"بديل" ومؤسسة ذاكرات في زيارة تعليمية إلى كايب تاون جنوب إفريقيا
نشر بتاريخ: 15/02/2012 ( آخر تحديث: 15/02/2012 الساعة: 09:15 )
بيت لحم- معا- قام بديل / المركز الفلسطيني لمصادر حقوق المواطنة واللاجئين بالاشتراك مع جمعية ذاكرات بزيارة تعليمية مكثفة إلى مدينة "كايب تاون" في جنوب إفريقيا في الفترة الواقعة بين الأول حتى العاشر من شباط.
وتأتي هذه الزيارة الدراسية ضمن إطار أوسع من العمل المشترك بين المؤسستين فيما يختص بدراسة الآليات العملية لوضع حق العودة للاجئين الفلسطينيين والمهجرين داخليا موضع التنفيذ.
وقد بدأ برنامج الزيارة، باللقاء الذي عقده المشاركون مع رئيس أساقفة الكنيسة الأنجليكانية "ديزموند توتو" في كاتدرائية مدينة كايب تاون.
وقد شارك رئيس الأساقفة آرائه مع المجموعة في هذا اللقاء حول الصهيونية والعنصرية والقضية الفلسطينية من وجهة نظره كما يراها من جنوب إفريقيا في حقبة ما بعد الأبارتهايد.
وقد اختتمت هذه الزيارة بورشة عمل امتدت على مدار يومين، تم فيها نقاش وتقديم أفكار في سبيل تطوير رؤية عملية لوضع حق العودة للاجئين للفلسطينيين موضع التنفيذ.
كما زار الـ17 مشاركا، من كلا المؤسستين، خلال فترة الزيارة عددا من ضحايا نظام الفصل العنصري السابق في جنوب إفريقيا، إلى جانب اللقاء مع عدد من الأكاديميين والنشطاء من أصحاب التجربة فيما يتعلق بسياسات التهجير القسري، التي كانت متبعة عبر عقود من وجود نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا.
يذكر أن هذه اللقاءات شملت زيارة لمنطقة D6، وكلا من بلدتي "جوجليتو" "ولانغا"، بهدف التعرف على تجربة أهالي هذه المناطق، فيما تعرضوا له من إبعاد قسري عن أماكنهم الأصلية ومن ثم عمليات العودة إليها بعيد سقوط نظام الفصل العنصري هناك.
كما حظي الفريق بفرصة التعرف على تجربة معهد دراسات الفقر والأراضي والإصلاح الزراعي في جامعة ويسترن كايب، بالإضافة إلى اللقاء مع قاضي المحكمة العليا السيد سيراج ديساي، الذي بين القوانين والإجراءات المتعلقة بمحاولات إعادة الأراضي والمساكن للأفارقة السود والسكان الملونين الذين هجروا منها قسرا في حقبة نظام الفصل العنصري سابقاً، والاضطلاع على ما لاقته هذه التجارب من نجاحات وتحديات.
بالإضافة إلى التحقيق والتعلم حول القضايا المتعلقة بالأرض وعودة اللاجئين إليها، فقد التقت المجموعة بنشطاء ومبادرات محلية جنوب إفريقية لا زالت فاعلة في مجال التأهيل والمصالحة في مرحلة ما بعد نظام الفصل العنصري، والتي تعمل في إطار قضايا الفقر والإسكان، والتأهيل النفسي والاجتماعي وتضميد جراح الصراع بعد انتهائه، إلى جانب قضايا العدالة الانتقالية والتضامن مع الشعب الفلسطيني، وقضايا أخرى برزت على الساحة الجنوب افريقية في حقبة ما بعد الأبارتهايد، مثل تصاعد الكراهية وعدم التقبل للعمال المهاجرين من مختلف الأقطار الإفريقية خلال السنوات الماضية.
وقد طرحت هذه القضايا وتم نقاشها ضمن لقاءات المجموعة مع كل من: مركز العمل المباشر من اجل السلام والذاكرة، ومنظمة الشعب ضد الظلم والمعاناة والفقر (PASSOP)، وحملة مكافحة إخلاء وطرد السكان، ومتحف D6، بالإضافة إلى متحف جزيرة روبين ايلاند – السجن السابق للقائد نيلسون مانديلا وقيادات حركة مناهضة الفصل العنصري الإفريقية-.
كما زارت المجموعة متحف فلسطين الذي يتم العمل على تطويره وإطلاقه بشكل أوسع في كايب تاون، بالإضافة إلى معهد الذكريات وتضميد الجراح، ومركز دراسات العنف والمصالحة CSVR.
وبناءً على ذلك، فقد ساعدت هذه الخبرات المجموعة على تطوير وجهات نظر ورؤى حول الجوانب العملية والمعيقات المحتملة لتطبيق حق العودة للاجئين الفلسطينيين والمهجرين داخليا. وقد قام المشاركون في نهاية الزيارة بعقد ورشة عمل مكثفة على مدار يومين؛ نوقشت فيها الخبرات المكتسبة من الزيارة التعليمية، والأفكار التي طورت فيما يتعلق بتطبيق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين والمهجرين داخليا.
وفي ختام الزيارة وورشة العمل، قام المشاركون من كلا المؤسستين؛ بتوجيه الشكر إلى القس "أدوين اريسون"، وأسلم ليفي، و الأستاذ هايدي جرينباوم، وللمنظمة الممولة لهذا العمل البحثي "هيكس ايبير"، وكل من كان له دور في إنجاح الزيارة.
وفي الأسابيع القليلة القادمة سيسعى كلّ من بديل وذاكرات، لإصدار وصف مفصل لنتائج الرحلة والدروس المستفادة منها، إلى جانب تقرير حول ورشة العمل التي تم عقدها خلال اليومين الأخيرين، التي تأمل المؤسستان أن تشكل مساهمة مفيدة في وضع برنامج عملي لتحقيق عودة اللاجئين الفلسطينيين واسترجاع حقوقهم المشروعة في العودة وتقرير المصير.