قيادات الحركة الرياضية بالقدس تكرم هاني الحلبي

القدس- معا- احتفلت قيادات الحركة الرياضية المقدسية على مختلف تشكيلاتها في القدس يوم امس الاثنين بالرياضي الطليعي والتاريخي هاني الحلبي عضو المكتب التنفيذي للجنة الاولمبية الفلسطينية والرئيس الفخري للاتحاد الفلسطيني للجودو ورئيس بعثة فلسطين لاولمبياد لندن عام 2012، وذلك ضمن سلسلة التكريم التي اطلقها ملتقى بلدنا الرياضي " كافتيريا بلدنا " بحق صانعي الرياضة في القدس وفلسطين.

وأشاد الاعلامي محمد زحايكة منسق اللقاءات ورئيس نادي الصحافة المقدسي باحد اعمدة الرياضة الفلسطينية المدرب الكبير هاني الحلبي الذي افنى زهرة شبابة في خدمة الرياضة الفلسطينية وخاصة في مجال الدفاع عن النفس وتخرج على يديه ابرز مدربي اللعبة والاف اللاعبين في هذا الميدان.

ورحب حسني ابو ميالة صاحب ملتقى بلدنا الرياضي بالضيف المكرم الذي يعرفه ابناء شعبنا منذ سنوات طويلة ويشكل مدرسة في عالم الكراتيه والجودو وتربى على يديه الالاف المؤلفة رغم ضآلة الامكانيات، وطالب بمزيد من العطاء لمجاراة دول العالم في لعبة الجود والكرتيه العالمية.

مشوار طويل من العطاء..
واعتبر القائد الرياضي والوطني الحلبي انه بعد اكثر من اربعين عاما من العمل الرياضي والمؤسساتي فان مجرد التفكير بالتكريم يعتبر ظاهرة فريدة ومطلوبة لان تكريم الاحياء افضل من تكريم الاموات رحمهم الله وقال انه معجب بهذه الفكرة.. ونحاول تطبيقها في لعبة الجودو، واوضح ان هناك نقاطا ومحطات كثيرة في حياته ومسيرته الرياضية التي يعتز ويفتخر بها على كافة المستويات والتي بدأت في العام 1970 في جمعية الشبان المسيحية بالانخراط في لعبة الجودو على يدي مدربين اجنبيين احدهما يدعى روبرت كول والاخر من تايلند يدعى "آن " كانا من ضمن قوات الطوارئ الدولية العاملة في فلسطين ويتطوعان في التدريب في الجمعية حيث واصل تدريباته بعد ذلك على يدي عصام الحليسي الذي كان في المجموعة الاولى فيما كنا في المجموعة الثانية مع ماجد فراح وفهمي الفروخ، وكانت مجموعة جيدة لم يكن هدفها ونظرتها الحصول على الاحزمة بقدر فهم اسرار اللعبة واتقانها وفي العام 1976- 1977 بدأت مع الكراتيه التي اصبح التوجه حيالها حيث عقدت اول دورة تدريبية لي في نادي الجيل الناشئ وهو نادي ابناء القدس حاليا ولكن بعد اسبوعين فقط ، تم اعتقالي وجرى اغلاق النادي لاعتقاد سلطات الاحتلال انه على علاقة ربما بالجيل الناشئ في العراق آنذاك..؟؟! وتابعت اللعب والتدريب في جمعية الشبان المسيحية اضافة الى تأسيس اندية متخصصة بمساعدة المدرب القدير حسن المغربي في حي الواد من البلدة القديمة والتركيز على لعبة الجودو والكراتيه حيث كان معروف حينها اسلوب " المشيندو" ثم اسست ناديا متخصصا على مدخل مكتبة الحلبي في سوق باب خان الزيت ودربت لمدة ثماني سنوات ليتخرج منه معظم الابطال المرموقين من المدربين من هذا النادي البسيط ، وبعد الخروج من بيروت وفي العام 1983 ونقل الجامعة العربية من القاهرة الى تونس تم تنظيم بطولة العالم للجودو في مصر ، فحاولت انا وزملائي حسام المعايطة وحسن الحلواني عمل شيء ، فسافرنا الى تونس واجتمعنا مع الزعيمين ابو عمار وأبو جهاد اللذين شجعانا على المشساركة في البطولة رغم القطيعة السياسية مع نظام السادات بهدف رفع علم فلسطين في هذه البطولة وهو ما حصل ، لنعود ويتم اعنقالنا مدة 39 يوما بتهمة السير خلف علم فلسطين في البطولة الدولية..!

