السبت: 09/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

التقرير النصفي للانتهاكات بحق الصحافيين الفلسطينيين

نشر بتاريخ: 14/02/2012 ( آخر تحديث: 14/02/2012 الساعة: 22:45 )
بيت لحم -معا- اكد التقرير النصفي للانتهاكات بحق الصحفيين ان الاراضي الفلسطينية شهدت منذ بداية الشهر الجاري جملة من الانتهاكات بحق الصحافيين الفلسطينيين اخطرها ما تعرض له صحافيين يعملون في التغطية الاعلامية الميدانية في مناطق المواجهات، حيث اصيب، المصور الصحفي حمزة عمران نعاجي مصور قناة TRT التركية، بجراح بالغة جراء اطلاق قنبلة غاز نحوه ما ادى الى سقوطه واصابته في كتفه الذي خرج من مكانه وذلك خلال تغطيته للاحداث في قرية النبي صالح بتاريخ 10-2-2012.

كما اصيب في تلك المواجهات المصور المستقل احمد مصلح، ومصور صحيفة نيويورك تايمز.

وحسب المعلومات والتوثيق لجملة الانتهاكات بحق الصحافيين من قبل مركز السلامة المهنية التابع للنقابة فانه لا يكاد يمر يوم جمعة من كل اسبوع دون وقوع اصابات وانتهاكات لحقوق الصحافيين من قبل قوات الاحتلال ، الذي يكشف بصورة واضحة وجود سياسة ممنهجة تستهدف الصحافيين والطواقم المرافقة لهم في اداء مهامهم الاعلامية، وتعرض المصور الصحفي "للحياة الجديدة " مهيب البرغوثي الى اصابة قاسية بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط في مواجهات شهدتها قرية بلعين بتاريخ 27-1-2012 ، الامر الذي ادى احداث ثقوب في كلتا قدميه عرقلت قدرته على الحركة حيث اظهرت التقارير الطبية الصادرة عن مجمع فلسطين الطبي وصور الاشعة خطورة هذا النوع من الرصاص المعدني الذي في حال اطلاقه من مسافة قريبة قد يؤدي الى كسر العظام وتهشمها.

ووفقا لافادة المصورين البرغوثي ونعاجي لمنسق مركز السلامة المهنية، فان جنود الاحتلال تعمدوا استهداف الصحفيين عن سبق اصرار ، وقال نعاجي بينما كنت اصور في قرية النبي صالح وانا ارتدي الدرع الواقي قام احد الجنود باطلاق قنبلتي غاز نحو حيث اصيب بظهري ما ادى الى فقدان توازني وسقوطي ارضا ، وارتطمت ببعض الصخور ما ادى الى خروج كتفي من مكانه "، موضحا انه تلقى العلاج الاولي في مستشفى رام الله قبل نقله الى مستشفى هداسا حيث تم اخراجه من المستشفى ومازال حتى كتابة هذا التقرير يعاني من الم في كتفه وياخذ حقن من الادوية لمساعدته على النوم سيما انه اكد عدم مقدرته على النوم بسبب الاصابة لعدة ايام.

اما البرغوثي فقد اكد انه تعرض للاصابة بينما كان يقف الى جانب من المواطنين في قرية بلعين اثناء الاحتجاجات الشعبية السلمية في القرية، وعندها اقترب احد الجنود وهدد باطلاق النار، وصرخ البرغوثي عليه قائلا " انا صحفي "، الا ان الجندي اطلق عبوة اسطوانية محشوة بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط من بندقيته نحوهم ما ادى الى اصابة البرغوثي برصاصتين في كلتا قدماه حيث نقل الى مجمع فلسطين الطبي في رام الله ومكث في المشفى قرابة اربع ساعات وغادره على مسؤوليته بعد رفضه المبيت في المشفى.

من جانب اخر احتجز جنود الاحتلال عدد من الصحافيين الذي كانوا يتولون تغطية الاحداث في قرية النبي صالح بتاريخ 3-2-2012، وقام جنود الاحتلال بعرقلة عمل الطواقم الصحافية قبل ان يقوموا جنود الاحتلال باحتجاز طاقم تلفزيون فلسطين (المصور نجيب فراونة والمراسل علي دار علي) لمدة أربع ساعات،في حين قاموا بتهديد مراسلة فضائية القدس ليندا شلش بالاعتقال في حال عدم مغادرتها المكان، وقد اظهر الفيديو المصور لطريقة تعامل جنود الاحتلال مع الطواقم الصحافية الميدانية حيث اكد العديد من الصحافيين لـ(مركز السلامة المهنية التابع لنقابة الصحافيين)، ان جنود الاحتلال يتهموا الصحافيين بالاساءة والتحريض ضدهم من خلال عملهم الصحفي، ما يكشف حقيقة تصاعد استهداف الصحافيين الذين يتولوا تغطية الاحداث في مناطق المواجهات والاحتجاجات الشعبية السلمية في العديد من القرى والبلدات في الضفة الغربية.

