الأحد: 13/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

مركز القدس: إسرائيل صعدت من سياسة هدم المنازل ومصادرة اراضي المقدسيين

نشر بتاريخ: 20/02/2012 ( آخر تحديث: 20/02/2012 الساعة: 14:10 )
القدس-معا- قال تقرير أصدرته وحدة البحث والتوثيق في مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية أن شهر كانون ثاني 2012 المنصرم سجل ازديادا ملحوظا في حجم البناء الاستيطاني في القدس، تخلله الإعلان عن مزيد من مخططات ومشاريع الاستيطان الجديدة.

وهدمت بلدية الاحتلال في القدس وما يسمى ب"الإدارة المدنية" التابعة للجيش الإسرائيلي، عددا أكبر من مساكن المواطنين واستهداف بعض المنشآت الاقتصادية، إضافة إلى المس بالمقدسات والاعتداء عليها، وتواصل عمليات الاعتقال والإبعاد، وفرض قيود على حرية الحركة والتقل.

أولا : الاستيطان
ونوه التقرير إلى تصاعد عمليات البناء الاستيطاني على أراضي المواطنين الفلسطينيين في القدس ، مشيرا إلى إعلان الحكومة الإسرائيلية عن مخطط لبناء 300 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنات بسغات زئيف( 47 وحدة)، وجبل أبو غنيم (247 وحدة). في حين أعلن عن إقامة مشاريع صناعية اقتصادية جديدة في ذات المستوطنات.

في حين سلمت "الإدارة المدنية" الإسرائيلية إخطارات مصادرة ل 1161 دونما من أراضي شمال غرب القدس لصالح تعديل مسار جدار الضم والتوسع في تلك المنطقة. شملت قرى: بيت دقو، بيت سوريك، قطنة، بيت إجزا، بدو، النبي صموئيل، وبيت إكسا.

كما أعلن عن مخطط آخر لبناء حي استيطاني جديد للمتدينين اليهود على السفوح الواقعة بين مستوطنتي"رمات شلومو" و"رموت"، يحمل إسم "سفوح فيزنتش"يشتمل على نحو 3000 وحدة استيطانية.

والإعلان عن مصادرة 740 دونما من أراضي بلدتي العيسوية والطور لإقامة حدائق استيطانية على جبل المشارف. وشرعت طواقم مشتركة من البلدية في اليوم ذاته، بإقامة ساتر ترابي مرتفع على الطريق المؤدي لتلك الأراضي، لإقامة ما يسمى ب"الحديقة الوطنية" على منحدرات جبل المشارفي حمل الرقم ( 11092ا) .

وكانت اللجنة اللوائية للبناء والتنظيم في البلدية ناقشت في السادس عشر من كانون ثاني المنصرم مخططا استيطانيا آخر لبناء 204 وحدات استيطانية جديدة في مستوطنة التلة الفرنسية – شمال البلدة القديمة مخصصة لليهود فقط. يهدف إلى بناء 6 مبان ثابتة بارتفاع 9 طوابق بدلا من أربعة مبان قائمة الآن يخطط لهدمها.

بدورها أصدرت بلدية الاحتلال في القدس قرارا بمصادرة 117 دونما من أراضي شعفاط وبيت حنينا لصالح توسيع مستوطنة "رمات شلومو" غربا وشمالا ، وربطهما بالشارعين الاستيطانيين 443 و 21 .

وسبق ذلك بيوم مصادقة اللجنة اللوائية على إقامة 32 وحدة استيطانية ومبان تجارية ومكاتب في منطقة رأس العمود- شرق البلدة القديمة من القدس-.

ثانيا: هدم المنازل والإخطارات بالهدم
وفقا لذات التقرير فقد سجل شهر كانون ثاني مزيدا من عمليات هدم منازل المواطنين المقدسيين، وإصدار إخطارات هدم جديدة خلال ذات الفترة.
فقد هدمت جرافات تابعة ل"الإدارة المدنية" الإسرائيلية" منشآت صناعية تشمل مشاغل حجر وبركسات لبيع الحديد والحديد الخردة، وجرفت موقفا للسيارات عند المدخل الرئيس لبلدة العيزرية جنوب شرق القدس. وطالت عملية الهدم منشار حجر مساحته 100 متر مربع للمواطن سمير طقاطقه، دمرت خلالها حجارة بقيمة 30 ألف شيكل، واستولت على كميات أخرى بقيمة 60 ألف شيكل.

