كي مون يفتتح الإجتماع السنوي الأول للجنة فلسطين: الاستيطان يشكل عقبة
نشر بتاريخ: 14/02/2012 ( آخر تحديث: 15/02/2012 الساعة: 09:03 )
بيت لحم -معا- عقدت لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف إجتماعاً بعد ظهر امس، بمقر الأمم المتحدة إفتتحه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وألقى كلمة تحدث فيها عن زيارته إلى إسرائيل والأرض الفلسطينية المحتلة في بداية هذا الشهر .
وقال أنه قد شجع الطرفين على إستئناف مفاوضات الوضع النهائي وأكد على ضرورة إتخاذ خطوات ملموسة لإستعادة الثقة، كما أكد أن النشاط الإستيطاني الإسرائيلي المستمر يشكل عقبة رئيسية أمام المفاوضات ويتعارض مع القانون الدولي وخارطة الطريق ويجب أن يتوقف.
وقال أنه يشعر بالقلق أيضاً إزاء عنف المستوطنين المتزايد،مضيفا "إن الوضع الراهن غير قابل للإستمرار"، وشدد على ضرورة بذل الجهود من أجل أحداث تغيير إيجابي ويجب على الأطراف أن تبذل قصارى جهدها من أجل حل جميع قضايا الوضع النهائي وإنهاء الصراع وإقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة تعيش جنباً إلى جنب في سلام وأمن مع إسرائيل، وذلك تمشياً مع قرارات مجلس الأمن ومرجعية مدريد والإتفاقات السابقة وخارطة الطريق ومبادرة السلام العربية.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنه لن يدخر جهداً في مساعدة الإسرائيليين والفلسطينيين للتوصل إلى مستقبل أفضل وأنه حان الوقت لإعمال الحقوق والتطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني. وتطرق الى الوضع الإنساني في قطاع غزة قائلا أنه لايزال يمثل أولوية للأمم المتحدة وأن سكان قطاع غزة يستحقون ظروفاً معيشية أفضل، وجدد دعوته إلى إتخاذ خطوات فورية لرفع الحصار المفروض على القطاع وذلك تمشياً مع قرار مجلس الأمن 1860 (2009).
وتحدث رئيس اللجنة، السفير عبدالسلام ديالو (السنغال)، مستعرضاً أحدث التطورات المتعلقة بقضية فلسطين منذ الإجتماع الأخير للجنة في 15 ديسمبر 2011 مشيراً إلى إعتراف أيسلندا رسمياً بدولة فلسطين في حفل أقيم في ريكيافيك في ذلك التاريخ وإلى المحادثات بين المفاوضين الإسرائيليين والفلسطينيين في عمان، الأردن، وإلى إعلان تايلاند يوم 17 يناير 2012 إعترافها رسمياً بدولة فلسطين. كما قدم السفير ديالو تقريراً عن الحلقة الدراسية للأمم المتحدة بشأن تقديم المساعدة للشعب الفلسطيني التي عقدت في القاهرة، مصر، يومي 6-7 فبراير 2012 وكان موضوعها "التكلفة الإقتصادية لإستمرار الإحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية والجهود المحلية والإقليمية والدولية الرامية إلى التخفيف منها". وشارك في الحلقة ممثلين من 52 دولة، من بينها فلسطين، و5 هيئات حكومية دولية و12 من كيانات الأمم المتحدة و18 من منظمات المجتمع المدني و31 من وسائل الإعلام.
وألقى السفير الدكتور رياض منصور، المراقب الدائم لفلسطين لدى الأمم المتحدة، كلمة ذكر فيها أن إجتماعات الأمين العام للأمم المتحدة مع القيادة الفلسطينية كانت هامة ومثمرة للغاية وتساهم بشكل كبير في دفع قضية السلام. وأعرب عن تقديره لتأكيد الأمين العام بأن المستوطنات غير قانونية وعلى أن القدس هي قضية من قضايا الوضع النهائي، وبأن الإحتلال يجب أن ينتهي لإتاحة المجال لدولة فلسطين المستقلة.
وأضاف السفير منصور أن الزيارة التي قام بها الأمين العام إلى قطاع غزة كانت علامة ملموسة على وجوب رفع الحصار فوراً للسماح بحرية حركة الأشخاص والبضائع من وإلى القطاع لإنعاش الإقتصاد الفلسطيني .
وأعرب السفير منصور عن استعداد فلسطين الكامل لمواصلة التعاون مع الأمين العام وفريقه ومع وكالات تقديم الخدمات في الأرض الفلسطينية المحتلة، خصوصاً في قطاع غزة، ومع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين والشرق الأدنى (الأونروا). وقال أن هناك حاجة للأمين العام أن يواصل زياراته الى المنطقة.
وأعرب عن تقدير القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني لجهوده بشأن طلب فلسطين الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة. وأكد السفير منصور في كلمته على موقف القيادة الفلسطينية بأنه لاعودة إلى المفاوضات إلا إذا توقف الإستيطان بشكل كامل. كما تطرق إلى الحلقة الدراسية التي عقدت في القاهرة قائلاً أنها كانت مهمة للغاية بسبب النوعية الفريدة للأوراق التي تم تقديمها فيها وخاصة فيما يتعلق بقياس الأضرار التي تلحق بالإقتصاد الفلسطيني بسبب الإحتلال، مشيرا بصفة خاصة إلى الورقة المقدمة من مركز أبحاث فلسطيني (أريج) الذي وجد أن الإقتصاد الفلسطيني يخسر 7 مليارات دولار سنوياً بسبب الإحتلال، وأخرى من منظمة إسرائيلية تقدر الخسائر بحوالي 9 مليارات دولار سنوياً. وقال أن تلك الأوراق مفيدة للغاية وأنه سيكون من المهم تعميمها على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
وتم في الإجتماع إعادة إنتخاب السفير عبدالسلام ديالو (السنغال) رئيساً، وكذلك السفير ظاهر تانين (أفغنستان) والسفير بيدرو موسكيرا (كوبا) نائبين للرئيس وأنتخب السفير كريستوفر غريما (مالطا) مقرراً. كما وافقت اللجنة على طلب الإكوادور برفع مكانتها في اللجنة من مراقب إلى عضو كامل.
وقال ممثل الإكوادور أن بلاده تقدمت بطلب للحصول على العضوية الكاملة في اللجنة من أجل دعم الشعب الفلسطيني في سعيه لإقامة دولة ذات سيادة على قدم المساواة مع الأعضاء الآخرين في المجتمع الدولي مشيراً إلى أن بلاده قد صوتت لصالح عضوية فلسطين في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو). كما إعتمدت اللجنة برنامج عملها الذي حدد القضايا ذات الأولوية لعام 2012، بما في ذلك الحاجة إلى رفع مستوى الوعي بشأن قضية فلسطين وتعزيز التأييد لحقوق الشعب الفلسطيني.
وقال السفير ديالو أن من الأنشطة المخطط لها هذا العام عقد إجتماع دولي للأمم المتحدة عن الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وذلك يومي 3و4 أبريل 2012.