ويتاريخ 11-2-2012 استهدف جنود الاحتلال الطواقم الصحافية التي كانت تتولى تغطية المسيرة التضامنية والاعتصام امام مقر سجن عوفر العسكري جنوب غرب رام الله، حيث تم اطلاق الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيلة للدموع على الصحافيين ما ادى الى اصابة خمسة صحافيين ومصورين برصاص معدني مغلف بالمطاط هم المصور الصحفي للحياة الجديدة، عصام الريماوي، محمد تركمان،برناط أرناؤوط ،سارة العدرة،عرين ريناوي، واكد الريماوي ان عملية اطلاق الرصاص المطاطي تمت من خلال جندي اسرائيلي قام باطلاق الرصاص المطاطي نحوه بينما كان برفقة صحافيين اثنين، موضحا ان عملية اطلاق الرصاص عليهم تحت بشكل مقصود ومتعمد وقال اننا شعرنا ان حياتنا مهددة كوننا لا نعرف ما ذا لدى الجنود من اسلحة ".

الاعتقالات:
اعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلي، يوم الاحد الموافق 5-2-2012 ، صهيب العصا مراسل راديو بيت لحم 2000 ، كما اعتقلت في التاريخ ذاته المصور الصحفي عمرو حلايقة، بعد مداهمة منزليهما في كل من بلديتي العبيدية شرق بيت لحم ، وقرية الشيوخ في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية.
ومن الجدير ذكره ان سلطات الاحتلال مازالت تعتقل منسق برامج فضائية القدس نواف العامر ومراسل وكالة PNN في نابلس، أمين أبو وردة ، كما فرضت اواخر الشهر الماضي الإقامة الجبرية على الكاتب الصحفي راسم عبيدات لمدة ستة أشهر بتاريخ 31/1/2012.

الاستدعاء والاحتجاز:
اعتقل الاجهزة الامنية الفلسطينية ، يوم الثلاثاء الموافق (31-1-2012)الصحفي رامي سمارة الذي يعمل محررا في وكالة وفا للأنباء وراديو أجيال من مكان عمله في مقر الوكالة في مدينة رام الله، وافرجت عنه بعد حوالي ثلاث ساعات ونصف من اعتقاله والتحقيق معه جراء كتابته بعض الانتقادات لاجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ،على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك". كما تعرض الصحفي مراسل صيحفة الغد الاردنية ومراسل صحيفة الايام الفلسطينية يوسف الشايب الى استدعاء وتحقيق على خلفية نشره مادة اعلامية حيث اخضع للتحقيق قبل الافراج عنه في الفترة ذاتها.

وفي قطاع غزة جرى استدعاء الزميل الصحافي معالي أبو سمرة (24عاما) من مدينة دير البلح بقطاع غزة من قبل الاجهزة الامنية التابعة لحركة حماس في قطاع غزة ، حيث يعمل الصحافي أبو سمرة، مصورا حرا، وحسب إفادته للنقابة فإن أفراد أجهزة 'حماس' اقتحموا منزله في الخامس عشر من الشهر الماضي، ولم يكن وقتها في المنزل، وصادروا جهاز الكمبيوتر والكاميرا من أستوديو تصوير خاص به، وتركوا له بلاغا بالحضور إليهم في اليوم التالي.
واشار أبو سمرة أنه توجه إلى مقر لأجهزة 'حماس' في مدينة دير البلح وسط القطاع في اليوم التالي، السادس عشر من الشهر الماضي، حيث بدأ التحقيق معه حول عمله كمصور وطبيعة تغطيته لزيارة عضو اللجنة المركزية لحركة 'فتح' نبيل شعث إلى غزة، مضيفا أنه كان معصب العينين وأجبر على الوقوف مع انحناء الركبتين للإمام، كما قضى يوما وليلة في زنزانة فارغة، لا يوجد بها فراش أو كرسي للجلوس، مشبعة بالرطوبة، ولا غطاء ولا أي شيء يحمي به نفسه من البرد.

