السبت: 30/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

غزة - الديمقراطية تحتفل بالذكرى الـ 43 لانطلاقتها

نشر بتاريخ: 21/02/2012 ( آخر تحديث: 21/02/2012 الساعة: 20:40 )
أغزة - معا- احتفلت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بتكريم المثقفين والكتاب والصحافيين في ذكرى الانطلاقة الـ 43 للجبهة وذلك في قاعة مطعم السلام على شاطئ بحر مدينة غزة.

وشارك في حفل التكريم أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية والقيادة المركزية للجبهة الديمقراطية، وممثلو وقادة العمل الوطني والإسلامي، وحشد كبير من الصحافيين والإعلاميين والكتاب والمثقفين.

ورفعت خلال حفل التكريم السنوي الذي دأبت الجبهة على تنظيمه سنوياً في ذكرى انطلاقتها الأعلام الفلسطينية ورايات الجبهة الديمقراطية.

ورحب د.سمير أبو مدللة عضو اللجنة المركزية للجبهة في كلمة الجبهة خلال حفل الاستقبال والتكريم بالصحفيين، كما نقل للحضور والمشاركين في الحفل تحيات الأمين العام للجبهة الديمقراطية الرفيق نايف حواتمة، وتحيات أبناء شعبنا في أماكن اللجوء والشتات.

ووجه القيادي في الجبهة في هذه الذكرى التحية لكافة أسرى شعبنا الفلسطيني في سجون الاحتلال وفي مقدمتهم، مروان البرغوثي، احمد سعدات، عصمت منصور، حسن سلامة، كما وجه تحية خاصة أيضا إلى الأسير المناضل خضر عدنان وهو يخوض إضرابه المفتوح عن الطعام لأكثر من شهرين.

وقال ان الجبهة الديمقراطية تبدأ احتفالات ذكرى انطلاقتها المجيدة الـ43 بحفل استقبال وتكريم لجموع الصحفيين والإعلاميين، لدور هذه الفئة المثقفة الرائدة في كشف الحقيقة وإيصال رسالة شعبنا ونضاله المشروع ضد الاحتلال الإسرائيلي إلى العالم أجمع مضيفاً لنشد بأيدينا على شهداء وأسرى وجرحى ومناضلي الكلمة الحرة والصحافة الذين يواصلون دورهم الوطني في كشف زيف الاحتلال الإسرائيلي وفضحه.

وأكد القيادي في الجبهة الديمقراطية في كلمته ان استمرار إسرائيل بعدوانها على قطاع غزة والضفة الفلسطينية المتمثل بالاستيطان وجدار الفصل العنصري وتهويد القدس وهدم المنازل وطرد وتهجير السكان إضافة إلى حصار قطاع غزة، يفرض على القيادة الفلسطينية السير بخطوات نحو إنهاء الانقسام وانجاز المصالحة الوطنية بانتخابات ديمقراطية لمؤسسات الرئاسة والمجلسين التشريعي والوطني وفق مبدأ التمثيل النسبي الكامل لضمان الشراكة السياسية، والعمل على تعزيز صمود أبناء شعبنا في المناطق القريبة من الجدار والمستوطنات والمعرضة للتهويد والتهجير وإعفاء أصحاب الدخول المتدنية من الضرائب ووقف إنهاك المواطنين وإشغالهم بقضايا داخلية مثل الكهرباء والوقود وغيرها، لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

وشدد على ضرورة الإسراع بانجاز المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام وترتيب البيت الفلسطيني وتعزيز صمود شعبنا الفلسطيني وتأمين حياة كريمة له، لمواجهة مخططات وعدوان الاحتلال المتواصل ضد شعبنا في الضفة الفلسطينية والقدس وقطاع غزة، معتبراً، إن إسقاط الانقسام في الصف الفلسطيني هو المفتاح الرئيسي لرفع منسوب الربيع العربي المتسارع مع نهوض الوحدة الوطنية الائتلافية الفلسطينية القادمة. ويفتح الباب أمام توجه القيادة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن لنيل الاعتراف بعضوية فلسطين الكاملة، ومواصلة التحركات في كافة المحافل الدولية لإدانة الاستيطان وهدم جدار الفصل العنصري وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة بعدوان 1967.

