الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

مؤسسة "أفكار" تقدم عدة انشطة وبرامج لتعديل سلوكيات الطلبة

نشر بتاريخ: 27/02/2012 ( آخر تحديث: 27/02/2012 الساعة: 13:26 )
رام الله- معا- شهدت بداية العام 2012 نقلة نوعية على صعيد التطور البرامجي والإداري والمالي والاستراتيجي لمؤسسة أفكار للتطوير التربوي والثقافي، فقد حرصت المؤسسة ومنذ انطلاقتها على تقديم الأنشطة والبرامج ذات الضرورة والحاجة والأثر الكبير والفعال على تعديل سلوكيات الطلبة، والاستخدام الناجح لأدوات التعلم التشاركية وترافق ذلك إبرام اتفاقيات شراكة وتقديم الدعم الفني من الممولين من أجل الارتقاء بمستوى الخدمات التي تقدمها أفكار لفئتها المستهدفة.

فعلى صعيد التعاون والشراكة، كان تجاوب المدير العام للإدارة العامة للأنشطة في وزارة التربية والتعليم العالي إلهام المحيسن عالياً حيث وفرت جميع التسهيلات اللازمة لتنفيذ مشروع مسابقة منتدى الحوار والذي بدأ العمل به مع الوزارة منذ 2010 في أكثر من محافظة مستهدفين هذا العام أكثر من 55 مدرسة حكومية وخاصة موزعين على 5 محافظات لما لمسته من جدية ونوعية ومهنية عالية تميز مؤسسة أفكار في تنفيذها للمشاريع. ومن جانب آخر، أبدت الأخت المحيسن استعدادها وتعاونها مع المؤسسة في اختيار الطلبة المميزين الذين يشاركون في برنامج المنتدى ويظهرون قدرات عالية وتميز واضح في ترشيحهم لتمثيل فلسطين في أية مسابقات إقليمية ودولية.

وعلى صعيد متصل، وقعت مؤسسة أفكار اتفاقية شراكة مع المؤسسة الألمانية روزا لوكسمبورغ تقتضي بموجبها إدراج المؤسسة ضمن المؤسسات الفلسطينية الشريكة التي تتعاون معها وكذلك تقديم الدعم الفني والمادي للمساعدة في دعم وتطوير البرامج والأنشطة التي تنفذها المؤسسة للفئات الطلابية عن طريق رعاية مسابقة منتدى الحوار الفلسطيني. وقد عبر رئيس مجلس الإدارة لمؤسسة أفكار، سمير شلالدة، عن سعادته بتوقيعه اتفاقية الشراكة مثمناً دور مؤسسة روزا في دعم المؤسسات الأهلية الفلسطينية حيث ساهمت برفع وارتقاء مستوى الخدمات التي تقدم لفئات مختلفة من الشعب الفلسطيني نتيجة تدخلها منذ عدة سنين.

من جانبها، عبرت سلام حمدان ممثلة عن مؤسسة روزا لوكسمبيرج، عن سعادتها في التعاون مع المؤسسات ومنها أفكار، التي تقدم نوعية في الخدمات التي تؤثر إيجاباً في تغيير أنماط سلوكية سلبية لتحل محلها أدوات تساعد في تنمية مهارات التفكير العليا لدى الفئة الطلابية وبعيدة عن الأدوات التقليدية في عملية التعلم والتي لا تؤدي إلى أية تطور في مجال التعلم والثقافة. واعتبرت هذه الاتفاقية مؤشر نجاح وتقدم وثقة للعمل الجاد والنوعي في إحداث نوع من التغيير مع فئات الطلبة والمعلمين.

من جانب آخر، أدرج مركز تطوير المؤسسات مؤسسة أفكار ضمن 24 مؤسسة أهلية وغير حكومية من أجل تقديم الدعم الفني على صعيد تطوير المصادر والإدارة المالية وكذلك إدارة المؤسسة ضمن معايير الحكم الصالح إضافة إلى الاستخدام الأمثل لوسائل الاتصالات والإعلام والضغط والمناصرة. وبوشر العمل مع مراكز متخصصة من أجل البدء في عملية التطوير.

من ناحية ثانية، وقعت مؤسسة البعثة البابوية في القدس مذكرة تفاهم مع مؤسسة أفكار بموجبها سيتم تقديم الدعم للمؤسسة في صياغة وتقييم الخطة الإستراتيجية وتقديم الدعم الإداري للمؤسسة والعمل جاري حالياً في دراسة الاحتياجات وصياغة الأهداف الإستراتيجية ووضع لبنات البرامج الخاصة بالمؤسسة من أجل الوصول إلى خطة إستراتيجية لمدة ثلاثة سنوات. ومن الجدير ذكره بأن هذه الجزئية تشكل إحدى تجليات الشراكة والتعاون مع مؤسسة البعثة البابوية مدة 5 أعوام بدأت من العام 2009 وتستمر حتى منتصف العام 2013.

أما على صعيد البرامج والأنشطة، فقد بدأت المؤسسة المرحلة الثانية من المسابقة في 26 مدرسة ثانوية للذكور والإناث في محافظات رام الله ونابلس وسلفيت وقلقيلية والممول من مركز تطوير المؤسسات الأهلية الفلسطيني والبعثة البابوية. وتستهدف هذه المرحلة طلبة الصف العاشر علماً بأن المرحلة الأولى خصصت لطلبة الصف الحادي عشر. بدأ المشروع منذ بداية الفصل الدراسي الأول 2011/2012 ويستمر حتى نهاية تموز 2012.

