خبراء غربيون:اسرائيل بحاجة لاسطول جوي ضخم لشن هجوم غير مضمون على ايران
نشر بتاريخ: 21/02/2012 ( آخر تحديث: 21/02/2012 الساعة: 21:08 )
بيت لحم- معا- نشرت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية يوم امس " الاثنين" تحقيقا مطولا مستندا لاراء خبراء عسكريين ومختصين امريكيين في الشؤون الاستخبارية تناول امكانيات الهجوم الاسرائيلي على ايران والمعيقات التي تحول دون تنفيذه والامكانات الواجب توفرها لدى اسرائيل لتحقيق مثل هذا الهجوم الذي يعتبر وفقا للخبراء خطيرا جدا وغير مضمون النتائج .
وجاء في التحقيق بان الهجوم على ايران سيكون مختلفا جدا عن الهجوم الذي شنه الطيران الاسرائيلي عام 2007 على منِشاة نووية سورية والهجوم على مفاعل تموز العراقي عام 1981 كون الهجوم الاسرائيلي على ايران في حال خرج للوجود سيستهدف اربع منشات نووية مركزية هي مفاعلات تخصيب اليورانيوم في نتاز وفوردو، والمنشات النووية في اصفهان واراك .
وفي سياق المعضلات والمشاكل الواجب على اسرائيل التعامل معها فان المسافه البعيدة تمثل اول هذه المشكلات خاصة وان التقديرات تشير الى نية الطائرات الاسرائيلية سلوك طريق جوي، مباشرا الى ايران وبالتالي العبور في الاجواء الاردنية والعراقية على افتراض ان الاردن لن يعترض الطائرات ولن يحاول اسقاطها فيما لا يمتلك العراق القدرة لفعل هذا الامر .
والمشكلة الثانية وفقا للتحقيق المذكور تتمثل في صغر حجم خزانات الوقود في الطائرات الاسرائيلية بما لا يسمح بتحليق هجومي كامل لذلك ستحتاج اسرائيل لتزويد الطائرات بالوقود جوا ما يعني ضرورة ارسال طائرات مقاتلة اضافية لحماية طائرات الوقود المرافقة .
ولحل هذه الاشكالية اقترح التقرير تحليق طائرات الوقود على ارتفاعات عالية نسبيا لتجنب الدفاعات الجوية الايرانية ولا يسمح لها بالانخفاض الى لحاجات تزويد الطائرات الحربية بالوقود ومن ثم الارتفاع فور انتهاء عملية التزويد لكن اسرائيل لا تمتلك غير ثماني طائرات مخصصة لحمل الوقود "خزانات جوية " وليس من الواضح اذا كانت كافية لاتمام المهمة القتالية على هذا البعد .
ورغم هذه الاشكاليات يعتقد الخبراء الذين التقتهم الصحيفة الامريكية بان اسرائيل ستحتاج لن هذا الهجوم الى اكثر من 100 طائرة من طراز اف 15 ، اف 16 أي ، وهذا العدد يشكل تقريبا كل الطائرات الهجومية التي تمتلكها اسرائيل .
واضاف الخبراء بانه حتى وان قررت اسرائيل القيام بذلك فأنها ستواجه مشاكل وصعوبات جمة حيث سيضطر سلاح الجو الاسرائيلي الى تنفيذ عملية تشويش تستهدف الدفاعات الايرانية وفتح ما يسمى بالممر الامن لاستخدامه من قبل الطائرات المهاجمة اضافة الى منظومات الدفاع الجوي الروسية التي سيواجهها الطيارين والتي وان لا يمكن اعتبارها او وصفها بالاكثر تطورا لكنها لا زالت تعتبر منظومات فاعلة وذات جدوى .
وبعد كل هذا ووفقا للخبراء بقي سؤال كبير يتعلق بمدى وحجم الضرر الذي سيلحقه الهجوم الاسرائيلي بالمنشات النووية الايرانية .
ومن المعلوم ان اسرائيل ستستخدم في هجومها قنابل خارقة للحصون من انتاج امريكي وليس من الواضح حتى الان مدى قدرة هذه القنابل على اختراق وتدمير مواقع تحت الارض او تلك المحفورة تحت الجبال حيث تقع بعض المواقع الايرانية .
وطرح التحقيق احد السيناريوهات والمتثمل بفشل الهجوم الاسرائيلي في تحقيق اهدافه ولكنه سينجح في جر الولايات المتحدة والدول الغربية للمعركة وانهاء المهمة حيث يمتلك الامريكيون منظومة قتالية جوية اكبر بمرات عديدة من تلك التي تمتلكها اسرائيل وبامكان الجيش الامريكي استخدامها في شن غارات متتالية انطلاقا من قواعد جوية قريبة على منطقة العمليات وهذه الطائرات مزودة بقدرات اكثر تطورا واقدرة على اختراق الحصون .
واخيرا حذر الخبير "نرل ديفيد ديفتولا " والذي شغل حتى وقت قريب منصب رئيس الاستخبارات التابعه لسلاح الجو الامريكي، قائلا " هناك قوة عضمة واحدة فقط بامكانها تنفيذ مثل هذه العملية" وذلك في اشارة الى الولايات المتحدة، مضيفا بان اسرائيل بامكانها شن هجوم محدد هنا وهناك ليس اكثر من ذلك ".