الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

هآرتس تكشف تفاصيل اعدام شاب فلسطيني على يد الشرطة ومستشفى شيبا

نشر بتاريخ: 17/02/2012 ( آخر تحديث: 17/02/2012 الساعة: 18:41 )
بيت لحم- معا- كشفت صحيفة "هأرتس" تفاصيل موت الشاب الفلسطيني عمر محمد ابراهيم ابو جريبان 35 عاما من قطاع غزة، والذي عثر عليه يوم 15 حزيران عام 2008 ولا يوجد عليه أي علامات للحياة، بعد ان القته الشرطة الاسرائيلية ليل 14 حزيران على طريق 45 بين معسكر عوفر وحاجز عطارة.

بدأت قصة الشاب الفلسطيني يوم 28 ايار عام 2008 عندما تعرض لحادث سير مع شاب فلسطيني أخر من مدينة رام الله اثناء تواجدهم في اسرائيل "بشكل غير قانوني"، وقد جرى الحادث في سيارة قاما بسرقتها من اسرائيل واصيب 4 اشخاص من ضمنهم عمر ابو جريبان، والذي نقل الى مستشفى "كبلان" لتلقي العلاج ونتيجة لوضعة الخطير تقرر نقله الى مستشفى شيبا ، حيث كان يعاني من نزيف وكسور والعديد من الاصابات التي وصفت بالخطيرة جدا ، وتم تقديم العلاج له واجراء عمليات جراحية.

وقد ابلغ طاقم الاطباء الشرطة الاسرائيلية بأنه بحاجة لعلاج طبي سيستمر لايام ، حيث نقل يوم 5 حزيران الى قسم داخلي لتقويم العظام والالتهاب الرئوي.

بعد مرور اسبوع على ذلك وفي يوم 12 حزيران قرر طاقم الاطباء تسريح ابو جريبان من المستشفى لانه انهى العلاج اللازم ويجب نقله للتأهيل ، وقد وقع الطبيب جال بيكمان على تسريح ابو جريبان ووضح انه بحاجة لعلاج في البيت.

وقد جاء في التقرير الذي كتبه الطبيب " يستطيع السير على قدمه اليسرى ولكنه بصعوبة يمشي على القدم اليمنى ، التوصيات : الحذر الشديد في المشي ، زيارة العيادة الطبية بعد ستة اسابيع ، العلاج البدني والبقاء في المنزل ، وقدم الطبيب له اجازة مرضية لمدة 45 يوما".

الاهم ان طاقم التمريض في نفس المستشفى قدم تقريرا عن حاله ابو جريبان والذي جاء فيه انه في وضع خطير وكتب في التقرير "غير مستقر للمشي ، مشوش ويخلط الامور ، خطر السقوط ، حتى في السلوك بحاجة لمساعدة جزئية ، المريض بحاجة لعلاج في السرير ، بحاجة للمساعدة في الاكل والشرب" ومع ذلك فقد اتصلت المستشفى بالشرطة الاسرائيلية وطلبت منهم الحضور لاستلامه.

وبعد وصول دورية الشرطة الى المستشفى كان واضحا ان المريض بحاجة الى العلاج الطبي وفقا للشهادة التي قدمها عناصر الشرطة في التحقيق الذي جرى بعد وفاة المواطن الفلسطيني ، حيث تم اخراجه على كرسي متحرك ولم يستطيع السير نهائيا وتلقى مساعدة الممرضات وعناصر الشرطة لادخاله سيارة الشرطة ، وقد وصف احد عناصر الشرطة ابو جريبان "انه كان باستمرار رأسه يميل الى الامام ، ولم يقوى على الوقوف على قدميه" ، واستعان رجال الشرطة بالكرسي المتحرك مرة اخرى لدى وصولهم مركز الشرطة ولم يستطع الوقوف او السير على قدميه.

بعد معرفة الشرطة الاسرائيلية انه بحاجة ماسة للعلاج بدأت البحث عن طريقة للتخلص منه ، ولم تفكر بالحل الوحيد المتمثل باعادته الى المستشفى لتلقي العلاج ، وفي التحقيق حاولت الشرطة تحميل المسؤولية للمستشفى بسبب عدم تضمين التقرير الطبي بأنه بحاجة لعلاج طبي دائم ، وبنفس الوقت المستشفى وضحت في التحقيق بأن الشرطة تدرك انه بحاجة لعلاج ويجب استيعابه في مراكز الشرطة الطبية.

بغض النظر عن تحميل المسؤولية لان الوضع الصحي للشاب الفلسطيني كان واضحا، ومبررات المستشفى واضح انها تنصل من الحقيقة، لسبب بسيط يتعلق بأن العلاج الطبي الذي قدم للشاب الفلسطيني والذي كان يجب ان يستمر سيكون مجانا، وهذا السبب الحقيقي في تسريحه من المستشفى.

اليوم الاخير للشاب الفلسطيني ابو جريبان كان صعبا جدا ، حيث وضع في سيارة الشرطة عند الساعة العاشرة من مساء يوم 14 حزيران ، وسارت به الشرطة على طريق رقم 443 بحثا عمن يقبل باستلامه ، حيث مرت سيارة الشرطة على احد الحواجز العسكرية للجيش الاسرائيلي ولم يقبلوه ، وبعد ساعات من السير واتصالات بين عناصر الشرطة وقائدهم في المركز تقرر القائه على حافة الطريق عل وعسى احدا من الفلسطينيين يجده.

وكانت الساعة 2.50 من فجر يوم الاحد 15 حزيران عام 2008 ، وقد عثر عليه اسرائيلي من فجر نفس اليوم وهو يلبس لباس مستشفى شيبا دون ان تظهر عليه علامات الحياة ، وذلك على طريق 45 بين معسكر عوفر وحاجز عطارة ، وبعد العثور عليه نقل الى المستشفى دون معرفه هويته ، وقد تم التعرف عليه بعد فحص "دي ان ايه" ليتبين انه الشاب الذي تم تسريحه قبل ايام من المستشفى وهو بحاجة لعلاج طبي.