قريع: القدس باتت تقوم على حقل من ألغام الحفريات والأنفاق والتهويد
نشر بتاريخ: 14/02/2012 ( آخر تحديث: 14/02/2012 الساعة: 15:27 )
القدس- معا- صرح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شؤون القدس احمد قريع أبو علاء أن مدينة القدس التي تتعرض يوميا لأبشع إجراءات ومخططات التهويد باتت تقوم على حقل ألغام من الأنفاق والحفريات والتهويد والاسرلة الصامت والزائف لتاريخ القدس العربي بهدف تزوير تاريخها وحضارتها وارثها العربي الإسلامي المسيحي الضارب في القدم.
وحذر قريع من توالي المخططات الإسرائيلية التهويدية للبلدة القديمة ومحيطها، عقب مصادقة ما يسمى باللجنة اللوائية للتخطيط والبناء لتنفيذ "موقف جفعاتي" على أراضي مساحتها 5420 مترا مربعا، لبناء أربعة طوابق سيصل مساحتها الإجمالية إلى 16,032 مترًا مربعًا في حي وادي حلوة في سلوان الملاصق للمسجد الأقصى من جهة الجنوب، وذلك بعد ساعات قليلة من طلب مجلس الجامعة العربية من الحكومة الإسرائيلية وقف الاستيطان وتحديدًا بالقدس، وقبول حدود 1967 أساسًا لحل الدولتين.
واعتبر قريع أن المصادقة على تنفيذ المخطط المذكور و الذي يشمل طابق للمعروضات الأثرية وطابق تحت الأرض يستعمل كموقف للسيارات بسعة 250 سيارة، إضافة إلى قسم سياحي يشمل (مركز استعلامات، صفوف تعليمية، صالات عرض، قاعة مؤتمرات، دكان للمقتنيات الأثرية، مقصف، غرف إدارة)، وقسم للبحوث يشمل ( مكتبة، غرف اجتماعات، غرف للمرشدين ما هو إلا لتغيير معالم المدينة العربية، وطمس وتزوير تاريخها وحضارتها وصبغها بصبغة يهودية متطرفة في ظل صمت المجتمع الدولي المريب أمام ما يجري في مدينة هي قلب السلام في المنطقة.
وأوضح أبو علاء أن اسرائيل تنفذ مخططا كبيرا لتهويد المدينة المقدسة يهدف إلى حفر المزيد من الأنفاق أسفل البلدة القديمة وأسوار القدس، ما ينذر بنهاية حي سلوان وتهجير سكانه وتحويل الحي العربي "سلوان" إلى حدائق توراتية، والتي من شأنها تهديد المعالم العربية والمقدسات الإسلامية والمسيحية بالهدم والتدمير مؤكدا ان مدينة القدس باتت تقوم على شبكة من الأنفاق التي جعلت من سطح الأرض في هذه المنطقة هشة وضعيفة جدًا لا تقوى على تحمل المزيد من الحفر والتهويد ويتم خنقها بحدائق توراتية لا تمت بواقعها وحاضراتها ولتاريخها بشئ.
وأضاف ابو علاء ان استمرار الحكومة الإسرائيلية بسياسة هدم المنازل والتحريض ضد المقدسات والأوقاف الإسلامية لا سيما المسجد الأقصى المبارك وكتابة رموز وعبارات عنصرية على جدران الأديرة والكنائس ودعوات المتطرفين من الليكود والجمعيات النسائية الدينية التي تطلق على نفسها نساء من اجل الهيكل لاقتحام الأقصى والصلاة فيه هو رد صريح وواضح من حكومة تمضي قدما بالاستيطان والتهويد بالمضي قدمًا بعد أن أعلنت موت السلام ورفعت راية العنصرية والتطرف.
وشدد ابو علاء "اننا أمام حكومة إسرائيلية متطرفة نسفت حل الدولتين بإجراءاتها التهويدية وسياساتها الاحتلالية وإطلاقها العنان للمستوطنين والجماعات العنصرية للمس بالمواطنين وممتلكاتهم بالمقدسات المسيحية والإسلامية الأمر الذي يعرض استقرار المنطقة للخطر"، مناشدا "كافة دعاة السلام والجهات والمؤسسات المعنية بوقف هذه المخططات التهويدية بسرعة، لأن القدس أصبحت تختلف عما كانت عليه قبل سنوات، فالمعالم اليهودية تنتشر بالمدينة بشكل ملفت، وستطغى عليها قريبًا ما لم يتم التدخل بالسرعة القصوى".
وتابع "اننا نرفع الصوت عاليا لكل من يعنيهم الامر من الفلسطينيين ومن العرب والمسلمين والمسيحيين ومن المجتمع الدولي وااللجنة الرباعية ان الامر جد خطير ،وان اللامبالاة لن تجلب الا المزيد من تدهور الاوضاع وعدم الاستقرار في هذه المنطقة التي تشهد ثورة عربية ضد الظلم والاستبداد والاحتلال وليعلم الجميع ان الحرب تندلع من فلسطين ومن (القدس) بشكل خاص وان السلام يبدأ من فلسطين (ومن القدس)خاصة.