتاج أصناف جيدة تراعي شروط السلامة في استخدام المواد المصنّعة وتجعل من الدخان مستهلَك غير متوفر في ايدي الجميع خاصة الأطفال والمراهقين.