واعتبر ان "إسرائيل" تخاف ربيع منظمة التحرير الفلسطينية الذي لم يأتِ بعد وشرطه إسقاط الانقسام، وهي تخاف الإرادة الوطنية الفلسطينية الموحدة، الذي يأتي مع بشائر منظمة التحرير الذي حان موسمه ... موسم الربيع الفلسطيني لشعب موحد في الوطن وعموم أماكن تجمعاته وشتاته، والذي ينبغي استقباله في أجندته المدونة (اتفاق 4 أيار/مايو 2011) في التنفيذ العملي والفعلي، في القادم القريب محسوباً بالأيام والأشهر القليلة، فهو نافذة الفرص التاريخية الفلسطينية.

واستطرد بالقول أننا من جديد نؤكد على ان المفاوضات واللقاءات الاستكشافية مع إسرائيل وصلت جميعها الى طريق مسدود وأصبحت عقيمة بلا جدوى بعد 20 عاما على توقيع اتفاق أوسلو، بفعل مراوغة إسرائيل وخداعها للرأي العام الدولي وانسياب الجانب الفلسطيني نحو تلك المفاوضات بالرغم من اعترافه أكثر من مرة أنها عقيمة ولا جدوى منها لعدم وجود مراجعة شاملة لمسار المفاوضات التي أفشلته إسرائيل والانحياز الأمريكي لها.

ورأى ان تجاوز مأزق المفاوضات الراهنة يتطلب إعادة ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي ببرنامج سياسي موحد، وانتخابات تشريعية للسلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير تقوم على التمثيل النسبي الكامل في الوطن والشتات، وتسريع إسقاط الانقسام وإعادة بناء الوحدة الوطنية، والتأكيد على الإجماع الوطني انه لا مفاوضات دون مرجعية قرارات الشرعية الدولية والوقف الكامل للاستيطان، والعمل على تعزيز صمود شعبنا بخطة اقتصادية ـ اجتماعية جديدة في صالح الطبقة الوسطى والطبقات الشعبية الفقيرة في المدينة والريف والمخيمات، ومعالجة الوضع الاقتصادي وفي تأمين الخدمات الأساسية للمواطنين والتخفيف من المعاناة التي بتكبدونها بفعل الحصار والانهيار الاقتصادي واتساع دائرة الفقر والبطالة وتردي الخدمات الصحية وانهيار النظام التعليمي وتؤكد الجبهة رفضها لسياسة فرض الضرائب الباهظة والرسوم والتحكم في توزيع المساعدات والمنح العبثية على أساس الولاء السياسي.

وأشار إلى إن برنامج العمل الملموس يتطلب تركيز التنمية ومواردها على دعم المشاريع الصغيرة، وسن تشريعات وقوانين منصفة تحدد الحد الأدنى للأجور وبما يوفر للعاملين حياة كريمة، مروراً بسن قوانين وتشريعات توفر لهم ضمانات صحية واجتماعية لائقة، وتقليص الاعتماد على المساعدات الخارجية كضرورة وطنية لصد الضغوط والابتزازات، وترشيد الإنفاق الحكومي ووقف الهدر والتبذير في مؤسسات السلطة بما فيها الأمنية وخفض الضرائب على السلع والمواد الأساسية لوقف اشتعال الغلاء، والعدالة في توزيع العبء الضريبي من خلال نظام الضريبة التصاعدية على الدخل، ومكافحة التهرب الضريبي، وأخيرا تصويب أولويات الموازنة لصالح تحسين الخدمات الأساسية ودعم الزراعة والإنتاج الوطني، مما يستدعي الإسراع بتطبيق اتفاق أيار/ مايو 2011 الموقّع من جميع الفصائل الفلسطينية تحت رعاية قيادة تمثل الفصائل جميعاً، ووقف الانفراد الأحادي أو الثنائي بين فتح وحماس.

ومضى د. أبو مدلله بالقول في هذه الذكرى الغالية على قلوبنا انطلاقة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الـ43، فصيلا فلسطينيا وأحد الأذرع الرئيسة لمنظمة التحرير الفلسطينية خاض العديد من العمليات المسلحة ضد الاحتلال، وواءم بين سياسة السلاح وسلاح السياسة ببرنامجه المرحلي "النقاط العشر" التي تبنته منظمة التحرير الفلسطينية، فقد احتلت الجبهة بفعل حيويتها الفكرية السياسية والجماهيرية والكفاحية بشكل عام، سواء في ميدان الكفاح المسلح ضد الاحتلال والاستيطان، أو في الدفاع عن الشعب والوطن والثورة، وقدمت في هذا المجال صفا واسعا من الشهداء، قادة وكوادر ومقاتلين لتشق بمواقفها طريقاً لعموم الحركة الوطنية الفلسطينية، وأجادت الجبهة الديمقراطية بخلفيتها الفكرية تقديم الحلول السياسية وخاصة في المحطات الصعبة.