وتطرق الحلبي الى تأسيس رابطة الجودو والكراتيه في فلسطين ..فالافكار تخرج دائما من القدس بالتعاون مع المدربين المغربي والحلواني باسم رابطة لاعبي الكراتية والجودو العرب ، لينضم الينا ضرغام عبد العزيز وحسام معايطة وتيسير شبانة ولاحقا وبعد اجتماع مع الشهيد ابو جهاد تم اطلاق اسم الرابطة الفلسطينية للجودو والكراتيه لتشمل العمل الوطني العام الى جانب العمل الرياضي ، فجرى تغيير في النظام الداخلي وانطلقنا من عمارة النزهة في اطار من التعاون مع حركة الشبيبة للعمل الاجتماعي، وكان التدريب في المقر سبعة ايام بما يشمل كل انواع فنون القتال يشرف عليه عشرة من المدربين ومن الساعة الواحدة والنصف ظهرا حتى العاشرة ليلا وتضم الدورة بين 30-50 لاعبا وحققنا نجاحا باهرا من خلال الثقة الوطنية والرياضية التي نلناها وكنا اهلا لها .

حيث ابدع الزملاء كل في موقعه واستطعنا نشر الجودو والكراتيه في كافة انحاء فلسطين وكانت القدس هي بؤرة الانطلاق التي نعتز ، وعلى الصعيد الشخصي كان لي شرف التدريب في العديد من المدن الفلسطينية مثل الخليل ورام الله ولدى دخول السلطة الوطنية الفلسطينية انضوينا في اطار الاتحادات الرياضية الشرعية وتطورت مشاركاتنا في المسابقات العربية والدولية الخارجية واصبحت لنا عضوية في العديد من هذه الاتحادات وانتشرنا على مساحة الخارطة العالمية الرياضية.

رغم انه ما زالت تنقصنا الامكانيات وخاصة المرجعية الرياضية .. فواجب الحكومة تغطية نفقات اللجنة الاولمبية ورصد الميزانيات للاتحادات الرياضية. وفي عام 1994 اعتقلت لمدة سنة ونصف وجرى التحقيق معي في معتقل "بتاح تكفا" وواصلت مسيرتي الرياضية بعد خروجي من السجن لتتوج مسيرتي بانتخابي عضوا في المكتب التنفيذي للجنة الاولمبية وممارسة دوري فيها بفعالية دون ان اتقاضى اي شيء وهي بمثابة خدمة علم وعمل تطوعي ما زلنا مؤمنين به منذ زمن طويل.

وختم الحلبي تجربته في برج اللقلق من خلال عضويته في اللجنة الوطنية التي تمثل كافة الفصائل والتي عملت على تقديم المساعدة الى شعبنا خاصة في المخيمات ومؤازرة المطاردين والتصدي للهجمة الشرسة على برج اللقلق بالتواجد والمبيت فيه مع اخرين من المقدسيين وتحويله الى ملعب رياضي بعد ان كان مكانا لتعاطي المخدرات وهدفا للاستيلاء عليه من المستوطتين وما تعرضنا له من اعتقالات وتحقيقات من جراء ذلك . كما ألفت واعددت ثلاثة كتب في مجال الجودو تعتبر الاولى من نوعها على مستوى العالم العربي اضافة الى اصدار مجلتين.

قالوا عن الحلبي...
الأعلامي ناصر العباسي
اشاد بالمدرب الحلبي العريق في الرياضة الفلسطينية الذي ركز على الجوانب العملية في التدريب وحيا جهوده في تطوير اللعبة العالمية التي نراهن عليها كلعبة فردية في الوصول الى منصات التتويج العالمية وطالب بتقييم اداء رؤساء الاتحادات والاندية من جانب اللجنة الاولمبية.