كما شملت عملية الهدم بركسا لإيواء العمال مساحته 30 مترا مربعا يعود للمواطن محمد عياد، إضافة لتدمير بركس لبيع حديد الخردة للمواطن ماجد أبو غالية مساحته 200 متر مربع، وهدم سور بطول 30 مترا مربعا، وتجريف ساحة موقف سيارات بمساحة 100 متر مربع يتبعان قصر الحمراء المملوكة للمواطن إبراهيم أبو ادهيم.

كما هدمت جرافات البلدية مخزنا وبركسات للأغنام في صور باهر – جنوب القدس- تعود للمواطن مصطفى علي مصطفى دبش ، ومنزلا قيد الإنشاء للمواطن محمد إبراهيم أبو خضير، تبلغ مساحته 78 مترا مربعا، قبل أن تقوم طواقم البلدية بهدمه علما بأنه كان باشر إزالة القرميد بنفسه.

في حين هدمت الجرافات الإسرائيلية التابعة ل"الإدارة المدنية" الإسرائيلية بركسات تؤوي ست عائلات بدوية من بينهم 5 أشقاء في منطقة وعر البيك من أراضي بلدة عناتا شمال شرق القد، يعود للمواطن يوسف جهالين.

كما هدمت الجرافات الإسرائيلية إضافة بناء عبارة عن غرفة مساحتها 90 مترا مربعا أضيفت إلى بيت قائم أصلا مساحته 95 مترا مربعا خلف المركز الطبي في بلدة شعفاط شمال القدس- يعود للمواطن فواز محمد جمال حسونة وهو ميكانيكي، وفق ما أفاد به المواطن حسونة في حديث مع وحدة البحث والتوثيق في مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية، مشيرا إلى أن عملية الهدم تسببت أيضا في هدم سور يحيط بالمنزل، وإلحاق أضرار مادية بالمنزل.

وفي ذات اليوم هدمت الجرافات الإسرائيلية منزلا في حي الأشقرية في بيت حنينا يعود للمواطن محمد عبد الله سماره، تبلغ مساحته 72 مترا مربعا ويؤوي عائلة مكونة من 6 أنفار.

ووفقا للمواطن المذكور فقد كان أبلغ من محاميه الإسرائيلي في وقت سابق بإغلاق ملف الهدم بموجب تسوية مع البلدية والاكتفاء فقط بدفع غرامة مالية مقدارها 13 ألف شيكل ، دفع منها حتى الآن ألفي شيكل، وكان بصدد دفع ألف أخرى إلى أن حضرت طواقم الهدم في ساعة مبكرة من هذا الصباح وقامت بهدم المسكن بعد إخراج ما فيه من أثاث وإلقائها في العراء.

وخلال عملية الهدم اعتدت عناصر من الشرطة بالضرب المبرح على ابن شقيقته محمد أبو غربية(20 عاما)، كما اعتدت على مواطنة مسنة تدعى أم أسعد سلهب (60 عاما)، وعلى 3 من أنجالها هم: طبيب الأسنان الدكتور أسعد سلهب وشقيقيه عبد الكريم، وأحمد، واعتقلت ثلاثتهم.

وتسبب الاعتداء بحدوث رضوض في قدم د. اسعد حيث تم وضع القدم في الجبص تحسبا من حدوث مضاعفات تؤدي إلى كسر القدم . كما أصيب الشاب احمد بجرح في مؤخرة الرأس نتيجة ضربه بالمسدس على رأسه، حينما تم وضعه في سيارة الاعتقال . وأصيب الشقيق الأصغر برضوض في منطقة الوجه نتيجة ضربه بالهراوة على خده الأيسر، أضافه إلى رضوض في بقية أنحاء جسده . بينما أصيبت الأم برضوض وآلام مضاعفة في منطقة الرقبة.

وكانت طواقم من البلدية سلمت في ثلاث عائلات من بلدة سلوان جنوب البلدة القديمة، إخطارات هدم لمنازل ومنشآت تعود لهذه العائلات وهي: الفروخ وشرف وحمامي.