وبفعل دورها الكفاحي المميز في الميادين المختلفة، أصبحت الجبهة طرفاً مؤثرا في منظمة التحرير الفلسطينية، وشكلت مواقفها في هذا السياق صمام أمان لدور المنظمة لتحتل موقعها ممثلا شرعياً ووحيدا للشعب الفلسطيني.

واستذكر القيادي في الجبهة المئات من الشهداء الذين قدمتهم الجبهة خلال عقودها الأربعة وفي مقدمتهم أعضاء مكتبها السياسي ولجنتها المركزية، عبد الكريم قيس حمد "أبو عدنان"، عمر القاسم "مانديلا فلسطين"، الحاج سامي أبو غوش، بهيج المجذوب، عاطف سرحان، خالد نزال، سعيد البطل أبو مشهور، مضيفاً أن الجبهة دفعت غاليا من حرية مناضليها الذين زج بهم في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

من جهته، أعرب الدكتور أحمد إبراهيم حماد رئيس التجمع الإعلامي الديمقراطي والمتحدث الرسمي باسم الجبهة عن سعادته بتكريم الكتاب والصحافيين على شاطئ بحر غزة المحاصرة ضمن احتفالات الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بعيد الانطلاقة المجيدة الــ 43 , "تلك الانطلاقة التي تعتبر عيدا لنا ولكل أبناء شعبنا الفلسطيني وكل التقدميين الغيورين على الحرية والعدالة والديمقراطية ورقي وتقدم الشعوب في العالم .. والجبهة الديمقراطية ما عهدناها الا منارة للفكر الديمقراطي وعنوانا للحرية ومدافعاً عن الحقوق الفلسطينية وداعيةً للوحدة الوطنية ومبادرةًً دوما لكل ما يوحد الصف الفلسطيني".

وتقدم د. حماد بالتهنئة الى قيادة وكوادر الجبهة الديمقراطية وعلى رأسها الأمين العام الرفيق نايف حواتمه بانطلاقة الجبهة، مشدداً على أهمية الدور الذي تضطلع به الجبهة في الساحة الفلسطينية. حيث أن انطلاقة الجبهة الديمقراطية أحدثت حراكاً فكرياً كبيراً في الساحة الفلسطينية، خلق حالة من التنافس الإيجابي في ميادين الفكر الثوري بين الفصائل.

وقال د. حماد في كلمته يشرفنا في التجمع الإعلامي الديمقراطي أن نلتقي بكم في هذه المناسبة الطيبة تعبيراً عن حبنا وتكريمنا لهذه الشريحة المتميزة من أبناء شعبنا التي كانت ومازالت تقف في الطليعة.... في الصفوف الأولى للذوذ عن كرامة شعبنا وأمتنا من خلال الكلمة الصادقة والمعبرة، فأهلا وسهلا بكم في هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا جميعا ، وكل عام وأنتم بألف خير.

وتحدث رئيس التجمع عن الواقع الصعب الذي مرت وتمر به المؤسسات الإعلامية كافة في وطننا مما يرخي بظلاله على العمل الإعلامي كافة، فمن الانتهاكات الإسرائيلية لحرية الصحافة في فلسطين والتي أخذت العديد من الأشكال والصور من بينها: قتل الصحفيين وإطلاق النار عليهم، والاحتجاز والاعتقال, والاعتداء على الصحفيين بالضرب, ومنعهم من الحركة والتنقل داخل الوطن, ومنعهم من الوصول إلى أماكن الأحداث, ومنعهم كذلك من السفر للخارج, ومنع دخول الصحف إلى قطاع غزة, علاوة على منع الصحفيين الأجانب من الوصول إلى قطاع غزة, وقصف المؤسسات الإعلامية.

ولم يقتصر الأمر على ذلك كما قال، بل شمل ومازال الانتهاكات التي بات يتعرض لها الكتاب والمثقفين والصحافيين، خاصة في ظل استمرار الانقسام والشرذمة السياسية بين جناحي الوطن الواحد، حتى بات لا يخف على أي مراقب تسجيل تدهور الحريات الصحفية وتقييد الحريات وملاحقة الصحفيين وتكميم الأفواه ، واستمرار عمليات استدعاءات الصحفيين وتهديدهم واعتقالهم واقتحام المؤسسات الإعلامية ما يؤرخ لحقبة سوداء في تاريخ شعبنا من ملاحقة الكلمة والحريات الصحفية والعامة هناك .

