فياض: إرادة عدنان أجبرت الاحتلال على الانصياع لحقه في الحياة
نشر بتاريخ: 22/02/2012 ( آخر تحديث: 22/02/2012 الساعة: 15:04 )
رام الله- معا- أكد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض على أن إرادة الأسير خضر عدنان أجبرت نظام الاحتلال على الانصياع لحقه في الحياة والحرية، حيث أن قرار محكمة الاحتلال بالإفراج عنه في 17 نيسان القادم، وعدم تجديد الاعتقال الإداري له يُساهم وبقوة في تثبيت عدم مشروعية الاعتقال الإداري ومدى الظلم الذي يتم بموجبه مصادرة حرية إنسان دون أي مسوغات، ومعها مصادرة قيم العدل وحقوق الإنسان التي يُعاني منها شعبنا يومياً.
وشدد فياض على ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته القانونية والأخلاقية والسياسية بعيداً عن إزدواجية المعايير، وقال: " لقد وضعت هذه القضية مجدداً معاناة الأسرى برمتها أمام المحافل الدولية، بما يُساهم في حمل المجتمع الدولي على تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية والسياسية، وأن يتحدث بصوتٍ أكثر وضوحاً وأكثر ارتفاعاً لمعالجة هذا الملف بعيداً عن ازدواجية المعايير التي ما زالت سائدة وبما يضمن إطلاق سراح جميع الأسرى دون استثناء"، وأضاف: "لم يعد مقبولاً أن يستسلم العالم لمعاملة إسرائيل وكأنها دولة فوق القانون، وهي تستمر في اعتقال الأطفال والمرضى ونواب المجلس التشريعي، ومعهم عدد كبير من الأسرى منذ ما قبل أوسلو، معظمهم يعاني من أمراضٍ مُزمنة".
وشدد رئيس الوزرء خلال حديثه الإذاعي الأسبوعي على أن قضية عدنان نجحت في أن تفرض على نطاقٍ واسع من الرأي العام العالمي والمجتمع الدولي قضية الاعتقال الإداري الذي تُمارسه الحكومة الإسرائيلية بحق أكثر من ثلاثمائة أسير، ومنهم من أمضى سنوات في الأسر دون تهم ولا محاكمة.
وشدد رئيس الوزراء على أهمية تكامل الجهدين الشعبي والرسمي لتسليط الضوء على معاناة الأسرى وضمان إطلاق سراحهم، وقال: "أظهرت قضية عدنان أهمية الجهد الشعبي من كل أبناء شعبنا وتكامله مع الجهد الرسمي المبذول مع المجتمع الدولي وكافة المؤسسات الدولية، ومؤسسات حقوق الإنسان لتسليط الضوء على ما يعانيه آلاف الأسرى داخل سجون الاحتلال، من إهمال طبي، وعزل، ومعاملة قاسية، وعلى ضرورة إلزام إسرائيل بقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وأهمية متابعة حشد المزيد من الدعم الدولي للإقرار بحقوق الأسرى التي تضمنها لهم كافة المواثيق والمعاهدات الدولية وفي مقدمتها اتفاقيتا جنيف الثالثة والرابعة، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، بالإضافة الى اتفاقية لاهاي واتفاقية مناهضة التعذيب".
وأضاف: "ونحن إذ نتحدث عن قضية خضر عدنان ومعاناته وإصراره على نيل حريته وكرامته، فنحن نتحدث عن الآلاف من أبناء وبنات شعبنا، ولكل واحدٍ منهم قصته الإنسانية وحكايته الخاصة، فهم ليسوا مجرد أرقام كما تسعى إسرائيل إلى تحويلهم، بل إنهم بشر لهم أحلامهم وتطلعاتهم الإنسانية للعيش مع عائلاتهم، والانخراط في بناء مجتمعهم ومستقبل شعبهم".
وشدد فياض على أن قضية الأسير خضر عدنان نجحت في إبراز مكانة قضية الأسرى في السجون والمعتقلات الإسرائيلية في الضمير الوطني لكل أبناء وبنات شعبنا، وقال: " لقد أبرزت قضية الأسير خضر مدى الإجماع الوطني، لا بل ومكانة قضية الأسرى في السجون والمعتقلات الإسرائيلية في الضمير الوطني لكل أبناء وبنات شعبنا، ليس فقط كقضيةٍ إنسانية تتمثل في حرمان إسرائيل لهم من أبسط حقوقهم الطبيعية التي كفلتها المواثيق الدولية ذات الصلة، بل، وباعتبارها قضيةً وطنية وسياسية تتصل بالعنصر الأكثر سخونة وحساسية في الصراع الممتد منذ اليوم الأول للإحتلال.