وسبق ذلك تسليم إخطارات هدم لمنزل في بلدة سلوان يعود للمواطنة خديجة كايد عبد الرزاق.إضافة إلى منزل آخر يعود لعائلة المواطن حمودة صيام.

ثالثا: الاعتداء على المقدسات:
وطالت الانتهاكات الإسرائيلية خلال الشهر الماضي المقدسات الإسلامية وانتهاك حرمة المسجد الأقصى، حيث سمحت الشرطة الإسرائيلية لمجموعة من الجنود الإسرائيليين بلباسهم العسكري بالتجوال في باحات الأٌقصى وتحت حمايتها.

ونظمت جولة أخرى لهؤلاء بحماية الشرطة أيضا، التي قامت بنصب كاميرات مراقبة جديدة عند باب المغاربة، تكشف مساحات واسعة من منطقة مسجد الجامع القبلي المسقوف، ومصلى المتحف الإسلامي.

وسبق ذلك قيام المرجعية الدينية للجيش الإسرائيلي بتعميم صورة للمسجد الأقصى أزيلت منها قبة الصخرة المشرفة على الجنود والضباط الإسرائيليين، بمناسبة ما يسمى ب "عيد الأنوار".

وتزامنت هذه الاعتداءات مع حملة تحريض ضد المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية قادها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتهمه فيها باللاسامية على خلفية تصريحات كان أدلى بها في وقت سابق وهو ما نفاه المفتي. فيما أوعز لمستشاره القانوني بفتح تحقيق جنائي ضد الشيخ حسين.

ولم تتوقف حملة التحريض ضد المفتي على رئيس الوزراء الإسرائيلي بل امتدت إلى الحاخام شلومو أفنير من كبار رجال الإفتاء الديني اليهودي في الاتجاه الصهيوني دعا فيها إلى هدم مساجد يتم التحريض فيها ضد اليهود.

من ناحية أخرى، واصلت السلطات الإسرائيلية خلال الشهر الماضي أعمال الحفر في محيط المسجد الأقصى، حيث قامت في النصف الأخير من الشهر الماضي بشق طريق بين ما يسمى ب"الحديقة التلمودية" ومنطقة القصور الأموية الملاصقة للمسجد الأٌقصى.

رابعا: الاعتقالات:
في حين سجل شهر كانون ثاني 2012 مزيدا من عمليات الاختطاف والاعتقال طالت نوابا في المجلس التشريعي وأطفالا.

ففي الثالث والعشرين من الشهر المذكور اقتحمت قوة من المستعربين مقر الصليب الأحمر في الشيخ جراح واختطفت المهندس خالد أبو عرفة وزير القدس السابق، والشيخ محمد طوطح النائب في المجلس التشريعي، بعد عام ونصف من اللجوء إلى مقر الصليب.

وتمت عملية الاختطاف على نحو مخالف لاتفاقية جنيف الرابعة لعام 49 التي تعتبر القدس الشرقية أرضا محتلة وسكنها الفلسطينيين أشخاص محميون وفق هذه الاتفاقية، ويحظر على إسرائيل بصفتها قوة محتلة النقل الإجباري للفلسطينيين أيا كانت دواعيه.

وكانت وحدة من المستعربين التابعة للشرطة الإسرائيلية اعتقلت الطفل محمد علي موسى داود درباس ( 6 سنوات) من العيسوية واحتجزته لمدة 4 ساعات قبل أن تعود وتطلق سراحه.

وقال جد الطفل المواطن داود درباس في إفادته لوحدة البحث والتوثيق في مركز القدس أن حفيده اعتقل لدى مروره بالقرب من مجموعة من الفتية كانت ترشق جنودا بالحجارة في طريقه إلى بقالة مجاورة، ومن هناك تم اختطافه، وجرى نقله إلى مركز شرطة البريد في شارع صلاح الدين.

في حين اعتقل طفلان آخران من ذات البلدة وأصيب 3 شبان آخرين بالرصاص المطاطي خلال مواجهات وقعت هناك في الثامن عشر من الشهر المذكور.