وشدد على ضرورة احترام الحريات الصحفية، وإدانة كل الممارسات التي ترتكب بحق الصحفيين الفلسطينيين، الذين يقفون دائماً في خط الدفاع الأول عن قضيتهم.

وأعلن رفض التجمع الإعلامي الديمقراطي واستنكاره استخدام الانقسام كذريعة لتعميق انتهاك الحريات العامة والحقوق المدنية والديمقراطية للمواطنين في غزة أو الضفة كما جدد رفض التجمع وتنديده بالاعتقال السياسي والتعذيب، وتقييد حرية الصحافة والتجمع السلمي والاعتداء على مؤسسات العمل الأهلي وفرض القيود على السفر خاصة للكتاب والمثقفين والعاملين في وسائل الإعلام كافة.

ومضى بالقول :رغم قناعتنا بأنه لن يطرأ انخفاض دراماتيكي على وضع الحريات الإعلامية بفلسطين بدون زوال الاحتلال الإسرائيلي وبدون وضع حد لحالة الانقسام الفلسطيني، الذي استبشرنا خيرا بعد توقيع اتفاق المصالحة بين فتح وحماس في القاهرة، إلا أن ذلك لم ولن يثنينا ليس فقط عن مواصلة جهودنا بل إلى مضاعفتها.

وأكد أن طي صفحة الانقسام ضرورة وطنية ملحة تتطلب نبذ الفرقة و الخلاف و تهيئة الأجواء لتحقيق الوفاق و المصالحة لاستعادة الوحدة الوطنية ليتمكن شعبنا من مواجهة التحديات و المخاطر التي تواجه القضية الفلسطينية و المشروع الوطني برمته داعياً إلى تعزيز الحريات الصحفية في فلسطين وإفساح المجال أمام الصحفيين للعمل بحرية وممارسة مهامهم بشكل طبيعي.

وحث المجتمع الدولي والمؤسسات والمنظمات الدولية والإقليمية ذات العلاقة خاصة اتحاد الصحفيين العرب والاتحاد الدولي للصحفيين ومنظمة صحفيون بلا حدود للعمل لوقف ما يمارس من انتهاكات بحق العاملين في وسائل الإعلام والسماح للصحفيين الفلسطينيين بحرية العمل وممارسة مهامهم الإعلامية.

ودعا فصائل العمل الوطني والإسلامي ومراكز حقوق الإنسان ومؤسسات المجتمع المدني إلى تدارس استمرار هذه التعديات، ووضع الآليات المناسبة للضغط الجماهيري من أجل وقف التعديات الأمنية على الحريات العامة وعمل المؤسسات في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وطالب باسم التجمع حكومة السلطة الوطنية الفلسطينية في رام الله وحكومة غزة باللجوء إلى العدالة واحترام سيادة القانون قبل أي إجراءات تنفيذية، داعية إلى احترام الحريات العامة وعدم المساس بحرية الصحافة والتعبير’.

واختتم بالقول :إننا في هذا اليوم المكرس للاحتفال بتكريم الصحفيين نتوجه بخالص التحية لذوي شهداء الصحافة الفلسطينية الذين دفع أبنائهم ثمنا غاليا أثناء أدائهم لواجبهم المهني ، ولكافة الصحفيين الفلسطينيين الذين ورغم المعاناة لا زالوا قابضين على أقلامهم وكاميراتهم من اجل إعلاء راية الصحافة وتحقيق رسالتها.

كما توجه بالتحية إلى الشيخ الأسير عدنان خضر الذي سجل إضافة جديدة إلى صمود الشعب الفلسطيني عامة والأسرى على وجه الخصوص باستمراره بالإضراب عن الطعام لأكثر من شهرين متتابعين، داعيا الكتاب والصحافيين ووسائل الإعلام كافة إلى تسليط الضوء بقوة على هذا الصمود الأسطوري للشيخ خضر، وكشف زيف الاحتلال الإسرائيلي.

وتخلل الاحتفال الذي بدأ بالسلام الوطني الفلسطيني فقرة من التراث الشعبي والدبكة الفلسطينية.