وأضاف: " لقد نجحت هذه القضية، التي قرر الأخ خضر أن يحملها من خلال إضرابه عن الطعام واستخدامه كوسيلةٍ لا عنفيه، في تحريك الضمير الإنساني بأبعاده السياسية والقانونية إزاء الاعتقال الإداري ومُجمل قضية أسرى الحرية في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وقد أبرزت هذه الوسيلة مدى القوة الهائلة للاعنف التي لا يُمكن أن تُقهر في صراع الإرادات من أجل الحرية والعدالة، لا بل، وأقول من أجل الحق في الحياة وإصرار شعبنا بأكمله على نيل هذا الحق"، وتابع: "إن اختيار خضر للإضراب عن الطعام لم يكن ولو للحظةٍ واحدة، وهو الرجل المؤمن، نابعاً عن رغبته في مغادرة الحياة، بل كان تعبيراً مشروعاً وطبيعياً عن إصراره على رفض الظلم والاستبداد، وتشبُثاً بحقه وحق شعبنا في الحياة والكرامة الإنسانية كباقي البشر".
وأكد رئيس الوزراء أن قضية خضر نجحت وبالمعاني الإنسانية النبيلة التي حملتها في إبراز مدى الظلم الذي يلحق بالأسرى وذويهم وبشعبنا الفلسطيني بأكمله. كما نجحت في إعادة التأكيد على ما يوحد شعبنا الذي هب بكل أطيافه ومشاربه وفئاته دفاعاً عن حق خضر في الحرية والحياة، كما عن حق جميع الأسرى في الحرية والكرامة، وكذلك حق شعبنا في العيش حراً أبياً كريماً عزيزاً في وطنه، وفي كنف دولته المستقلة الأبية، دولة ترعى وتحمي حق أبنائها في الحياة والإزدهار والتقدم، وقال: "هذه هي الصرخة التي أطلقها خضر من خلال جسده مسلحاً بإرادته الهائلة التي سمت بقوة وعنفوان وكبرياء لتتوحد مع إرادة شعبٍ مصمم على الحياة وعلى نيل الحرية والاستقلال، وكسر قيود ظلم الاحتلال وطغيانه بحقه وبحق أسرى الحرية في سجونه ومعتقلاته".
وشدد فياض خلال حديثه على أن الوفاء لقضية أسرى الحرية، يتطلب منا، اليوم وأكثر من أي وقتٍ مضى، أن نستفيد جميعاً من الدروس التي قدمتها قضية الأسير خضر، ومتابعة الجهود لإنهاء المعاناة التي يعيشها الأسرى والأسيرات، فقضيتهم هي قضية وطنية تمس كل بيت فلسطيني. وعندما نتحدث عن هذه القضية فنحن نتحدث عن الآلاف من شعبنا ما زالوا يقبعون في سجون الاحتلال التي يقع معظمها داخل إسرائيل، الأمر الذي يشكل بحد ذاته انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي واتفاقيات جنيف.
وأشار رئيس الوزراء في حديثه إلى المعاناة والظروف الإنسانية التي يعيشها الأسيرات والأسرى الذين ما زالوا يقبعون في سجون الاحتلال، وعبر عن ثقته بأن صمودهم لن يذهب هدراً، وأشار إلى وقوف شعبنا موحداً خلف قضيتهم وحقهم في الحياة والحرية والكرامة، وقال: نُدرك مدى المعاناة التي تعيشونها، والظروف القاسية التي تمرون بها، ونحن على ثقة بأن صمودكم وإصراركم على الدفاع عن حقوقكم وكرامتكم لن يذهب هدراً فلستم وحدكم في معركة الحرية والكرامة الإنسانية"، وتابع: "إن سلطتكم الوطنية معكم، وشعبنا بأكمله يقف موحداً إلى جانبكم. وسنستمر في تحمل كامل مسؤولياتنا لحشد المزيد الدعم الدولي الكفيل بإلزام الحكومة الإسرائيلية بإلغاء الاعتقال الإداري، والاستجابة لمطالبكم، وفي مقدمتها حقكم في الحرية".
وختم فياض حديثه مخاطباً الأسير خضر عدنان وقال: "لقد انتصرت إرادة الحياة، وإن شاء الله موعدنا مع حريتك قريب، ولابنتك العزيزة معالي أقول نعم سينال والدك حريته وسيحضر لك ألعاباً كثيرة وسيخرج معك في رحلات جميلة".