وفي نفس الوقت، باشرت المؤسسة في تنفيذ المرحلة الأولى من مسابقة المنتدى والممول من المؤسسة الألمانية روزا لوكسبمورغ، وتستهدف المسابقة 108 من طلبة الصف العاشر والحادي عشر في 18 مدرسة ثانوية للذكور والإناث موزعين على محافظات رام الله وسلفيت وقلقيلية، ويستهدف المشروع أيضاً 18 معلم ومعلمة ينسقون ويشرفون على عملية تدريب الطلبة. ومن الجدير ذكره بأن المسابقات ستجرى بين مدارس المحافظة الواحدة في حين تحصد المدارس من المحافظات الثلاث المشاركة (رام الله وسلفيت وقلقيلية) التي تحصل على أعلى النتائج على المراتب الثلاث الأولى بغض النظر من أية محافظة.

يقوم برنامج منتدى الحوار الفلسطيني في المرحلة الأولى على فكرة استهداف طلبة الصف العاشر والحادي عشر في المدارس المختلفة حيث يتم تمثيلهم بمشاركة (6) طلبة موزعين على مجموعتين (أ) و(ب). تتبنى كل مدرسة موضوعين تدعم (المجموعة أ) احدهما بالدلائل والبراهين وتحاور المدرسة المتنافسة التي تبنت موقفا معارضاً بالأدلة والبراهين أيضاً. وفي الموضوع الثاني، تلعب المدرسة (المجموعة ب) الدور المعارض مدعمة نفسها بالأدلة والبراهين وتقف أمامها المدرسة المتنافسة بالتأييد. وهكذا يتم الأمر مع بقية المدارس.

أما في المرحلة الثانية، فيتم اختيار المدارس المشاركة والتي حصد طلبتها على أفضل الأداء لتنفيذ مرحلة الأداء الذاتي ولمدة عام كامل ينفذ المرحلة منسق المدرسة المختارة. وتشكل هذه المعايير الشروط اللازمة لترشيح طلبة المدارس في تمثيل فلسطين في المنظرات الإقليمية والدولية.

وفي تقييمه لمشروع المناظرة وتطورها، فقد عبر المدير العام للمؤسسة الأستاذ عودة زهران عن سعادته لسير المشروع حيث يخضع كل مرة للعديد من التقييمات والتغذية الراجعة من جميع من شارك في المشروع من طلبة ومعلمين ومدراء تربية ومسئولين في الوزارة والطاقم التنفيذي والحكام والمدربين إلى أن وصل المشروع في بداية هذا العام أي بعد مرور ثلاثة أعوام إلى ستة مراحل بعد أن كان ثنائي المرحلة.

يقسم المشروع إلى ستة مراحل: أولاً، تبدأ بإعطاء المعلمين دورة تدريبية لتوجيه طلبتهم المشاركين في فهم مبدأ المسابقة وآليات البحث العلمي واعتماد مبدأ التفكير الناقد في تحليل المعلومات ومتابعة تقدمهم في عملية البحث في مواضيع المسابقة المختارة من قبل الطلاب أنفسهم والتي بالأساس تتمحور حول السياسات العامة والقضايا القيمية ذات الجدل بين أوساط الطلبة والمجتمع، وفي المرحلة الثانية، يستهدف المنتدى الطلبة المتسابقين بتعريضهم لمفهوم الحوار ومعاييره والتفكير المنطقي، كمحور جديد أضيف هذا العام فقط حسب اقتراحات منسقي المدارس، عن طريق إعطائهم ورشة عمل، وبعدها تبدأ المرحلة الثالثة حيث يتم متابعة المنسقين والطلبة لمدة شهرين في كل فصل للتأكد من سير العمل حسب الأهداف الموضوعة. وبعدها، مرحلة الأداء، والتي تشكل ثمرة جهود الطلبة ومنسقيهم معاً في البحث العلمي والعمل الجماعي لتحقيق أفضل النتائج في المناظرة. بعد انتهاء مرحلة الأداء، وعلى هامش المشروع، يتم تنفيذ أنشطة في المخيمات الصيفية يخطط لها وينفذها الطلبة الفائزين من المراتب الثلاث الأولى.

وفي النهاية يبدأ المنسقون المختارون بتنفيذ المرحلة الذاتية حيث يباشرون بتدريب طلبة مدارسهم على فن المناظرة وعمل مسابقات بين طلبتهم وطلبة المدارس الأخرى التي تم اختيارها لهذه المرحلة.

ويهدف البرنامج إلى تعريض القيادات الشابة في المدارس والمؤسسات المجتمعية لثقافة مختلفة في الحوار مبنية على أسس علمية ومستندة إلى معلومات محكمة واحترام القيم الإنسانية والقواعد الأساسية للحوار في التعامل مع الإنسان الأخر مما ينعكس حتماً بشكل ايجابي في السياسات التنموية مع الأخذ بعين الاعتبار بأن إحداث التغير لا يمكن له أن يتحقق دون العمل في تنمية تلك القيادات باعتبارها مشروع الغد.