وفي البلدة القديمة من القدس اعتقلت الشرطة الإسرائيلية 15 شابا خلال مواجهات بين سبان مقدسيين ومجموعات من المستوطنين كانت نظمت مسيرات استفزازية وهتفت بشعارات مسيئة للرسول محمد عليه السلام.

خامسا: إغلاق مؤسسات ومنع نشطاء من دخول الضفة:
واصلت السلطات الإسرائيلية خلال كانون ثاني الماضي سياسة إغلاق المؤسسات الفلسطينية في القدس، واستهداف النشطاء السياسيين والإعلاميين.

فقد أغلقت الشرطة الإسرائيلية نادي سلوان وجمعية سلوان الخيرية بأمر من المفتش العام للشرطة الإسرائيلية، بدعوى إدارتها من قبل حركة حماس.

وفي إفادته لوحدة البحث والتوثيق في مركز القدس نفى ابراهيم سرحان مدير الجمعية الإدعاءات الإسرائيلية، وقال أن الجمعية التي أإلقت هي جمعية غير ربحية تختص في تدريس الأطفال بترخيصين أ{دني وإسرائيلي، وهي عضو في اتحاد الجمعيات الخيرية، وهي تضم روضة مكونة من 4 صفوف يتعلم فيها ما بين 400- 500 طفل وطفلة تتراوح أعمارهم ما بين 4- 5 سنوات.

أما فايز شعبان أمين سر نادي سلوان، فقال في إفادته لوحدة البحث والتوثيق في مركز القدس أن ناديه لا صلة له بحماس، ويعمل فيه متطوعون من أبناتء البلدة يقدمون خدمات رياضية وثقافية يستفيد منها ما يقرب من 200 طفل وطفلة. ويشتمل النادي على ساحة ألعاب رياضية وقاعتين للرياضة وغرفتين تستخدمان صفي روضة موجودتان في آخر القاعة، ويتعلم بهما نحو 35 طفلا وطفلة.

واستنادا لمصادر شرطية إسرائيلية، فقد تم خلال عام واحد إغلاق 12 مؤسسة مقدسية، اتهمت بممارسة أنشطة اقتصادية وثقافية وتعليمية لصالح حماس.

على صعيد آخر، سلم قائد الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية آفي مزراحي الناشط السياسي والإعلامي راسم عبيدات أمرا يمنعه من دخول الضفة الغربية لمدة 6 أشهر بناء على البند 34 الصادر عام 1967 .

سادسا: اعتداءات عنصرية

من ناحية أخرى سجلت خلال شهر كانون ثاني الماضي اعتداءات على خلفية عنصرية طالت مواطنين مقدسيين وممتلكاتهم.

فقد أضرم متطرفون يهود النار في سيارتين كانتا متوقفتين أمام منزلي صاحبيهما في حي شرفات المتاخم لبلدة بيت صفافا جنوب القدس المحتلة.

في حين تعمد مستوطن يهودي بالقرب من حاجز الزعيم شرق القدس دهس شاب فلسطيني يدعى سليمان محاميد من بلدة العبيدية بمحافظة بيت لحم.

كما اعتدى متطرفون يهود على الشاب المقدسي مجدي محمود أبو غزالة 21 عاما، بالعصي والأدوات الحادة والحديدية، أثناء عمله في شارع يافا بالقدس الغربية.

وأفاد الشاب أبو غزالة في حديثه لوحدة البحث والتوثيق في مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية أن الاعتداء عليه حصل الساعة الرابعة فجرا أثناء عمله خارج المطعم الذي يعمل فيه بشارع يافا، حيث أشارت عليه مجموعة من اليهود المتطرفين من مسافة قريبة، لكنه لم يهتم بهم وواصل عمله، ثم اقتربوا منه وأحاطوا به وهم يحملون السكاكين والبومة الحديدية والعصي والحجارة، مشيرا إلى أن المجموعة كانت تتألف من 7 رجال يلبسون قلنسوة "الكيبا" على رؤوسهم وسيدة.

وكان موظفون من بلدية الاحتلال في القدس اعتدوا بالضرب مستخدمين العصي الكهربائية على الشاب زكريا حجازي (37 عاما)، بعد جدال معهم، علما بأن الشاب المذكور يعاني من مشكلات نفسية.