ابراهيم نجم/ رابطة اللاعبين القدامى
القاسم المشترك الذي يجمعنا مع هؤلاء الرموز هي الاخلاق العالية والاعمال والانجازات التي حققوها في ميادينهم من تدريب الالاف من المقدسيين . نفتخر بهذه الكوكبة من الرياضيين العظام التي سقت بدمها وصنعت مجد رياضة القدس وفلسطين باخلاصها وتفانيها وحققت المعجزات من لا شيء دون ان يتلقوا اي مقابل مادي .

جمال تكروري
مهما قلنا ومهما قدمنا في الاستاذ هاني الخلبي .. فلن نوفيه حقه.. فقد خرج اجيال واجيال.. ونحن سنتمسك بنهجه في التفاني والعطاء.
زياد ابو صبيح/ نائب رئيس اتحاد الجوو
تجمعنمي بالاخ هاني علاقة اخوية على امتداد 30 عاما .. انه عملة نادرة .. لم يحتكر اللعبة لنفسه حيث كان يعطي حتى في غير اوقات التدريب.. انه ما زال القلب النابض للاتحاد الفلسطيني والجودو وفي جميع النواحي رغم انشغاله باعماله الرياضية الجديدة .. الى الامام .

يوسف فتيحة/ تجمع قدسنا
تحدث عن دور الحلبي في تأسيس تجمع قدسنا والتحضيرات له وشخصيته التي تتميز بالعمل بهدوء وصمت وانضباط لتحقيق الانجازات المرجوة.. نعتز به .. ومن النادر ان تجد شخصا يعمل بمثل هذا الهدوء بعيدا عن الضجيج والسعي الحثيث لمزيد من الانجازات المستقبلية في مجالات العمل الرياضي والوطني على السواء.. وانه لشرف لنا جميعا ان يرأس وفد فلسطين في اولمبياد لندن القادم.. وهو لم يأت بسهولة بل نتيجة تعب وسهر على مدار اكثر من 40 عاما .. شكرا على عطائك المثمر الرائع .

مفيد جبر/ عضو المجلس الأستشاري لتجمع قدسنا
علاقتي معه طويلة تمتد قبل عام النكسة .. لم يتغير بتواضعه وحبه للناس ولعمله ..لدرجة انه يدفع من جيبه الخاص.. ويعمل باخلاص وتفان من اجل البلد وشبابها.. نأمل دائما ان يكون لدينا امثال هؤلاء الرياضيين الكبار..

مدرب الملاكمة بدر ابو عصب
دائما نتوقع ما هو اكثر من امثال هاني الحلبي .. لانهم معطاؤون يتحلون بالاخلاق الوطنية وحب شعبهم ..

ناصر توتنجي/ الامين العام السابق لأتحاد السباحة
نعتز بالحلبي.. قدم للرياضة الفلسطينية الكثير وخاصة في القدس.. نتمنى له التوفيق في عمله في اللجنة الاولمبية ومزيد من العطاء والعمر المديد في خدمة الرياضة الفلسطينية التي قامت على التطوع وهي من سمات هؤلاء الرياضيين القدماء والافذاذ، وطالب التوتنجي من الحلبي الترشح مجددا للمكتب التفيذي للجنة الاولمبية الفلسطينية في المرحلة القادمة كونه خيار المقدسيين.

ضرغام عبد العزيز- رئيس الاتحاد الفلسطيني للكراتيه دو
اكثر من 35 عاما نعمل سويا وفي احلك الظروف.. مزيج من العمل الرياضي والوطني .. يتصف الحلبي بالعمل الدؤوب والصمت والهدوء .. بصورة تطوعية نادرة لها مغزى ومذاق خاص.. نفتقد متعتها هذه الايام .. للاسف المعادلة اختلفت.. لا استغرب انجازاته وعطائه في عالم الكراتيه والجودو.. اطالبه من موقعه في الاولمبية بالمزيد من الاهتمام بالرياضات الكاملة وتسليط الضوء على مدينة القدس لخصوصيتها المعروفة.

