الأربعاء: 15/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

على فراش الطفل فؤاد.. عشرات الشظايا من الزجاج والجميع نجا بأعجوبة

نشر بتاريخ: 18/02/2012 ( آخر تحديث: 18/02/2012 الساعة: 12:43 )
غزة-معا- "يلملمون جراهم بأيديهم، ويلملمون الأمل بالدفء ومعه ما تبقى من حلم الأمان بالمنزل" فالقصف على غزة في ليال باردة ومظلمة لا يفرق بين فراش طفل وخيمة مقاوم ويهدم نظرية قيلت قبل زمن" كل من دخل بيته آمنا".

نائل اللولو وأطفاله فؤاد، أسيل، ريم وتالا كانوا ينامون في غرفة واحدة تجمع دفئهم وتؤنس ظلمة ليلهم حين ضرب القصف موقعاً قريباً للشرطة المقالة بحي التفاح شرقي غزة في الساعة الثانية وخمس دقائق فجراً، ليهب الجميع من فراشه ودمائه تسيل على وجهه، فإرادة الله هي التي لطفت بهم وأنقذتهم من موت محتم.
|164980|

الزجاج اللاصق لفراش الصغار تطاير فوق رؤوسهم وسط صراخهم وخوفهم، فالجميع بالقرب من المكان تصدعت جدران منازلهم بفعل ما قيل أنه قنبلة تزن طناً كاملاً أسقطت فجراً على موقع الشرطة القريب، حيث أن القصف في وقت سابق استهدف موقعاً للمقاومة الفلسطينية.

أم نائل اللولو قالت لـ"معا" صباحاً:" فزعنا جميعاً من نومنا وهرعنا إلى وسط البيت خوفاً من انهياره، لقد كان الأطفال ينامون أسفل النافذة ولكن الله سلَم".

وحسب السيدة المسنة فإن الخوف والهلع والصراخ انتشر في المنطقة لهول صوت الانفجار الذي صاحب القصف، وتشير إلى أن بعض أحفادها أصيبوا بجراح وفي صباح اليوم التالي قامت بتشريدهم إلى منزل ذوي والدتهم لإبعادهم عن المكان.

في طريقهن إلى الرسة بالقرب من موقع شرطة التفاح والدرج المستهدف بالقصف كانت الطفلتان الشقيقتان ريم ومنتهى عوض تحثان الخطى خوفاً من المكان المترامية حطامه على الطريق، قالتا:" لقد فزعنا من صوت الانفجار وشعرنا أن المنزل تحرك من مكانه وفوراً قطعت الكهرباء".

أما محمد عجور أحد أصحاب محل عجور للموبيليا والأثاث فقد قال وهو يجمع شظايا زجاج المعرض والمنزل:" كل يوم نحن في مأساة، ما أن انته من ترميم المكان حتى أعواد ثانية لأجمع شظاياه، الحرب الثانية دمرت المكان وكل قصف قريب يجعلنا من أكثر الخاسرين".

عجور الذي رافقه أبناءه في لملمة الشظايا قال:" لا كهرباء ولا ماء ولا سولار، الحياة أصبحت مأساة في غزة ومنذ ست سنوات ونحن نعاني ذات المعاناة والجميع يقول لنا هذه ضريبة الصمود والثبات".

على بعد أمتار من معرض عجور تقع مستشفى الدرة للأطفال التي لم تلحق بها خسائر لحسن الحظ، وهو الحظ الذي لم يحالف عشرات المنازل القريبة ليصاب معظمها بتكسر زجاج النوافذ واعوجاج الأبواب وتصدع الجدران .

القصف الذي أسفر عن إصابة سبعة من المواطنين تلاه قصف آخر بمنطقة المغراقة وسط قطاع غزة قيل أنه استهدف موقعاً ثانياً لفصيل آخر من المقاومة الفلسطينية ليبق السكان المدنيون هم أول من يدفع ضريبة القصف والتدمير الذي يتعمده الاحتلال الإسرائيلي.
|164978|