وتحذر نقابة الصحافيين الفلسطينيين من خطورة تصاعد استهداف الصحافيين الفلسطينيين الميدانيين من قبل جنود الاحتلال الذين يتعمدوا اطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع من النوع الذي يسمى بـ"الصاروخ" اضافة الى اطلاق قنابل محشوة بالرصاص المعدني باتجاه طواقم الصحافيين الامر الذي ينتج عنه العديد من الاصابات التي كان اخرها اصابة خمسة صحافيين اليوم السبت اثناء تغطيتهم للفعاليات التضامنية مع الاسير خضر عدنان بالقرب من سجن عوفر العسكري.

وحسب متابعة مركز السلامة المهنية التابع للنقابة لجريمة استهداف الصحافيين من قبل جنود الاحتلال ودعا الى التحرك العاجل وايفاد لجنة تقصي دولية للوقوف على جرائم جنود الاحتلال بحق الصحافيين وتعريض حياتهم للخطر من خلال استهدافهم بانواع مختلفة من الاسلحة التي ادى استخدامها الى قتل العديد من المواطنين في وقت سابق خاصة قنابل الغاز المسيلة للدموع " نوع صاروخ" التي هي عبارة عن عبوات معدنية محشوة بمواد كيماوية تؤثر على الاعصاب والجهاز التنفسي والعيون واذا ما اطلقت من مسافة قريبة فانها قد تؤدي الى القتل.

كما شدد المركز على اهمية اتخاذ الصحافيين اقصى درجات الحذر والحيطة في جراء هذا الاستهداف، مجددا دعوته لكافة المؤسسات الاعلامية بالعمل العاجل من اجل توفير المعدات وادوات الحماية اللازمة للصحافيين العاملين في الخطوط الاولى من المواجهات والاشتباكات من اجل ضمان سلامتهم والحفاظ على حياتهم التي هي اهم من اية قصص قد يكتبوها او صور قد يلتقطونها.

الى ذلك فان مركز السلانمة المهنية التابعة لنقابة الصحافيين يؤكد على اهمية ان يتبع الصحافيين مجموعة من الارشادات الرئيسية في التعامل مع المخاطر قبل التغطية وخلال التغطية وبعد الانتهاء منها بما يضمن الحدود الدنيا من السلامة الشخصية لهم اثناء العمل.

ارشادات مهمة خلال التغطية :

1- حاول قدر الامكان عدم تعريض نفسك للغاز ، وعلى المصورين استخدام الزوم الخاص بكاميراتهم بدلا من الاقتراب من الجنود خاصة ان الاسابيع الماضية خاصة في قرية النبي صالح عمد جنود الاحتلال باطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع( الصاروخ) مباشرة على اجساد الصحافيين.
2- تجنبوا وضع العدسات اللاصقة في العيون اثناء التغطية لان العدسة تساعد في بقاء الغاز في العين والتسبب بالم شديد.
3- اهمية التحرك الجماعي للصحافيين والانتقال من منطقة الى اخرى بحذر وتجنب التنقل والتحرك الفردي خاصة بين الجنودـ واحرصوا ان لا تكونوا جزء من الحدث.
4- عليكم وضع شارة الصحافة وارتداء ملابس تسهل الحركة والتنقل .
5- احرصوا على التزود ببعض عبوات المياه في الحقيبة .
6- حمل حقيبة اسعاف اولي .
7- حافظ على الاتصال مع مؤسستك الاعلامية واخبارهم بالمكان الذي تتواجد فيه بانتظام.
8- قبل السفر الى الموقع ضعوا خطة لانفسكم تحدد اليات الدخول والخروج من الموقع من حيث التعرف على المداخل والمخارج في المنطقة.
9- تاكد من سلامة سيارتك وفحص العجلات وتاكد من وجود اطار احتياطي في مركبتك.
10- احرص اختيار موقع الوقوف الملائم للتغطية الاعلامية ولا تكن جزء من الاحداث والمواجهات.
11- افحص بطارية هاتفك قبل السفر وتأكد من شحنها بانتظام.
12- لا تفرك عيناك اذا ما تعرضت للغاز المسيل للدموع لان ذلك يؤدي الى تفاعل الغاز من الدموع ما يؤدي الى مضاعفة الالم.
13- للصحافيات عليك تجنب وضع اية مواد تجميل على وجهك اثناء التغطية.
14- تجنبي ارتداء احذية الكعب العالي اثناء التغطية الميدانية.
15- اجمع اكبر قدر ممكن من المعلومات عن المنطقة التي تنوي الذهاب اليها من اجل التغطية .