ناصر قوس- مدير نادي الاسير في القدس
لقد اعطى الرياضة والعمل الوطني كل جهوده وخدمها بصدق واخلاص.. اذكره من ايام بيت الشرق والعلاقة التي كانت تربطه بالراحل الشهيد فيصل الحسيني.. كتوم ويعمل بصمت مميز.. مما اكسبه النجاحات الكبيرة.. وهو انسان مناضل .. عملنا يدا بيد لحماية برج القلق من الضياع.. اتمنى له حياة مليئة بالعطاء والحب والخير .

المحامي احمد الرويضي- مستشار ديوان الرئاسة
عرفته من خلال اربع محطات هامة.. صموده في التحقيق والاعتقال وانا امثله كمحام.. نشاطه في حركة فتح والمؤتمر السادس والتركيز على هموم القدس والوطن.. الصدق والامانة والاخلاص التي يتمتع بها .. وتواضعه الجم المحبب.. وفي تجمع قدسنا واصراره ورغبته الجدية في العمل للقدس.. وان نحافظ على وجودنا فيها ونثبته امام الهجمات الرهيبة عليها.. ليكون التجمع مؤسسة فاعلة وحقيقية وليس مجرد يافطة اولافتة.. نتمنى له طول العمر والمزيد من العطاء.

فارس حجازي- تجمع قدسنا
اربعون عاما من العطاء.. هنيئا لفلسطين والقدس ورياضتها.. خلق كادرا رياضيا كفؤا .. انه محيط من العطاء الرياضي الذي لا ينضب..

سعيد مسك- تجمع قدسنا
هو رفيقي في عالم الرياضة الفلسطينية ..طيب ومعطاء .. كنا وما زلنا رفقاء في الاولمبياد .. في آسيا وافريقيا وغيرها.. يستحق التكريم الدائم على عطائه اللا محدود.. هادئ ولكنه عاصفة من العمل والانجاز الرائع.

جهاد عويضة- رئيس الاتحاد الفلسطيني للفنون القتالية
بادرة التكريم..انها لفتة حلوة .. نفتقدها كرياضيين .. الحلبي صانع ابطال.. مؤسس لعدة اتحادات .. مما ساهم في وضعنا على السكة الصحيحة في اتحاد الايكيدو منذ العام 1998.. زرع فينا روح التطوع والايمان الوطني والانتماء الحقيقي.. كل الاحترام لهذا المشوار الرياضي المضيء والحافل بالعطاء .. لنكن يدا واحدة في خدمة القدس الحزينة.. اعجز عن اي وصف بحق هذا الرياضي الشامخ مثل جبل.. ومفجر الثورة الرياضية في القدس وفلسطين.. لنعمل على تكريم اولئك الين يعملون للمخصلحة العامة وليس الخاصة ..

الأعلامي منتصر ادكيدك
حلم مقدسي فلسطيني ، حققه الحلبي تجسد في تمثيلي كموفد أعلامي في اولمبياد لندن القادم.. شكرا استاذ ابو اياد .

قدورة وعديلة حاضرين والحلواني على سرير الشفاء:
من جهة أخرى قدم خالد قدورة رئيس الاتحاد الفلسطيني الرياضة السيارات والدراجات النارية درعا تذكاريا للحلبي، حيث كلف يوسف فتيحة بتقديمه كونه لا يستطيع الحضور لعدم حيازته تصريح لدخول مدينة القدس مساء.

أما رئيس لجنة البيئة في اتحاد غرب اسيا جمال عديلة فقد كلف رئيس لجنة المسابقات في اتحاد السلة بتسليم الدرع التقديري للحلبي، كون عديلة متواجد خارج البلاد، فيما أتصل معتذرا عن تلبية الدعوة الرياضي القدير حسن الحلواني الذي يرقد على سرير الشفاء، حيث تمنى له الجميع الشفاء العاجل.

وفي الختام اشرف الاعلامي احمد البخاري والنجم فراس ابو ميالة والناشط المجتمعي الدكتور سليمان غوشة والمشرف الرياضي لنادي دلاسال القدس هاكوب بانيان وامين سر اتحاد الجودو المهندس محمد صبيح على تسليم العديد من الدروع التقديرية لعميد رياضة الدفاع عن النفس الفلسطينية الاستاذ هاني الحلبي.