جنت على نفسها براقش
نشر بتاريخ: 14/02/2012 ( آخر تحديث: 14/02/2012 الساعة: 17:37 )
بقلم : محمد العباسي/ القدس
كثرت المناقشة والحوار داخل صالونات المنازل وفي الأماكن العامة حتى وصلت المسجد الأقصى المبارك حول قضية رياضية هامة تعيشها المنطقة وهي " قضية الاحتراف الرياضي " التي فرضت على الأندية المحلية وأصبحت تعيش في أسوء العلاقات مع بعضها البعض في هذه الآونة لأن كل فريق يريد أن يستقطب أي لاعب حتى لو أنه فقط يجيد تنطيط الكرة ودفع الرواتب الشهرية المرتفعة لهؤلاء اللاعبين الذين يدّعون الاحتراف مما ادى الى افراغ خزانات الأندية من الأموال السائلة وبدأت تعتمد على جمع التبرعات وكأن جمع التبرعات معين لا ينضب.
وقد كان الحوار يدور بين فئتين الأولى تؤيد الاحتراف مدعين بأن الاحتراف يؤدي الى تطوير الرياضة المحلية والفئة الثانية معارضه لأن هذه الفئة تعرف جيداً حياة البلاد التي عاشتها تحت الاحتلال وفقر الدولة الفلسطينية التي تعتمد على المعونات السنوية الخارجية وهي موارد كما نعلم جميعاً غير ثابتة تعتمد على المد والجزر وتعتمد أيضاً قبل كل شيء على الوضع السياسي التي تعيشها المنطقة والرأي الفلسطيني بالتحديد في هذا الوضع حيث أن المعونات تعتمد على ذلك من حيث حجم الموارد أو منحها وعدم وجود رافد مادي محلي غير التبرعات مع عدم وجود هيئات عامة بالعدد اللازم تؤم الاندية وقلة الجماهير الرياضية التي تؤم المدرجات المشابهة للمدرجات في الخارج التي قد يصل عددها الآلاف حيث يصرف دخل المباريات على احتياجات الأندية .
وللأسف فأن الأندية قد صدّقت هذه اللعبة في البداية وتجرعت كأس الحنظل في النهاية بعد ان تذوقت طعم العسل في البداية وأن هذه الأندية تدفع المصاريف الباهظة على لاعبيها المحترفين (رواتب شهرية، وأجور منازل) يقيمون بها مع كافة الاحتياجات اللازمة لهم وكما يقول المثل " الشهر على الباب " اضافة الى العلاقات السيئة بين الاندية التي بدأت تطفو على السطح حول استقطاب اللاعبين لهذا النادي او ذاك او لمن يدفع اكثر وهذا ما قرأناه أخيراً حول ما جرى للاعب رائد عباس والتي نشرتها "جريدة الايام" تحت اسم رئيس نادي شباب الخليل الأخ معاوية القواسمي وانتقاله للعب في نادي الهلال المقدسي وقصص اخرى كثيرة جرت بين الاندية وانتقال اللاعبين اليها مما ادى الى اثارة المشاكل نحن في غنى عن ذكرها وبذلك تكون الأندية وبعد تصديقها لهذه اللعبة قد جنت على نفسها كما يقول المثل العربي " جنت على نفسها براقش " .
أنني أرغب في توجيه بعض الاسئلة الى الأندية التي بالغت في صرف الأموال على لاعبيها المحترفين وهي أندية الأمعري هلال القدس جبل المكبر شباب الخليل واعتقد أن العدوى قد وصلت الى مؤسسة شباب البيرة التي لم اسمع يوما انها كانت تدفع الرواتب للاعبيها فأقول كم من الأموال صرفت هذه الأندية على الاحتراف منذ بدءه ؟؟ كم من الرواتب الشهرية تدفع هذه الأندية للاعبيها ؟؟ وكم بلغت قيمة الديون المطالبين بها ؟
أين ذهب اللاعبون القدامى الذين كانت تتغنى بهم تلك الاندية والذين وقفوا معهم في الايام الحوالك فأين عماد ناصر الدين وغيره؟؟ وأين فراس أبو ميالة ومحمود صلاح؟؟ وأين جبران كحلة ماذا جرى لهم وبهم ؟ أين هي العلاقات الأخوية التي كانت تسود بينكم وماذا جرى لها بالوقت الحالي ؟؟