الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

لنأخذ العبرة من راؤول غونزالس

نشر بتاريخ: 22/02/2012 ( آخر تحديث: 22/02/2012 الساعة: 20:51 )
بقلم: وائل رمانة


تمثيل المنتخب الوطني حلم لا يتوانى عنه أي لاعب اينما حل او ارتحل ومهما بلغ شأنه وعظم أجره.

دعوني اذكر النجم الاسباني "راؤول غونزالس" الذي كافح بقوة للانضمام الى صفوف منتخب بلاده في مونديال 2010 حيث قدم خدماته حتى لو بلمّ الكرات للمنتخب الاسباني، لذلك كل الحجج والاعتذارات والذرائع الواهية لا تمنع اللاعب الفلسطيني من الانضمام الى صفوف الوطني لا سيما وان كان لاعبا في الدوري المحلي، فلا قبول للأعذار غير تلك القاهرة!

هل وصل لاعبنا الى مستوى يجعله يترفع عن تقديم الواجب؟ ام بلغ من الشهرة والمال ما بلغ؟ ام لم يرضيه التشكيل دون شروطه المسبقة؟

بعد ان دقت ساعة التحضير للبطولة الرسمية التي يخوضها المنتخب الوطني لتقديم ما اوكل له من مهام وطنية صرفة في هذا المحفل الدولي الهام، وقبيل شد الرحال الى العاصمة الاماراتية ابو ظبي لاقامة معسكر تدريبي استعداداً للجبهة الوحيدة التي بقيت للمنتخب الوطني للقتال عليها بين الفرق الاسيوية المغمورة في كأس التحدي الأسيوي تذرع من تذرع من لاعبينا دون الاخذ بعين الاعتبار حق الشعب والوطن عليه.

ومن اجل تحقيق حلم الشعب باكمله الذي لم يتوان للحظة واحدة عن تقديم كل اشكال الدعم والمساندة لفرسان الوطن وما يحمله منتخبنا "الفدائي" من رسائل ومهمة وطنية خالصة تصل عبر المسابقات الرياضية الى العالم باسره، فان الوصول الى استراليا التي تحتضن نهائيات كأس الامم الاسيوية 2015 بات حلم كل منا عبر بوابة نيبال، وتحديدا بعد الخروج من التصفيات الاسيوية لمونديال البرازيل 2014 امام تايلند، وقد ودعنا التصفيات الاولمبية " لندن 2012" على يد البحرين ايابا، وفي مسابقة من نوع اخر خرج منتخبنا رابع الترتيب في الدورة العربية " الدوحة 2011" بنتيجة فوز وتعادل وثلاث خسائر.

أسأل: مَنْ لا يتذكر البطولة العربية العام 1999 ونضال كتيبة المرحوم عزمي نصار التي أحرزت برونزية المركز الثالث التي كانت تعي معنى المهمة الوطنية الموكولة اليها وقد جسد عناصرها ذلك، بكل وعي وانتماء، فالمرحوم نصار ابن ناصرة المسيح عليه السلام الذي لم تمنعه رجولته وكل الاعتبارات من حبس دموعه عندما حصل على الجواز الوطني الفلسطيني أثناء رحلته مع منتخبنا الى العاصمة القطرية الدوحة للعب أمام قطر في تصفيات مونديال 2002" الكوري الجنوبي والياباني.

اللاعب الذي يحمل على عاتقه شقين هامين في كل ميدان رياضي "الاول والاكثر اهمية من الفوز والتتويج بالالقاب هو القضية الوطنية العادلة والتي تحتاج الى ايصالها بكل مسؤولية ووعي واخلاق وطنية" كون التربية الوطنية تجعل اللاعب الفلسطيني سفيرا قادرا على نقل صمود وشموخ الشعب الفلسطيني الى العالم باسره، لا ان تكون مهمته محصورة باللعب والاستجمام كالاخرين فنحن لا نمتلك سوى التمسك ولو بأنصاف الفرص التي ترفع من شان الرياضة الفلسطينية بمختلف اصنافها ومسمياتها، وعلينا ان نتعلم من اخطاء غيرنا قبل ان نتعلم من أخطائنا.

اتحاد الكرة عمل بكل جدية واجتهاد وسخر الامكانات المادية والمعنوية في كل بطولة خضناها فالكل يعرف كيفية تجمع المنتخب الوطني والصعوبات التي يواجهها والتي تتذلل بجهود القائمين على اللعبة فالجميع يعول كثيرا على الكابتن جمال محمود، المدير الفني للمنتخب الوطني، وعلى فرسان المنتخب بتشكيلته الجديدة، وبما اننا نخوض الاحتراف للموسم الثاني فلا يوجد امامنا سوى التاهل الى نهائيات امم اسيا.